الحروب العبثية والدم الأمريكي المهدور: من هو المستفيد الأول من الجريمة

02-09-2012

الحروب العبثية والدم الأمريكي المهدور: من هو المستفيد الأول من الجريمة

الجمل- مايكل غرافل- ترجمة د. مالك سلمان:

"لقد فقدنا احترام العالم," يقول مايكل غرافل...
فالولايات المتحدة أشبه بسِكِير يندفع إلى مقاتلة كل من يمكن أن يشكل خطراً عليه, يقول عضو الكونغرس الأمريكي والمرشح الرئاسي الأمريكي السابق, مايك غرافل.
"أنا أحب الولايات المتحدة. ولكن في الوقت نفسه أعتقد أن بلدي بلد إمبريالي في حالة انحطاط, وقيادتنا لاتعترف بالمشكلة حتى."
"لقد تحولت لهجة الانتصار الفارغة إلى آلية تدفع بالأمريكيين إلى الخوف من هجوم إرهابي, ومع ذلك من المحتمل أكثر بألف مرة أن تُصابَ بمرض السرطان من أن تتأذى من هكذا هجوم," يشير غرافل.
"كل ما يمكنني قوله عما تفعله الولايات المتحدة هو التالي: إنه غير أخلاقي," يقول غرافل, ويشرح أنه "نتيجة لأحداث 11 أيلول قمنا بتغيير بوصلتنا الأخلاقية, واعتاد الناس على معاملة بعضهم البعض بوحشية."
"نحن الأمريكيين اعتدنا أن نفكر هكذا: ‘آه, ما حدث في ألمانيا لايمكن أن يحدث معنا!’ ولكنه حدث وانتهى الأمر. وقد ترك أثراً مدمراً على موقعنا في العالم."
"في أفغانستان, والعراق, وفيتنام فيما مضى, مات جميع الجنود الأمريكيين عبثاً," يدعي غرافل, مذكراً بملايين ضحايا الحرب في فيتنام التي تتطور الآن تبعاً للخط الذي رسمَته لنفسها بغض النظر عن كل ما حصل.
يقول غرافل إن السياسات الأمريكية الجديدة تُمَكن قادة الجيش الأمريكي والاستخبارات الأمريكية من اتخاذ القرار وإرسال طائرة بلا طيار لقتل مُشتَبَه به بلا أية محاكمة, بالإضافة إلى كافة المدنيين الذين يصدف تواجدهم على مقربة من الهدف.
"الأخلاقية الكامنة وراء ذلك هي التملُص من المسؤولية, فأولئك الذين يُلقون القنابل [من طائرات آلية بلا طيار يتم التحكم بها عن بُعد] لايرون الناس وهم يموتون."
يقول عضو مجلس الشيوخ السابق: "لم نطور قدرتَنا على حُكم أنفسنا بشكل ترتقي فيه إلى مستوى التقدم الذي أحرزناه في قطاعي العلم والتكنولوجيا. ليس لدينا ديمقراطية. لدينا نظام من الحكومات التمثيلية في كافة أنحاء العالم, وهذا ليس جيداً بما فيه الكفاية لكي يحكم الناسُ أنفسَهم في القرن الحادي والعشرين."
الرئيس باراك أوباما "ارتكب جرائمَ ضد الإنسانية بعد العملية العسكرية في ليبيا والحربين الدائرتين في أفغانستان والعراق." ولدى غرافل دليل على ذلك:
"سُئل [أوباما] عن إمكانية الشروع بتحقيق عن غزو العراق من قِبَل جورج بوش, وهي جريمة مطلقة. ماذا كان رد باراك أوباما؟ ‘نحن لانلتفت إلى الوراء.’ وهذا يعني أننا لانريدكم, أنتم المواطنون الأمريكيون, أن تعرفوا ما حدث كيلا تلتفتوا إلى الوراء فيما بعد وتتهمونا بنفس الشيء," يقول مايك غرافل, "حتى أن الأمر أسوأ من ذلك. وهذا ليس اتهاماً. إنه يفعل تماماً مافعله جورج بوش."
"لايدرك معظم الناس حقيقة أن الإدارة الأمريكية قد طردت أكثر من  500,000 شخص من الولايات المتحدة في السنة الماضية. لو كان لدينا إعلام صادق حقاً لكانت هذه الأنباء احتلت الصفحات الأولى وتمت مناقشتها بشكل جدي," يقول غرافل.
ويتابع عضو الكونغرس السابق بلهجة اتهامية: "يعمل أوباما على جمع مليار دولار لحملة إعادة انتخابه, وقد صرَحَ عن مدى احترامه للشعب. إذ قال ‘لن نأخذ أية أموال من المصالح الخاصة.’ وأنا أقول لكم إن المليار دولار جاءت من أموال المصالح الخاصة.
يعتقد غرافل أن قرعَ طبول الحرب على إيران شيء في غاية الخطورة ويدل على انعدام الإحساس بالمسؤولية عند القيادة الإسرائيلية.
"أنا لاأقول أي شيء جديد. ساركوزي قال إن نتنياهو كذاب. ولهذا, وبصفتي المتواضعة كمواطن عادي, أقول لكم إن نتنياهو كذاب, لأنه أطلق تصريحات حول إيران في غاية السخف, وكل ذلك لدَب الذعر في قلوب الإسرائيليين."
يسترجع مايك غرافل تناذر "عقلية المخابىء" الذي ابتدعه بوش والذي يحكم الناس بالخوف:
"إيران ليست سوريا أو لبنان. إيران أمة معتدة بنفسها ولديها قدرة صاروخية – وليست قدرة نووية – يمكن لها أن تُمطر تل أبيب بالصواريخ. وأقول لكم: إذا هوجمت إيران فإنها سترد. و [لأن] إسرائيل ضعيفة وصغيرة جداً فإنها [إسرائيل] سوف تنتقم باستخدام الأسلحة النووية, إذ ليس بمقدور الإسرائيليين أن يحتملوا فكرة تدميرهم," يتنبأ مايك غرافل, مضيفاً أن باكستان والصين سوف تنضمان إلى هذه الحرب ومن ثم ستليهما الولايات المتحدة, وهذا سيناريو جاهز لحرب عالمية ثالثة نووية.
"الطريقة المثلى لحَل المشكلة مع إيران هي أن ندعها تبني ديمقراطيتها الخاصة بها."
ورداً على سؤال حول سلطة الشركات الكبيرة التي يُقال إنها ‘تمتلك الحكومة’, أشار غرافل إلى أن الشركات الكبرى مصمَمَة لتكونَ مسؤولة أمام المساهمين فيها فقط, وليس أمام الحكومة أو الشعب.
يقول غرافل: "الشركات الكبرى تحتاج إلى التنظيم, وهي ليست ديمقراطيات. في الواقع, ليس للشركات أية أخلاق أو ذاكرة, فهي مصممة لجني المال. يجب ألا تكون في موقع يسمح لها بالسيطرة على المجتمع, لكنها تحتل هذا الموقع في كافة أنحاء العالم اليوم."
يختم غرافل قائلاً:
"يكون الناسُ أحراراَ عندما يشاركون في السلطة. وأنا لاأعرف أي بلد في العالم يتمتع فيه الناسُ بالحرية."

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...