حصاد السينما العالمية 2006
اهم الانتاجات السينمائية العالمية لعام 2006 :
( الولايات المتحدة ) :
" بوبي"
للمخرج اميليو استفيز يروي قصة نحو 22 شخصية كانت في فندق "أمباسادور" في لوس انجليس ليلة مقتل السيناتور الأميركي روبرت كنيدي عام 1968. وقد صور في الأماكن التي جرت فيها الأحداث الواقعية، كما يتعرض للكثير من القضايا المهمة التي شغلت المجتمع الأميركي في ذلك الوقت مثل العنصرية والتمييز ضد المرأة وصراع الطبقات. وقد شارك في الفيلم شارون ستون وديمي مور وأنتوني هوبكنز وليندساي لوهان.
" بلاد المأكولات السريعة" :
هو آخر أعمال المخرج ريتشارد لنكليتر، أحد أعمدة السينما الأمريكية المستقلة، الذي نجح في استقطاب نخبة من نجوم السينما الأمريكية للمشاركة في الفيلم مثل بروس ويليس، إيثان هوك، كريس كريستوفرسون وباتريشيا أركيت. الفيلم مقتبس عن رواية للمؤلف إريك شلوسر، الذي كتب سيناريو الفيلم بالاشتراك مع المخرج. وقد حققت الرواية التي تحمل نفس الاسم مبيعات قياسية، خاصة وأنها تحاول فضح صناعة المأكولات السريعة وتأثيرها الضار على المجتمع.
تبدأ أحداث الفيلم بزيارة يقوم بها دون، مندوب التسويق لإحدى شبكات مطاعم الهامبرغر، إلى مصنع لتعبئة اللحوم للتحقق من صحة تقارير ذكرت وجود تلوث في منتجات المصنع. ولكنه يكتشف أن الأمر يتعدى ذلك بكثير، مع وجود فوضى عارمة، وطرق غير إنسانية لذبح الحيوانات (يصورها الفيلم)، إلى جانب استغلال العمالة المكسيكية المهاجرة بصورة غير شرعية لتخفيض تكاليف الإنتاج، والكثير من المخالفات الصارخة.
ينتقد الفيلم بشكل لاذع صناعة المأكولات السريعة في الولايات المتحدة الأمريكية، ويربط ذلك بالثقافة السائدة في البلاد.
"مركز التجارة العالمي" :
في تناوله لاحداث 11 ايلول، يفاجئنا المخرج اوليفر ستون، المعروف عادة بغوصه في صلب القضايا الأمريكية الشائكة عبر افلام وجه فيها سهام النقد للنظام الأمريكي في إطار مشاكسة حقيقية ، بتغليبه وتركيزه على البعد الانساني بالنسبة للسياسي.و لم يستخدم، على عادته، فيلمه هذا من أجل مواصلة معركته الأزلية ضد مثالب وأخطاء النظام الأمريكي.
و رجع الى ، أسطورة (( الناس العاديين )) حين يرتفعون في الأزمات الى ذرا البطولة ، فـ"مركز التجارة العالمي" لا يتطرق بصراحة للجوانب السياسية التي أدت إلى وقوع الهجمات، لكن ما كان يهم المخرج هو الأوجه الميتافيزيقية لهذه القصة التي ساعدت شرطيين على البقاء على قيد الحياة تحت انقاض البرجين، ومعالجته قدرة ذهن الإنسان على البقاء.
" زهرة الداليا السوداء" :
إليزابث شورت كانت في مطلع شبابها وكانت تسعى لكي تصبح ممثلة. الحال آنذاك، كما لاحقاً، كان يتطلب التعرّف إلى منتجين ومخرجين وكتّاب وممثلين واختراق الموقع المطلوب عبر العلاقات الشخصية، هذا بالطبع إذا لم تكن الممثلة قد اختيرت من على المسرح أو من على منصّة ملكة جمال أو من أمام كاميرات الموديل. في العام 1947 وجدت ميّتة. وفي البداية قيل إنها انتحرت ثم تبيّن لاحقاً انها قُتلت لكن من حينها الى اليوم لم تتم معرفة من القاتل. كتب وُضعت عن الجريمة الغامضة من بينها رواية بعنوان "الداليا السوداء" للكاتب البوليسي جيمس إلروي وقع في حبّها المخرج برايان دي بالما ووجد في هوليوود من هو مستعد لتحقيق فيلم عن تلك الجريمة "فيلم حديث يعيش عبق الماضي بتصاميم ملابسه ومبانيه وسيّاراته وأجوائه كلها.
" الجنازات الثلاث لملكياديس إيسترادا"
في تجربته الإخراجية الأولى، قدّم تومي لي جونز مشهدية إنسانية موغلة في قسوتها النفسية التي مزّقت شيئاً من الأقنعة البشرية، في سعيها إلى اكتشاف اللحظات الأجمل في هذه الحياة الواقفة عند الحدّ الفاصل بين الوهم والحقيقة. ذلك أن هذا الممثل والمنتج المتنوّع الأدوار والشخصيات السينمائية، اختبر، في فيلمه هذا، مخاض الولادة الجديدة والعسيرة للمرء من داخل رحم الموت والفراغ والعزلة والتخبّط في متاهة الدنيا واليوميات القاتلة، من خلال موت إحدى الشخصيات الرئيسة في الحبكة الدرامية، جاعلاً منه (أي من الموت) نقطة تحوّل جذري في مسار الحياة، معيداً صوغ حكاية مقتله في الرحلة الطويلة التي اتّسمت بالتطهّر الجسدي والروحي والنفسي، ليس فقط بالنسبة إليه، بل أيضاً بالنسبة إلى قاتل صديقه، الذي وجد نفسه فجأة في خضم لعبة قدرية كان له دور ما فيها، من دون أن يُدرك أن هذا الدور، غير المقصود، سيدفعه إلى تخوم الوجع الأقسى المنتهي عند فعل الندامة والاغتسال الأخير، قبل الولادة الجديدة.
" أغرب من القصة"
المخرج مارك فورستر، مستعينا بويل فاريل و ايما ثامبسون و داستن هوفمان ، يقدم هنا قصة طريفة تمزج ما بين الفانتازيا والرومانسية عن قصة رجل موظف يكتشف أنه هو موضوع قصة تكتب، لكن المفاجأة انه يمكنه أن يسمع تلك القصة، وهي تروي مما يؤثر على حياته وعمله واهتماماته وحبه هذا الفيلم، عنده عين قوية للتفصيل واحساس حاد بأنه تجربة مندفعة لكنه يتوجه الى القلب في النهاية.
" بابل " :
يحكي الفيلم على مدار ساعتين وخمس عشرة دقيقة ثلاث قصص " مترابطة" تدور أولها في المغرب وبالضبط في بعض مناطقه الجبلية البعيدة ، حيث الإهمال والتهميش والفقر. هناك في هذه المناطق المعزولة والتي يعاني أهلها شظف العيش ويتجشمون عناء البحث عن سبل الحياة وسط الأحراش والجبال، يحاول طفلان صغيران تجريب بندقية اشتراها والدهما، يطلقان رصاصة بدون هدف ولا اتجاه، لكنها تصيب سائحة أمريكية (كيت بلانشيت) التي تخوض برفقة زوجها ( براد بيت) وعدد من السياح الأمريكيين رحلة استكشاف. هذا الحادث سيولد الكثير من القلق والذعر وسط السياح، فالتأويل الذي صارت تجهر به الألسن، هو: "الرصاصة ـ قد يكون ـ أطلقها إرهابي..."، يتجه سائق الحافلة إلى أقرب قرية بحثا عن طبيب أو وسيلة لإيقاف النزيف والحد من خطورة الجرح الغائر، يأتي الطبيب ـ وسط همس بأنه طبيب بيطري ـ يشرع في خياطة الجرح بدون تخدير، مما يضاعف من آلام السيدة المصابة، ويجعل زوجها يجتهد في البحث عن هاتف للإتصال بصديق له، لكي يساعده في طلب نجدة مستعجلة من السفارة الأمريكية. في الجهة المقابلة تبحث الشرطة (المغربية) عن مطلق الرصاصة، حيث تخوض حملة اعتقالات واسعة، تخسف فيها بكل من تجده أمامها، ليذاع الخبر عبر التلفزيون ووكالات الأنباء: "إرهابي أطلق النار على سائحة أمريكية، والشرطة تجري بحثا في الموضوع"، تتوصل عناصر الشرطة إلى صاحب البندقية، ينهالون عليه بالضرب، فيعترف بأنه حصل عليها هدية من سائح ياباني، وهنا تبدأ الحكاية الثانية ، ففي اليابان يبحث ضابط شرطة عن مدير مصرف بنكي، لاستجوابه بشأن البندقية، فتقترب الكاميرا منه ومن تفاصيل حياته اليومية، خصوصا ابنته البكماء التي تعاني من إحساس فظيع بالوحدة، والتي تبحث عن الخلاص من ضغط هذا الشعورالرهيب، فترتبط بضابط الشرطة في علاقة عاطفية... وهنا تنتهي هذه الحكاية الثانية لتنبثق حكاية ثالثة ـ وأخيرة ـ تدور في كاليفورنيا، فهناك في الجنوب الغربي من أمريكا تشرع الشرطة في البحث مع شقيق المرأة المصابة "شيكو"، الذي يحاول الهرب، عن طريق الحدود "الميكسيكو ـ أمريكية"... الفيلم الذي يتخذ عنوانه من "حكاية تاريخية" والذي صور في المغرب يؤكد أن : اختلاف اللغات والثقافات البشرية، لا يلغي اشتراكهم في نفس الهواجس...
" رقم سيلفين الملكي " :
من خلال هذا الفيلم، يقدم المخرج السكوتلندي بول ماكغيغان فيلمه الثاني حول العصابات ، الى اجواء نيويورك السبعينيات، ومن خلال كوميديا سوداء عابقة بالدراما والنجوم وقصة مليئة بالشخصيات القوية المقتنعة كلها انها وحدها سيدة اللعبة المعدّة بأسلوب "البازل" والمحاكة بخيوط كثيرة تتقاطع وتتشابك لن يكشفها لنا الراوي إلا في اللحظات الأخيرة من الفيلم، ندخل عالم المصادفة والقدر والجريمة والانتقام والهويات الضائعة. الحظ لم يكن كثيرا الى جانب سيليفن (جوش هارتنت) عندما خسر في ذلك اليوم عمله وشقته واكتشف خيانة صديقته له. وكأن ما فيه لا يكفيه، حتى يتعرّض ايضا في ذلك اليوم لاعتداء وسرقة محفظته واوراقه. ولأن المنحوس منحوس، يتوجه سيليفن الى منزل صديقه نيك فيشر ليجد في انتظاره ورطة كبيرة. العدوان اللدودان زعيم عصابة السود (مورغن فريمان) ورئيس مافيا اليهود و(بن كينغسلي) يبحثان عن كبش محرقة لتنفيذ عملية انتقام وتسديد دين القاتل المأجور غودكات (بروس ويليس) الذي يلعب على الحبلين، أشار على كل منهما ان الشخص المثالي هو نيك فيشر. لكن نيك اختفى ولم يعد في الميدان سوى سيليفن.
( إنكلترا ) :
"هذه هي إنكلترا" :
يمثّل حالة شاذّة وشجاعة في السينما البريطانية المعاصرة، بقوة خطابه المضاد لإعادة صناعة العنصري والفاشي بأشكال أخرى موجّهة ضد أهداف جديدة. فالفيلم البريطاني لم يقارب مثل هذه الأوجاع السياسية منذ زمن: ، ولا ريب في أن منجز المخرج مادوز، المعروف باستقلاليته، سيفتح كوّة غير هيّنة التأثير على زملائه، للإمساك بزمام المبادرة واستعادة مجد السينما الحرّة التي أرّخت لانقلابات الخمسينيات البريطانية وستينياتها.
"الملكة" :
يتناول المخرج ستيفن فريرز، جزءا من سيرة حياة رأس العائلة المالكة البريطانية، الملكة إليزابيث الثانية، ليلقي الضوء على العديد من الأمور، حيث تتعقد فيها السياسة والعاطفة، والتقاليد والتغيير، ويكاد يختفي فيها الخط الرقيق الفاصل بين المبادئ الأخلاقية والنزعة الانتهازية.
وفي تركيزه على بضعة أيام محدودة من تاريخ بريطانيا المعاصر، بين صدمة خبر مصرع الأميرة ديانا وموكب جنازتها، يطرح فيلم "الملكة" أسئلة عدة ويكاد يوحي بإجابتها وان كان يترك هذه المهمة للمتفرج، حتى يتيح له فرصة التفاعل مع ما يراه على الشاشة، في فيلم هو أقرب إلى "الدراما التسجيلية".
" الريح التي تهز الشعير "
أتى على مستوى فني كبير يخطف الأبصار ويستولي على العقول ويلقي كين لوتش وهو سينمائي راسخ، يدرس عادة مواضيع أفلامه بدقة، ويختارها أيضا بعناية لكي تعبر عن موقفه الفكري كما انه من أكثر المخرجين البريطانيين احتراما ونشاطا في المجالين الاجتماعي والإنساني من خلال فيلمه الدرامي نظرة عميقة على نضال الجمهوريين الإيرلنديين ضد بريطانيا.
