موسكو والقاهرة: تقارب عسكري لـ5 سنوات
كرّست الزيارة التاريخية التي قام بها وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان سيرغي لافروف وسيرغي شويغو للقاهرة، مزيداً من التقارب بين مصر وروسيا، وهو ما تبدّى في النتائج المهمة التي انتهت اليها المحادثات بين الجانبين، وخصوصاً في الشق العسكري منها، حيث تم الاتفاق على صفقة لتوريد السلاح الروسي إلى مصر تفاوتت التقديرات بشأن حجمها بين مليارين و10 مليارات دولار، وسط حديث عن احتمال أن تساهم السعودية والامارات بجزء من تكلفتها، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر.
واختتم الوزيران الروسيان، أمس الأول، زيارتهما مصر، بعد محادثات مطوّلة أجرياها مع نظريهما المصريين وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية نبيل فهمي، وذلك في إطار محادثات (2+2)، التي تخص بها روسيا الدول الكبرى كالولايات المتحدة والصين وفرنسا وغيرها.
كما التقى الوزيران الروسيان الرئيس المصري الموقت عدلي منصور في قصر الاتحادية، بحضور السيسي وفهمي.
وصرح السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن «وزيري الخارجية والدفاع الروسيين نقلا للرئيس منصور تحيات رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين وتمنياته لمصر بتحقيق الاستقرار المنشود وثقة روسيا الاتحادية بالشعب المصري وإرادته التي ستلقى كل دعم روسي في المرحلة المقبلة».
وأكد لافروف «اهتمام روسيا الاتحادية باستقرار مصر، وأن يكون لديها اقتصاد متطور يُساند هذا الاستقرار»، مؤكداً «استعداد روسيا للإسهام في تحقيق تطلعات الشعب المصري في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه».
واطلع الوزراء الأربعة منصور على ما اتفق عليه الجانبان، ومن بينها انعقاد اللجان الفنية المشتركة قبل نهاية العام الحالي، تمهيداً لانعقاد اللجنة العليا في أوائل العام المقبل، بالإضافة إلى تفاصيل اتفاقية توريد الأسلحة التي جرى التوافق بشأنها بين السيسي وشويغو، خلال اجتماع ثنائي عقداه على هامش الزيارة.
وقالت مصادر عسكرية مصرية ان اجتماعا استمر ثلاث ساعات ونصف ساعة داخل مقر وزارة الدفاع في القاهرة جمع بين السيسي وشويغو منفردين، واتفقا خلاله على توريد صفقة سلاح بقيمة 10 مليارات دولار مقسمة على 5 أجزاء، ويبدأ تنفيذها في مطلع كانون الثاني العام 2013.
وبينما لم يصدر أي تأكيد رسمي بشأن تفاصيل الصفقة، فإن التسريبات التي نشرتها الصحف الروسية أشارت إلى أن قيمة الصفقة تبلغ حوالي ملياري دولار، لكنها لم تستبعد ان يكون قد تم التوصل الى اتفاقات مبدئية بشأن مزيد من صفقات التوريد.
وقال ميخائيل زافالي، ممثل الشركة الروسية المكلفة صادرات الاسلحة، في مقابلة مع وكالة الانباء الروسية «ريا نوفوستي» «نعرض على مصر مروحيات حديثة وانظمة للدفاع الجوي وخدمات لصيانة وتحديث تجهيزات عسكرية كانت اشترتها من قبل».
واضاف ان «الكلمة الآن لشريكتنا المحترمة».
وذكرت مصادر قريبة من وزارة الدفاع الروسية والشركة الروسية القابضة «روستيك» ان الأمر يتعلق بشراء مصر مقاتلات من طراز «ميغ-29ام/ام2» ونظام للدفاع الجوي وصواريخ مضادة للدبابات كورنيت ومروحيات للمطاردة.
ويرى اللواء الطيار المتقاعد أحمد كمال المنصوري ان تطوير سلاح الطيران المصرى بطائرات «ميغ 29» امر جيد بسبب توقف الولايات المتحدة عن تزويد مصر بأي طائرات جديدة، وخصوصاً بعدما أوقفت توريد اربع مقاتلات من طراز «إف- 16» في حزيران الماضي.
وقال السيسي إن «المباحثات ترسخ مرحلة جديدة من العمل المشترك»، بينما اعرب نظيره الروسي عن «تقديره للجيش المصري ودوره التاريخي المتجرد في حماية الشعب، وأشاد بالمستوى الاحترافى الذي وصل إليه».
وخلال مؤتمر صحافي مشتر عقده فهمي ولافروف في ختام محادثات (2+2)، أشار وزير الخارجية الروسي إلى أن «التاريخ غني بالكفاح السياسي المشترك بين روسيا ومصر»، بينما وصف الوزير المصري العلاقات المصرية - الروسية بالـ «تاريخية».
وأكد الوزيران ضرورة التوصل إلى حل سياسي في سوريا عبر انعقاد مؤتمر «جنيف 2»، وأهمية التوصل إلى سلام في الشرق الأوسط، متعهدين بالعمل المشترك لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
وإذ لفت لافروف إلى أن لدى موسكو والقاهرة آراء مشتركة حول ضرورة انعقاد مؤتمر «جنيف 2»، شكر مصر على دورها النشط في القضية السورية لحلها بشكل سياسي.
ورداً على سؤال حول العلاقات المصرية - الأميركية ووقف المعونات للقاهرة، اكتفى لافروف بالقول «على كل دولة أن تعرف مع من تتعاون» بينما أكد فهمي رداً على السؤال ذاته أن «وزن روسيا أكبر من أن تكون بديلاً لأحد».
وكرر لافروف موقفه من الحل في سوريا قائلاً «نحن مع الحل السلمي والسياسي»، مرحّباً بمشاركة مصر في «جنيف 2»، ومحذراً من «خطر الإرهاب في سوريا الذي بات يهدد العراق».
مصطفى صلاح
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد