النص الكامل لمقابلة قناة خبر الإيرانية مع الرئيس الأسد
أكد الرئيس بشار الأسد أن التحولات في مواقف المسؤولين الغربيين وتصريحاتهم الإعلامية سواء الإيجابية أو السلبية لا يمكن أخذها على محمل الجد لعدم الثقة بهم مشيرا إلى أن مستقبل سورية ونظامها السياسي هو بيد الشعب السوري وليس بيد أي مسؤول أجنبي.
وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة خبر الإيرانية اليوم أن الجهود السورية الروسية الإيرانية العراقية المشتركة يجب أن يكتب لها النجاح في مكافحة الإرهاب وإلا فنحن أمام تدمير منطقة بأكملها مبينا أن الإرهاب أداة جديدة لإخضاع المنطقة ولذلك لا خيار أمامها سوى الانتصار عليه إذا أرادت أن تكون مستقلة ومزدهرة.
وأكد الرئيس الأسد إننا لم نر أي نتائج للتحالف الذي تقوده واشنطن لأنه ببساطة لا يمكن لدول تدعم الإرهاب أن تقوم بمكافحته وأن تكون جدية في ذلك مشددا على أن مكافحة الإرهاب تكون أولا بالضغط على الدول التي تسلحه وتموله للتوقف عن ذلك.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة..
قال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول قراءته للتحول في المواقف الغربية تجاه سورية وقيادتها بعد خمس سنوات من حرب إرهابية مدمرة.. بداية أريد أن أرحب بك في دمشق وأنا سعيد أن أتحدث إلى اخوتنا الإيرانيين عبر شاشتكم.. فيما يتعلق بالتحولات التي تراها بالنسبة للعالم الغربي جزء منها مرتبط بتصريحاتهم الإعلامية .. وبالنسبة لنا في سورية لا يمكننا أن نأخذ هذه التصريحات على محمل الجد سواء كانت بالاتجاه الإيجابي أو بالاتجاه السلبي وذلك لأسباب كثيرة.. وأعتقد أن الأخوة والمسؤولين في إيران يشاركوننا الرأي نفسه وهو عدم الثقة بالمسؤولين الغربيين.. طبعا بالنسبة لتصريحاتهم الأخيرة حول المرحلة الانتقالية أو غيرها أنا أقول كلاما واضحا بأنه ليس لأي مسؤول أجنبي أن يحدد مستقبل سورية.. مستقبل النظام السياسي.. من هم الأشخاص الذين يحكمون أو غيرهم.. هذا قرار الشعب السوري.. لذلك كل هذه التصريحات لا تعنينا.
وتابع الرئيس الاسد.. لكن الشيء المؤكد أن المسؤولين الغربيين يعيشون حالة ضياع.. ضبابية وعدم وضوح في الرؤية.. وبالوقت نفسه شعورا بالفشل تجاه المخططات التي وضعت والتي لم تحقق أهدافها.. طبعا الهدف الوحيد الذي تحقق هو ما ذكرته أنت في سؤالك وهو تدمير الكثير من البنى التحتية في سورية.. سفك الكثير من الدماء.. كان الثمن غاليا.. ولكن كانت أهدافهم هي إخضاع سورية بشكل كلي واستبدال دولة بدولة أخرى.. بدولة عميلة لكي تقوم بتنفيذ الأجندات التي تفرضها الحكومات الأجنبية بالوقت نفسه الأكاذيب التي بدؤوا بها في بداية الأحداث في سورية من أجل تسويق مواقفهم أولا لدى مواطنيهم بدأت تنكشف.. لا يمكن أن تستمر بالكذب على الشعب لسنوات.. يمكن أن تكذب لفترة محددة.. واليوم في ظل الانفتاح التقني في مجال المعلومات يمكن لأي مواطن في أي مكان في العالم أن يصل إلى جزء من الحقيقة.. هذه الأجزاء بدأت تتراكم لدى أولئك المواطنين وبدأ يظهر أن حكوماتهم كانت تكذب عليهم بشأن ما حصل في سورية.. بالوقت نفسه هم دفعوا الثمن سواء بالعمليات الإرهابية.. الإرهاب الذي بدأ ينتقل إلى تلك الدول.. أو من خلال الهجرات التي بدأت تأتي إليهم.. ليست فقط من سورية وإنما من دول مختلفة في منطقة الشرق الأوسط.. كل هذه العوامل بدأت تؤدي إلى تحول بالمواقف ولكن أريد أن أؤكد مرة أخرى أن المواقف الغربية سواء كانت إيجابية أو سلبية لا يمكن أن نثق بها على الإطلاق.
ورداً على سؤال حول انتقال فرنسا في عهد ساركوزي إلى خندق العداء لسورية بعد ان ربطتها بها علاقات جيدة من عام 2008 وحتى 2010 .. قال الرئيس الأسد: لأن ساركوزي كلف من قبل إدارة جورج بوش بالتواصل مع سورية.. وكان لهذا التواصل عدة أهداف.. مجمل الأهداف كان تغيير الخط السياسي في سورية.. ولكن كانت هناك نقطة أساسية اهتم بها ساركوزي بتكليف من الأمريكيين.. وفي ذلك الوقت بدأ الحديث عن كيف تتعامل مجموعة “خمسة زائد واحد” مع الملف النووي الإيراني وتحديدا مع موضوع المواد النووية أو المواد المشعة التي تم تخصيبها في مفاعلاتكم في إيران.. كان المطلوب مني في ذلك الوقت أن أقنع المسؤولين الإيرانيين بفكرة نقل هذه المواد إلى الدول الغربية لتقوم هي بتخصيبها وإعادتها إلى إيران.. طبعا من دون أي ضمانات وهذا الكلام كان مستحيلا.. لم نقتنع نحن به وطبعا المسؤولون الإيرانيون لم يكونوا مقتنعين بهذا الكلام.. عندما لم يتمكن الغرب من تغيير السياسة السورية.. طبعا يضاف إلى ذلك الوقوف إلى جانب المقاومة والتمسك بالحقوق وباستقلال القرار.. كان ما سموه في بداية الأحداث “الربيع العربي” فرصة للانقضاض على الدول التي لا يعجبهم خطها السياسي.. فلذلك تلك المرحلة التي تتحدث عنها كانت مرحلة شكلية.. أي أنه بالشكل كان هناك انفتاح غربي على سورية لكن بالواقع كانت مرحلة مليئة بالضغوط وبالابتزاز.. ولم يقدموا شيئا واحدا لسورية لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا في أي مجال من المجالات.
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول موقف بقية الدول الغربية كبريطانيا وأمريكا: نعم.. عندما نتحدث عن هذه الدول فنحن نتحدث عن منظومة كاملة.. نحن نسميها كمصطلح “الدول الغربية”.. وهذه الدول الغربية لها سيد واحد هو الولايات المتحدة.. كل هذه الدول تتصرف بما يأمرها به المايسترو الأمريكي.. اليوم التصريحات في كل هذه الدول متشابهة.. يقولون كلاما متشابها.. وعندما يهاجمون سورية يهاجمونها بالوقت نفسه وبكلام متشابه.. فلذلك عندما تعطي أمريكا إشارة لهذه الدول تتحرك باتجاه معين ولكن يحصل توزيع أدوار.. ففي ذلك الوقت من كلفت هي فرنسا باعتبار العلاقة الفرنسية السورية تاريخيا منذ الاستقلال جيدة إلى حد ما.. هناك جالية سورية كبيرة في فرنسا.. وهناك علاقات اقتصادية وحتى عسكرية وطبعا سياسية.. فلذلك كان الأفضل بالنسبة لهم أن يكلفوا فرنسا وليست أي دولة أخرى.. ولكن المسؤولين الغربيين بالمحصلة خاضعون للإدارة الأمريكية.. هذه حقيقة.
وأضاف الرئيس الأسد ردا على سؤال حول مراد الغربيين من سورية.. يريدون تغيير الدولة.. يريدون إضعافها وإضعاف سورية ويريدون إيجاد مجموعة دول ضعيفة تلتهي بأمورها اليومية.. بمشاكلها.. بخلافاتها الداخلية.. ولا يكون لديها وقت للتطور ولا لدعم القضايا الوطنية والقومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.. وبالوقت نفسه ضمان أمن “إسرائيل”.. هذه الأهداف أهداف دائمة وليست أهدافا جديدة.. لكن تتغير الوسائل للتعامل معها من وقت لآخر.
وتابع الرئيس الأسد رداً على سؤال عن الضرر الذي تلحقه سياسة الدول الداعمة للإرهابيين بالأمن والاستقرار في المنطقة.. طبعا لديك أنواع مختلفة الآن من الإرهاب في منطقتنا.. ولكن يطغى عليها الإرهاب الذي يسمى بالإرهاب الإسلامي لأن هذه المنظمات أو هذه المجموعات الإرهابية تبنت الإسلام.. طبعا ليست لها علاقة بالإسلام.. ولكن هذا المصطلح الآن هو المستخدم.. وهذه المجموعات تسوق الفتنة الطائفية بين المكونات الموجودة في المنطقة بشكل عام.. يعني أن الضرر الأكبر هو تفتيت المجتمعات مع الوقت.. الآن لحسن الحظ هناك وعي كبير لدى المجتمعات في منطقتنا حول خطورة الفتنة الطائفية.. حول ضرورة التوحد وخاصة بالنسبة للمسلمين.. ولكن مع الوقت.. ومع استمرار التحريض الطائفي وخلق الفجوات بين مكونات المجتمع.. مع استمرار تربية جيل شاب وصغير على الأفكار الخاطئة.. سيكون خطر كبير جدا.. سيكون هذا التفتيت في يوم من الأيام أمرا واقعا.. وبالتالي الصراعات والصدامات والحروب الأهلية وما شابه.. هذا موضوع خطير جدا، ليس من قبيل المبالغة هذه حقيقة.
