دمشق تطلع متقي على طلب ساركوزي
علم ان المسؤولين السوريين سينقلون الى وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي في المحادثات التي تجري اليوم في دمشق، طلب الرئيس نيكولا ساركوزي تقدم «ادلة» تؤكد الموقف الايراني بعدم وجود مساع الى امتلاك برنامج نووي عسكري بهدف «نزع فتيل الأزمة» مع الغرب.
وكان متقي وصل مساء امس الى دمشق لإجراء محادثات صباح اليوم مع الرئيس بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم، على ان يلتقي لاحقا بعض قادة المنظمات الفلسطينية المقيمين في دمشق. ويعتقد ان محادثات متقي مع المسؤولين السوريين ستتضمن اطلاعه على نتائج زيارة الأسد لباريس وتطورات المحادثات غير المباشرة بين سورية واسرائيل والاوضاع في لبنان.
وقال مسؤول سوري رفيع المستوى امس ان الجانب السوري «سيبحث في كيفية العمل مع ايران لنزع فتيل التوتر في الملف النووي من خلال العمل على ايجاد حل سياسي لهذا الملف»، علماً ان هذه المحادثات تأتي قبل لقاء مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وكبير المفاوضين الايرانيين علي جليلي السبت.
وكان ساركوزي طلب من الاسد العمل لدى طهران كي تقدم «ادلة وليس نيات» على انها لا تسعى الى برنامج نووي عسكري. وقال المسؤول السوري ان الجانب الفرنسي «يقرأ الامور عكس دول اخرى، اذ انه يريد الاستثمار في العلاقة السورية - الايرانية لنزع فتيل التوتر في الملف النووي لأنه يريد اعادة دور فرنسا الفاعل والمتفاعل في جميع قضايا المنطقة». وزاد: «ما يحتاج اليه الغرب هو ان تقوم ايران بطمأنته من ان البرنامج النووي سلمي، وما تحتاج اليه ايران هو الشعور بالطمأنينة بعدم وجود نيات عدوانية ضدها»، مشيرا الى ان المحادثات السورية - الايرانية اليوم «ستتضمن بحث كيفية القيام بذلك».
وعلم ان محادثات الاسد مع ساركوزي تناولت كيفية مساهمة الجانب الفرنسي في «رعاية» المفاوضات السورية - الاسرائيلية وتقديم مساعدات فنية خلال المفاوضات وعسكرية في الترتيبات الامنية المقررة بعد توقيع اتفاق السلام. وقالت مصادر ديبلوماسية فرنسية لـ «الحياة» ان ساركوزي ابلغ وزارة الخارجية بضرورة تزويد الجانب التركي بمساعدة فنية وبخرائط تتعلق بحدود سورية تحت الانتداب الفرنسي، وذلك لأن ترسيم حدود 4 حزيران (يونيو) للعام 1967 يختلف عن الحدود الدولية بين سورية وفلسطين التاريخية في العام 1923 التي تعرف بحدود نيو - كامبيه. واتفق ايضا بين دمشق وباريس على «التنسيق» في شأن المفاوضات غير المباشرة، بحيث يطلع الجانب السوري فرنسا على آخر تطوراتها.
وتتناول محادثات متقي في دمشق آخر التطورات في العلاقات السورية - اللبنانية ذلك قبل توجه المعلم الى بيروت لتوجيه الدعوة الى الرئيس ميشال سليمان بهدف بدء عملية بحث مراجعة الاتفاقات القائمة وتذليل العقبات القانونية والاجرائية لإقامة علاقات ديبلوماسية بين دمشق وبيروت.
إبراهيم حميدي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد