لافروف: احترام قيادة سوريا شرط للتعاون مع التحالف والجيش يتقدم في ريف اللاذقية

20-11-2015

لافروف: احترام قيادة سوريا شرط للتعاون مع التحالف والجيش يتقدم في ريف اللاذقية

أضافت موسكو بعدا جديدا لحملتها العسكرية في سوريا، حيث وضعت شرطاً لتعاون التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة معها، وهو احترام سيادة سوريا والامتيازات التي تتمتع بها القيادة السورية، وذلك بعد ساعات من تكرار الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الحرب السورية لن تتوقف إذا بقي الأسد في السلطة.
وفي حين جددت واشنطن إشادتها بالضربات الجوية الروسية، فإن موسكو وباريس انتقلتا إلى مرحلة التنسيق العسكري المباشر، بين قيادتَي القوات المسلحة في البلدين، مع اقتراب وصول حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» إلى شواطئ شرق المتوسط.
إلى ذلك، نقلت وكالة «سبوتنيك» عن مصدر في السفارة السورية في موسكو أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم يعتزم زيارة موسكو في 25 تشرين الثاني، فيما سيغادر لافروف إلى أنقرة في 25 الشهر الحالي.
وذكرت قناة «العربية» أن الاجتماع الموسع للمعارضة السورية سيُعقد في السعودية منتصف كانون الأول المقبل، فيما قال وزير الخارجية عادل الجبير إن الرياض ستحاول «جمع المعارضة للتحدث بصوت واحد» خلال المفاوضات مع السلطات السورية.
وقال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، بعد جلسة مغلقة لمجلس الأمن، إنه يوجد احتمال للتوصل إلى وقف إطلاق النار في سوريا، مشيراً إلى أن هناك إشارات إلى وجود مصلحة لدول شاركت في مباحثات فيينا بوقف إطلاق النار في سوريا.
في هذا الوقت، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن رئيس هيئة الأركان الروسية المشتركة فاليري غيراسيموف أجرى محادثة هاتفية لمدة ساعة مع نظيره الفرنسي بيير دو فيلييه حول قتال «داعش» في سوريا، في أول اتصال من نوعه منذ بدء النزاع في أوكرانيا العام الماضي.
وأوضحت أن الرجلين «ناقشا على الهاتف تنسيق العمليات العسكرية للقوات ضد إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا». وقال غيراسيموف إن «الهجمات الإرهابية في باريس وعلى متن طائرة الركاب الروسية هي حلقات في سلسلة». وأضاف: «إن حزننا وغضبنا يجب أن يساعد على توحيد جهود روسيا وفرنسا في القتال ضد الإرهاب الدولي».
وواصل الجيش السوري، بغطاء من «السوخوي»، التقدم في ريف اللاذقية، وسيطر على جبل الزويك بشكل كامل في محيط قرية غمام بعد السيطرة الكاملة على الدغمشلية وتلالها، في حين حققت القوات المقاتلة على جبهة جبل زاهية الملاصق للحدود التركية شمال منطقة ربيعة خرقاً، وتمكنت من السيطرة على مرتفعَين مهمَّين، وتمركزت على بعد أقل من 5 كيلومترات عن مرصد جبل زاهية الاستراتيجي.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان: «نفذ الطيران الروسي سلسلة ثالثة من الغارات المكثفة على مجموعات مسلحة غير شرعية على الأراضي السورية». وأوضحت أن «الغارات استهدفت ستة مواقع في محافظة الرقة ودير الزور بينها مصافي نفط يستخدمها إرهابيون ومخزن ذخيرة وورشة لصنع مدافع هاون». كما استهدف الجيش الروسي بـ12 صاروخاً مجنحاً أطلقت من الأراضي الروسية مواقع «داعش» في محافظتَي حلب وإدلب. واستهدف سلاح الجو الروسي 138 هدفا آخر في سوريا.

لافروف وأوباما
 وقال لافروف، في مقابلة مع إذاعة روسيا بُثَّت أمس: «نحن مستعدون لتعاون عملي مع دول التحالف، وللعمل معها لتحديد الشروط التي ستحترم على وجه التأكيد سيادة سوريا والامتيازات التي تتمتع بها القيادة السورية». وأضاف: «أنا على قناعة بأنه يمكن التوصل إلى هكذا صيغة إذا ما اتخذنا نهجا عمليا».
وأضاف أنه لاحظ تغييراً في الموقف الغربي للمرة الأولى بعدما وجه الرئيس فلاديمير بوتين دعوة إلى تشكيل تحالف واسع لمحاربة «داعش» في سوريا. ولفت إلى أن «شركاء روسيا الغربيين، ومن بعض الدول الأخرى، يرددون توقعاتهم بسقوط الأسد قريباً، ويصرحون بأن أيامه معدودة طوال السنوات الأربع منذ اندلاع الأزمة السورية، لكن جميع التوقعات باندلاع انتفاضة شعبية وإطاحة الأسد لم تتحقق. والمعنى هو أن الأسد يمثل مصالح جزء كبير من المجتمع السوري، ولذلك لا يمكن التوصل إلى حل سلمي من دونه».
ورأى لافروف أن «التهديدات الإرهابية المتفاقمة لا تدع مجالاً للمطالبة بتغيير السلطة في بلدان تواجه الإرهاب تحت ذريعة تضافر جهود مكافحة الإرهاب، وخاصة في سوريا. وأدرك زعماء العالم الغربي، والحالة هذه، أن فرص التجاوب مع مطالب من هذا النوع أصبحت معدومة».
وذكر لافروف بأن «الأميركيين امتنعوا عن التعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب في سوريا، ولم يوافقوا إلا على اتفاق محدود ضروري لتجنب حوادث غير مرغوب فيها في أجواء سوريا بين طائرات تابعة للبلدين، بل ربطوا إمكانية إطلاق التنسيق العسكري بحل مسألة رحيل الأسد. إنهم يطلقون على الأسد «مغناطيس» يجذب الإرهابيين. لكننا إذا اتبعنا هذا المنطق، فسنستنتج أنه ليس الأسد المغناطيس الوحيد للإرهاب، بل لبنان وتركيا وفرنسا ومصر تجذب الإرهابيين أيضا».
وقال إن «فرنسا وتركيا كانتا تتخذان دائما موقفا أكثر شدة من الأسد، لكن ذلك لم ينقذهما من الهجمات الإرهابية»، مضيفاً: «داعش يسعى لتحقيق أهداف خاصة به، بغية إقامة ما يسمى الخلافة، من دون أن يربط ذلك بأي شكل من الأشكال بالتطورات في سوريا، ومن دون أن يأخذ بعين الاعتبار مواقف مختلف الدول من بشار الأسد».
وأشار لافروف إلى «المرحلة السابقة، عندما كانت الدول الغربية وبعض الدول الإقليمية تتهرب من جميع المبادرات المتعلقة بإطلاق عملية سياسية في سوريا، وذلك لأنها راهنت على عدد كبير من الإرهابيين والمتطرفين لإسقاط النظام السوري. لكن هؤلاء الإرهابيين، الذين سبق لواشنطن أن أطلقت سراح العديد منهم من سجونها في العراق وأفغانستان، أدركوا أن أمامهم فرصة نادرة لتطبيق مشروع الدولة الإسلامية الذي وضعوه منتصف العقد الماضي. لكن العملية خرجت عن سيطرة الدول الأجنبية، وأصبحت تتطور من تلقاء نفسها. وفي نهاية المطاف تم الاستيلاء على مساحات واسعة، بما في ذلك أراض فيها آثار من التراث الثقافي العالمي. إنهم (الإرهابيون) يدمرون التحف والآثار، بالإضافة إلى الاستيلاء على حقول نفط، وانخراطهم في الاتجار بالنفط على نطاق واسع». وتابع: «يبدو أن الجميع أدركوا أن هذا الخطر مثل جني يخرج من زجاجة ويستحيل إجباره على العودة إليها».
وأشار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في تصريح لإذاعة «فرانس انتر»، إلى «انفتاح» في الموقف الروسي حول مكافحة «داعش» في سوريا حيث بدأت روسيا بقصف مواقعه على غرار فرنسا. وأضاف: «سنتحقق من الأمر الخميس (26 تشرين الثاني الحالي) لأننا سنلتقي بوتين، وإذا كان الأمر كذلك فسيكون جيدا، لأن علينا توحيد كل قوانا ضد داعش».
وقال أوباما، على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) في مانيلا: «إنني لا أرى موقفاً يمكننا فيه إنهاء الحرب الأهلية في سوريا مع بقاء الأسد في السلطة».
وأضاف: «ما نفعله مع أعضاء تحالفنا هو إدراك أن الأمر قد يتطلب بضعة شهور إلى أن يعرف الروس والإيرانيون، وبصراحة بعض الأعضاء في الحكومة السورية والنخبة الحاكمة داخل النظام، الحقائق التي قلتها للتو». وشدد على أن «السوريين لن يقبلوا ببقاء الأسد في السلطة بعد الحرب التي شهدت قيام النظام بهجمات ضد المدنيين». وقال: «حتى لو وافقت على ذلك، لا اعتقد أن هذا الأمر سينجح. لا يمكن حمل الشعب السوري ــ أو غالبيته ــ على الموافقة على مثل هذه النتيجة».
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس إن «الولايات المتحدة تريد العمل مع دول أخرى لتزويد قوات المعارضة السورية التي تقاتل داعش بأسلحة إضافية»، مضيفاً أن أميركا تريد التزاماً محدداً جداً من تركيا بتأمين حدودها مع سوريا.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...