وقال الرئيس الأسد في جوابه عن سؤال حول الرد على موقف آل سعود الذين يصرون على تنحي الرئيس في الوقت الذي تعلن فيه المحافل الدولية أن حل الأزمة سياسي : ما قلته قبل قليل إن الحديث عن موضوع النظام السياسي أو المسؤولين في هذا البلد هو شأن سوري داخلي.. أما اذا كانوا يتحدثون عن الديمقراطية.. فهل هذه الدول التي ذكرتها وخاصة السعودية هي نموذج للديمقراطية أو لحقوق الإنسان أو للمشاركة الشعبية في الدولة… هي النموذج الأسوأ والأكثر تخلفا وتأخرا على مستوى العالم.. فليس لهم الحق في الحديث حول هذه النقطة.. أما أردوغان فهو الشخص الذي خلق فجوات داخل مجتمعه.. داخل تركيا نفسها.. كانت مستقرة لسنوات طويلة.. خلال أحاديثه التقسيمية عن الفتنة وعن التمييز بين المكونات. هذا الشخص ليس في موقع.. لا هو ولا داوود أوغلو.. أن يعطي نصائح لأي دولة أو لأي شعب في العالم.. هذه الحقيقة بكل بساطة.
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول أسباب نشوء الأزمة هل هي داخلية أم خارجية.. عندما يكون هناك تدخل خارجي لا يمكن لهذا التدخل أن يعطي تأثيرا سلبيا كبيرا إلا إذا كانت هناك فجوات في هذا الوطن أو في ذلك المجتمع.. ونحن قلنا منذ البداية أن هناك أشياء كثيرة بحاجة لإصلاح في سورية.. وهناك ثغرات موجودة.. هذه الثغرات نتحمل مسؤوليتها جميعا كسوريين.. طبعا الدولة تتحمل مسؤوليتها في هذا الموضوع بالدرجة الأولى.. وكلما ارتفع مستوى المسؤول يتحمل المسؤولية الأكبر.. هذا بشكل عام.. لكن عندما نأتي لحقائق ما حصل في سورية لا نستطيع أن ننفي أهمية العامل الخارجي.. عندما كان هناك دفع أموال من أجل الخروج في مظاهرات تحت عناوين لها علاقة بالدستور أو بالقوانين أو بالإصلاح.. وقمنا منذ البداية بالتجاوب مع كل هذه الطروحات بالرغم من أننا نعرف بأن جزءا كبيرا منها غير صادق وغير حقيقي.. ولكنه كان عنوانا.. ومع ذلك دعونا منذ البداية لحوار سياسي بين القوى السياسية السورية.. وكانت النتيجة اللاحقة لذلك الحوار هي تغيير الدستور.. تغيير البنود التي كانت تعتبر كما كانوا يدعون أو كما كان يدعي البعض بأنها سبب الأزمة.. تم اصدار قوانين جديدة فيها المزيد من الحريات.. تشكلت أحزاب جديدة في سورية.. تم تغيير قانون الإعلام. تقريبا تم إجراء كل الأشياء التي طلبت أو التي استخدمت كعناوين للتظاهر.
وتابع الرئيس الأسد: عندها بدؤوا في الدول الغربية وفي إعلام الدول الاقليمية التي تخضع للأجندة الغربية وفي مقدمتها تركيا وقطر والسعودية بالحديث عن موضوع الرئيس تحديدا.. لماذا… لأنهم يريدون أن يقوموا بعملية شخصنة للموضوع.. أي ان كل المشكلة في سورية سببها شخص وبالتالي يسهل تحميل كل المسؤولية لشخص وليس للإرهابيين أو للدول الغربية أو الدول الإقليمية التي تسعى لتخريب الوضع في سورية.. لذلك أعود وأقول ان موضوع الرئاسة أو غيرها هي قضايا مرتبطة بالشعب السوري.. أنا شخصيا قلت في أكثر من مناسبة عندما يكون هناك قرار من الشعب السوري بأن يبقى هذا الشخص سيبقى.. وعندما يكون هناك قرار بأن يذهب يجب أن يذهب مباشرة.. فالقضية ليست قابلة للنقاش في هذا الموضوع.. ولكن إذا كان الرأي الخارجي عكس رأي الشعب السوري فليس له قيمة بكل بساطة.. لذلك نحن نقول بأن العودة إلى الحوار والاستمرار بالحوار الذي يحصل من فترة لفترة هو الحل بالنسبة للأزمة السورية.. أما اذا كانت هناك مطالب بالإصلاح فهي لا تحمل للرئيس.. وإنما تحمل للمؤسسات لأن المؤسسات في أي دولة من الدول هي التي تحدد شكل الإصلاح.. فالقضية عندما تكون قضية وطنية تحمل للمؤسسات وتتم عبر المؤسسات.. خاصة المؤسسات المنتخبة وفي مقدمتها مجلس الشعب.
وأضاف الرئيس الأسد ردا على سؤال هل تعتقدون أن الذي حصل في سورية يتعلق بالمؤسسات وليس بشخص رئيس الجمهورية.. طبعا.. لأن الرئيس يأتي عبر المؤسسات ويذهب عبر المؤسسات.. يأتي عبر الدستور ويذهب عبر الدستور.. عبر القوانين.. عبر الانتخاب.. هذه هي الآليات.. الرئيس لا يأتي عبر الإرهاب ولا يذهب عبره.. لا يأتي عبر الفوضى ولا يذهب عبرها.. لا يأتي عبر الرأي الخارجي أو عبر غطاء خارجي كما هو الحال في معظم الدول في منطقتنا.. وأنتم تعرفون هذه الحقيقة.. عندما يأتي من قبل دولة أجنبية يستمر من خلال قرار هذه الدولة الأجنبية.. ويذهب بقرار منها.. لكن هذا ليس هو الحال في سورية ولا في إيران، ولن يكون هذا الحال في المستقبل.
وقال الرئيس الاسد ردا على سؤال هل ستقومون بإدارة الأزمة كما أدرتموها في السابق.. بالنسبة للأمور في الحياة دائما هناك عناوين كبيرة وهناك تفاصيل صغيرة هي التي تشكل هذه العناوين.. ما يتغير غالبا هو التفاصيل وليست العناوين الأساسية إلا في حالات خاصة.. بالنسبة لهذه الأزمة كانت درسا غنيا.. أي أزمة وطنية هي درس غني جدا للمسؤولين.. للمواطنين.. للمجتمع بشكل عام.. كل يوم تتعلم فيه شيئا جديدا وترى الأمور بزوايا مختلفة.. وترى أحيانا أشياء جديدة لا تعرفها حتى عن نفسك أو عن مجتمعك الذي تعيش فيه.. لذلك أن نقول بأن هذه الأزمة تمر ولن نتعلم شيئا جديدا ولا يمكن أن نعدل.. هذا الكلام غير منطقي وغير واقعي.. من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف في التفاصيل.. ولكن ليس في العناوين، لماذا… لأن هذه العناوين هي مبادئ أساسية.. مثلا في البداية قررنا أن يكون هناك حوار.. نستجيب للحوار.. ونعتبر أن الحل هو بالحوار.. وما زلنا نؤمن بهذا المبدأ.. مكافحة الإرهاب.. منذ البداية كانت واضحة بالنسبة لنا الأصابع الخارجية.. وأنها تهدف لخلق فوضى.. وخلق بيئة إرهابية في سورية لكي لا تستقر.
واضاف الرئيس الأسد: منذ البداية قررنا أن نكافح الإرهاب.. واليوم نحن أكثر تمسكا بهذا المبدأ.. منذ البداية قررنا أن نكون مستقلين في حل مشاكلنا.. نحن نريد مساعدة من الدول الصديقة.. هذا ما تفعله إيران.. هذا ما تفعله روسيا.. وعدد من الدول الأخرى في العالم.. ولكن لا يمكن لأحد أن يحل محلنا في حل مشاكلنا في هذه المبادئ لا بالعكس.. أنا أعتقد بأننا اليوم أكثر تصميما على التمسك بهذه المبادئ.. وأثبتت الأحداث صحة ما كنا نقوله منذ بداية الأزمة.. لكن لا شك أنه بالنسبة للتفاصيل والآليات تختلف رؤيتنا اليوم عما كانت في ذلك الوقت.
وأكد الرئيس الأسد ردا على سؤال حول إمكانية الجلوس على طاولة حوار واحدة مع “المسلحين” في سورية.. أن الشيء البديهي في كل العالم ألا تجلس دولة لكي تحاور الإرهابيين.. لأن الإرهابيين يجب أن يخضعوا للقانون أولا كأي مواطن.. ويخضعوا للمحاسبة.. لكن يمكن للدولة أن تحاور الإرهابيين في حالة واحدة.. عندما يكون هدف الحوار هو إلقاء السلاح وعودة هؤلاء الأشخاص الذين مارسوا أعمالا إرهابية إلى حضن الدولة وإلى حضن القانون.. هذا الشيء حصل في سورية وحاورنا الكثير من المجموعات تحت عنوان ما نسميه المصالحات التي تقوم الدولة من خلالها بالعفو عن أولئك الأشخاص مقابل أن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية.. قمنا بذلك وحققت هذه الخطوات أو الآلية أو المقاربة نسبة نجاح جيدة في كثير من المناطق خاصة عندما نعلم أن هناك الكثير من الأشخاص الذين مارسوا الإرهاب تحت ظروف ربما دفعتهم بهذا الاتجاه.. ليس بالضرورة أن تكون هناك قناعة حقيقية أو رغبة بأن يذهبوا بهذا الاتجاه.. هناك من خدع.. هناك من غرر به. بالمقابل هناك مجموعات إرهابية عقائدية لا تؤمن بالحوار.. هي ترفض الحوار وهي ترفض المصالحة.. وهي تعتقد بأن هذا القتل وهذا الإرهاب هو جزء من الدين وجزء من الإسلام الحنيف.. وعندما تقوم بعملية القتل.. وعندما تكافحهم ويقتلون.. فيعتقدون بأنهم خدموا الدين ولاحقا ذهبوا إلى الجنة.. هذه المجموعات لا يمكن الحوار معها.. لا هي تقبل ولا نحن نقبل.
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول الأضرار التي سببتها التنظيمات الإرهابية للأمن والاستقرار في المنطقة وكيفية التعامل معها : عندما ننظر إلى هذه التنظيمات الإرهابية وآخرها “داعش” أو “جبهة النصرة” أو القاعدة هي مجرد مظهر من مظاهر انحراف طويل وعميق في منطقتنا وفي مجتمعاتنا.. هذا الانحراف عمره على الأقل أربعة عقود إن لم يكن أكثر.. ولكن عمليا بداية هذا الانحراف بدأت منذ قرنين من الزمن مع بداية الانحراف في تفسير الدين الإسلامي.. والمظهر الأساسي لهذا الانحراف هو الدعوة الوهابية التي فسرت الإسلام بشكل منحرف ومناقض في كثير من الحالات لمضمون الدين الإسلامي نفسه.. فكانت هذه مجرد مظاهر.. الضرر قصير الأمد هو ضرر مرتبط بالأعمال الإرهابية التي يقومون بها.. التدمير والقتل.. طبعا معالجته ليست سهلة ولكنها ممكنة بكل تأكيد وإذا تمت معالجته فسيكون هذا انتصارا للمجتمع.. انتصارا كبيرا بوقايته من مرض.. من وباء حقيقي.
وأوضح الرئيس الأسد أن الخطر الأكبر إذا استمرت هذه المعالجة لفترة طويلة وتحولت هذه المنظمات بفكرها إلى حالة متجذرة داخل المجتمع.. فأنت في تلك الحالة سوف تتعامل مع حالة ثقافية فكرية خطيرة جدا.. ستكون أمام جيل جديد من الإرهابيين المؤدلجين الذين يؤمنون بالقتل وبالتكفير وبالتمييز كمنهج أساسي لبناء دولة إسلامية كما يعتقدون.. عندها سنكون أمام ورطة كبيرة في هذه المنطقة.. هذا النوع من الفكر ليس له حدود.. لا يعترف بالحدود السياسية.. ينتقل بالعدوى بشكل سريع في منطقتنا.. وحتى في أوروبا كما نرى اليوم.. لذلك فإن مخاطر هذه التنظيمات كبيرة جدا ولكن لا يكفي أن نكافحها كتنظيمات.. الأهم هو أن نكافح الفكر الذي أدى إليها والدول التي سوقت لهذا الفكر والمؤسسات التي تؤمن الأموال لهذا الفكر عبر مدارس ومؤسسات دينية تسوق التطرف في العالم الإسلامي.
وردا على سؤال عن سبب فشل التحالف الدولي الذي شكله الغرب ضد الإرهاب قال الرئيس الأسد : هذا صحيح.. أولا.. لا يمكن للص أن يكون هو نفسه الشرطي الذي يقوم بحماية المدينة من اللصوص.. ولا يمكن لدول تدعم الإرهاب أن تقوم بمكافحة الإرهاب.. هذه حقيقة التحالف الذي نراه.. لذلك بعد عام وبضعة أشهر لا نرى أي نتائج.. على العكس.. نرى نتائج معاكسة.. نرى أن الإرهاب توسع.. توسع برقعة جغرافية.. بزيادة المتطوعين أو الملتحقين بتلك التنظيمات الإرهابية.. ثانيا لأن هذه الدول التي تدعم الإرهاب أساسا وهي التي شكلت له الغطاء.. لا يمكن أن تكون جدية.. فلو أخذنا مثالا عدد الطلعات الجوية لـ 60 دولة مجتمعة في سورية والعراق فهي لا تعادل أجزاء بسيطة مما يقوم به سلاح الجو السوري.. ونحن دولة صغيرة بالمحصلة.. وسلاح الجو في سورية ليس كبيرا.. مع ذلك نحن نقوم بعدد من الطلعات أضعاف ما تقوم به تلك الدول.. وهناك مؤشر أهم لعدم جديتهم.. كيف يمكن للولايات المتحدة وحلفائها أن يقوموا بمكافحة الإرهاب أو “داعش” في سورية والعراق وبالوقت نفسه أقرب حلفائهم في حكومة أردوغان وأوغلو يقومون بدعم الإرهابيين ليعبروا الحدود وليجلبوا سلاحا ومالا ومتطوعين عبر تركيا.. لو أرادت الولايات المتحدة فعلا أن تكافح الإرهاب لكانت ضغطت على تلك الدول.. لذلك لا أعتقد بأن هذا التحالف سيقوم بأي شيء سوى أنه سيخلق نوعا من التوازن بين القوى الموجودة لتبقى هذه النار مشتعلة وتبقى عملية التآكل بالنسبة لسورية والعراق ولاحقا لدول أخرى في المنطقة لكي نضعف جميعا لعقود من الزمن، وربما لأجيال.
وبشأن الرد على الدول التي تعتبر وجود الرئيس في السلطة ذريعة لاستمرار الحرب قال الرئيس الأسد: حسنا.. إذا كنت أنا ذريعة للإرهاب في سورية فمن هو ذريعة الإرهاب في اليمن.. أنا لست موجودا في اليمن.. من هو ذريعة الإرهاب في ليبيا.. من هو ذريعة الإرهاب في العراق.. في الحقيقة لو أخذنا مثالا “داعش” فهو لم ينشأ في سورية.. بل نشأ في العراق في العام 2006 عندما كان الأمريكيون هم الذين يديرون أغلب الأمور.. إن لم نقل كل الأمور وخاصة الأمنية منها.. نشأ هناك تحت رايتهم.. والقيادات الداعشية كلها خريجة السجون التي كانت تديرها أمريكا وليست الحكومة العراقية.. هذا كلام ليس له معنى.. باعتراف المسؤولين الغربيين في أمريكا أو في دول أخرى انهم هم من أسسوا هذا التطرف عبر القاعدة في أفغانستان بداية لمواجهة الاتحاد السوفييتي.. و”داعش” هي واحدة من مفرزات القاعدة بشكل آخر وفي منطقة أخرى.. ما يقولونه ليس له قيمة.. دائما الغرب يبحث عن جهة أخرى أو شخص آخر يلقي عليه المسؤولية لأنهم لن يقولوا بأنهم هم من دعم الإرهاب وهم من وقف ضد الشعب السوري وعمل على تدميره وتدمير ثقافته وتراثه وكل أسس حياته.
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول إمكانية نجاح التحالف الجديد بين سورية وإيران وروسيا والعراق لمكافحة الإرهاب.. يجب أن يكتب له النجاح.. وإلا فنحن أمام تدمير منطقة بأكملها وليس دولة أو دولتين.. ونحن لدينا ثقة بهذا الشيء.. طبعا ما ذكرته عن دعم الدول الأخرى للتنظيمات الإرهابية لا شك بأنه سيجعل ثمن الانتصار في المعارك التي تخوضها هذه الدول ضد الإرهاب ثمنا غاليا بكل تأكيد.. إذا انضمت هذه الدول بشكل جدي وصادق لمكافحة الإرهاب.. على الأقل من خلال التوقف عن دعم الإرهابيين.. فهذا سيؤدي الى تسارع تحقيق النتائج التي نتمنى أن نراها جميعا.. ولكن حتى لو لم تقم بذلك تلك الدول واستمرت بدعم الإرهاب فنحن كدول لدينا رؤية.. لدينا خبرة.. نحن وأنتم.. أنتم تعرضتم للإرهاب في إيران.. وروسيا تعرضت للإرهاب بأشكال مختلفة.. هذه الدول إن توحدت ضد الإرهاب بموضوع المكافحة العسكرية والأمنية والمعلوماتية بالإضافة الى جوانب أخرى فلا شك بأن هذا التحالف سيحقق نتائج فعلية وخاصة أن هناك دعما دوليا بشكل عام من دول قد لا يكون لها دور مباشر في هذه الأزمات وفي هذه المنطقة، ولكن إذا استثنينا الغرب الذي دائما يسعى لدعم الإرهابيين وللاستعمار وللوقوف ضد قضايا الشعوب.. فمعظم دول العالم الآن لديها شعور بالخطر الحقيقي من الإرهاب ونحن نرى مؤخرا أن هناك تصريحات متوالية من دول مختلفة تدعم هذا التحالف، لذلك أعتقد بأن فرص نجاح هذا التحالف هي فرص كبيرة.
وبشأن الرسائل التي يمكن توجيهها للدول الداعمة للإرهاب في سورية قال الرئيس الأسد : كنا نريد أن نقول لهم إن الإرهاب سيصل إليكم ولكنه وصل مؤخرا.. عندما كنا نقول هذا الكلام منذ بضع سنوات كانوا يقولون بأن السوريين يهددون.. اليوم لم يعد تهديدا.. أولا الإرهاب وصل إلى دول أوروبية مختلفة بالإضافة إلى الدول الإقليمية التي تدعم الإرهاب وبدأت تعاني منه.. موضوع الهجرات الذي شمل مهاجرين من دول مختلفة لأسباب لها علاقة بالإرهاب وهناك أسباب أخرى قد تدفع الآخرين للهجرة من المنطقة.. ومن المعروف أن جزءا كبيرا من الإرهابيين اندس بين أولئك المهاجرين وأصبح موجودا في تلك الدول الأوروبية.. الأهم من ذلك أن هذه المنطقة كانت تتهم دائما بأنها هي التي تصدر الإرهاب والتطرف إلى أوروبا.
وأضاف الرئيس الأسد: حقيقة اليوم أهم القيادات الإرهابية في سورية والعراق هي من أوروبا ربما العدد الأكبر من الإرهابيين هو من الدول الإسلامية وتحديدا من الدول العربية.. ولكن القيادات معظمها من الدول الأوروبية وتحديدا من دول شمال أوروبا التي تبعد نسبيا عن منطقتنا ومجتمعها غني وراق ومع ذلك الإرهاب يأتي من تلك الدول إلى منطقتنا.. هذا يعني أن الإرهاب لا يعرف حدودا ولا يمكن استخدام الإرهاب كورقة سياسية تستخدمها متى تريد.. أنا دائما أشبه الإرهاب بالعقرب.. لا يمكن أن تضعه في جيبك لأنه سيلدغك عند أول فرصة.. هذا الشيء نكرره الآن.. هم بدؤوا يعرفون هذه الحقيقة ولكنهم لا يجرؤون على الاعتراف بها.. لأنهم اذا اعترفوا بها فسيكونون مضطرين للاعتراف بأنهم كانوا على خطأ منذ البداية.. وهذا صعب عليهم في الداخل.. في بلدانهم.. سيكون هذا انتحارا سياسيا.. لذلك نتمنى أن يصلوا إلى يوم يكونون فيه جريئين بما فيه الكفاية ليعترفوا بهذا الخطأ وليقولوا بأنهم ساروا بعكس مصالح شعوبهم من أجل مصالحهم الانتخابية.
وردا على سؤال حول وجود مصادر غير رسمية للاطلاع على أوضاع الجبهات وأحوال الناس في سورية قال الرئيس الاسد.. طبعا في كل العمل الرسمي من الخطأ أن يعتمد المسؤول فقط على تقارير وعلى عمل المؤسسات.. يبقى هناك خلل موجود دائما بعمل المؤسسات.. يبقى هناك الرأي الشخصي.. الرؤية الفردية لأي شخص قد يكون فيها نوع من الابتعاد عن الحقيقة لمصلحة ما.. أو لعدم وضوح الرؤية.. لذلك كلما توسعت قاعدة العلاقات والمصادر للمعلومات تكون الرؤية أقرب إلى الواقع.. فلذلك اللقاءات مع الأشخاص المعنيين البعيدين عن التقارير.. مع المواطنين.. مع أي شخص تضيف جزءا من الحقيقة إلى الصورة التي يجب أن تتشكل.. هذا الموضوع أساسي على ما أعتقد حتى في حالات السلم.. فكيف يكون الوضع في حالة الحرب التي نعيشها.. أنت بحاجة إلى هذا النوع من التواصل أكثر من الأوقات العادية.. لا يمكن للورق أن يعطيك صورة كاملة عن الواقع.. هذه قاعدة عامة بالنسبة لي.
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول متابعته القنوات الأجنبية وشعوره عند بثها أخبارا سلبية عن سورية : طبعا أتابعها بشكل مستمر.. لا بد أن نفهم كيف يفكر الخصوم.. منذ الأيام الأولى للأزمة.. كانت الحرب بالدرجة الأولى حربا إعلامية ونفسية.. هذه الحرب الإعلامية وخاصة عبر الأقنية العربية على اعتبار أن قلة من الناس هنا يشاهدون الأقنية الأجنبية.. أثرت وتمكنت من تشويه الصورة لدى جزء لا بأس به من السوريين.. ولكن لنقل بأنه خلال العام الأول كانت الحال كذلك.. بعدها بدأت الأمور تتكشف وتتضح الصورة تدريجيا.. فإذا بقي تأثير هذه الوسائل الإعلامية في دولهم.. لم يعد لها تأثير في دولنا خاصة بالنسبة لوسائل الإعلام الأجنبية.. أنا أقول أولا هم يخدعون شعبهم ولا يخدعوننا.. النقطة الثانية.. عندما تكون لديك قضية وطنية وأنت تدافع عن بلدك لا يهمك ما يقوله الآخرون.. ما يهمك أولا هو أن تحمي البلد.. أن تحقق المصلحة الشعبية.. المصلحة الوطنية.. وبعدها يأتي أي شيء آخر.. بما أن هذه الوسائل الإعلامية فقدت مصداقيتها.. والمسؤولين الغربيين ليس لهم مصداقية بالأساس بالنسبة لنا.. فليس لكلامهم أي قيمة وأي تأثير حتى من الناحية النفسية.. فأنا أقرؤه أو أسمعه أو أشاهده فقط لكي أفهم كيف يفكرون.. ولكن حقيقة لم يعد له أي تأثير بالنسبة لي شخصيا.
