إلى أين ستصل ارتدادات مقتل عماد مغنية في المنطقة والعالم
الجمل: امتدت "الأيادي الخفية" لتغتال الزعيم عماد مغنية أحد أبرز القادة الأمنيين – العسكريين لحزب الله اللبناني وقد تمت عملية الاغتيال في العاصمة السورية دمشق عن طريق الانفجار الذي استهدف سيارته مساء أمس الثلاثاء بحي «كفرسوسة».
* من هو عماد مغنية:
تشير سيرته الذاتية أنه من مواليد 7 كانون الأول 1962م بقرية «تير ديبا» الواقعة بجنوب لبنان وقد عاش فترة صباه في منطقة «عين دلبة» جنوب بيروت. والده كان يعمل بائعاً للخضروات، ولكن لا يعرف الكثير عن تفاصيل حياة عماد مغنية حيث بدأت معرفة المحللين له عندما قام في عام 1976 بالانضمام إلى القوة رقم 17 التابعة للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وتقول سجلات ومعلومات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن عماد قد انخرط في العمليات الآتية:
• العمليات الهجومية التي تم تنفيذها ضد الأهداف الأمريكية والإسرائيلية خلال حقبتي الثمانينات والتسعينات.
• انفجار 18 نيسان 1983م ضد السفارة الأمريكية في بيروت الذي أدى لمقتل 63 شخصاً منهم 17 أمريكياً.
• انفجار 23 تشرين الأول 1983م الذي استهدف ثكنات قوات مشاة البحرية الأمريكية والمظليين الفرنسيين الموجودة في بيروت، وترتب عليه مقتل 241 أمريكياً و58 فرنسياً.
• هجوم 20 أيلول 1984م الذي استهدف أحد المباني الملحقة بالسفارة الأمريكية.
• اختطاف طائرة «توا» الرحلة رقم 2847 يوم 14 حزيران 1985م الذي أدى لمقتل ملاح الطيران الأمريكي روبرت ستيزنم.
• عمليات اختطاف أمريكيين وأجانب تم تنفيذها خلال الثمانينات وعلى وجه الخصوص الأمريكي تيري أندرسون.
• اغتيال العقيد الأمريكي ويليام فرانسيس بوكلي.
* أنشطة عماد مغنية العابرة للحدود:
يقول كريستوفر هاميلتون خبير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى المختص بدراسات مكافحة الإرهاب بأن عماد مغنية هو الذي أشرف بنجاح على بناء جهاز عمليات حزب الله اللبناني وبالتالي فإن مسؤوليته هي عن جهاز العمليات حصراً وليس عن الجهاز العسكري بسبب تميزه في وضع الخطط المعقدة وامتلاكه للمهنية والاحترافية العالية في تنفيذ العمليات. ويشير بعض الخبراء إلى أن عماد مغنية يمثل في الحقيقة واحداً من أهم الأسلحة السرية التي يحوزها حزب الله. كما أكدت بعض التسريبات أن مغنية كان حاضراً في اجتماع التنسيق الذي تم في الخرطوم في العام 1993م والذي ضم أسامة بن لادن وبعض كبار ناشطي تنظيم القاعدة في العام 1993م، كما تقول المعلومات بأنه كان العقل المخطط لهجوم عام 1996م الذي استهدف أبراج مجمع مدينة الخبر السعودية والذي أدى لمقتل 19 جندياً. وتقول المعلومات أيضاً بأنه كان وراء هجمات عام 1998م الذي استهدف السفارات الأمريكية في شرق أفريقيا والسفارة الأمريكية في العاصمة التنزانية دار السلام. كما لعب مغنية دوراً كبيراً في الهجوم الذي استهدف المدمرة الأمريكية «كول» قبالة الساحل اليمني عام 2000م.
يقول ماغنيوس رانستوب، اختصاصي شؤون حزب الله بكلية الدفاع الوطني السويدية بأنه من خلال تتبعه لشخصية عماد مغنية لفترة أكثر من عشرة سنوات تبين له أن عماد هو الـ"مهندس" الذي يستطيع إطلاق عمليات العنف في الظروف الخاصة وهو يتميز بالقدرة على تخطيط وتنسيق وتنفيذ العمليات فيما وراء حدود منطقة الشرق الأوسط، وفي هذا الخصوص يعتبر مغنية العقل المدبر لانفجارات العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس التي استهدفت السفارة الإسرائيلية والمجمع اليهودي في الأرجنتين والتي حدثت خلال حقبة التسعينات، إضافة لذلك فإن عماد يرتبط بشكل وثيق بأنشطة جمع التبرعات والدعم وعمليات التجنيد وتنظيم الخلايا والشبكات وإدارة مهام الرصد والمراقبة السرية العابرة للحدود.
* عماد مغنية واستهداف الولايات المتحدة الأمريكية:
تشير المعلومات التي أوردها مركز العلاقات الخارجية الأمريكي إلى أن مغنية هو المسؤول عن خلية حزب الله التي كشفتها السلطات الأمريكية في منطقة شارلوت بولاية كارولينا الشمالية، وكانت مهمة المجموعة هي القيام ببيع السجائر داخل أمريكا ثم استخدام عائدات البيع في شراء بعض الأجهزة المتطورة المتعلقة بالطيران ومناظير الرؤية الليلية لصالح الحزب. وقد أدانت المحكمة الأمريكية قائد المجموعة محمد حمود وحكمت عليه بالسجن 155 عاماً. هذا وما تزال أجهزة الأمن الأمريكية تتعقب 200 عنصر تعتقد بأنهم يمثلون عناصر شبكة حزب الله الناشطة داخل الولايات المتحدة والتي تقع تحت نطاق إشراف عماد مغنية المباشر.
* عماد مغنية وحرب صيف العام 2006م:
يزعم الإسرائيليون بأن عماد مغنية هو العقل المدبر لعملية اختطاف حزب الله للجنود الإسرائيليين من داخل الحدود الإسرائيلية ونقلهم وأسرهم داخل لبنان. وبالتالي فإن عملية مغنية هي وحدها التي قادت إلى حرب الصيف الماضي بين القوات الإسرائيلية وحزب الله اللبناني وأدت إلى هزيمة القوات الإسرائيلية والتي بدورها أدت إلى زلزال تقرير «فينوغراد» الذي هز الأرض تحت أقدام الحكومة الإسرائيلية وأجهزة مخابراتها وهيئة أركان الجيش الإسرائيلية. كذلك أشار تقرير استخباري نشرته صحيفة أورشليم بوست الإسرائيلية بأن عماد مغنية يتولى المسؤولية المباشرة عن وحدة صواريخ حزب الله بجنوب لبنان.
* أبرز التقارير الاستخبارية الغربية حول عماد مغنية:
توجد الكثير من التقارير والمقالات التي تعرضت لشخصية وأنشطة عماد مغنية بالإضافة إلى تقرير موسوعة الويكيبيديا الشهيرة، كما يوجد تقارير استخبارية أبرزها:
• تقرير مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي.
• تقرير مؤسسة جيمس تاون.
• تقرير موقع فرونت بيج ماغازين.
• تقرير موقع ريدار دايجيست.
• تقرير قاعدة معلومات ميبت.
• تقرير موقع ديسكفر ذا نيتوورك.
أبرز الذين تحدثوا عن عماد مغنية كان روبرت باير خبير العمليات السرية في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية على مدى 20 عاماً والذي وصف مغنية بأنه:
• أخطر من واجهتهم المخابرات الأمريكية.
• أقدر من يستطيعون إدارة العمليات السرية الخاصة مما لا يوجد مثيل له في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ولا في جهاز الكي.جي.بي السوفييتي السابق.
• يتميز بالذكاء والمناورة ومن غير الممكن لمن يتتبعه أن يتكهن بسلوكه فهو يدخل من باب ليخرج من آخر ولا يقوم مطلقاً باستخدام التلفون في تحديد المواعيد.
أشار التقرير الاستخباري الذي أعده المحلل باتريك ديفني إلى الآتي:
• استطاع عماد مغنية الإفلات وتجنب العديد من المحاولات لاغتياله بواسطة الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية وتحديداً في لبنان.
• غموض شخصية عماد جعل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز الموساد الإسرائيلي وأجهزة الأمن الغربية تنظر إليه باعتباره يشكل تهديداً أمنياً واستخبارياً وعسكرياً "لامتماثلاً".
• وجود عماد مغنية داخل حزب الله يجعل من الصعب جداً إذا لم يكن من المستحيل تحويل حزب الله اللبناني من حركة عسكرية إلى حزب سياسي.
• أدرجت المخابرات المركزية الأمريكية منذ فترة طويلة اسم عماد مغنية ضمن قائمة الاغتيالات المستهدفة التي يتوجب على الوكالة القيام بتنفيذها وهي قائمة تضم أسماء من نوع بن لادن، أيمن الظواهري، أبو مصعب الزرقاوي... وغيرهم.
• بالإضافة إلى نشاط عماد داخل حزب الله فهو ناشط على الجانب الإيراني، وتقول التسريبات بأن عماد مغنية قد أشرف على عملية تهريب زعماء تنظيم القاعدة عبر الأراضي الإيرانية خلال فترة الغزو الأمريكي لأفغانستان.
• يشرف عماد مغنية على الروابط الفائقة الحساسية بين حزب الله وكل من:
* الأجهزة الإيرانية وتحديداً الحرس الثوري الإيراني.
* جيش المهدي العراقي.
* تنظيم القاعدة.
* تطور عماد مغنية الاحترافي:
بدأ تطور عماد الاحترافي في مجال العمليات السرية عندما انضم في منتصف السبعينات وتحديداً في بديات اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية إلى القوة رقم 17 التابعة لحركة فتح والمسؤولة عن حماية الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وأيضاً التي تمثل وحدة قوات النخبة (الكوماندوز) في صفوف قوات منظمة التحرير الفلسطينية وقد تلقى عماد مغنية الكثير من أنواع التدريبات والمهارات في هذه المرحلة. بعد غزو إسرائيل للأراضي اللبنانية في العام 1982م وخروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، لم يغادر عماد لبنان وتحول للعمل كـ"عنصر حماية" للشيخ محمد حسين فضل الله الزعيم الروحي لحزب الله اللبناني. ولاحقاً تعاون مع السيد حسن نصر الله في تكوين «حزب الله» كما أسس عماد جماعة الجهاد الإسلامي لتعمل كذراع عسكري للحزب.
عموماً، من الصحيح أن عمليات الاغتيال المستهدفة التي تنفذها أجهزة المخابرات ضد زعماء وقادة الحركات والمليشيات تندرج ضمن ما يعرف بـ:
• تدمير البنيات التحتية للتنظيمات لأن المليشيات والتنظيمات المسلحة تعتمد في قدر كبير من قوتها على قوة وكاريزما ومهارات قياداتها الميدانية والسياسية والروحية.
• تفعيل خسائر الحرب النفسية لأن اغتيال القادة أو الزعماء الأقوياء يؤدي إلى كسر المعنويات وانخفاض الروح القتالية.
• إرباك الشبكات والخلايا السرية لأن اغتيال الزعماء والقادة الميدانيين يؤدي في كثير من الأحيان إلى دفن الكثير من التفاصيل والمعلومات وقنوات الاتصال السرية الداخلية والخارجية.
• إثارة الشكوك داخل التنظيم وتفعيل معطيات الريبة والخوف ونظرية المؤامرة بين التنظيم وحلفائه وأصدقائه.
• إضعاف قوة التنظيم أمام الرأي العام الشعبي الموالي له.
• إلحاق الخسائر المادية والمالية بالتنظيم لأن الكثير من أموال التنظيم ومخابئه العسكرية السرية تكون معروفة لعناصر القيادة وبتصفيتها واغتيالها فإن التنظيم قد يتعرض لخسائر كبيرة.
* لبنانياً: جاءت عملية الاغتيال على خلفية تصاعد التوتر بين قوى 14 آذار وقوى 8 آذار، فحزب الله وحلفاءه يخوضون معركة سياسية كبيرة ضد الحكومة اللبنانية من جهة، ومن الجهة الأخرى تستند قوى 14 آذار وحكومة السنيورة على تحالف إقليمي – دولي كبير يضم أمريكا – إسرائيل – فرنسا – بريطانيا – مصر – الأردن – السعودية. ووصلت الأجواء أول أمس إلى حافة الحرب بعد تصريحات وليد جنبلاط التي هددت بإشعال الصراع والحرب، والآن وتحديداً يوم غد 14 آذار سوف تقوم قوى 14 آذار بتسيير تظاهرة كبيرة في بيروت إحياء لذكرى اغتيال رفيق الحريري وفي الوقت نفسه قرر حزب الله تشييع زعيمه وقائده العسكري عماد مغنية في بيروت. وهكذا، سيكون في بيروت غداً حشدان كبيران وستكون التعبئة السلبية في قمتها ودرجتها القصوى، وتقول التوقعات بأن موكب حزب الله سيكون أكبر وأقوى بما قد يترتب عليه إضعاف موكب قوى 14 آذار فهل:
* سوف تلغي قوى 14 آذار موكبها تفادياً للانكشاف والظهور بمظهر الضعف؟
* سوف تقوم قوات الأمن اللبنانية بالانتشار في بيروت لمنع اندلاع العنف؟
* سوف تحدث عمليات عنف ويندلع الصراع؟
* سوف تستغل "الأيادي الخفية" الوضع اللبناني المتأزم وتقوم بتنفيذ بعض العمليات السرية الأخرى؟
* سوف تنضبط أم تنفلت ردود أفعال الشارع اللبناني الذي ضاق ذرعاً على النحو الذي يتجاوز قدرة قوى 14 آذار وقوى 8 آذار وحكومة السنيورة وقوى الأمن الداخلي اللبناني والجيش والشرطة اللبنانية؟
* إقليمياً: أعلن حزب الله عن تحميل إسرائيل المسؤولية عن اغتيال الزعيم عماد مغنية فهل سيسعى الحزب للقصاص والانتقام من إسرائيل أم سيتصرف بشكل آخر؟ وفي حالة الانتقام هل سينفذ حزب الله عمليته ضد أحد الأهداف الإسرائيلية داخل إسرائيل أم خارجها؟ أم أنه سيلجأ إلى استهداف إسرائيل عبر حلفائها اللبنانيين الذين أصبحوا مكشوفين ومعروفين لحزب الله وللشعب اللبناني؟ وما هو رد الفعل الإسرائيلي على انتقام حزب الله؟ وما هو رد الفعل الأمريكي إذا استهدف انتقام حزب الله أحد الأهداف الأمريكية؟
رفضت إسرائيل التعليق على عملية اغتيال عماد مغنية وقد تحدث مارك ريجيف المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قائلاً لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية: "لم يصدر أي بيان حول هذا الأمر".
والسؤال لماذا رفض الإسرائيليون ليس تحميلهم المسؤولية فحسب بل حتى مجرد التعليق. بكلمات أخرى:
• لم يؤكد الإسرائيليون تنفيذهم للعملية.
• لم ينف الإسرائيليون مسؤوليتهم عن العملية.
تعتبر إسرائيل البلد الشرق أوسطي الأكثر تورطاً في تنفيذ عمليات الاغتيال المستهدفة باستخدام أكثر الوسائط التكنولوجية المتطورة، التي تدخل ضمن عملية تنفيذها الطائرات والأقمار الصناعية واستخدامات التكنولوجيا الذكية. وحتى الآن لم تتضح الصورة الكاملة لـ"سردية" عملية الاغتيال، حتى نعرف التقنية التي نفذت بها "الأيادي الخفية" هذه العملية. فهل نفذتها إسرائيل لوحدها أن نفذتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التي ظلت لفترة طويلة تدرج اسم عماد مغنية ضمن قائمة اغتيالاتها المستهدفة؟ أم أن عملية الاغتيال كانت شراكة أمريكية – إسرائيلية وبالتالي لا تريد إسرائيل إعلان مسؤوليتها عنها طالما أن هناك شريكاً آخر يرفض البوح باسمه بسبب ارتباطاته الخفية الأخرى في المنطقة وما يمكن أن يترتب على كشف اسمه من إحراج وإضعاف لموقف حلفائه في الشارع اللبناني والشارع العربي؟ أم أن تنفيذ عملية الاغتيال بـ"الوكالة" عن المخابرات الأمريكية والمخابرات الإسرائيلية عن طريق عناصر إحدى الجماعات "الشرق أوسطية" والتي على الأغلب أن تكون لبنانية ومرتبطة بعلاقات استراتيجية – تعبوية – تكتيكية مع المخابرات الأمريكية والإسرائيلية؟ ولماذا تم تنفيذ العملية في هذا الوقت بالذات؟ وما هي الديناميكية الجديدة التي يسعى منفذو العملية لإضفائها على الحراك السياسي التعبوي في الشارع اللبناني؟ وما هي الوسائل الثانوية الأخرى التي حاول القتلة بثها؟ بكلمات أخرى ما هي الإشارات المطلوب من قوى 8 آذار وحلفاءها أن تلتقطها؟ حيث سبق عملية الاغتيال أن صرح أحد زعماء 14 آذار مهدداً حزب الله وقوى 8 آذار قائلاً بأننا مستعدون لحرق الأخضر واليابس في لبنان.
