الصحافة الأمريكية اليوم
دعت صحف أميركية اليوم السبت بوش إلى إعطاء الصراع العربي الإسرائليي أولوية خاصة، معتبرة ذلك مفتاح الحل للعديد من القضايا في الشرق الأوسط وعلى رأسها إيران، وتناولت الشأن العراقي واتباع سياسة حافة الهاوية من إيران.
وتحت عنوان «من أفواه المساعدين» خصصت صحيفة نيويورك تايمز افتتاحيتها لدعوة الرئيس الأميركي جورج بوش لجعل جهود السلام المهملة منذ أمد طويل جزءا من أولوياته في ما بقى من ولايته.
وقالت إن الأمر استغرق زهاء خمس سنوات ونصفا قبل أن يدرك بعض مساعدي بوش الحقيقة الواضحة، وهي أن هناك حاجة ماسة لبذل جهود جادة من أجل تحقيق تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وحذرت من أن عدم اتخاذ خطوات جادة في هذا المسار لن يساعد واشنطن على استعادة صورتها المشوهة في الشرق الأوسط، ولن يقنع القادة العرب "المعتدلين" بمكافحة المتطرفين أو حتى احتواء إيران، ولن تنعم إسرائيل بالأمان الدائم.
ودعت الصحيفة بوش إلى منح وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس التي ستتوجه إلى المنطقة في الشرق الأوسط، تخويلا واضحا للضغط على إسرائيل لا على الفلسطينيين فقط، من أجل تحقيق تسويات حقيقية، كما أن عليه أن يمنحها السلطة للحوار مع الأعداء وليس مع الأصدقاء وحسب، حول كيفية دعم الجهود.
وتستشهد الصحيفة بتصريحات فيليب زيليكو مساعد رايس الذي قال أمام مجموعة من الاستشاريين إن "الشعور بإحراز تقدم على مستوى الصراع العربي الإسرائيلي يعد شرطا ضروريا لحمل العرب المعتدلين والأوروبيين على التعاون بشأن إيران ومشاكل المنطقة الأخرى".
وأضافت الصحيفة أن على رايس أن تستخدم جولتها للتفاوض من أجل وقف شامل لإطلاق النار، تبدأ بإبلاغ الإسرائيليين بضرورة إنهاء عمليات القتل ووقف بناء المستوطنات.
ويتعين على رايس –تقول الصحيفة- أن تبدي استعدادها لإيفاد مساعد كبير من مساعديها للرئيس السوري بشار الأسد يخبره بإمكانية تحسين العلاقات بين واشنطن ودمشق، إذا ما التزمت الأخيرة بكبح "عملائها" حماس وحزب الله.
وخلصت إلى أن الدرس المستخلص من الحرب التدميرية في الصيف على لبنان وغزة هو أن وقت جولات الاستماع والخطوات التكتيكية قد انقضى.
وفي الشأن العراقي كتب المحلل الإذاعي دانيال تشور تعليقا في صحيفة كريستيان سيانس مونيتور يقول فيه "إذا كانت العراق هي الجبهة المركزية للحرب على الإرهاب، فذلك لأن الحرب هي التي جعلتها كذلك".
وتساءل الكاتب عن المسار الذي يتحدث عنه الرئيس الأميركي جورج بوش دائما، قائلا: هل هذا المسار هو الذي حصد ويحصد أكثر من 2700 أميركي و100 عراقي يوميا، فضلا عن تكلفة بلغت 300 مليار دولار حتى الآن؟
وحاول الكاتب أن يستشهد أيضا بإجماع 16 وكالة استخبارية بأن الحرب على العراق أنتجت مزيدا من "المتطرفين"، مشيرا إلى أن رئيس المخابرات الأميركية جون نغروبونتي قد طرحها بشكل دقيق حين قال "كان هناك بعض النجاحات في العراق، ولكن يتطلب الأمر الكثير من العمل لمكافحة الإرهاب".
وفي هذا الإطار أبرزت مجلة تايم المقابلة التي أجرتها مع السفير الأميركي لدى العراق زلماي خليل زاد بعد عودته من واشنطن إلى بغداد.
وأكد خليل زاد أن بوش طمأنه بأن الانتخابات النصفية في أميركا لن تؤثر على الدعم الأميركي للعراق، محذرا من أن إطالة أمد المساومة السياسية في بغداد بين كافة الأطياف وتراجع الإيمان بحكومة الوحدة الحالية قد يجعل العراق يشهد حالة غاية في التعقيد.
ولدى تعليقه على أداء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قال السفير للمجلة إنه أعطاه درجات عالية لتعاطيه مع العملية السياسية في ضوء محاولته لتقريب وجهات النظر بين أعضاء في الحكومة ينتمون إلى أطياف متنوعة.
وتحت عنوان "استخدموا سياسة حافة الهاوية مع إيران" قال روبرت كابلين في مقال بصحيفة لوس أنجلوس تايمز إن أي جهد دبلوماسي من طرف الولايات المتحدة الأميركية لن ينجح ما لم يقترن بتهديد صارم باستخدام القوة.
ودعا الكاتب إلى ما يسمى بالحرب المركبة التي تعني الدخول في عدة جبهات في آن واحد سواء أكان على الصعيد الدبلوماسي أو العسكري أو المالي أو الإعلامي لممارسة الضغط على العدو كي يذعن.
وحاول الكاتب أن يؤكد في ختام مقاله على التهديد باستخدام القوة العسكرية ضمن الحرب المركبة، مشيرا إلى أهمية التركيز على سياسة "حافة الهاوية" كي لا تكون كلمة نجاد الكلمة الأخيرة في التطور السياسي الإيراني.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد