ما هي مهمات القوات الدولية في مستقبل الأزمات اللبنانية؟

07-07-2007

ما هي مهمات القوات الدولية في مستقبل الأزمات اللبنانية؟

الجمل:  جاءت القوات الدولية إلى لبنان لكي تحل الأزمة، حسب ما هو معلن في قرار مجيئها، ولكن ما هو غير معلن، أصبح واضحاً الآن، وهو أن القوات الدولية قد جاءت لتعقد أزمة لبنان وتضيف لها المزيد من الأزمات الجديدة.
• الجوانب المؤسسية:
كان عدد القوات الدولية الموجودة حتى شهر تموز 2006م حوالي 2200 عنصراً، ولكنه بلغ في نهاية الأسبوع الماضي حوالي 13700 عنصراً، وسوف تتواصل الزيادة ليصل العدد الكلي إلى 20 ألف عنصر.
وحالياً تتمركز هذه القوات في جنوب لبنان في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية- الإسرائيلية والواقعة جنوب نهر الليطاني،
• توسيع مهام القوات الدولية واستراتيجية خلق الذرائع والمبررات:
قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقريره الأخير بأن مجلس الأمن الدولي قد قرر أن يعزز ويقوي قوات اليونيفيل المجودة في لبنان، وذلك من أجل خلق (بيئة استراتيجية عسكرية وأمنية جديدة في جنوب لبنان)، وتحدث بان كي مون عن انتهاكات الطيران الإسرائيلي اليومية للأجواء اللبنانية والتي تتراوح ما بين 18 إلى 32 طلعة يومياً، وقال: إن الإسرائيليين قالوا له بأن هذه الطلعات ضرورية لأن الجنود الإسرائيليين مازالوا محتجزين في لبنان حتى الآن.
• الانتقال من المعلن إلى (غير المعلن):
الجملة التي وردت في تقرير بان كي مون، المتعلقة بإنشاء البيئة الاستراتيجية العسكرية الأمنية الجديدة في جنوب لبنان هي جملة لها الكثير من الدلالات والتداعيات الخطيرة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
- إن هذه البيئة لا يمكن، بل ومن المستحيل أن تكون حصراً مقيدة بجنوب لبنان، وذلك لأنها كما قال الأمين العام بيئة (استراتيجية)، وبالتالي لما كان جنوب لبنان يرتبط ببقية لبنان، فإن هذه البيئة لابد لها أن تمتد إلى بقية لبنان حتى تكون استراتيجية.
- إن هذه البيئة الاستراتيجية، والتي سوف تمتد لبقية لبنان، نجد أن صفاتها العسكرية والأمنية لابد أن يتم إسقاطها أيضاً على بقية لبنان.
- ولما كان ما هو عسكري يرتبط بالضرورة بما هو أمني، فإن استخدام الوسائل العسكرية في مواجهة القضايا والمسائل الأمنية الموجودة ضمن هذه البيئة هو عين ما قصد إليه حديث السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون.
• بناء النماذج الاستراتيجية الأمنية:
من المعلوم بحسب نظرية تحليل النظم، وتطبيقاتها على القضايا المتعلقة بالأمن، فإن النموذج أياً كان نوعه يتكون من مدخلات ومخرجات وتغذية عكسية.
• مدخلات النموذج الأمني اللبناني الجديد:
سوف يكون أبرز هذه المدخلات التفسيرات الغامضة التي سوف يقدمها خبراء مجلس الأمن الدولي للقرارات الدولية الصادرة بشأن لبنان، وسوف يجدون سهولة كبيرة في إدخال كل ما يريدونه ضمن هذه التفسيرات خاصة وأن نصوص القرارات الدولية قد كتبت وفقاً لمنهج الظاهر والباطن الذي اشتهر به الفيلسوف اليهودي ابن ميمون في كتابه الشهير (دليل الحائرين).
واستناداً إلى (علم الباطن) فإن مدخلات هذا النموذج سوف تتضمن على الأقل الآتي:
- نشر القوات الدولية على طول الحدود السورية اللبنانية.
- القيام بعمليات تمشيط واسعة في (جنوب لبنان) ومنطقة (بعلبك) دون غيرهما.
- القيام بعمليات تمشيط وتفتيش دقيقة حول المخيمات الفلسطينية، وترك الجيش وقوى الأمن الداخلي تقوم بإكمال المهمة داخل هذه المخيمات، وذلك تفادياً لقيام القوات الدولية باعتقال عناصر الجماعات الإسلامية، والذين قد لا يترددون كثيراً في الاعتراف للقوات الدولية بأنهم يقيمون في هذه المعسكرات تحت سمع وبصر وعلم وموافقة الحكومة اللبنانية، وبأنهم يتلقون مرتباتهم من سعد الحريري، وتصلهم بانتظام (إكراميات الست بهية).. وهي معلومات سوف تؤدي إلى انكشاف بقية القصة من أولها، والتي بدأت بالمخابرات الباكستانية وطائرات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وغير ذلك.
- سوف تتدخل القوات الدولية وفقاً لاستراتيجيتها الجديدة في القضايا المتعلقة بـ(التخطيط الأمني اللبناني) بحيث تتولى هذه القوات الجزء الأكثر أهمية في الملفات الأمنية، وربما لا تترك لقوى الأمن اللبنانية شيئاً تقوم به سوى قضايا النشالين، وغير ذلك من الجرائم العادية.
- حكومة السنيورة بكاملها سوف يتم انتزاعها من سياق السيادة اللبنانية وإدماجها ضمن سيادة (البيئة الاستراتيجية والعسكرية الأمنية الجديدة) التي سوف تشرف عليها قوات اليونيفيل.. وذلك بحيث يصبح قائد قوات اليونيفيل يقوم بنفس الدور والمهام التي كان يقوم بها اليهودي الأمريكي الجنرال غاردنر في العراق، وعندها سوف لن يصبح الفرق كبيراً بين السنيورة ونوري المالكي، طالما أن الثاني يعمل تحت توجيهات قائد القوات الأمريكية، والأول يعمل تحت توجيهات قائد قوات اليونيفيل.. وللتوضيح أكثر نقول بأن مخطط البيئة الاستراتيجية العسكرية الأمنية الجديدة التي تم إعدادها للتطبيق في لبنان، هو مخطط يتماثل بقدر كبير إلى حد التطابق مع (خطة تأمين بغداد).. ونفس ما ظلت تقوم به القوات الأمريكية في بغداد سوف تقوم به قوات اليونيفيل في لبنان.. وإذا كانت الإدارة الأمريكية قد ألزمت نوري المالكي بدعم ومساندة خطة تأمين بغداد لأنها تهدف لإقامة بيئة استراتيجية عسكرية أمنية جديدة في العراق، فإن السنيورة سوف لن يجد خجلاً في مساندة مخطط البيئة الاستراتيجية العسكرية الأمنية الجديدة التي سوف تقوم بتطبيقها قوات اليونيفيل في لبنان، حتى لو كان قائد قوات اليونيفيل هذا يتلقى تعليماته عبر الحدود الإسرائيلية- اللبنانية، وبواسطة ضباط الارتباط التابعين للموساد.
معالم الأزمات الجديدة التي سوف تتم إضافتها للأزمة اللبنانية سوف لن تكون معالم ساكنة، بل سوف تتميز بالحيوية والديناميكية في تهيئة (البيئة الجديدة) من أجل التوسع في المزيد نم الأزمات بحيث تؤدي كل أزمة تلقائياً إلى الأزمة التالية لها وذلك على غرار المثل القائل (أزمة تلد أخرى..).


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...