محاولات إقليمية لإفشال مهمة أنان ودمشق تطالب المسلحين بضمانات موثقة لوقف العنف

09-04-2012

محاولات إقليمية لإفشال مهمة أنان ودمشق تطالب المسلحين بضمانات موثقة لوقف العنف

كما كان متوقعاً، اصطدمت مساعي مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان لحل الأزمة السورية بتعنت حكام تركيا والسعودية وقطر وأزلامهم في «معارضة اسطنبول» وما يسمى «جيشها الحر» الذين رفضوا التعاون مع جهوده في تأكيد جديد لحجم العداء الذي تتعرض له سورية نتيجة مواقفها وموقعها وتاريخها.
وفي حملة تصعيدية تشابه تلك التي كانت تتعرض لها سورية عشية كل استحقاق، بدأت الأصوات تعلو هنا وهناك بحثاً عن ضغط أو تهديد أو وعيد وبحثاً بشكل خاص عن تدخل عسكري خارجي لطالما دعت إليه «معارضة اسطنبول» في سعيها لقتل أكبر عدد ممكن من السوريين.
وفي جديد التصعيد الإقليمي والدولي ما اعتبره البعض أن يوم الغد الموافق العاشر من نيسان هو آخر أيام وجود القوات العسكرية السورية في المدن والبلدات مهددين «بإجراءات» و«بيانات» و«إدانات» وسط حملة تشكيك بنيات سورية ناسين أو متناسين أن من وافق على خطة أنان هي سورية ومن بادر إلى البدء بسحب القوات هي سورية، ومن يتفاوض الآن لنشر مراقبين لوقف إطلاق النار في مبنى وزارة الخارجية هي سورية، وكل ذلك دون أن تحصل على ما وعد به المبعوث الأممي كوفي أنان من ضمانات من تركيا والسعودية وقطر والمعارضة بوقف إطلاق النار ووقف تسليح وتمويل المعارضة والمضي في حوار سياسي لوضع حد للأزمة.
وفي هذا الإطار أصدرت وزارة الخارجية السورية أمس بياناً توضيحياً ذكرت فيه أن «مداخلات أنان أمام مجلس الأمن التي صدر على أساسها البيان الرئاسي الأخير، فسرت وكأن سورية أكدت أنها سوف تسحب قواتها من المدن ومحيطها بتاريخ 10 نيسان».
وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية والمغتربين جهاد مقدسي في بيان أن «مثل هذا التفسير خاطئ ولاسيما أن أنان لم يقدم للحكومة السورية حتى الآن ضمانات مكتوبة حول قبول المجموعات الإرهابية المسلحة لوقف العنف بكل أشكاله واستعدادها لتسليم أسلحتها لبسط سلطة الدولة على كل أراضيها وكذلك ضمانات بالتزام حكومات كل من قطر والسعودية وتركيا بوقف تمويل وتسليح المجموعات الإرهابية».
وحسب مصادر في الخارجية فإن سورية وضعت بالفعل خطة لبدء سحب قواتها من المدن التي باتت آمنة لكن لن ينتهي هذا الانسحاب قبل أن يأتي أنان بالضمانات، وقالت المصادر إن دمشق بدأت فعلاً بسحب عدد من قواتها وأبلغت أنان بذلك وهو يدرك جيداً ما تقوم به سورية من جهود وهناك اتصالات مستمرة بين وزير الخارجية وليد المعلم وأنان لوضعه في تفاصيل ما يحصل في الداخل السوري وعلى الصعيد الإقليمي.
وأكدت المصادر أن سورية ملتزمة بالخطة الموضوعة وتنتظر من أنان أن يوفي بوعوده.
وأمس دعا أنان في بيان له نشرته وكالة الأنباء الفرنسية الحكومة السورية والمعارضة المسلحة إلى وقف أعمال العنف بحلول الساعة السادسة من يوم الخميس بتوقيت دمشق تماشياً مع خطته الرامية إلى إنهاء الأزمة السورية.
لكن رياض الأسعد قائد ما يسمى «الجيش السوري الحر» رفض تقديم ضمانات مكتوبة لوقف العنف في البلاد.

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية وليد المعلم مساء اليوم إلى موسكو يرافقه نائبه فيصل المقداد وعدد من المسؤولين في الوزارة لإجراء مباحثات حول آخر التطورات على الساحة السورية والإقليمية.
وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن هذه المباحثات ستتناول «التطورات المتعلقة بمهمة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية كوفي أنان».
وفي حديث صحفي لوكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس»، أوضح السفير السوري في موسكو رياض حداد أن هدف زيارة المعلم هو مواصلة المشاورات مع روسيا فيما يتعلق بالأزمة السورية وطرق الخروج منها.

من جهتها صعَّدت الحكومة التركية من وعيدها وتهديداتها لتمارس ضغوطاً على المبعوث الأممي، وفي محاولة جديدة لإفشال مهمته واصل رجب طيب أردوغان بإطلاق تهديدات جوفاء باتخاذ ما وصفها بـ«الإجراءات» في حال عدم التزام سورية بمهلة أنان، وسط معطيات عن وجود مخطط تركي لافتعال أزمة «لجوء إنساني» كذريعة لإنشاء منطقة عازلة على الحدود مع سورية.
وهاجم رئيس حزب العمل دوغو برينتشك بشدة أردوغان، وقال في مقال صحفي له إن أردوغان مشارك في سفك الدم السوري من خلال دعم المسلحين، مؤكداً أن الأحداث في سورية بدأت باستشهاد المئات من عناصر الأمن والجيش على يد مجموعات إرهابية تم تشكيلها من قبل المخابرات الأميركية والإسرائيلية والتركية بمشاركة قطرية.
ومن طهران، تمسكت عُمان بمواقفها وأعلن وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية أحمد بن يوسف الحارثي رفض بلاده دعوات آل سعود وآل ثاني إلى تسليح المعارضة في سورية، مؤكداً أن ما يجري فيها مختلف عن مصر وتونس، حيث تساند أغلبية السوريين الرئيس بشار الأسد، وتحدث الاضطرابات في مناطق حدودية.
وميدانيا ظلت الأوضاع ساخنة في بعض المدن والمناطق السورية، حيث تمكنت الأجهزة المختصة أثناء ملاحقتها للمجموعات المسلحة بحي دير بعلبة في مدينة حمص من قتل عدد من المسلحين بينهم الملقب «أبو علي عسكر» وإصابة آخرين، كما ألقت القبض على ما لا يقل عن 20 مسلحاً ومطلوباً بجرائم مختلفة.
وشهدت مناطق «القصير، الرستن، الحولة، الحصن» انتشاراً كثيفاً للمسلحين، وانفجرت عبوة ناسفة بعدد من عناصر الجيش في منطقة القصير ما أسفر عن استشهاد ثلاثة منهم وإصابة خمسة آخرين وأدى انفجار عبوة ناسفة أخرى في نفس المنطقة إلى استشهاد ثلاثة مدنيين وجرح مواطن رابع.
وفي مدينة إدلب، تمكنت الأجهزة المختصة من قتل وإلقاء القبض على عدد من المسلحين وخاصة في منطقة أريحا وجبل الزاوية وريف معرة النعمان الغربي، أما مدينة سرمين التي دخلتها وحدات الجيش مؤخراً، فقد شهدت عودة عدد من المجموعات المسلحة إليها وبدءها باستعراض قوتها على سكانها من خلال تعطيل نشاطها الرسمي والسكاني.
ومالت حماة أمس إلى الهدوء الأمني ولم يسمع مواطنوها أي دوي لانفجار عبوات ناسفة أو رشقات من العيارات النارية، ولم يعكر صفوها سوى العثور على أربع جثث في حي الأربعين.

المصدر: الوطن

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...