بلير يعد العرب بمبادرات السلام

أعلن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أمس، عن مبادرات جديدة لإحلال السلام في الشرق الأوسط تقوم على وساطة بريطانية بين حكومات المنطقة والإدارة الاميركية. وأشار الى ان هذه المبادرات ستطرح خلال الأسابيع المقبلة، مهاجماً في الوقت ذاته طهران التي اعتبر انها تمثل قوة تقسيم للشرق الأوسط.
وفي مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست، عبر بلير عن أمله في حدوث تقدم على الصعيد الفلسطيني الإسرائيلي، قائلاً ان الدول العربية والإسلامية المهمة ترى اليوم أسبابا استراتيجية لإيجاد حل، مشيراً الى مبادرات جديدة ستطرح خلال الأسابيع المقبلة.
وقال بلير إنها فرصتنا ويجب ان نكون مستعدين لانتهازها، مشيراً الى ان قادة السعودية ومصر والأردن إضافة الى دول أخرى يريدون حصول تقدم حول جوهر كل الصراعات في الشرق الأوسط وهي القضية الفلسطينية.
ورفض بلير الكشف عن مزيد من التفاصيل حول المبادرات، لكنه قال إن مسؤولين بريطانيين يجرون محادثات خاصة مع حكومات الشرق الأوسط والإدارة الاميركية لاتخاذ خطوات تسهم في التقدم نحو الأمام.
وفيما يخطط رئيس الوزراء البريطاني للقيام بجولة في المنطقة خلال أسابيع، اعتبر ان الشهور المقبلة ستكون حاسمة في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقال أؤمن كلياً في دعم أمن اسرائيل... لكن الحقيقة ان الأمن النهائي يقوم على أسس دولة فلسطينية ديموقراطية قابلة للحياة الى جانب إيجاد حل للمشاكل بين اسرائيل وجيرانها.
ورأى بلير أن طهران تمثل قوة تقسيم للشرق الأوسط، إذ انها تدعم العناصر المتشددة لحماس في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الى جانب دعمها لحزب الله خلال الحرب الأخيرة، ومساندة الميليشيات الشيعية التي تزعزع الاستقرار في العراق.
وقال رئيس الحكومة البريطاني إن القادة المعتدلين في المنطقة يستطيعون ان يلاحظوا ان الطريقة التي تتلاعب ايران من خلالها بالخلافات في المنطقة تؤدي الى تغيير ديناميكية القوة. وأضاف انه في موازاة حقيقة ان العديد من الدول في المنطقة تتعاطف مع القضية الفلسطينية، الا انها تعتقد اليوم انه من مصلحتها الاستراتيجية مواجهة ما اسماه بمزيج من العناصر المتشددة والمتعصبة.
الى ذلك، اعتبر بلير انه عندما تذهب الى الدول الخليجية تلمس التغيرات التي يحققونها في ديموقراطيتهم واقتصادهم، ذاكراً الإمارات كمثال على ذلك. وأضاف هناك طريقة للمضي قدماً في الشرق الأوسط وهي زيادة الديموقراطية شيئاً فشيئاً والانفتاح الاقتصادي والتقدم نحو العالم بطريقة عصرية ومعتدلة.
وفي حديث الى قناة الجزيرة الدولية أمس، قال بلير مخاطبا دمشق وطهران إذا كنتما على استعداد لأن تكونا جزءا من الحل فهناك شراكة لكما. وأضاف غير انه في الوقت الحالي وهذا صحيح خاصة بشأن إيران ومساندتها الإرهاب في الشرق الأوسط وتحركاتها التي تنتهك التزاماتها في مجال السلاح النووي فإنكما تتصرفان بشكل يجعل الشراكة مستحيلة.
واعترف بلير بأن الاحتلال الأميركي البريطاني للعراق كارثة. وقال كان كذلك. ولكن ما أقوله للناس هو لماذا كان الأمر بهذه الصعوبة في العراق؟ لم يكن الأمر صعبا بسبب بعض الحوادث في مستوى التخطيط (للغزو) الأمر صعب بسبب وجود استراتيجية متعمدة، من القاعدة والمتمردين السنة من جهة والعناصر المدعومة من إيران والميليشيات الشيعية من جهة أخرى، لإيجاد وضع تحل فيه رغبة الأقلية في الحرب محل رغبة الغالبية في السلام.

من جهة أخرى ردت باريس ومدريد، أمس، على الرفض الإسرائيلي لمبادرة السلام الثلاثية التي اقترحتها قبل يومين فرنسا واسبانيا وايطاليا، لحل النزاع في الشرق الأوسط، حيث أشارت مصادر في وزارتي الخارجية في البلدين الى أنّ المبادرة ما زالت في بداياتها.
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتييه أنّه ما زال من المبكر الكلام عن رفض إسرائيلي للمبادرة، وأضاف لا بد أولاً من أن يعرف الاسرائيليون بالتحديد مضمونها، موضحاً أنّ رد الفعل الاسرائيلي الوحيد الذي ظهر حتى الآن كان من قبل مسؤول اسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه نقلت الصحافة كلامه.
وأشار ماتييه الى ان مجلس اوروبا سيعقد اجتماعاً في منتصف كانون الاول المقبل، سيخصص جزء منه للبحث في الوضع في الشرق الأوسط، وتابع لا بد للاتحاد الاوروبي ان يطرح بعض الافكار.
من جهتها، أكدت مدريد أنّها ليست قلقة من الرد الأولي الإسرائيلي على المباردة، حيث أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإسبانية ماريا تريزا فرنانديز الى أنّ الجهود مستمرة لإعطاء الزخم للخطة المقترحة والتي لم يكشف عن تفاصيلها.
وأضافت فرنانديز أنّ وزير الخارجية الإسباني ميغيل انخل موراتينوس توافق مع نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني على ضرورة استمرار الاتصالات لمناقشة المبادرة، مشيرة الى أنّ حكومتها بدأت في العمل على اقتراحات ولدت البارحة.

المصدر: وكالات