يعود لوتش في هذا الفيلم إلى أيرلندا في بداية العشرينيات من القرن الماضي، فيتعمق في تحليل موضوع الصراع وبدايات التمرد والمقاومة المسلحة المنظمة في أيرلندا ثم يصل إلى نهايات مختلفة تماما.
" موت الرئيس"
ومن فندق " شيراتون" في مدينة شيكاغو، يطلق المخرج البريطاني غابرييل راينج، الفيلم الخيالي " موت الرئيس"، والذي استعار عنوانه من كتاب المؤرخ ويليام مانشستر حول اغتيال الرئيس السابق جون كينيدي العام 1963، ويمزج فيه بين تظاهرات واقعية معادية للحرب تقاطع خطاب بوش وأخرى خيالية تُطلق فيها عليه رصاصة قناص وتلقيه أرضا في تشرين الأول (اكتوبر) 2007، أي قبل شهرين من انتهاء ولايته. وتوجه أصابع الاتهام الى المواطن الأميركي من أصل عربي جمال أبو زكري، في تناغم أيضا مع حادثة قتل روبرت كينيدي في 1968، شقيق الرئيس جون كينيدي على يد الأميركي من أصل فلسطيني سرحان سرحان.
وطوال 90 دقيقة، يأخذ راينج مشاهديه الى الأروقة الداخلية للمجتمع الأميركي، والجدل الذي يخلقه غياب بوش حول جدوى الحرب على الارهاب "والصراع ضد الشر" الذي أطلقه الرئيس بعد اعتداءات 11 أيلول 2001، اضافة الى مواضيع الحقوق المدنية وبرامج التنصت وغيرها والتي تعارضها شريحة كبيرة من الأميركيين. ويستند الفيلم المتوقع أن تعرضه الشاشات البريطانية قبل الأميركية هذا الخريف، الى خطط سابقة لاغتيال الرئيس بوش أبرزها خلال زيارته لجورجيا في أيار (مايو) 2005 وقبلها محاولة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 في كولومبيا.
" كازينو رويال " :
من المؤكد أن المتفرج يتوقع مشاهد شديدة الإثارة عندما يشاهد فيلم "كازينو رويال"، الذي يؤسس لسلسلة جديدة من مغامرات العميل السري فائق الشهرة جيمس بوند، الذي يعود هذه المرة مجسدا في الممثل البريطاني الشاب دانييل كريج، مفتول العضلات ذي الوجه المنحوت الذي لا تظهر فوقه الابتسامة إلا نادرا ويقول عنه الصحافيون السينمائيون في الغرب إنه "أول جيمس بوند أشقر"، بما يؤكد اهتماما شاذا لدى الثقافة الغربية بهذه الفوارق الشكلية بين البشر! وليطمئن المتفرج تماما أن فيلم "كازينو رويال" يمنحه العديد من مشاهد المطاردات، خاصة في بداية الفيلم ونهايته كأنهما يشكلان القوسين اللذين يصنعان "الجملة المفيدة" أو المضمون الحقيقي للفيلم، وهو المضمون الذي سوف تراه في أكثر مشاهد الفيلم غرابة وغربة عن عمل من بطولة جيمس بوند
( فرنسا ) :
" أحبك باريس " :
شارك في تحقيق هذا العمل 12 من أشهر المخرجين المخضرمين والجدد في العالم، ليلتقطوا صوراً ممتعة للحياة في أحياء العاصمة الفرنسية. يتناول الفيلم قصة حي باريسي بأسلوب شاعري مرح على خلفية العلاقات الغرامية والفراق واللقاءات المفاجئة والمواضيع السياسية، ليجسد في النهاية مدينة السحر والجمال والفن وحب الحياة
"في باريس" :
الفرنسي كريستوف أونوريه صوّر فيلمه "في باريس" على طريقة روّاد "الموجة الجديدة" الفرنسية، طارحا في أسلوب مبتكر غير تقليدي البنية والسرد فراغ الحياة في المدينة وأزمة العيش والعلاقات والعائلة، من خلال يوميات شابين (رومان دوريس ولوي غاريل) مختلفي الطباع والنظرة الى الحياة يعيشان مع والدهما (غي مارشان) الفاقد الهدف والأمل والقدرة على جمع عائلته بعدما هجرته زوجته (ماري فرانس بيزييه) ووقع ابنه البكر في اليأس والرغبة في الانتحار... رهافة السينما الفرنسية التي ألفناها مع روّادها، وخصوصا مع أعلام "الموجة الجديدة" أمثال تروفو وغودار، ماثلة في هذا الفيلم الذي يردّنا الى متعة السينما وعظمتها
"قلوب"
فيلم آلان رينيه "قلوب" أو "مخاوف خاصة في أماكن عامة" مقتبس من نص مسرحي للكاتب آلان أيكبورن وأنجزه آلان رينيه بمنطق مسرحي مصراً على أن يلحظ مشاهدو الفيلم أن ما يجرى أمامهم إنما هو عمل مسرحي مؤفلم. تعمد ذلك سواء في بناء المشاهد الداخلية أو من خلال حركة الكاميرا من الأعلى والتي أظهرت مناظر المشهد مبنية داخل الاستوديو. إنها لعبة يُشرك فيها المخرج مشاهده بأحداث الفيلم وهي في ذاته الوقت تأكيد على أن ما يجرى في المشهد إنما هو قصة أناس قد لا تختلف أسماؤهم وسحناتهم وتواريخهم عن اسم أو سحنة أو تاريخ من يشاهد العمل في تلك اللحظة.
أدى بطولة الفيلم، إلى جانب الإيطالية المبدعة لاورا مورانتي كل من أندريه دوسيليه وسابين آزيما وبيير آرديتي ولامبيرت ويلسن.
" ليس هنا مكان للحب ":
إخراج ستيفاني بريزي . قطعة فنية نادرة من السينما الفرنسية الخالصة . قصة حب مغرقة في الرومانسية بين رجل متقدم في العمر صارم وقور وفتاة على وشك الزواج من رجل آخر باهت الروح والملامح . يلتقيان في نادٍ لتعليم الرقص .. تتلاقي العيون والمشاعر والأحاسيس ولا يمكن لأي شيء أن يقف عائقا في سبيل هذا الحب الجارف إلا عندما يكتشف الرجل أن فتاته مرتبطة فيقرر أن يقطع علاقته بها وعبثا تحاول أن تبررله موقفها فقد اتخذ قراره بشكل قاطع ولكن هل سيستطيع أن يقاوم هذه المشاعر القوية وتلك المرأة التي تتفجر رقة وأنوثة وهل تستسلم هذه الفتاة لقدرها وتتزوج من هذا الرجل الممل البارد وتتخلى عن حبيبها.
"أيبريا"
شاعر السينما الاسبانية وأحد أهم مخرجي العالم كارلوس ساورا يواصل في هذا الفيلم تجاربه الجريئة بعد أن تجاوز الثمانين . كان ساورا قد أعلن عن بداية السينما الاسبانية الجديدة في عام 1959 بفيلمه الروائي الأول ( الصعاليك ) وأصبح بذلك واحدا من أهم شباب الستينيات في السينما الاسبانية . كما استطاع بعد ذلك أن يحقق شهرة عالمية ومكانة كبيرة بالعديد من الجوائز التي حصل عليها وبما قدر لأفلامه أن تحققه من إثارة للدهشة و المتعة في فيلم (أيبريا) يستخدم ساورا مقطوعات موسيقية مختلفة تشكل كل منها فصلا بالفيلم يبدأ بعنوان المقطوعة وهي جميعها للموسيقار الاسباني الشهير إسحق البينيز الذي عاش في الفترة من 1860 حتى 1909 .. يخلو شريط الصوت من أي حوار بل يكتفي بالموسيقى في معظم أجزائه باستثناء أجزاء قليلة بها أغنيات مصاحبة للموسيقى .. ويعبر ساورا بأداء بارع راقص يصاحب الموسيقى وبحركة وزوايا وإيقاعات بصرية تمتزج مع إيقاعات الموسيقى والحركة بشكل بالغ التأثير .. تعيش مع فيلم كارلوس ساورا ساعة ونصف كاملة من السينما الخالصة والاستمتاع بروعة الرقص والموسيقى ومختلف مفردات الصورة السينمائية.
(هنغاريا):
"التصبير"
في عمله الثاني، يختزل المخرج الهنغاري جورجي بالفي ، في إحدى وتسعين دقيقة، صيرورة عائلية تتشكل عناصرها من خيوط الغرابة الإنسانية نفسها، والقائلة إن مصائر البشر تقودها قوى غامضة ترسم، في نهاية المطاف، حكاية واحدة بوجوه متعددة السحن والأقدار. أما غرابتها فتكمن في تأريخ الفرد ذاته، الذي يتبع، بمنهجية سحرية، إرث الأوائل، ويتلبّس نزعاتهم (وإن اختلف الرداء)، ليشكل نواة عائلة «تصبِّرها» (أي تحنّطها) الأعراف ودورة أفلاك جيلية. هذه الكلمة الأخيرة هي الشرك الذي يقود فيه فيلم بالفي مشاهده النبيه إلى أرفع قدر من المتعة.
بالإضافة إلى جماليته البصرية في التقاط النبض الإنساني والنزاعات الروحية والنفسية وتصويره لقطات عدّة، يطرح هذه التساؤلات في سياق حوارات مصقولة جيداً، ولقاءت مشغولة بحرفية لافتة للنظر.
( ايطاليا ) :
" النمر والثلج" .:
الممثل والمخرج روبرتو بينيني الذي يجسد الفكاهية في ذروة مظاهرها. يقدّم في الفيلم الإيطالي "النمر والثلج" متعة كوميدية وسياسية فائقة. يدور الفيلم عن الحب المفقود. عن ضحايا الكره والظلم والعبثية التي تطل من بين أنفاس المتحاربين..
"التمساح":
إخراج: ناني موريتي . برونو (سيلفيو أولاندو ) منتج على شفير الإفلاس وفي سبيله لطلاق زوجته (مرجريتا باي) الممثلة السابقة في أفلام تجارية. يحاول إنقاذ نفسه من الإفلاس عبر البحث عن سيناريو فيلم ناجح. وبعد أن تطرق الكاتبة تيريزا (جاسمين ترينكا) الباب مرة تلو المرّة ينتبه إلى أن المشروع التي تحاول حثّه على إنتاجه وإسناد الإخراج إليها هو بالفعل المشروع الذي ينتظره. المشروع كوميديا حول شخصية برلسكوني. وهنا يقطع الفيلم الذي أمامنا بين المشاهد التي يحاول المنتج التسلل إلى النجاح من خرم الإبر وبين شخصية السياسي الذي خطف إيطاليا في الانتخابات قبل الأخيرة. هذا بالطبع مروراً بالمداولات التي تقع بين المنتج وبين محيطيه الخاص (مع زوجته) والعام (مع عدد من الذين تعامل معهم من قبل).
مع تقدّم الفيلم مشهداً وراء آخر يتّضح أن النية لا تخلو من حسنات. طبعاً سيسجّل لهذا الفيلم معاداته للسياسة اليمينية التي جسّدها برلسكوني وكيفية وصوله إلى السُلطة، لكن - وعلى مستوى أقل- سيُذكر هذا الفيلم بأنه العمل شبه الوحيد هذه الأيام الذي طرح صعوبة إنجاز أفلام مثله. أفلام لها موقف ووجهة نظر والكوميديا التي فيها لا تنبع من أي مناسبة رخيصة بل من مواقف ساخرة.
( تشاد ) :
" سنوات الجفاف ".
فيلم المخرج التشادي محمد صالح هارون يعرض حالاً تكاد تتشابه مع حالات مثيلة لها في العالم الثالث نتجت من سنوات الحرب الأهلية أو القمع والحكم العسكريين. وينطلق الفيلم في لحظة إعلان الحكومة (التشادية) عما سمته بـ " العفو العام" الذي برأ ساحة مجرمي الحرب الأهلية ومسح حقوق الضحايا.
( الصين ):
"حياة ساكنة ":
فيلم للمخرج الصيني جيا زانكجي نال جائزة الأسد الذهبي في مهرجان "فينيسيا" يتأمّل ويومض بالملاحظات ولا يفتقر لقدر من المرح الذي لا يفسد جديّة الطرح. الشيء الوحيد الذي يحتاجه الفيلم لُحمة أفضل بين اللقطات. إنه يحاول أن يقول بالصورة من دون أن يكون لديه، في الدراما، ما يكفي طرحه. قصة رجل يبحث عن امرأته السابقة وابنته اللتين لم يرهما من ستة عشر عاماً وامرأة تبحث عن زوجها الذي لم تره من عامين. والقصّتان لا تلتقيان لكنهما تقعان في نهر "دونغ" حيث تقع الأحداث وحيث أخرج زانكجي فيلماً تسجيلياً عنه يعرض في اليوم التالي
( ايران ) :
" يوم اصبحت امرأة " :
هو الفيلم الاول للمخرجة مرضية مشكيني، وهي والدة المخرجة الشابة سميرة مخملباف وزوجة المخرج الايراني الشهير محسن مخملباف، والذي درست الاخراج على يده في مدرسة السينما الخاصة به، وعملت مساعدة له في عدة افلام قبل ان تخرج هذا الفيلم الذي حاز على اكثر من جائزة في المهرجانات السينمائية، ومحسن مخملباف هو ايضا كاتب السيناريو لهذا الفيلم.
