أردوغان يهدد أوروبا عبر أدواته: أمنكم يبدأ من إدلب!
استبق رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان القمة مع قادة ألمانيا وفرنسا بخطوة ابتزازية جديدة لدعم عدوانه على سورية، من خلال تجنيد أكاديميين روجوا بأن «أمن أوروبا يبدأ من محافظة إدلب»، بينما سار المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري على الطريق ذاته الذي سلكته التنظيمات الإرهابية في سورية، والهادف إلى عرقلة «اتفاق موسكو»، ومحاولتهم منع إعادة الحركة على الطريق الدولي حلب-اللاذقية.
جيفري لم يستطع إخفاء اصطفاف بلاده إلى جانب الإرهابيين في سورية، وعلّق على استخدام المواطنين المدنيين من جانب الإرهابيين كدروع بشرية على الطريق الدولية المعروفة بـM4، وقال في بيان نشره على حساب السفارة الأميركية بدمشق: إن «الولايات المتحدة ترفض تصريحات وزارة الدفاع الروسية وتصريحات إعلامية تزعم فيها أن التظاهرات السلمية في إدلب ضد الدوريات العسكرية الروسية نظمها إرهابيون يحاولون استخدام المدنيين كدرع بشري»، معتبرا أن «رد فعل السوريين على الدوريات العسكرية الروسية في إدلب ليس مفاجئا».
وتجاهل جيفري دعم بلاده للإرهاب، وعشرات المبادرات السلمية من قبل الدولة السورية من أجل التوصل لحل سلمي، زاعماً أن العمل العسكري الذي يقوم به الجيش العربي السوري ضد الإرهابيين في إدلب مدعوماً من الحلفاء والأصدقاء « لن يجلب السلام في سورية»، متناسياً حالة الأمن والأمان التي تشهدها المناطق التي حررها الجيش العربي السوري من دنس الإرهاب.
جيفري واصل الزعم بحرص بلاده على التوصل لحل نهائي في سورية، وقال: إن بلاده «ملتزمة بالعمل مع شركائها وحلفائها في المجتمع الدولي لدعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف وقرار مجلس الأمن 2254 لتحقيق حل سلمي للصراع في سوري».
في غضون ذلك وقبيل ساعات من انعقاد القمة بين أردوغان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، دفع النظام التركي بأدواته في الجامعات التركية للترويج بأن قادة أوروبا أدركوا أن أمن القارة يبدأ من محافظة إدلب، لذا سيعملون على المساهمة في إيجاد حل لإنهاء الحرب السورية، وتقاسم أعباء اللاجئين، حسبما ذكرت وكالة «الأناضول».
ونقلت الوكالة عن عضو هيئة التدريس في جامعة بيلغي بإسطنبول، البروفيسور إلتر طوران، زعمه أن دول الاتحاد الأوروبي غير الراغبة باستضافة لاجئين ستضطر إلى اتخاذ خطوات لإيجاد حل للأزمة المسببة للجوء، مشيراً إلى أن انتهاج تركيا لسياسة الحدود المفتوحة أمام اللاجئين، دفع الاتحاد الأوروبي إلى تبني موقف داعم لليونان، لمنع طالبي اللجوء من اجتياز الحدود اليونانية.
من جانبه، روج عضو هيئة التدريس في كلية الحقوق بجامعة يدي تبه، بروفيسور مسعود حقي جاشن، لمطالب تركيا من أوروبا والمتمثلة بدعمها لوقف موجة اللجوء الجديدة، وإنهاء الحرب في سورية، وضمان أمن حدود تركيا الجنوبية، ورفع مسألة حظر التأشيرة (الأوروبية) عن المواطنين الأتراك، وتقاسم أعباء اللاجئين، وتحديث اتفاق الاتحاد الجمركي»، زاعماً أن الأزمة الأخيرة في إدلب أظهرت أن حدود أوروبا تبدأ من إدلب، ومضيفاً: إنه «ليست فقط مصالح تركيا، وإنما أيضاً مصالح الاتحاد الأوروبي، هي التي تجمع الجانبين، وربما تكون هذه أهم ركيزة في التقارب بين أنقرة وبروكسل»، ومشيراً إلى أنه من دون تركيا لا تستطيع أوروبا أن تكون آمنة، لذا فمن مصلحة أوروبا مساعدة تركيا التي أثبتت في الأزمة الأخيرة أنها دولة كبيرة لا يمكن إغفالها.
ويراهن أردوغان على كسب المزيد من الدعم الأوروبي، من خلال ابتزاز الدول الأوروبية بورقة اللاجئين الذين يهدد بهم بفتح باب الهجرة أمامهم إلى الدول الأوروبية.
وذكرت صحيفة «حرييت» التركية أمس أن أردوغان سيطلع زعماء الدول الأوروبية، على قرار وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين تركيا وروسيا في إدلب، وآخر التطورات بهذا الشأن، والتطورات بشأن اللجنة الدستورية، والخطوات الواجب اتخاذها بشأن المنطقة الآمنة المزعومة في شمال سورية، والمساعدات المقدمة للاجئين.
بدورها قالت صحيفة «صباح»: إن القمة ستناقش العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وسينظر في مسألة تحديث الاتحاد الجمركي وإلغاء التأشيرات، وإحياء المفاوضات، وفتح فصول جديدة.
وكالات
إضافة تعليق جديد