1027 ناشراً في معرض تونس للكتاب
يعتبر معرض تونس الدولي للكتاب واحداً من أهم المواعيد الثقافية التي ينتظرها المثقفون والجمهور. وقد حقق المعرض في أعوامه الأربعة الأخيرة نقلة نوعيّة على مستوى البرمجة وكذلك على مستوى التنظيم، وهذا ما أهلّه ليكون نقطة مضيئة في سماء الثقافة التونسية والعربيّة، ومع ذلك فما زال المعرض ينتظر إضافات، خصوصاً في ما يتعلّق بتكثيف البرنامج الثقافي والفكري المصاحب له.
تنطلق النسخة السادسة والعشرون لمعرض تونس الدولي للكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة والمحافظة على التراث يوم 26 نيسان (أبريل) في قصر المعارض في الكرم (الضاحية الشمالية للعاصمة) ويستمر حتى 4 أيار (مايو). وتسجّل هذه الدورة ارتفاعاً ملحوظاً في مشاركة دور النشر بحيث يشارك هذه السنة ما يزيد عن 1027 ناشراً يمثّلون 32 دولة و5 منظمات دولية، أي بزيادة 208 ناشرين عن العام الماضي. وتشارك تونس بـ 83 ناشراً فيما تحتلّ فرنسا المرتبة الأولى في عدد الناشرين بـ 408 من بينهم 206 يشاركون للمرة الأولى، ثمّ مصر بـ 109 فإسبانيا بـ 99 ولبنان بـ90 وسورية بـ 68. وتشارك دول للمرة الأولى في هذه التظاهرة مثل البرتغال ورومانيا وتشيكيا وسويسرا. وتشهد هذه الدورة زيادة في مساحة العرض بنسبة 10 في المئة مقارنة مع الدورة السابقة ليكون معرض تونس الدولي للكتاب ثاني اكبر معرض عربي من حيث الحجم بعد معرض القاهرة. وتسجّل دولة فلسطين حضوراً مميّزاً هذا السنة بجناح خاص، وتشارك دول جديدة وبعدد كبير من الكتب. ومن الإضافات التي تميّز الدورة الاهتمام الكبير بالمحامل الرقمية للإبداع، إذ خصص المعرض أجنحة خاصة بهذه المجالات تمكن زوّار المعرض من الوقوف عند أهم ما وصلت إليه التقنيات الحديثة في صناعة الكتاب الإلكتروني. أما في ما يتعلّق بالعناوين، فأكد أبو بكر بن فرج مدير المعرض انه بقدر ما كان المعرض متفتّحاً على عشرات الآلاف من العناوين المتباينة والمتنوعة وعلى اختلاف جنسياتها، إلاّ أنّ هيئة التنظيم عملت على استبعاد العناوين الرديئة والضعيفة التي تتعارض ومع القيم الثقافية والحضارية للسياسة الثقافية التونسية. وأكد مدير المعرض أنه تمّ رفض عدد كبير من دور النشر لعدم كفاءتها ولرداءة ما تقدمه شكلاً ومضموناً، للحفاظ على الصدقية التي كسبها المعرض في دوراته السابقة لدى المهنييّن والمثقفين، والتي كانت ثمرة خيارات ثقافية واضحة. وإلى عرض الكتب يقيم المعرض فرصاً لنشاطات ثقافية وفكرية من خلال اللقاءات مع الكتّاب والأمسيات الشعرية والندوة الفكرية التي تبحث هذه السنة في قضية الترجمة من خلال عنوان «من ترجمة الكلمات إلى حوار الثقافات»، ويشارك فيها متخصصون من بينهم الفرنسيان جيلبرت سينويه وإريك إمانويل شميث وسواهما، وهناك يوم عن «مهن الكتاب» يشارك فيه عدد من المهتمّين والمهنيين. ويستضيف المعرض الروائي المصري بهاء طاهر والشاعر اللبناني شربل داغر والكاتب التونسي السويدي الشاب حسن الخميري الذي تحقق كتبه مبيعات كبيرة في السويد وتشهد مسرحياته إقبالاً. ويخصص المعرض يوماً للشعر الشعبي (العامي) العربي وسيكون ضيف شرف هذا اليوم الشاعر المصري سيد حجاب، صاحب التجربة الثريّة في هذا المجال. وستكون لجمهور المعرض مواعيد يوميّة مع تقديم أحدث الإصدارات التونسية ولقاءات مع ضيوف المعرض، إضافة إلى انفتاحه على تجارب شعرية واعدة بتخصيص أمسية لشعراء شباب لم يسبق أن أصدر أيّ منهم كتاباً. ويخصص لقاء لتكريم الكاتب التونسي الراحل مصطفى الفارسي في بادرة وفاء واعتراف بإبداعاته الأدبية. و يخصص جانب مهم من البرنامج للأطفال على عادة المعرض كلّ سنة في اهتمام خاص بهذه الشريحة العمرية التي تمثل قراء المستقبل.
صالح سويسي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد