مستقبل الصراع بين العربية السعودية وإيران

20-01-2007

مستقبل الصراع بين العربية السعودية وإيران

الجمل:    أصدر مركز دراسات القوة والمصلحة من مقره في العاصمة واشنطن اليوم تحليلاً حمل عنوان (تقرير استخباري موجز: تزايد التوترات بين إيران والعربية السعودية).
يقول التحليل: إن التطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط تشير وتظهر قوة النفوذ المتزايدة لإيران، وحالياً يرى المحللون الغربيون أن إيران متورطة بالانخراط في ثلاثة صراعات شرق أوسطية، رئيسية:
• صراع حزب الله- إسرائيل: وفي هذا الصراع تقدم إيران دعماً غير محدود لحزب الله الشيعي، الذي تعتبره خط الدفاع الأول ضد مشروع الهيمنة الإسرائيلية على منطقة الشرق الأوسط.
• الصراع الإسرائيلي الفلسطيني: وفي هذا الصراع تقوم إيران بدعم حركات المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، وبالذات حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
• الصراع العراقي: وفي هذا الصراع تقوم إيران بدعم الحركات الشيعية الموجودة في جنوب العراق، وبالذات جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، وفيلق بدر التابع لعبد العزيز الحكيم.
كذلك يقول التحليل: إن إيران، إضافة إلى هذه الصراعات، تقوم بالانخراط في تطبيق برنامج نووي مثير للجدل، تهدف من ورائه إلى الحصول على الأسلحة النووية، على النحو الذي يعزز ويقوي مركز إيران كلاعب رئيسي في المنطقة يتمتع بالنفوذ الإقليمي المسنود والمعزز بأسلحة الدمار الشامل على النحو الذي يعادل ويكافئ تماماً القوة النووية الإسرائيلية.
خلال السنوات القليلة الماضية، عملت إيران على بناء العديد من التحالفات والروابط مع بعض دول العالم والمنظمات العالمية والدولية التي تتقاسم وتتشارك مع إيران، وجهة النظر التي تقول وتطالب بضرورة تغيير وتعديل التوازن الاستراتيجي الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.
وقد أدت التحولات الجديدة في الاستراتيجية الإيرانية بالمقابل إلى حدوث عملية استقطاب موازية في خارطة تحالفات الدول والقوى السياسية الشرق أوسطية، وفقاً لكتلتين رئيسيتين:
• دول وقوة تنظر لإيران باعتبارها تمثل حليفاً استراتيجياً وشريكاً سياسياً هاماً في المنطقة، وهي:
- الدول: سوريا، السودان، اليمن، ليبيا.
- القوى والحركات: حزب الله، حركة حماس، حركة الجهاد الإسلامي، المعارضة المصرية، المعارضة الأردنية، الميليشيات العراقية الشيعية في جنوب العراق.
• دول وقوى تنظر لإيران باعتبارها تهديداً استراتيجياً رئيسياً في المنطقة، وهي:
- الدول: السعودية، الكويت، قطر، الإمارات، عمان، الأردن، مصر، تونس، المغرب.
- القوى والحركات: تحالف قوى 14 آذار اللبناني، الميليشيات والفصائل الكردية، الميليشيات العراقية السنية في وسط وغرب العراق.
تعتبر السلطات السعودية الأكثر اهتماماً في منطقة الخليج بملف صعود القوة الإيرانية، وعلى المستوى المعلن، نجد الكثير من التصريحات الصادرة بواسطة الزعماء الوهابيين الدينيين تقول محذرة بأن القوى الإيرانية المتصاعدة سوف تشكل تهديداً بالغ الخطورة للمصالح السعودية الحيوية في المنطقة، إضافة إلى التهديدات الإضافية الأخرى التي سوف تفرضها إيران على كل من الوضع السعودي الداخلي، ونفوذ السعودية في بلدان العالم الإسلامي.
الصراعات الداخلية في السعودية حول الملف الإيراني، بدأت في الصعود إلى السطح، والظهور، ومن أبرز المعالم الدالة على ذلك واقعة استقالة الأمير تركي الفيصل من منصبه كسفير للسعودية في واشنطن، وذلك بسبب موقفه المعتدل إزاء الملف الإيراني، وهو موقف ظل يشدد باستمرار على ضرورة اعتماد الحوار البنّاء بدلاً من المواجهة في التعامل مع إيران.
من أبرز المعالم الواضحة في الوضع السياسي الجاري حالياً داخل السعودية نجد الآتي:
- الانتقادات المتزايدة داخل المؤسسة الدينية الوهابية.
- الصراع على كراسي السلطة والنفوذ السياسي بين  أعضاء العائلة المالكة.
- عدم قدرة حكومة الرياض على السيطرة على التطورات الإقليمية والتي من أبرزها: تصاعد قوة إيران، تزايد الصراع والعنف العراقي، تزايد الوجود العسكري الأجنبي في منطقة الخليج.
الخطاب السياسي الثوري الإسلامي، الذي أصبحت نغمته تتصاعد بقدر أكبر هذه الأيام في إيران، ظلت تنظر إليه السعودية باعتباره يمثل امتداداً لحركة المقاومة والرفض التاريخية التي ظل يمثلها الشيعة في مواجهة سيطرة تحالف العائلة الحاكمة والمؤسسة الدينية الوهابية على مقاليد الأمور في المملكة العربية السعودية، وبقية منطقة الخليج.
كذلك تسعى العائلة السعودية المالكة والمؤسسة الدينية الوهابية إلى اتخاذ المزيد من إجراءات الحذر والاحتراس إزاء المجتمع الديني السعودي الشيعي الذي يشكل حوالي 15% تقريباً من إجمالي الشعب السعودي، كذلك على المستوى الإقليمي الخليجي ظل تحالف العائلة المالكة والمؤسسة الدينية الوهابية يعمل باتجاه:
• عدم السماح للشيعة في الكويت وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة وعمان بالحصول على أي مزايا سياسية تعطيهم وزناً يؤثر على عملية صنع واتخاذ القرار السياسي في منطقة الخليج.
• دعم الحركات السنية العراقية في مواجهة الحركات الشيعية العراقية المدعومة إيرانياً.
• دعم الجهود الأمريكية الهادفة إلى تجميع تحالف عربي ضد إيران وسوريا في المنطقة، بحيث ينظر لإيران باعتبارها تمثل خطراً في المنطقة، وينظر إلى سوريا وحزب الله وحركتي حماس والجهاد باعتبارها تمثل التطرف في المنطقة.
جيوبوليتيكاً يقول التحليل: إن المواجهة السعودية- الإيرانية، أصبحت أكثر تمدداً بحيث أصبح يغطي نطاقها منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وبشكل خاص تزداد حدة المواجهة السعودية- الإيرانية في: الملف اللبناني، الملف العراقي، الملف الفلسطيني، العلاقات السياسية العسكرية الأمنية الأمريكية- السعودية.
وأخيراً يمكن القول بأنه على الرغم من الخطاب الرسمي الإيراني والسعودي الذي يركز على عموميات العلاقة الإيرانية- السعودية، والاعتبارات الإسلامية الرامية إلى التعاون الإيجابي، فإن ما يبدو بوضوح أن هذا الخطاب هو خطاب شكلي لا علاقة له بالتطورات الميدانية الجارية حالياً على الأرض والتي أصبحت تنذر بدنو لحظة المواجهة العسكرية التي باتت في الخليج العربي وشيكة الحدوث ضد إيران.
ويرى معظم المحللين بأن السعوديون أصبحوا يلعبون دوراً كبيراً في التصعيد الجاري حالياً ضد  إيران بسبب اندماج السياسة الخارجية السعودية بالكامل ضمن السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية الموالية لإسرائيل.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...