ولماذا تراجعت إسرائيل لاحقاً عن موقفها الرافض للتعليق على عملية الاغتيال ونفت مسؤوليتها عن الحادثة؟ هل فعلاً أن إسرائيل لم تقم بذلك أم أنها تحاول تفادي انتقام حزب الله حتى لا تتورط في فتح جبهة صراع ثانية في جنوب لبنان في الوقت الذي تستعد فيه القوات الإسرائيلية لخوض معركة فاصلة ضد حركة حماس في قطاع غزة؟ أم أن إسرائيل تريد من ذلك أن تجعل حزب الله في حالة تحفز للانتقام وعندما تقوم بشن عملية غزة تكون هناك فرصة متاحة لحزب الله لتنفيذ الانتقام ومن ثم تكون الفرصة متاحة أيضاً لإسرائيل للقيام بتوسيع عملياتها وتعميقها بما يشمل ليس غزة فحسب وإنما جنوب لبنان أيضاً وربما بعض المناطق الأخرى، وفي هذا الصدد نشير إلى حديث الجنرال كابي أشكينازي رئيس الأركان الإسرائيلي أول أمس الذي قال فيه بأن قوات الجيش الإسرائيلي مستعدة لتنفيذ عملية غزة و"تعميقها وتوسيعها بحسب ما تقتضي الضرورة"؟ أم أن النفي الإسرائيلي يسعى إلى تضليل الرأي العام اللبناني والعربي والدولي من أجل:
• عدم الإضرار بموقف قوى 14 آذار في الشارع اللبناني لأن مسؤولية إسرائيل عن العملية معناه في نظر الرأي العام اللبناني مسؤولية إسرائيل وأمريكا وقوى 14 آذار أيضاً التي جلبت أمريكا وإسرائيل إلى المنطقة وإلى لبنان.
• التربص بحزب الله لأن قيامه بالانتقام دون وجود دليل معناه أن يقوم الإسرائيليون بالرد عليه عن طريق عملية عسكرية كبيرة دون خوف من مواجهة الرأي العام الدولي وقد تتورط فيها القوات الدولية الموجودة في لبنان طالما أنه لا يوجد دليل يؤكد مسؤولية إسرائيل عن العملية.
لكل عملية اغتيال تداعياتها المعلنة وغير المعلنة والمباشرة وغير المباشرة، وقد نجح الذين اغتالوا رفيق الحريري في استغلال فورة الغضب الشعبي وتحويل المياه في مجرى طاحونة إخراج القوات السورية من لبنان أولاً، ولكنهم فشلوا بعد ذلك في تحويل المياه إلى مجرى طاحونة التحقيق الدولي الذي فشل في إثبات مسؤولية سوريا.
والآن، وبعد أن تم تنفيذ عملية اغتيال عماد مغنية يمكن التوقع بأنه غداً في العاصمة اللبنانية بيروت سيتضح أكثر فأكثر مجرى الطاحونة التي سوف يسعى من قاموا بتنفيذ عملية الاغتيال بتوجيه المياه اللبنانية المضطربة إليه.
وإن غداً لناظره قريب....
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد