القوات الخاصه البريطانية تشارك في الحرب على سورية
الجمل ـ ترجمة وصال صالح: نشرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC الأسبوع الماضي، صوراً هي الأولى من نوعها على الإطلاق وتؤكد هذه الصور بالدليل القاطع الدور الذي تلعبه القوات الخاصة البريطانية في المشاركة بالقتال الدائر في سورية،
حيث أظهرت الصور قوات الخدمة الجوية الخاصة((SAS تقوم بدوريات قرب قاعدة لما يسمى ب «قوات المتمردين» على مقربة من الحدود السورية- العراقية، حيث يُشكل وجود أفراد الجيش البريطاني داخل الأراضي السورية خرقاً كبيراً آخر للسيادة السورية، لا سيما أنه لا وجود لقوات أجنبية أخرى على الأراضي السورية ، وتُشير صور الBBC إلى الدرجة الكبيرة لمشاركة القوات البريطانية وغيرها تحت رعاية الولايات المتحدة في الحرب الدائرة في سورية التي قتلت حتى الآن أكثر من400 ألف إنسان،من أجل الإطاحة بالدولة السورية وبحليفتيها –إيران وروسيا- وجاء في تقرير الBBC «أن تاريخ الصور يعود إلى شهر تموز، في أعقاب هجوم تنظيم داعش على ما يُسمى ب»المتمردين المعتدلين» قاعدة للجيش السوري الجديد في التنف على الحدود السورية-العراقية، ويظهر الجنود البريطانيين يعملون على حماية وتأمين محيط القاعدة» وكانت التنف في السابق تحت سيطرة داعش، في الوقت الذي أصدرت فيه وزارة الدفاع البريطانية بياناً عبرت فيه عن رفضها لأبعد الحدود التعليق على تصرفات القوات الخاصة البريطانية، و كما ذكرت صحيفة الغارديان «أكد مصدر مستقل بأنها كانت من القوات الخاصة البريطانية التي تعمل ضد داعش في سورية والعراق وليبيا» وتُظهر الصور القوات الخاصة تتحرك في جميع أنحاء محيط قاعدة «المتمردين»على متن مركبات Thalab وهي سيارات دفع رباعي من نوع ( فوكس) من اختراع القوات الأنغلو –أردنية المشتركة ومزودة بأسلحة تستخدم للمهمات والاستطلاع والمراقبة لمسافات طويلة، وغالباً ما تُستخدم Thalab للدوريات على الحدود من قبل القوات الخاصة الأردنية.
تحاول الBBC تصويرالقوات الخاصة البريطانية على انها احتياطية ، وفق ما أورد كوينتين سومرفيل وهو مراسل في الشرق الأوسط كان حريصاً على جعل القارئ يعلم وفقاً لشهود عيان، من هم [القوات الخاصة] الذين كانوا يقومون بالدور الدفاعي» وهذا يتناقض على الفور مع الحكم التالي له، بأنهم كانوا يحملون ترسانة من المعدات بما في ذلك بنادق قناصة ورشاشات ثقيلة وصواريخ مضادة للدبابات، في التقرير الصوتي المرافق للصور يصف سومرفيل القوات الخاصة كما ظهرت في الصورة «قوة صغيرة لكنها قاتلة» قوامها 12 رجلاً محملين بالأسلحة للقتال بطريقهم للخروج من أي مأزق» الفقرة التي أوردها سومرفيل تتضمن مقابلة مع شخص مجهول الهوية، وصف بأنه المتحدث باسم –المتمردين المعتدلين-أو كما تسميهم الBBC الجيش السوري الجديد (NSA) وقال المتحدث «نحن نتلقى التدريب من القوات الخاصة، من شركائنا البريطانيين والأميركيين، نحن أيضاً نحصل على الأسلحة والمعدات من وزارة الدفاع الأميركية، وكذلك الدعم الجوي الكامل» ورفض المتحدث التعليق على صور القوات الخاصة البريطانية.
لم تقدم الBBC إلا القليل فيما يخص وكالة الامن القومي NSA لكنها تلاحظ أن «الجيش السوري الجديد يضم عناصر معظمهم من مدينة دير الزور السورية، وفشل في محاولته الأخيرة قطع الطريق التجاري الرئيس لداعش عبر الحدود العراقية-السورية، وأضاف التقرير أن وكالة الأمن القومي NSA « تعرضت للسخرية من داعش بسبب الفيديو الدعائي.. وأنه محرج لشركائها الغربيين، وتتضمن أشرطة الفيديو دورات تدريبية مع القوات الخاصة الغربية، وقد عمل داعش على بثه عبر إذاعته».
كما كشف موقعWSWS في مقالاته التحليلية بخصوص المعركة الأخيرة في حلب، تتطلب «الحرب على الإرهاب» التي بلغت عامها ال15 مصطلحات غرائبية جديدة، القوات التي تقودها الولايات المتحدة هي الآن متحالفة عسكرياً مع مختلف المجموعات بالوكالة التي شكلت لسنوات تنظيم القاعدة،الذي كان يشار إليه في وقت سابق بأنه العدو «الإرهاب» الرئيسي لواشنطن».
لطالما زعمت حكومتا الولايات المتحدة وبريطانيا باستمرار، كما قال قائد القوات الأميركية في سورية والعراق الجنرال شون ماكفارلاند، مؤخراً بان قواتهم يلعبون دور تقديم «المشورة والمساعدة» وهم على مسافة واحدة وفي مواقع محددة، لكن كما تكشف صور الBBC لا يمكن إنكار أن القوات التي تقودها الولايات المتحدة تحظى بدعم ومشاركة عسكرية بريطانية على خط المواجهة، ماكفارلاند أكد أن القوات التي تقودها الولايات المتحدة قتلت «25 ألف من العدو» في الأشهر ال11 الماضية.
لقد أقامت قوات العمليات الخاصة الأميركية قاعدة في الصحراء السورية بين معقل داعش في الرقة والحدود العراقية لدعم «قوات المتمردين» ويُعتقد بأن القوات الخاصة البريطانية تعمل في المناطق الحدودية بين الرقة في سورية والبلدات والقرى المرتبطة بها في الموصل شمال العراق، يعتبر تكثيف التدخل العسكري الأميركي حيوياً لخطط وشيكة للولايات المتحدة لاستعادة الموصل من داعش» في الوقت الذي تملك فيه بريطانيا 300 من قواتها التقليدية العاملة في العراق وخاصة في بغداد وحولها، ويفترض أن عمل هذه القوات يقتصر على التدريب و الأدوارالاستشارية-تعمل من وراء قواعد مضمونة- وكانت بريطانيا وعدت بتوفير ما يصل إلى 1200 جندي للقوة الدولية التي تقودها إيطاليا لدعم نظام فايز السراج في ليبيا، في الوقت الذي أجرى فيه سلاح الجو الملكي البريطاني 950 ضربة جوية من قاعدة أكورتيري في قبرص منذ إعادة عمل بريطانيا في العراق في أيلول 2014 كجزء من حل متأصل لعملية الولايات المتحدة في المنطقة، ومعظمها تلقى وعوداً من وزير الدفاع المحافظ مايكل فالون، الذي قال الشهر الماضي خلال حديثة عن سورية في مؤتمر المعهد الملكي للخدمات المتحدة للقوة الجوية «سلاح الجو الملكي البريطاني لا يعمل على هذا الإيقاع العملي المستمر في مسرح واحد من الصراع لمدة ربع قرن» وكان موقع وزارة الدفاع ذكر هذا الشهر على شبكة الانترنت تسجيله لعمليات سلاح الجو الملكي البريطاني بمافي ذلك الضربات العسكرية في العراق وسورية من 3 وحتى 10 آب، كل هذا كان ممكناً في ظل انتخابات كانون الأول الماضي في البرلمان الذي أجاز بالضربات الجوية البريطانية في سورية، وكان زعيم حزب المحافظين جيرمي كوربين سمح للنواب المؤيدين في حزب العمال «بانتخابات حرة» ونتيجة لذلك صوت 66 من تجار الحروب من حزب العمال وحكومة المحافظين، ما يسمح للمحافظين المطالبة بموافقة سياسية على الغارات الجوية التي بدأت على الفور، وحتى مع ذلك صوت البرلمان لدعم حملة جوية ضد داعش وليس لاستخدام القوات البرية والقوات الخاصةعلى الأرض، وذكرت الغارديان أن «الاتفاقية لم تذكر على الإطلاق تصويت -في البرلمان- لقوات بريطانية على الأرض».
إضافة تعليق جديد