سامانثا باور تذرف دموع التماسيح... فهل من يمسحها؟
الجمل ـ Lyuba Lulko ـ ترجمة وصال صالح: موجة من الغضب العارم انتابت سامانثا باورخلال اجتماع مجلس الأمن الدولي بخصوص الوضع في حلب، لا سيما أن الأميركيين رُدوا على أعقابهم، المرء يحتاج للتهدئة، التسوية المؤقتة للولايات المتحدة هناك يجب أن تدفعنا باستمرار لإلقاء اللوم على العدو، إلى أن تأخذ غريزة الحماية الذاتية للولايات المتحدة الأميركية مفعولها، بعد ذلك، ببساطة، الولايات المتحدة تتهم العدو بالعدوان.
" ما ترعاه روسيا وتفعله ليس مكافحة الإرهاب، إنه الهمجية" قالت سامانثا باور سفيرة الولايات المتحدة أمام 15 دولة عضو في مجلس الأمن وكأن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عقدت هذا الاجتماع لجلد روسيا علناً بمزاعم قصف المدنيين في حلب.
من خلق وأنشأ الإرهاب الإسلامي؟ من بدأ الحرب في سورية؟ من يدعم المتطرفين؟ من يريد الإطاحة بالحكومة الشرعية في سورية؟ روسيا تدخلت فقط عندما شعرت أن الأقليات تواجه خطراً حقيقياً بالذبح، وعندما تدفق الآلاف من اللاجئين إلى أوروبا، ولو سقطت الدولة السورية لكانت أعداد المتطرفين في سورية اليوم أكبر بكثير.
لماذا تنتاب البرابرة الحقيقيون نوبات هستيرية؟
"روسيا حاصلة على مقعد في مجلس الأمن الدولي، وهذا شرف ومسؤولية، ومع ذلك تستغل هذا الامتياز التاريخي في سورية وفي حلب" تابعت باور، هذه إشارة إلى حرمان روسيا من الحق في هذا المقعد، هل الولايات المتحدة من أعطى روسيا هذا الحق؟ لقد حصلت روسيا على الحق عندما دمر الجيش الأحمر الفاشية الألمانية، هل تريد حكومة الولايات المتحدة انتزاع هذا الحق بالقوة؟
السفير البريطاني ماثيو ريكروفت دعم باور "في نهاية هذا الاسبوع، "النظام" وروسيا، هبطوا إلى الأعماق في حلب وأطلقوا العنان لجحيم جديد في سورية" قال، ووفقاً له، على روسيا توفير الشروط المطلوبة لاستئناف المفاوضات السياسية بدلاً من تدمير البلاد، وإلا ستؤكد على مكانتها من النبذ الدولي.
النبذ الدولي؟
يعني ذلك أن واشنطن لن تجري مفاوضات مع روسيا بشأن سورية، إذا كانت منبوذة، ما تناهى لسمعنا من تصريحات الغرب في مجلس الأمن الدولي-المذكورة أعلاه- لم يكن مجرد انعدام للدبلوماسية، لكن أيضاً عدم احترام الزملاء، ممثلا بريطانيا وفرنسا لم يستمعا لممثل سورية السيد "بشار الجعفري" وغادرا قاعة الاجتماعات، هذا السلوك يكشف عن الوقاحة السافرة لأولئك الذين تسببوا بمقتل وبؤس الملايين في ليبيا، العراق، أفغانستان، باكستان، سورية، الصومال، اليمن ولم يُعاقبوا، هذه هي الهمجية الحقيقية في الواقع.
اليوم بات من الواضح أن الاتقاقات بشأن سورية التي تم التوصل إليها في جنيف لم تكلف أي شيء ولم تكن روسيا من قوضها، الأميركيون قصفوا الجيش السوري في دير الزور و نظموا استفزازاً من قافلة المساعات الإنسانية في حلب.
نوبة الغضب التي انتابت سامانثا باور تقول بأن التحالف الأميركي في سورية على وشك الهزيمة، ربما، هي ردة فعل عاطفية وناجمة عن مقتل أحد الجنود الغربيين الذي كان يعمل كدليل ومُرشد للإرهابيين في سورية، والأمر يتعدى ذلك إلى مقتل العشرات من العسكريين الغربيين، كما تقول وسائل الإعلام الإيرانية.
كيف يُصنع التلفيق والتزييف؟
تستخدم وسائل الإعلام الغربية متطوعين على الشبكات الاجتماعية، مثال على ذلك ما يُسمى ب "القبعات البيضاء" لنقل أخبار حلب، وقد استخدمت شهادة أحدهم ويدعى -عمار سلمو- لاتهام روسيا ب "الهمجية"وقد دعمت تصريحاته بشريط فيديو لا معنى له عن طائرة "غريبة" قيل انها طائرة روسية، ومع ذلك وفقاً ل ووردبرس كوم، كان عمار سلمو يعمل في قسم الدعاية في تنظيم القاعدة ، وتُظهر صورة "سيلفي" التقطها على خلفية إعدام جنود سوريين بأنه موظف في "القبعات البيضاء".
كما يعرض مدونة من الأكاذيب حول الضربات الجوية الروسية واستخدامها للقنابل الحارقة الخارقة للأقبية التي تقتل المدنيين، بينما القنابل هي نفسها التقليدية التي يقصف بها الإرهابيون ومَرافقهم، ومن المثير للاهتمام هو أن أدلة كهذه ظهرت حتى قبل ظهور القوات الروسية في سورية.
كل هذا ليس إلا عملاً آخر من حرب المعلومات، واشنطن تبني الدعم الشعبي لنسختها الخاصة من الأحداث متجاهلة نسخة الأعداء، للأسف، هذه ليست خدعة جديدة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ويكفي أن نُشير إلى مزاعم أسلحة الدمارالشامل لصدام حسين، التي كان كولن باول أول من كشف عنها أمام مجلس أمن الأمم المتحدة قبل غزو العراق، ما يجعل المرء في حيرة من أمره، لماذا لم يطلب العراقيون محكمة دولية؟الجواب لأنه بلد لا يتمتع بالسيادة، لكن سورية دولة ذات سيادة، روسياتحتاج لتذكير الغرب بأن مكافحة الإرهاب في سورية مشروعة وحق دستوري لسورية حماية شعبها وهزيمة المسلحين.
لقد فعلت روسيا وسورية كل ما بوسعهما لحماية المدنيين الفارين من مناطق الحرب في حلب، واتفقت روسيا وسورية للتوصل إلى تسوية مع الغرب ، لكنها لم تؤدي في النهاية إلا إلى المزيد من الاستفزازات الإرهابية، بعد يوم سبت مجلس الأمن ، سوريا وروسيا وإيران لديهم الحق والشرعية في شن هجوم لوضع نهاية لمعاناة الشعب السوري، وبالإضافة إلى اتخاذ أعمال حاسمة في سورية، يجب أن تسعى روسيا لتحالف مع أوروبا، هل سيكون هناك شارل ديغول جديد في اوروبا، الذي أخرج فرنسا من الناتو عام 1966 للحفاظ على الاستقلال الفرنسي؟ هل ستجرؤ أوروبا على منع الإجراءات الاميركية في سورية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟ هل هناك سياسيون حقيقيون في أوروبا؟ من يعلم ذلك هو موسكو، لكن ليس واشنطن، ومن سيكون بمقدوره وقف التدفق اللانهاية له لللاجئين، دعونا ننتظر حتى عام 2017 عندما تجري ألمانيا الانتخابات الاتحادية.
في الوقت الحاضر، علينا الاستماع إلى كل تلك الأكاذيب من فم سامانثا باور، فقط لأن هذه أداة لاستجرار المزيد من المال من أعضاء الكونغرس الأميركي، لتطوير المجمع الصناعي العسكري وهذا الخوف يسوغ عمل الصقور مثل هيلاري كلينتون ويشجع الشعب الأميركي للتصويت لها.
عن:PRAVDA.ru
إضافة تعليق جديد