تحليل اللوبي الإسرائيلي البريطاني لأحداث سوريا

14-04-2011

تحليل اللوبي الإسرائيلي البريطاني لأحداث سوريا

Image
fullgolanmap

الجمل: تزايدت اهتمامات الجماعات اليهودية ومنظمات اللوبي الإسرائيلي المنتشرة في سائر أنحاء العالم، بالتطورات الجارية في سوريا، وفي هذا الخصوص نشر الموقع الالكتروني الخاص بمنظمة اللوبي الإسرائيلي البريطانية ورقة بحثية ركزت على أحداث سوريا الجارية وتداعياتها على إسرائيل: فما هو مضمون رؤية اللوبي الإسرائيلي البريطاني لهذه الأحداث وكيف ينظر إلى تأثيراتها على إسرائيل؟

* تحليل اللوبي الإسرائيلي البريطاني: المحتوى والمضمون

تضمنت ورقة اللوبي الإسرائيلي البريطاني تحليلاً سياسياً للأحداث الجارية في سوريا، وذلك على أساس معالجة العلاقة الافتراضية بين هذه الأحداث وإسرائيل، وتأسيساً على ذلك، سعت الورقة منذ الوهلة الأولى إلى تحديد معطيات فحص وتدقيق هذه العلاقة وفقاً للآتي:
•    متغير العلاقة بين الفعل ورد الفعل.
•    متغير التباين بين الحدث التونسي ـ المصري والحدث السوري.
•    متغير التأثير المزدوج على خط دمشق ـ تل أبيب، وعلى خط دمشق ـ طهران.
هذا، وعلى أساس الاعتبارات المتعلقة بمحتوى ومضمون الدراسة التحليلية التي أعدها اللوبي الإسرائيلي البريطاني، نلاحظ أنها:
•    اعتمدت تقنية أكثر دقة وإحكاماً من الدراسات التحليلية الأخرى التي تم إعدادها بواسطة خبراء مراكز اللوبي الإسرائيلي في معهد واشنطن، والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، ومؤسسة هيرتيدج، وغيرها.
•    سعت الدراسة إلى توصيف المعلومات بشكل مبتور، بما يتيح توظيف نزعة التحيز التحليلي الذي يؤدي إلى نتائج إجرائية تخدم وجهة النظر الإسرائيلية، وتحديداً الليكودية الطبيعة والخصوصية.
إسناد الورقة التحليلية إلى اللوبي الإسرائيلي البريطاني، جاء على أساس اعتبارات أنها تحمل وجهة نظر مركز بحوث واتصالات بريطانيا ـ إسرائيل، الذي اعتمد الورقة البحثية وتبنى نشرها مساء الأمس على موقعه الالكتروني.

* توصيف ورقة اللوبي الإسرائيلي ـ البريطاني

على أساس الاعتبارات البحثية، التي التزمت بها الورقة، يمكن الإشارة إلى معطيات هذه الورقة على النحو الآتي:
•    التوصيف الشكلي: سعت الورقة إلى عرض الموضوع من خلال المفاصل الآتية:
ـ النقاط الرئيسية: وتتمثل في ثلاثة متغيرات تم فحصها لجهة علاقتها بموضوع الورقة الرئيسي وهو: العلاقة بين الحدث السوري وتداعياته على إسرائيل.
ـ سورياً: التطورات الأخيرة، وفي هذا الجانب سعت الورقة إلى تقديم وصف مختصر للوقائع والأحداث.
ـ ما المحتمل حدوثه؟ وهو التساؤل الذي سعت الورقة إلى الإجابة عليه لجهة تحديد مستقبل واقع الحدث السوري.
ـ ما الذي يعنيه الحدث السوري بالنسبة لإسرائيل؟ وحاولت الورقة وضع تصور للتأثيرات المحتملة التي سوف تحملها تداعيات الحدث السوري على احتمالات ما سوف يحدث إزاء الملف الإسرائيلي والملف الإيراني.
•    التوصيف التحليلي: على أساس اعتبارات تحليل المضمون، يمكن الإشارة إلى عمليات تفكيك وتركيب المتغيرات وفحص الارتباطات بين المتغيرات وما أسفرت عنه من نتائج، على النحو الآتي:
ـ وقائع الحدث السوري: أشارت الورقة إلى أن الأحداث قد دخلت أسبوعها الرابع، وما زالت مستمرة ـ بين الحين والآخر، وتحديداً في أيام الجمعة ـ وأضافت الورقة بأن قدرة دمشق على البقاء والاستمرار ما تزال موجودة وفاعلة، وإضافة لذلك أشارت الورقة إلى "أحداث درعا" و"أحداث القامشلي والحسكة" واصفة هذه المناطق بأنها مناطق سنية إسلامية، مع التأكيد على الطبيعة الإثنية الكردية لكل من القامشلي والحسكة.
ـ السيناريو المحتمل: اعتمدت الورقة على ما أطلقت عليه تسمية "الأحاديث والمناقشات الخاصة" مع رموز المعارضة السورية، وعلى خلفية هذه الأحاديث والمناقشات سعت الورقة إلى تحديد الآتي:
•    أن المظاهرات التي حدثت هائلة وكبيرة وعمت سائر الأنحاء. ومن المحتمل أن تقوم دمشق بمواجهات حاسمة لجهة "احتواء" المظاهرات.
•    تتمتع دمشق بولاء كبير في أوساط الدولة والعديد من مناطق سوريا، وهو أمر يجعل من الصعب توسيع نطاق الاحتجاجات.
•    تتمتع دمشق بروابط وتحالفات شرق أوسطية قوية، وإذا تصاعدت المواجهات فإن تأثيراتها الشرق أوسطية سوف تكون أكثر خطورة، وبسبب إدراك الأطراف الغربية الأوروبية والأمريكية، لذلك، فمن غير المحتمل أن تسعى أي من هذه الأطراف إلى التدخل والتورط في ملف سوريا الداخلي.
هذا، وعلى أساس المؤشرات التحليلية، استنتجت الورقة الآتي:
•    ما حدث في النموذج التونسي ـ المصري من غير الممكن حدوثه في سوريا، وذلك لاختلاف طبيعة وخصوصية الأوضاع التونسية ـ المصرية عن الأوضاع السورية.
•    من المتوقع أن تؤدي هذه الأحداث إلى خلق جذور لصراع ممتد ينطوي على توسيع مخزونات الاحتقانات الكامنة وعلى وجه الخصوص في المناطق التي تصاعدت فيها حدة الأحداث.
أما بالنسبة لتداعيات الحدث السوري على إسرائيل، فقد استنتجت الورقة الآتي:
•    سعى السيناتور الأمريكي جون كيري إلى إعادة فتح قناة المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية، ولكن على خلفية تطورات الأحداث والوقائع الجارية سوف تقلل من احتمالات تجديد المفاوضات بين الطرفين.
•    سوف تكون دمشق مشغولة خلال الفترة القادمة بالقضايا الداخلية، وبالتالي لن تسعى إلى إطلاق مبادرات السلام مع إسرائيل أو حتى البحث عنها.
•    تصاعد التوترات الداخلية السورية سوف يؤدي بالضرورة إلى تصاعد التوترات في بقية منطقة الشرق الأوسط، وسوف لن تكون إسرائيل بمنأى عن تأثيرات وتداعيات هذه التوترات.
هذا، وبالنسبة للإدراك الإسرائيلي إزاء تطورات وقائع الحدث السوري وتداعياته، فقد استنتجت الورقة الآتي:
•    يتميز الإدراك الإسرائيلي إزاء الحدث السوري بالمزيد من الشكوك واللايقين المؤديان إلى عجز تل أبيب عن تصور ما يمكن أن يحدث في المستقبل.
•    يعتقد الإسرائيليون، بإمكانية وجود عوامل إيجابية لتداعيات الحدث السوري، وتتمثل هذه التداعيات الإيجابية لموقف إسرائيل في الآتي:
ـ يسعى خصوم إسرائيل إلى الصعود في اليمن والبحرين وربما في بعض المناطق الأخرى كالمغرب والأردن مثلاً، وبالتالي من الممكن لحلفاء إسرائيل استخدام الحدث السوري كغطاء، والقيام بقمع واحتواء التوترات الجارية في صنعاء والمنامة وعمان والدار البيضاء، بما يؤدي بالضرورة إلى الإبقاء على حلفاء محور واشنطن ـ تل أبيب من جهة، ومن الجهة الأخرى حرمان دمشق وطهران من مزايا صعود حلفائهما في هذه المناطق.
ـ يوجد لغز محير أمام الخبراء الإسرائيليين، وذلك لأن الصعود الأصولي السني الإسلامي سوف يشكل تهديداً كبيراً لإسرائيل. وفي نفس الوقت فإن بقاء دمشق الحالية يفيد لجهة استمرار دعم دمشق لحزب الله اللبناني. وبالتالي، يجد الإسرائيليون صعوبة بالغة في المفاضلة بين الخطرين، وبرغم ذلك يوجد اعتقاد لدى البعض بأن الصعود الأصولي السني الإسلامي لن يستطيع أن يشكل خطراً أكبر من ذلك الذي يشكله الآن حلفاء دمشق وعلى وجه الخصوص حزب الله اللبناني الذي أتقن لعبة شن المواجهات اللامتماثلة مع الإسرائيليين، وهو ما لن تستطيع القيام به القوى الأصولية الإسلامية السنية، والتي أكدت التجارب بأن استئناسها ممكن. وبالذات على يد الأمريكيين والسعوديين. على غرار ما حدث بالنسبة للحركات الوهابية السعودية خلال حرب صيف عام 2006 م.
هذا، وتمثل الاستنتاج النهائي للورقة في التأكيد على أن مصلحة إسرائيل تتمثل في استمرار التوترات والاضطرابات بشكل دائم بحيث لا يتغلب أي طرف على الآخر. بما يؤدي إلى إضعاف قدرات سوريا في الساحات العربية والإسلامية والشرق أوسطية.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...