وردا على سؤال حول الانطباع إزاء صور وأفلام المهاجرين واللاجئين قال الرئيس الأسد: طبعا هذا شيء مؤلم.. سورية كانت دائما ملاذا للاجئين عبر تاريخها.. منذ ما قبل الدولة العثمانية حتى عبر التاريخ القديم بسبب موقعها الجغرافي وطبيعة مجتمعها وبسبب ثقافتها .. بسبب عوامل كثيرة.. ولكن مؤخرا على الأقل خلال القرن الماضي كانت هي الملجأ للفلسطينيين.. للبنانيين.. وقبل ذلك الأرمن الذين أتوا إلى سورية بسبب المجازر ضدهم.. مجازر السريان في أيام الدولة العثمانية وغيرها من المفاصل المختلفة.. طبعا لا أنسى أيضا العراقيين بعد الغزو الأمريكي في عام /2003/.. أن يتحول السوري إلى لاجئ هذا شيء مؤلم جدا.. وربما يكون نقطة سوداء في تاريخ سورية سنذكره ربما لعقود وقرون.. سيذكره السوريون لعقود مقبلة.. لكن المؤلم أكثر هو استغلال مشكلة اللاجئين من قبل الدول الغربية ومن قبل الإعلام الغربي على اعتبار أنها مأساة إنسانية يتألمون من أجلها بينما في الحقيقة هم المساهم الأكبر في الوصول إلى هذه الحالة من خلال دعمهم للإرهاب.. من خلال فرض الحصار على سورية.
وبالتالي في كثير من المناطق في سورية.. وفي كثير من الحالات.. المتطلبات الأساسية للحياة قد لا تكون متوافرة.. فإذا الإرهاب من جانب وهذه الدول الغربية من جانب آخر يقومون بنفس العمل، هم يهاجمون الإرهابيين ولكنهم إرهابيون في سياساتهم سواء بالحصار أو بدعم الإرهاب.. هذا هو أيضا الجانب الآخر المؤلم في قضية اللاجئين.. هم يطلقون النار على اللاجئ السوري بيد ويقدمون له الغذاء باليد الأخرى.. هذا ما يفعله الأوروبي أو الغربي.
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول من يجب أن يقوم بالتعامل مع ملف اللاجئين وما المنتظر من المؤسسات الدولية: قبل أن نتحدث عن جانب الخدمات التي يجب أن تقدم لهم علينا أن نتعامل مع السبب.. لماذا هاجر هذا المواطن السوري.. معظم أولئك المهاجرين لا يتمنى أن يعيش يوما واحدا خارج بلده.. ولكن هناك ظروف أجبرته على ذلك في مقدمتها الإرهاب ودعم الإرهاب من الخارج.. فإذا كنا نطلب شيئا من المنظمات الدولية أو من الدول.. وأعتقد أن كل لاجئ يطلب نفس الشيء هو أن يتوقفوا عن دعم الإرهاب.. أن يضغطوا على الدول وفي مقدمتها تركيا.. الأردن.. قطر.. السعودية.. لكي تتوقف عن تمرير الإرهابيين إلى سورية وتمرير السلاح والمال اليهم.. عندما يقومون بذلك لن تكون هناك مشكلة.. حل المشكلة في سورية ليس معقدا على الإطلاق.. سيكون الوضع أفضل وسيعود الجزء الأكبر من اللاجئين إلى بلدهم مباشرة لأنه مهما قدمت لهم خدمات في أي بلد من العالم وعبر أي منظمة لن يكون الحال كوجود هذا الشخص في بلده وبين أهله وبيئته لا من الناحية المعنوية ولا من الناحية المادية.
وبشأن تقييمه وضع الحرب في سورية وإلى متى سيستمر قال الرئيس الأسد : بكل بساطة تستمر الحرب طالما أن هناك من يدعم الإرهابيين لأننا لا نحارب مجموعات إرهابية داخل سورية وإنما نحارب مجموعات إرهابية تأتي من كل دول العالم بدعم أغنى وأقوى دول العالم ونحن دولة صغيرة، ولكن عندما تدافع عن بلدك لا تكون لديك خيارات ولا يمكن أن تسأل أسئلة إلى متى وكيف.. إلا اذا كنت قررت أن تتخلى عن الوطن.. وعندها كمواطن لن يكون لديك وطن.. هذا الشيء غير مطروح في سورية.. لذلك أعتقد أن الجو الجديد الذي بدأ يظهر على الساحة الدولية.. ولو أنني مرة أخرى استثني الغرب من هذا الموضوع.. بدأ يضغط باتجاه إيجاد حل حقيقي للأزمة السورية.. صحيح أنه يطرح تحت عنوان حل سياسي ولكن لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي وهناك دول تدعم الإرهاب.. هي سلة واحدة.. فنأمل أن هذا الاتجاه بدأ يشكل ضغطا على عدد من الحكومات التي تدعم الإرهاب.. وهذا بدأ يفرض نفسه على تلك الدول لكي تخفف من هذا الدعم.. النقطة الثانية التي تدعو للتفاؤل هي مبادرة الرئيس بوتين بالنسبة للتحالف الذي دخلت فيه روسيا وإيران والعراق وسورية.. كل هذه الخطوات كانت هي النتيجة الطبيعية لهذا السؤال.. إلى متى تستمر الحرب.. تستمر الحرب إلى الوقت الذي إما أن ينتصر فيه الإرهاب على الشعوب أو أن ينتصر الشعب على الإرهابيين.. فإذا لدينا أمل كبير بهذا التحالف الآن وبهذه التغييرات الدولية.
يتبع ..
إضافة تعليق جديد