محور الفيلم هو وضع المرأة في ايران من خلال ثلاث حكايات متتالية ومتداخلة في آن ترصد وقائع من حياة ثلاث اناث تجسد كل منهن مرحلة عمرية تبدأ من سن الطفولة حتى المشيب.
(جنوب افريقيا ) :
''سوتسي'':
الفيلم الجنوب إفريقي ''سوتسي'' الفائز باوسكار من إخراج وتأليف جافين هود ويلعب بطولته بريسلي شوينياجاي في دور مجرم متحجر المشاعر يتعلم فجأة قيمة الحياة عندما يضطر لرعاية طفل قام باختطافه. وقال هود لدى استلامه الجائزة ''ليبارك الله إفريقيا، ربما تكون أفلامنا تنطق بلغة أجنبية، ولكن قصصنا مثل قصصكم تدور حول قلب الإنسان ومشاعره''. والفيلم مقتبس من رواية كتبت في الخمسينيات وتدور حول تأثير نظام الفصل العنصري على نفوس السود في جنوب إفريقيا. وبعد استئذان المؤلف، قام هود بتحديث القصة لتصور جنوب إفريقيا في مرحلة ما بعد نهاية العنصرية وكذلك العنف الذي يختفي تحت السطح، ولكن هود أصر أيضا على أن هدفه هو سرد رواية أخلاقية عالمية. وتتحدث شخصيات الفيلم بلغات الهوسا والزولو والافريكانية
مهرجانات سينمائية
( مهرجان لندن ):
لمناسبة احتفاله بيوبيله الذهبي عرض مهرجان لندن السينمائي أهم ما أنتج في خمسين دولة العام الحالي، بحيث وصلت عروضه الى 181 فيلماً روائياً طويلاً و131 فيلماً قصيراً وتسجيلياً و "تحريك"، منها أربعة أفلام في عرضها العالمي الأول و32 فيلماً كعرض أوروبي أول الى جانب 128 فيلماً تعرض للمرة الأولى في انكلترا. لهذه المناسبة أيضاً عرض المهرجان في صورة استثنائية، خمسين فيلماً من "أفلام مفاجأة" في خمسين دار عرض وهو أكبر قدر من هذه النوعية يعرض في مهرجان دولي حتى الآن. كما استضاف المهرجان أكثر من أي وقت مضى نخبة من ألمع نجوم السينما العالمية ومخرجيها المألوفين لدوراته السابقة في الوقت ذاته الذي استضاف بالاهتمام والحماسة نفسهما مخرجين موهوبين جدداً عرضوا على شاشاته أعمالهم المميزة الأولى وناقشوها مع جمهور المهرجان.
( مهرجان كان):
منحت جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان التاسع والخمسين للمخرج البريطاني كين لوش عن فيلمه 'الرياح التي تهز الشعير' فيما منحت جوائز أفضل أداء جماعي لممثلات " عودة" للاسباني المودوفار وممثلي "'السكان الأصليين" للجزائري رشيد بوشارب فيما اعتبر سابقة في تاريخ المهرجان. ونال 'الجائزة الكبرى' المخرج الفرنسي برونو ديمون عن فيلم " فلاندر".
( الاوسكار ):
جاء فوز ''الصدام'' Crash للمخرج بول هاغيس بأوسكار أفضل فيلم بالدورة الـ 78 لجوائز الأوسكار ليصب مباشرةً في مصلحة السينما المستقلة ضئيلة الموازنة السابحة خارج الأفلام الضخمة والانتاجات هائلة الامكانيات.
وفاز الممثل فيليب سيمورهوفمان ، بجائزة أوسكار أحسن ممثل عن تجسيده بمزيج من الغرابة والعمق والاحساس العالي لشخصية واحد من اكبر الكتاب استفزازاً للقيم الأميركية في النصف الثاني من القرن العشرين الكاتب البارع ولكن المتناقض ترومان كابوتي في فيلم ''كابوتي'' بينما فازت الممثلة ريز ويذرسبون بجائزة أوسكار أحسن ممثلة في دور رئيسي عن تجسيدها لشخصية المغنية جون كارتر في فيلم '' سر مستقيما''
محمد عبيدو
العودة.. من أفلام «اسبانيا»
فى فيلم "العودة" للمخرج الاسباني الشهير بيدرو ألمودوفار. تعيش ريموندا "بينيلوبى كروز" في مدريد مع ابنتها باولا "يوهانو غوبو" وزوجها باكو، الثمل دائماً "أنتونيو دي لا تور". انفصلت عنها أختها سول "لولا دوناس" وبدأت تعمل سراً في صالون تصفيف الشعر للنساء. فقدت الأختان أبويهما في حادثة حريق في "لامانشا" بمسقط رأسيهما منذ سنين مضت. وبقيت عمتهما باولا في القرية حيث استمرت في الحديث عن أختها إيرينا "كارمن مورا" وهي أمهما معاً وكأنها لا تزال حية. وعندما تموت الخالة الكبيرة يتغير الموقف ويعود الماضي وهنا تكمن فكرة الفيلم بطريقة مليئة بالغموض والترقب والتشويق والإثارة.
كانت ريموندا تعتقد أن خالتها بدأت تخْرف حينما أخذت باولا تتحدث عن أختها المتوفاة آيرينا والتي تأتيها مثل شبح وتقوم برعايتها. لا تأخذ ريموندا الأمر بجدية، وحينما تعود الى مدريد تجد أن هناك مصيبة أخرى تنتظرها، إذ أن زوجها باكو، الثمل دائماً قد حاول الاعتداء على ابنتها باولا، وبينما كانت هذه الأخيرة تدافع عن نفسها قتلته في لحظة غضب عمياء، وحينما أفاقت من هول الصدمة حاولت أن تنظف المكان من آثار الجريمة، وسعت للتخلص من الجثة المسجاة، وبينما هي منهمكة في هذا الشأن يظهر شبح والدتها آيرين حيث يساعدها ويخفف عنها الصدمة القوية. تحتار رياموندا فيما ترى أمام عينيها المشوشتين، وهي لا تعرف إن كان ما تراه حقيقة أو مجرد وهم من جراء الصدمة المهولة التي أثرت عليها الى الدرجة التي جعلتها تصاب بالخرف هي الأخرى مثل خالتها باولا، غير أن شبح أمها لا يتراءى لها حسب، بل لأختها سول أيضاً.
الشيطان يلبس ثوب البرادا.. من أفلام الولايات المتحدة
احداث الفيلم تدور في الوسط الصحفي النسائي الاميركي ويركز على العلاقة بين الصحفية الشابة الساذجة "اندريا "(آن هاناواي)التي تعمل مساعدة ثانية للطاغية "ميرندا" (ميريل ستريب) وتوكل رئيستها اليها ان تحصل على نص آخر كتاب من هاري بوتر قبل ظهوره لكي ترسله الى باريس الى اولاد رئيستها في طائرة خاصة تقلع في الثالثة فجراً، وذلك في الوقت الذي تمنع عاصفة، الطائرات العامة من الاقلاع ، وميريل ستريب، في دورها كطاغية متحكمة، تبدو رائعة، بشعر فضي وقصة قصيرة وبملابس فخمة من رأسها حتى اخمص قدميها، الحذاء من Cerci ثمنه خمسون الف دولار، وطبعاً كرئيسة لمجلة نسائية للموضة اسمها "Rene way" لا تتعامل فقط مع الصحفيات الشابات، ولكن ايضاً مع العاملين في اوساط الموضة، خصوصاً العارضات النحيلات.
اقتربت صناعة السينما الأمريكية بدرجات متفاوتة من عالم الأزياء والموضة وعروضها لكنها ربما تكون المرة الأولى التي يكرس فيلم من الأفلام كل أحداثه للغوص في هذا العالم البراق الجذاب من الخارج ليكشف لنا عن داخله الذي يموج بالصراعات والتنافس العنيف حيث تصعد أسماء وتختفي أسماء لأسباب لا يعرفها إلا صناع الموضات والعارضات ويكشف الفيلم عن التحكم المضني لصناع الموضة في العارضات واحجامهن وطريقة حياتهن وتدور أحداث الفيلم حول مجلة من مجلات الموضة تتحكم في مصير العاملين والعاملات في هذا المجال وعن العلاقة بين مدير هذه المجلة وأجمل العارضات في عالم الموضة في مدينة نيويورك.
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد