عصابة النفط الأمريكية والضربات المتوقعة ضد إيران
الجمل: يفيد تقرير(ماديسون)الاستخباري الصادر في واشنطن، بأن المسؤولين الكبار في الحكومة والمخابرات الأذربيجانية، أصبحوا يتوقعون قيام الولايات المتحدة الأمريكية بمهاجمة إيران في القريب العاجل.
ومن بين الحيثيات والمؤشرات في هذا الاتجاه، أن كارتيل بوش- تشيني النفطي قد قام بإرسال السفير الأمريكي السابق بأذربيجان استانلي إسكوديرو، كـ(مبعوث شخصي خاص) إلى العاصمة الأذربيجانية باكو، وذلك من أجل (عملية خلق الانطباع) بين المسؤولين الأذربيجانيين حول أهمية دعم وتأييد الهجوم الأمريكي ضد إيران.
عمل (استانلي اسكوديرو) كسفير لأمريكا في أذربيجان خلال الفترة من عام 1997م إلى عام 2000م. وتمثل أذربيجان نقطة البداية في خط أنابيب (باكو- تبليس- سبهان) لنقل النفط من جوف بحر قزوين إلى سواحل (جنوب شرق المتوسط التركية).
رينوها ريتش السفير الأمريكي الذي خلف اسكوديرو بأذربيجان، تم استدعاءه بوساطة الحكومة الأمريكية بعد تورطه في المزيد من فضائح التعامل بالدعارة والبغاء حيث ثبت اشتراكه في تجارة البنات والصبايا، من خلال شبكة تصدير البنات الأذربيجانيات إلى بعض البلدان الأوروبية الغربية، والولايات المتحدة.
وقد تم إخضاع السفير الأمريكي لدى أذربيجان هارتيش هذا إلى تحقيقات مكثفة بوساطة مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI).
اسكوديرو (السفير الأمريكي السابق لدى أذربيجان)، أصبح يعمل حالياً رئيساً لشركة أمريكية (مقرها في باكو العاصمة العاصمة الأذربيجانية).. وتختص بتقديم الـ(استشارات) للشركات النفطية الأمريكية العاملة في أذربيجان، كذلك يعمل هذا الــ(سفير السابق) عضواً في غرفة التجارة الأمريكية- الأذربيجانية، والتي كان رئيسها في إحدى المرات السابقة (ريتشارد ارميتاج) ومستشارها العام (ابن جيمس بيكر) وزير الخارجية الأمريكي السابق، وأيضاً من مستشاري هذه الغرفة الرئيسيين هنري كيسنجر وبرينت سكوكروفت، جون سنونو، وجيمس بيكر، إضافة إلى ريتشارد بيرل.
الضربات الأمريكية المتوقعة ضد إيران تحدث انطلاقاً من ثلاثة جهات:
• من اتجاه أذربيجان- جورجيا: وذلك بسبب التعاون الوثيق بين هاتين الدولتين مع أمريكا، ووجود الكثير من التسهيلات العسكرية للقوات الأمريكية في أراضي هاتين الدولتين، وعلى الأغلب أن ستستهدف الاعتداءات الأمريكية العاصمة طهران، والمفاعل النووي الموجود في المناطق القريبة من بحر قزوين.
• من اتجاه الجنوب الغربي: وذلك بالانطلاق إما من القواعد الأمريكية في الخليج، أو من العراق، وغالباً ما ستستهدف المفاعل النووي في جنوب غرب إيران، والمنشآت النفطية في الخليج الفارسي.
• من اتجاه الشرق والجنوب الشرقي: وذلك بالانطلاق من أفغانستان أو باكستان، ولكن هذا التوقع ضعيف بسبب بعد المسافة، والمعارضة الشديدة بوساطة الحكومة الباكستانية لضرب إيران, خوفاً من انفجار السخط والمعارضة الشعبية.
وعموماً نقول: على أية حال، إذا كانت السياسة هي فن الممكن، فإن الممكن للإدارة الأمريكية هو فن المغامرة، مهما كانت احتمالات النجاح قليلة. وعلى ما يبدو، فإن النتائج الميدانية لمسرح المواجهة العسكرية الجارية حالياً في جنوب لبنان، هو الذي سيحدد الخطوة الأمريكية القادمة إزاء إيران. وحالياً تشير التطورات في الشرق الأوسط إلى أن إيران سوف تكون خلال شهر من الآن، إما في مواجهة العدوان الإسرائيلي- الأمريكي، أو في مواجهة العقوبات بوساطة الأمم المتحدة، أو المعدة بوساطة (إسرائيل- أمريكا)، وبالمقابل على ما يبدو أيضاً، فإن إيران قد رتبت أمورها جيداً لمواجهة ليس أحد الخيارين فحسب، بل وكلاهما معاً.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد