دمشق: كلينتـون تشـجّع المعارضـة علـى إسقاط النظام ومؤيدو الأسد يحشدون صفوفهم

13-10-2011

دمشق: كلينتـون تشـجّع المعارضـة علـى إسقاط النظام ومؤيدو الأسد يحشدون صفوفهم

شهدت دمشق أمس تجمعا حاشدا للسوريين دعما لإصلاحات الرئيس السوري بشار الأسد ورفضا للتدخل الخارجي و«إدانة ما يدعى بالمجلس الانتقالي في اسطنبول وعملائه»، فيما شجعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المعارضة على مواصلة التظاهر والتقارب مع «الأقليات» وذلك بعد إقرارها بأن «مجموعات عديدة في سوريا لم تقبل بعد فكرة أن حياتها ستصبح أفضل من دون الأسد»، مضيفة «هناك الكثير من الأقليات قلقة»، مراهنة على انضمام الأكراد إلى المحتجين.
وتجمع مئات آلاف الأشخاص في ساحة السبع بحرات وسط دمشق تلبية لدعوة وجهها موالون للأسد عبر صفحة «وطني سوريا» على موقع «فيسبوك». وقال المنظمون على صفحتهم إن هذه المسيرة تهدف إلى «دعم الوحدة الوطنية والتضامن مع أهالي الشهداء وتقديم شكر لروسيا والصين ووقفة واحدة ضد المؤامرة على سوريا». وأكدوا أنهم يريدون «إدانة ما يدعى بالمجلس الانتقالي في اسطنبول وعملائه». وقدرت «رويترز» و«اسوشييتد برس» عدد المتظاهرين بعشرات الآلاف، فيما أشارت الأخيرة إلى أن التجمع كان ضخما جدا مقارنة بتظاهرات المعارضة. وقدرت «سانا» عدد المتظاهرين بأكثر من مليون شخص «في مشهد يعبر عن وحدة الشعب السوري وتأكيده على التمسك بالقرار الوطني المستقل ورفض التدخلات الأجنبية في شؤون سوريا الداخلية».
ومن النشاطات التي أعلن الناشطون عنها «توجيه رسالة شباب سوريا إلى الخارج بأنه يريد الإصلاح تحت قيادة الرئيس بشار الأسد وتوجيه رسالة شباب سوريا إلى زعماء المؤامرة باللغتين الانكليزية والعربية والبوصلة ستبقى فلسطين».
ورفع المشاركون في التظاهرة في دمشق لافتات كتب عليها «الشعب والجيش معك يا قائد الوطن»، و«سوريا بلدنا والأسد قائدنا»، وأعلام سوريا والصين وروسيا وصورا للرئيس السوري. وعلقت على واجهة المصرف المركزي، الذي يشرف على الساحة، صورة عملاقة للأسد واعلام لروسيا والصين. وحلقت فوق المسيرة مروحية تعلق فيها شخص يحمل العلمين الروسي والصيني.
وعلت في المسيرة الشعبية، مع أصوات الموسيقى والأغاني الوطنية، هتافات «يا للعار يا للعار باعوا ليبيا بالدولار» و«يللا يللا يا بشار، بدنا نكمل المشوار» و«نازلين بالملايين لعيون روسيا والصين». وكتب مشاركون على علم صيني عملاق باللغتين العربية والصينية «الحياة مبدأ وموقف وأنت أهل الوفاء في المواقف، شكرا للصين الصديقة». ورفعت لافتات كتب عليها «ساركوزي فاقد للشرعية» و«أوباما فاقد للشرعية».
إلى ذلك، قال رئيس هيئة الأركان العامة العماد فهد جاسم الفريج، خلال تمثيله الأسد في حفل تخريج دفعة من طالبات الكلية العسكرية للبنات في دمشق، إن «أهداف المؤامرة التي تتعرض لها سوريا بدأت تتكشف جليا يوماً بعد يوم، عبر محاولة زعزعة أمنها واستقرارها وتفتيت اللحمة الوطنية لأبنائها وإراقة المزيد من دماء شعبها وقواتها المسلحة وإغراقها بالفوضى الهدامة تنفيذاً للمشروع الصهيوني الأميركي المرسوم للمنطقة، وذلك بإسقاط سوريا وبالتالي هدم الحصن الأخير في قلعة الصمود والممانعة».
وأضاف أن «سوريا أثبتت قدرتها على مواجهة الضغوط والتحديات مهما كان مصدرها وأيا كانت أهدافها، لأنها تستند في ذلك إلى إرث كبير من النضال الوطني والقومي يمكنها من التعامل بحكمة وروية مع كل المستجدات والأحداث الطارئة، مستندة بذلك إلى وعي أبناء شعبها وبسالة جيشها الوطني المسلح بعقيدة وطنية وقومية راسخة وقيادة شجاعة وحكيمة للرئيس الأسد الذي يقود مسيرة الإصلاح والتطوير بما يخدم مصالح الشعب ويصون كرامة الوطن ويحفظ حقوق الأمة».

وكررت كلينتون، في مقابلة مع «اسوشييتد برس»، القول إن واشنطن ستواصل ضغوطها على الأسد من اجل «التنحي»، لكنها رفضت التكهن بمدة ذلك. وأعربت عن دعمها للمعارضة السورية، لكنها شددت على انه «لا يزال أمامها الكثير من العمل داخليا لتصبح حركة معارضة شاملة تمثل تطلعات الأقليات في سوريا». وقالت «لم تقبل مجموعات عديدة في سوريا بعد فكرة أن حياتها ستصبح أفضل من دون الأسد»، مضيفة «هناك الكثير من الأقليات قلقة».
وحثت كلينتون «المعسكر المعارض للأسد على الإبقاء على تظاهرات غير عنفية والتقارب مع الأقليات»، معبرة «عن تفاؤلها بان الموجة تنقلب ضد الحكومة السورية»، مشيرة إلى اغتيال المعارض الكردي مشعل تمو الأسبوع الماضي، موضحة ان مقتل تمو «يبدو انه أطلق الشرارة لدى إحدى المجموعات التي كانت على الطرف نوعا ما».
لكن كلينتون أكدت انه لا يمكن لواشنطن تسريع هذه العملية، موضحة «لا يمكن تسريعها من الخارج. الرسالة الوحيدة التي تصل بصوت عال وواضح من جميع من يعمل مع المعارضة، انهم لا يريدون تدخلا خارجيا».
الى ذلك، نقلت صحيفة «تركيا» التركية عن مصادر غربية قولها إن الاستخبارات التركية تقف وراء اغتيال تمو. وأضافت «إن عملية الاغتيال جاءت ردا على العملية التي قامت بها الاستخبارات السورية والقبض على الضابط السوري حسين هرموش».
وأضافت المصادر «أن أنقرة أرادت من وراء عملية الاغتيال تحقيق هدفين بضربة واحدة، حيث تخلصت من معارض كردي بارز وألقت التهمة على السلطات السورية، وبالتالي زيادة الاحتجاجات ضد السلطات السورية في شمال سوريا بعد الهدوء الذي ساد المنطقة».

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في القاهرة، إنه تجري الآن مشاورات بين وزراء الخارجية العرب من أجل عقد اجتماع لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لبحث الموقف في سوريا، لكنه أوضح انه لم يتلق طلبا حتى الآن من أية دولة عربية لعقد الاجتماع.
وأضاف أن «جامعة الدول العربية تتابع باهتمام وقلق بالغين ما يدور من أحداث في سوريا، ويؤسفها استمرار العنف والقتل»، مشيرا إلى «قرار مجلس جامعة الدول العربية الوزاري الأخير الذي طالب بتحقيق وقف شامل وفوري لإطلاق النار وجميع أعمال العنف في سوريا مهما كان مصدرها، والذي مضى عليه شهر ولم يتحقق أي تقدم بهذا الصدد».
وأكد «استعداد الجامعة لمواصلة جهودها واتصالاتها مع الحكومة السورية ومختلف أطراف المعارضة السورية من اجل التوصل، وتحت رعاية الجامعة العربية أو بمساعدتها، إلى صيغة تضمن تحقيق الوقف الفوري لجميع أعمال العنف، والبدء بحوار وطني شامل يفضي إلى تحقيق طموحات الشعب السوري وتطلعاته في التغيير والحرية والإصلاح السياسي، وبما يمكن سوريا من تجاوز الأزمة الراهنة بصورة سلمية».
وحول إمكانية استقباله لوفد من «المجلس الوطني السوري»، قال العربي إنه «سبق له استقبال شخصيات من المعارضة السورية في مقر الأمانة العامة، وفي ظل الظروف الراهنة التي تعيشها سوريا والدور المنوط بجامعة الدول العربية للمساعدة على إيجاد حل للأزمة السورية، فإنه من مسؤوليات الأمين العام عقد لقاءات مع من يراه من الشخصيات السورية المعارضة أو غير المعارضة، طالما أن مثل هذه الشخصيات أو الأطراف المعارضة تمارس العمل السياسي السلمي، ويمكن أن يكون لها دور على طاولة الحوار الوطني السوري الشامل المنشود».

وقال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في مقابلة مع قناة «الجزيرة»، إن «المجلس الوطني السوري خطوة مهمة. انه لمصلحة سوريا إذا استطاعت الحكومة السورية الجلوس والتفاهم معه على نوعية دستور جديد يحفظ للأمة السورية توازنها وتبني مستقبلها من جديد». وأضاف «اعتقد أن هذا يكون جيدا، واعتقد أن هذا المجلس له تقريبا شرعية من المحتجين الآن في سوريا».
وأضاف الشيخ حمد «هناك تحرك عربي إزاء ما يحدث في سوريا». وتابع إن «المطلوب الآن هو إيقاف القتل وإيجاد مجال للناس لتناقش أمورها بين بعضها البعض، وتبتعد عن عملية القتل شبه اليومية».
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» بثت أمس، أن ما يجري في المنطقة من تطورات يدل على أن الولايات المتحدة تحاول أن تبذل جهودا من اجل التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ومنها سوريا «التي يستخدمون فيها بعض الجماعات المسلحة من اجل خلق فلتان امني وزعزعة للأمن والاستقرار».
وأضاف مهمانبرست «إن ما يجري في سوريا خطير جدا، وان تلك الدول تسعى إلى خلق ظروف تساعدها على شن هجوم عسكري على سوريا كما فعلوا في ليبيا، وبالطبع لن نقبل بذلك أبدا». وكرر رفض طهران كافة أشكال التدخل الخارجي التي قد تؤدي إلى تأزم الوضع في المنطقة برمتها. وقال «إن الإصلاحات التي بدأت في سوريا مرشحة لتحقيق نتائج ايجابية».
واعتبر المعارض السوري ميشال كيلو، في باريس، أن على المعارضة تجنب الانقسامات التي تصب في صالح الأسد، خاصة بين ناشطين من داخل البلاد وخارجها. وأكد أن «اللجنة الوطنية للتغيير الديموقراطي» المعارضة لا تريد تدخلا أجنبيا مشابها لما يحدث في ليبيا، لكنه اعتبر أن على الأمم المتحدة تبني قرار يسمح للمراقبين بمتابعة أحوال المدنيين وحمايتهم.
وقال رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون، في مقابلة مع قناة «فرانس 24»، إن الدول الغربية لا تبذل جهودا كافية للضغط على روسيا حتى تغير موقفها من سوريا، ويجب أن تفعل المزيد لدعم المعارضة، معبرا عن أمله في أن يحظى المجلس باعتراف الدول الأوروبية بمجرد استكمال هياكله.
ونقل بيان لوزارة الخارجية البريطانية عن المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الوزارة اليستر برت قوله، بعد اجتماعه مع رئيس «المجلس الوطني الانتقالي» برهان غليون في باريس، «إن تشكيل المجلس الوطني يعبر عن خطوة إيجابية للتقريب بين ممثلي المعارضة السورية في الخارج»، مضيفا «أن غليون تحدث عن أهمية تكوين رؤية مشتركة من أجل مستقبل سوريا، وخطة حول كيفية التحرك السلمي لإيجاد بديل للنظام السياسي». وأشار إلى «أهمية مشاركة كافة أطياف المعارضة في هذا المجلس حتى يصبح المجلس ممثلا لجميع أطياف المعارضة السورية على اختلاف انتماءاتها».

وأعلن المحامي ميشال شماس أن القضاء قرر الإفراج بكفالة عن المعارض وليد البني المتهم بالتحريض على التظاهر وإثارة النعرات الطائفية. وكانت قوات الأمن اعتقلت وليد البني ونجليه مؤيد وإياد، من منزله في مدينة التل في ريف دمشق في 6 آب الماضي قبل أن تطلق في وقت لاحق سراح نجليه.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بيان انه «سمع صوت انفجار ضخم قرب مفرزة امن الدولة في مدينة دوما في ريف دمشق ترافق مع انتشار امني كثيف في شوارع المدينة وفرض حظر للتجوال» من دون ان يذكر اي تفاصيل عن الانفجار ولا عن اي خسائر بشرية او مادية قد تكون نجمت عنه.
وذكرت وكالة «سانا» ان «الجهات المختصة في محافظة حمص اشتبكت أمس (الاول) مع مجموعة إرهابية مسلحة كانت تحتجز ضابطاً طيارا برتبة مقدم منذ 10 أيام في أحد المزارع في منطقة تل الشور ما أدى لمقتل 3 مسلحين وإصابة عدد منهم ومصادرة أسلحة متنوعة، وتحرير المقدم». واضافت «فككت وحدات الهندسة في محافظة دير الزور عبوة مصنوعة محلياً ومعدة للتفجير عن بعد كانت موضوعة جانب إحدى المؤسسات الحكومية وسط مدينة الميادين».

المصدر: السفير+ وكالات

التعليقات

بالنتيجة بزعل كتير على غليون يا جماعة, أنتو حطوا حالكم محله, اسمه غليون وهو مو ملحق يكون عقب سيجارة مطفي عالآخر ومرمي بالأرض وصاير مداس للكل.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...