سوريا والعراق: تطبيع داخل البرلمان العراقي
أنهى وزير الخارجية وليد المعلم، أمس، زيارة تاريخية إلى العراق بالإعلان الرسمي عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على مستوى السفراء، بعد قطيعة دامت نحو ربع قرن، فيما أعربت كل من بريطانيا والامم المتحدة عن دعمهما للخطوة، وسط لغط غير محسوم حول قمة إيرانية عراقية سورية مزمع عقدها في طهران.
وفي اليوم الثالث له في بغداد، وقّع المعلم، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري، على اتفاق يقضي باستئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة وإعادة فتح سفارة كل منهما
في البلد الآخر. وكان البلدان قد اتفقا على ذلك من حيث المبدأ قبل نحو شهر، بعدما قطعت العلاقات بينهما منذ وقوف دمشق إلى جانب طهران أثناء الحرب العراقية الإيرانية، بين عامي 1980 و.1988
وقد التقى المعلم، خلال زيارته، كلا من الرئيس العراقي جلال الطالباني، ورئيس الوزراء نوري المالكي، ونائبي رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي، ورئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عبد العزيز الحكيم. كما أجرى مباحثات مطولة مع نظيره العراقي تركزت بشكل خاص حول الملف الأمني ودور سوريا في إعادة الأمن والاستقرار إلى العراق. وتعهد بأن تتعاون سوريا بشكل كامل في جهود وقف العنف في العراق.
كما اجتمع المعلم برئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني، مشيراً إلى أن الزيارة التي قام بها المشهداني إلى سوريا أخيرا أسهمت في ترطيب الأجواء بينهما ما دفع الأمور في الاتجاه الصحيح.
في هذه الاثناء، نقلت فرانس برس عن المسؤول الاعلامي للرئاسة الايرانية إفهام جهانديده، أن الرئيس السوري بشار الاسد قد يكون في طهران الاحد المقبل، تزامناً مع زيارة يقوم بها الرئيس العراقي جلال الطالباني.
وأكد جهانديده أن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد دعا الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس العراقي جلال الطالباني للقدوم الى طهران، من اجل البحث في المسائل العراقية ومحاولة تسوية حالات سوء التفاهم وايجاد حل لها. أضاف أن الطالباني سيصل الى طهران مساء السبت المقبل، في زيارة يُتوقع ان تستمر حتى الاثنين.
من جهته، قال زيباري إن الطالباني تلقى دعوة لزيارة دمشق، وأخرى سوف يلبيها لعقد قمة عراقية ايرانية في طهران. لكنه نفى، في المقابل، الحديث عن قمة عراقية إيرانية سورية في طهران، قائلا لم يتقرر اي اجتماع ثلاثي بين ايران وسوريا والعراق.
لقي الاعلان العراقي السوري عن استئناف العلاقات الدبلوماسية أصداء إيجابية في مراكز القوى العالمية المعنية بالقضية العراقية. وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان انه تحدث مع الأسد وأحمدي نجاد، في الأيام القليلة الماضية، لحثهما على استخدام نفوذهما في المساعدة على اقرار السلام في العراق. أضاف دافعت دائما عن ضرورة التعامل معهما (إيران وسوريا) وضرورة أن تكونا جزءا من الحل.
واعتبر الامين العام، أثناء مؤتمر صحافي في جنيف، أن الاميركيين عالقون نوعا ما في فخ العراق، حيث انهم عاجزون عن البقاء وعاجزون عن الرحيل في آن. وشدد على وجوب ان تحدد الولايات المتحدة الوقت الأنسب للانسحاب العسكري من العراق، بشكل لا يؤدي إلى تدهور الوضع هناك، وبحيث يكون العراقيون قادرين على إحلال وضع يؤمن بيئة آمنة إلى حد معقول. كما دعا الى إجراء تعديل عاجل للدستور العراقي، لضمان تقاسم عادل للسلطة وللعائدات بين مختلف الطوائف.
من جهتها، واصلت واشنطن توجيه رسائل التشجيع الضمنية لدور سوري في العراق. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي غوردون جوندرو، في بيان أمس، إن سوريا بحاجة الآن لإظهار التزامها بالمشاركة البناءة وتعزيز عراق قادر على الحكم والبقاء والدفاع عن نفسه. أضاف أن إحدى أولى الخطوات التي يمكن أن تتخذها سوريا هي تقوية حدودها مع العراق ووقف تدفق المقاتلين الأجانب الى هذا البلد.
وفي القاهرة، رحب الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بالإعلان العراقي السوري. وقال، في بيان، إن هذا الاعلان يعتبر تنفيذاً لقرار القمة العربية الاخيرة في الخرطوم التي دعت الدول العربية إلى إقامة بعثات دبلوماسية في بغداد.
في هذه الاثناء، رحب رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير باستئناف العلاقات السورية العراقية، وشجع دمشق على القيام بدور مفيد في العراق. وقال إن الشيء الذي كنا نسعى اليه هو ضمان ان تصبح سوريا عونا للعراق.. بدلا من ان تكون عائقا. لكن بلير اعتبر أن العلاقات من وجهة نظري مع سوريا والمصالح مع سوريا ليست هي ذاتها بالضرورة العلاقات مع ايران.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد