من يهز ذيل الكلب الميت

19-03-2009

من يهز ذيل الكلب الميت

الجمل: تشهد الساحة السياسية الأمريكية اهتماماً متزايداً بدبلوماسية خط دمشق – واشنطن وعلى هذه الخلفية بدت التحليلات السياسية – الدبلوماسية تظهر بشكل متواتر واللافت للنظر أن التحليلات الأمريكية المتعلقة بدبلوماسية خط واشنطن – دمشق لم تعد شأناً يخص كبريات الصحف الأمريكية اليومية مثل نيويورك تايمز أو واشنطن بوست وإنما هي تحليلات تمارس حضورها القوي في مراكز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية الرئيسية التي تلعب دوراً في إعطاء الدبلوماسية الأمريكية الشرق أوسطية عمقها المعرفي والفكري.
* ماذا تقول آخر التحليلات:
نشر الموقع الإلكتروني التابع لمركز ستراتفور الاستخباري الأمريكي اليوم تحليلياً من إعداد الخبير الأمريكي فريدمان حمل عنوان «سوريا والحملة الدبلوماسية الأمريكية» تطرق إلى النقاط الآتية:
• ثناء دمشق على الرئيس أوباما باعتباره يلتزم بكلمته لقيامه بـ:
- إغلاق معتقل غوانتانامو.
- إحراز التقدم في ملف الانسحاب من العراق.
• تعبير دمشق عن رغبتها في القيام بالوساطة على خط واشنطن – طهران.
• استعداد دمشق لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل إضافة إلى اهتمام دمشق بظاهرة صعود قوى اليمين الإسرائيلي.
• رغبة دمشق في لقاء أوباما لجهة إجراء المحادثات الجادة.
هذا، ولما كان الخبير فريدمان من أصدقاء إسرائيل والمطالبين باستمرار إعادة إنتاج القطيعة على خط واشنطن – دمشق، فقد حاول من خلال تحليله تفسير النوايا السورية إزاء الإدارة الأمريكية الجديدة، بما يتيح وضع نوايا دمشق في سياق غير سياقها الحقيقي، والهدف من ذلك هو دفع الإدارة الجديدة لقراءة نوايا دمشق ضمن أكثر السياقات المعرفية والإدراكية تضليلاً.
* تحليل فريدمان ولعبة إعادة إنتاج سياقات النوايا السورية: إلى أين:
يقول الخبير فريدمان أنه ولعدة سنوات خلت ظلت دمشق أكثر اهتماماً بالتحقيق في عملية اغتيال رفيق الحريري وأضاف فريدمان قائلاً أن دمشق قد سحبت قواتها من لبنان بسبب الضغوط وفي الوقت نفسه كانت القوات الأمريكية تقوم ببعض العمليات العابرة للحدود السورية.
دخلت دمشق في محادثات مع إسرائيل عبر وساطة تركية وسط إحساس بالعزلة والعجز فحليف سوريا الإقليمي الوحيد المتمثل في إيران يقع بعيداً عنها إضافة إلى أن علاقات الطرفين أصبحت أقل سلاسة.
أرسلت واشنطن مبعوثين إلى سوريا من أجل استطلاع واستكشاف العلاقات بعد صعود أوباما إلى الرئاسة وأظهرت واشنطن الرغبة في تغيير علاقاتها مع دمشق.
هذا، وعلى هذه الخلفية، استنتج توماس فريدمان أن دمشق تسعى لاستغلال الفرصة المتاحة لتغيير نغمة العلاقات وأضاف أن دمشق وإن كانت قد أبدت الرغبة في لقاء أوباما فإنها اشترطت أن تكون واشنطن جاهزة ومستعدة لكي تتعامل بجدية مع سوريا وأضاف فريدمان قائلاً أن دمشق تعمل على تقديم نفسها للقيام بدور الوسيط النزيه بين الولايات المتحدة وإيران؟
وأشار المحلل فريدمان إلى أن قيام دمشق بدور الوسيط على خط واشنطن – طهران سيترتب عليه أن سوريا ستصبح شريكاً بما يجعل واشنطن في حالة تبعية واعتماد على وساطة دمشق وقد يؤدي ذلك إلى تغيير مواقف واشنطن استجابة لضغوط الوساطة.
وأشار فريدمان إلى أن سوريا تسعى للوساطة بين واشنطن وطهران من أجل أن تبعد الانتباه عن تحقيقات الأمم المتحدة والتوترات من جراء دعم سوريا للجهاديين وعلاقات سوريا مع حزب الله وما شابهه.
طالب فريدمان في تحليله إلى ضرورة أن لا تقبل واشنطن بواسطة سوريا في ملف إيران، وحاول التأكيد أن واشنطن تستطيع إعطاء دور الوساطة لأنقرة، باعتبارها حليف أمريكيا المجاور لإيران بالإضافة إلى أن الرئيس التركي عبد الله غول قام مؤخراً بزيارة إلى طهران.
أبرز الاستنتاجات التي توصل إليها تحليل الخبير فريدمان تضمنت الآتي:
• إن تغيير واشنطن للهجتها ونغمتها إزاء العلاقات مع دمشق ليس معناه أن واشنطن قد غيرت مواقفها إزاء دمشق وبالتالي سيبقى موقف واشنطن من دمشق في إدارة أوباما الحالية كما كان عليه في إدارة بوش السابقة.
• المشروطيات المطلوبة أمريكياً من سوريا تنفيذها بواسطة إدارة بوش ستظل هي نفسها مع إدارة أوباما وهي التخلي عن الروابط مع حزب الله وحماس وفصائل المقاومة الفلسطينية إضافة إلى عدم التدخل في لبنان.
• قبول واشنطن بالنفوذ السوري على لبنان سبق أن قبلته ووافقت عليه الولايات المتحدة لعدة سنوات ليس بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان وحسب وإنما قبله أيضاً ومن المفهوم أن سوريا لها مكانة خاصة في لبنان.
• غيرت إدارة بوش موقفها إزاء الدور السوري في لبنان بسبب اغتيال الحريري ويد دمشق في القيام بتمرير المسلحين إلى داخل العراق.
• سيكون من الصعب على إدارة أوباما القبول علناً بالنفوذ السوري في لبنان وسيكون صعباً على هذه الإدارة القبول بذلك سراً.
ويخلص فريدمان إلى أن الولايات المتحدة بدلت لهجتها مع سوريا وبالتالي يتوجب على دمشق أن تتحدث بجدية وستتمثل المشكلة المتوقع حدوثها أن الإدارة الأمريكية ستطالب سوريا بتقديم المزيد من التنازلات الأكثر إيلاماً. تنازلات سيكون أقلها التخلي عن الروابط مع حزب الله، هذا ونلاحظ أن المحلل فريدمان تهرب من الإشارة إلى المقابل الذي ستقدمه واشنطن لدمشق إذا قدمت التنازلات وتخلت عن روابطها مع إيران وحزب الله وحماس، لأن فريدمان وغيره من حلفاء إسرائيل لا يملكون الشجاعة الكافية للقول أن المقابل سيكون إرغام واشنطن لتل أبيب على إرجاع الجولاون لسوريا!

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...