طيّارو كوبا ما قبل الثورة: رحلات سرية لنقـل 150 ألف يهـودي إلى فلسـطين

19-10-2010

طيّارو كوبا ما قبل الثورة: رحلات سرية لنقـل 150 ألف يهـودي إلى فلسـطين

يوماً بعد يوم تنكشف أسرار الأساليب الملتوية التي اعتمدتها الحركة الصهيونية لتوطين اليهود في فلسطين. وفي هذا الإطار، نشرت صحيفة «خوفينتود ريبيلدي» الكوبية، أمس الأول، تفاصيل رحلات جوية سرية قام بها طيارون كوبيون في مطلع الخمسينيات لنقل عشرات الآلاف من اليهود إلى الأراضي المحتلة خلال فترة لم تتجاوز العامين.
وتحت عنوان «طيارون كوبيون في الأرض المقدسة» كشفت الصحيفة الناطقة باسم الشبيبة الشيوعية الكوبية عن «حقيقة ظلت طي الكتمان طيلة 60 عاماً»، رواها المؤرخ المتخصص في شؤون الطيران رولاندو مارّون دوكي دي استرادا، الذي تحدث عن استخدام الصهاينة خمسة طيّارين كوبيين لنقل 150 ألف يهودي من العراق وإيران والهند واليمن في رحلات جوية مكثفة إلى الأراضي المحتلة، وذلك خلال الفترة الممتدة بين العامين 1951 و1952، اي في الفترة التي سبقت انتصار ثورة فيدل كاسترو.
ويشير مارّون إلى أنه بعد قيام دولة إسرائيل في العام 1948 تسارعت وتيرة الهجرة اليهودية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تدفق مئات الآلاف من اليهود الأوروبيين إلى الدولة العبرية، بالنظر إلى التسهيلات التي كانت الدول الأوروبية تقدمها للمنظمات اليهودية في ما يتعلق بالهجرة إلى إسرائيل. لكنه يوضح أنّ الوضع بالنسبة ليهود الدول العربية والإسلامية كان مختلفاً، فالحكومات العربية كانت تمنع هجرة اليهود إلى فلسطين عبر الطرق البرية، فضلا عن أن السيطرة المصرية على قناة السويس جعلت من الطريق البحرية خياراً مستحيلاً.
وعلى هذا الأساس، يضيف مارّون، بدأت إسرائيل تفكر في وسائل أخرى للقيام بـ«عمليات إجلاء جوية ضخمة». وبما أنه كان من المستحيل أن تحط أي طائرة تحمل العلم الإسرائيلي في المطارات العربية، فقد كان الحل تنفيذ هذه الخطة من خلال شركات طيران تابعة لدولة محايدة.
وبذلك وقع الاختيار على كوبا، التي كانت قبل انتصار ثورة فيدل كاسترو الحديقة الخلفية للولايات المتحدة في أميركا اللاتينية. أما سبب اختيار هذه الدولة دون سواها، فمردّه إلى الصداقة التي كانت تجمع بين مسؤول في البعثة التجارية للدولة العبرية في نيويورك برجل الأعمال الكوبي نارسيسو روسيو اوتيرو، الذي عيّن رئيساً لمجلس إدارة شركة الخطوط الجوية «انتركونتينونتال اييريا دي كوبا»، التي اسست خصيصاً لتنفيذ هذه الخطة، متخذة من هافانا واجهة لممارسة نشاطها، فيما تم اختيار نيقوسيا مقراً لفرعها في الشرق الأوسط.
وبحسب مارّون، فقد تألفت الوحدة الأساسية التي كلفت تنفيذ هذه المهمة «الضخمة والمعقدة» من خمسة طيارين، تولوا نقل نحو 115 ألف يهودي من العراق و25 ألفاً من إيران وبضع مئات من الهند واليمن.
ويشير المؤرخ الكوبي إلى أن القواعد الجوية التابعة لسلاح الجو البريطاني، وخاصة في عدن والشارقة، شكلت محطات مهمة في هذه العملية، لاسيما في ما يتعلق بالرحلات الطويلة (على غرار الرحلة بين مومباي ومطار اللد)، وحالات الهبوط الاضطراري.
وبحسب مارّون فإنّ وتيرة هذه الرحلات تراجعت بشكل ملحوظ ابتداء من العام 1952 بعدما استكمل الطيارون نقل غالبية اليهود من البلاد العربية إلى الدولة العبرية، وقد جرى بعد ذلك استخدام هذه الطائرات لرحلات الشحن بين باريس وروما وامستردام وزيوريخ ولندن واثينا ووجهات أخرى.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...