الأسد يترأس المصالحة وإصلاحات تلي "الأضحى"
قالت مصادر اسلامية مطلعة في بيروت إن اتصالات على اعلى المستويات جرت وتجري بين المسؤولين السوريين والايرانيين وقيادتي «حزب الله» وحركة «حماس» لمواكبة المتغيرات المتسارعة في المنطقة، من تونس في ضوء فوز حزب النهضة، الى سوريا التي تتصاعد الضغوط الدولية عليها، مروراً بمصر واليمن، وكذلك الاستعداد لمرحلة ما بعد القرار الأميركي الكبير بالانسحاب من العراق.
وأفادت المصادر أن مسؤولاً ايرانياً كبيراً زار مؤخراً سوريا وبحث التطورات مع الرئيس بشار الاسد حيث تمّ الاتفاق على سلسلة خطوات مهمة بين قيادتي البلدين سيتم البدء بتنفيذها بعد عيد الأضحى، وهدفها تعزيز الصمود السوري وتحقيق المصالحة الوطنية والاستعداد لمواجهة أية تطورات سلبية قد تحصل.
ووفقاً لمعلومات المصادر ذاتها، فإن الرئيس الاسد سيترأس شخصياً مؤتمر المصالحة الذي سيعقد بعد العيد، وأشارت الى ان القيادة السورية حرصت على التعاطي الإيجابي مع المبادرة العربية قطعاً للطريق على اية مواقف سلبية ولإظهار حسن النية تجاه الجامعة العربية برغم التحفظات السورية على مضمون المبادرة، وقالت إن القيادة السورية تتجه لاتخاذ خطوات غير تقليدية لجهة تعديل الدستور وتخفيف الإجراءات والتدابير الأمنية كما انها ستتعاطى ايجابياً مع نصائح دول صديقة مثل روسيا والصين وايران من اجل تعزيز الوضع الداخلي والتعاطي الإيجابي مع المعارضة الإصلاحية الداخلية الراغبة بالحوار والرافضة للتدخل الخارجي.
واشارت المصادر الى لقاءات عقدت على مستوى قيادي عال بين «حماس» و«حزب الله» جرى خلالها استعراض كل الاوضاع في المنطقة ولا سيما ما يجري في سوريا وتونس ومصر وليبيا واليمن، حيث تمّ الاتفاق على زيادة التنسيق والتعاون بين الحركة والحزب من اجل مواكبة ما يجري ومعالجة بعض الاشكالات على صعيد العلاقة بين القوى والحركات الاسلامية في الوطن العربي. كما جرى الاتفاق مع المسؤولين الايرانيين على القيام ببعض الخطوات العملية لمواكبة ما يجري ولزيادة التعاون بين كل قوى المقاومة وبين الحركات الاسلامية كافة.
واكدت المصادر ان قيادة «حماس» باقية في دمشق وان كل التحركات والاتصالات التي تجريها الحركة إن لجهة عملية تبادل الأسرى او المصالحة الفلسطينية او الزيارات للدول العربية تتم بالتنسيق بينها وبين القيادة السورية وان العلاقة بين المسؤولين السوريين وقيادة «حماس» هي علاقة جيدة جداً، وأشارت الى عقد لقاءات عدة بين رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل والمسؤولين السوريين تخللتها مصارحة ومكاشفة سواء حول ما يجري في سوريا ام بشأن الاوضاع الفلسطينية والعربية والاسلامية.
واضافت الصادر ان محور سوريا ـ ايران ـ «حزب الله» ـ «حماس» يتمتع هذه الأيام بافضل العلاقات بين اطرافه وان ثمة قناعة راسخة بأن ما يجري من متغيرات في المنطقة سيصب لمصلحة هذا المحور، وان القوى والحركات الاسلامية التي هي على صلة بالاخوان المسلمين والتي تحقق نتائج سياسية هامة على صعيد الواقع السياسي العربي ليست بعيدة عن أجواء التنسيق مع مكونات هذا المحور.
واعتبرت المصادر أن أهم حدث استراتيجي ستشهده المنطقة في الشهرين المقبلين يتمثل بالانسحاب العسكري الاميركي من العراق وان المطلوب الاستعداد لمواكبة هذا التطور وان قوى ودول محور المقاومة وبالتنسيق مع دول كبرى كروسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا ستكون جاهزة لملء الفراغ الاستراتيجي والدولي الذي سيحدثه الانسحاب الأميركي من العراق والانعكاسات التي سيتركها على المنطقة وعلى الصعيد الدولي.
وتوقفت المصادر عند العبارة ـ المفتاح التي أطلقها الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في مقابلته مع «المنار» قبل ثلاثة أيام، باستبعاده الخيار العسكري ضد سوريا، حيث قال إن الغرب يتردد كثيراً قبل الإقدام على أي عمل عسكري ضد سوريا، مخافة «أن يؤدي الهجوم على سوريا الى تطورات اقليمية تؤذي اسرائيل وتضر بها او قد تتدحرج المنطقة الى حرب اقليمية كبيرة جداً».
واشارت المصادر الى أن الأميركيين والاسرائيليين لم يقرأوا من خطاب نصرالله إلا هذه الجملة التي عكست كلاماً كبيراً يُقال للمرة الأولى بهذه الطريقة الواضحة والمباشرة من أن أية مغامرة أطلسية ضد سوريا ستجر المنطقة الى «حرب إقليمية كبيرة جداً».
قاسم قصير
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد