تداعيات القبض على تاجر الموت اليهودي «فيكتور بوت»
الجمل: تقول المعلومات الواردة من العاصمة التايلاندية بانكوك بأن أجهزة الأمن التايلاندية قد استطاعت أن توقع باليهودي الروسي (الطاجيكستاني) فيكتور بوت، الذي اقترن اسمه بالعديد من صفقات تهريب الأسلحة وتزويد الميليشيات المسلحة بكافة احتياجاتها من العتاد العسكري إضافة إلى ارتباطه بالكثير من العمليات السرية التي أدارتها الأجهزة الاستخبارية والعسكرية التابعة للكثير من دول العالم.
* كيف تم اصطياد فيكتور بوت:
تقول سردية صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الواردة في التقرير الذي أعده الصحفي الأمريكي دان إيف، بأن مهرب الأسلحة فيكتور بوت برغم حرصه الشديد في التعامل مع الزبائن عن طريق الوسطاء وتفاديه الشديد لاستخدام أجهزة الخليوي مستفيداً من خبرته كضابط سابق في جهاز المخابرات السوفيتي (كي جي بي) في تجنب كل ما من شأنه أن يؤدي إلى نجاح الآخرين في رصد تحركاته وتعقبه. أما عن وقائع عملية الإيقاع به فقد تضمنت الآتي:
• تقدم اثنان من زعماء الميليشيات الكولومبية في نهاية تشرين الثاني 2007م عبر الوسطاء المقربين من فيكتور بوت طالبين الحصول على الأسلحة والعتاد.
• حاول فيكتور بوت تدقيق وفحص صور زبائنه الجدد ومقارنتها بصور زعماء القوات المسلحة الثورية الكولومبية.
• حجم الصفقة المطلوبة كان في حدود 15 مليون دولار.
• تحرك فيكتور بوت من مخبأه الآمن في روسيا وحضر إلى بانكوك من أجل إكمال الترتيبات النهائية الخاصة بالصفقة.
• داهمت قوات الشرطة الملكية التايلاندية في يوم 15 آذار 2008م الفندق الذي كان يقيم فيه فيكتور بوت واعتقلته.
• تقول مذكرة التوقيف القانونية بأن شرطة ولاية نيويورك الأمريكية أصدت مذكرة توقيف بحقه بسبب قيامه بالتآمر لتزويد ميليشيا القوات المسلحة الثورية الكولومبية بالسلاح والعتاد العسكري على خلفية أن هذه المليشيا مدرجة في القائمة الأمريكية الخاصة بالمنظمات الإرهابية.
• قيام الشرطة الملكية التايلاندية باعتقال فيكتور بوت نيابة عن الشرطة الأمريكية سببه وجود اتفاق لتبادل المطلوبين بين السلطات الأمريكية والسلطات التايلاندية.
• تنظر السلطات الأمريكية حالياً في إجراءات استلام فيكتور بوت من السلطات التايلاندية.
* من هو فيكتور بوت؟
تقول موسوعة الويكيبيديا الإلكترونية الأمريكية الآتي:
• اسمه فيكتور أناتوليفيتش بوت.
• تاريخ الميلاد 13 كانون الثاني 1967م.
• مكان الميلاد دوشامبي عاصمة ولاية طاجيكستان السوفييتية سابقاً (وحالياً جمهورية طاجيكستان بعد استقلالها عن الاتحاد السوفييتي).
• الجنسية: يحمل بوت الجنسية الروسية بسبب بقاءه في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
• الخبرة العملية: ضابط سابق في جهاز المخابرات السوفييتي وكان يعمل مترجماً في القواعد العسكرية السوفيتية وتحديداً في أنجولا، وكان فيكتور يملك القدرة على الترجمة بين ستة لغات بسبب إتقانه المحادثة بالإنجليزية والفرنسية والروسية والبرتغالية والإسبانية، إضافة إلى معرفته للغة الطاجيك لغة وطنه الأم.
• الأنشطة الحالية: بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وبسبب تواجد فيكتور كمترجم في القواعد السوفيتية التي كانت في بعض الدول الإفريقية، فقد استطاع التعرف إلى بعض عناصر الميلشيات إثر عودته إلى روسيا بعد حل الجيش السوفيتي وجهاز المخابرات السوفيتية فقد تم تسريح بوت من المخابرات وعلى الفور باشر في أنشطة تهريب الأسلحة إلى المليشيات الإفريقية التي كانت تخوض حروب التمرد في أنجولا والكونغو وزائير وموزمبيق والصومال وجنوب السودان وليبيريا وسيراليون وغينيا ورواندا وبوروندي وأوغندا وتشاد ودارفور السودانية وغيرها.
وقد ارتبطت مهارة شخصية بوت بازدواج خبرته كضابط استخبارات، وعلاقاته المتشعبة بالكيانات اليهودية وبيئة الانفلات الأمني – الاستخباري التي حدثت في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. وتقول المعلومات بأن فيكتور بوت وثيق الصلة بالأطراف التالية:
• جهاز الموساد الإسرائيلي.
• جماعات المافيات الروسية – الإسرائيلية.
• وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
• البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية).
• جهاز المخابرات البرتغالية.
• حركة طالبان (أفغانستان).
• تنظيم القاعدة (أفغانستان).
• الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان (جنوب السودان).
• جيش تحرير السودان (دارفور).
• حركة العدل والمساواة السودانية (دارفور).
• حركة يونيتا (أنجولا).
• ميليشيا أنتيرا هاموي (رواندا).
• الجبهة الوطنية الكونغولية (شرق زائير).
• الحركات الكردية الانفصالية (شمال العراق).
• الجبهة الثورية المتحدة (سيراليون).
• الجبهة الوطنية الليبيرية (ليبيريا).
• حركة اتحاد المحاكم الشرعية (الصومال).
• جماعة أبو سياف (الفيلبين).
اليهودي الطاجيكستاني فيكتور بوت يمثل واحداً من أفضل زبائن الموساد والبنتاغون ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وسبق أن حاول جهاز مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي اعتقاله عند حضوره إلى أمريكيا في زيارته الشهيرة لمدينة هيوستن عاصمة ولاية تكساس الأمريكية، لإنجاز بعض الترتيبات المتعلقة بالشراكة بين إحدى شركات الطيران التي يملكها فيكتور بوت وشركة الطيران التابعة لأسرة الرئيس جورج بوش، وتقول التسريبات بأن كوندوليزا رايس التي كانت تتولى آنذاك منصب مستشار الأمن القومي أصدرت تعليماتها لأجهزة المخابرات والأمن الأمريكية بعدم القبض على فيكتور بوت. وتؤكد المعلومات بأن بوت قد ظل زبوناً ممتازاً للموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبنتاغون والمافيا الروسية – الإسرائيلية وكان طوال الفترة الممتدة من نهاية الحرب الباردة عام 1990 وحتى العام الماضي يقدم خدماته المميزة لهذه الأطراف. والتزامه بالتعامل مع هذه الأطراف وفر له الحماية الكاملة من مواجهة أي عملية اعتقال أو اغتيال خلال هذه الفترة برغم أنه كان مطلوباً بواسطة مذكرة التوقيف الصادرة بحقه بواسطة مجلس الأمن الدولي بسبب دوره في جرائم الحرب وإدارة شبكات تهريب الألماس الإفريقي والأسلحة إلى مناطق التمرد وحروب العصابات فقد كانت أجهزة الأمن تجد صعوبة كبيرة في تنفيذ مذكرة البوليس الدولي (الإنتربول) وإلقاء القبض عليه. كما أن بوت مطلوب أيضاً من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز مكتب التحقيقات الفيدرالي وجهاز المخابرات العسكرية الخارجية البريطاني وجهاز المخابرات الفرنسية وعدد كبير من أجهزة المخابرات والأمن العالمية، وكانت روسيا ترفض تسليمه لأي جهة أخرى، وبرغم ذلك فقد نجح بوت في عقد صفقة مع البنتاغون نقلت بموجبها طائراته كميات كبيرة من العتاد العسكري للقوات الأمريكية الموجودة في العراق، وتقول معلومات موقع غلوبال بوليسي أورغ وموقع موزار جونز الإلكتروني الأمريكي بأن طائرات فيكتور بوت قد نفذت 1000 رحلة شحن جوي للعراق في عامي 2003 – 2004م. وعلى ما يبدو فإن هناك أسباباً أخرى جديدة أدت إلى قيام الأمريكيين باعتقال فيكتور بوت الذي كما هو واضح قد استنفذ أغراضه. وتشير التحليلات إلى الآتي:
• أصبح فيكتور بوت أكثر طمعاً وشغفاً في القيام بعمليات تهريب الأسلحة والعتاد العسكري والمواد الثمينة كالألماس والذهب.
• فيكتور بوت يقوم بالكثير من الأدوار المزدوجة، فهو يتعامل مع أمريكا عن طريق القيام بتوصيل الإمدادات إلى حلفائها ضمن مخطط العمليات السرية الأمريكي المحدد بواسطة البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية، ولكن بوت أصبح –كما تقول بعض التسريبات- يتعامل بالكثير من "عدم الأخلاق" مع أمريكا، وعلى وجه الخصوص ميليشيا القوات الثورية الكولومبية المعادية لأمريكا والنظام الكولومبي الحالي الموالي لأمريكا.
• أصبح بوت أكثر إلماماً بعمليات تهريب الأسلحة والعتاد العسكري إضافة إلى علاقاته الواسعة مع المليشيات والفصائل، وعل خلفية ذلك أصبح الأمريكيون أكثر تخوفاً من أن ينخرط بوت في صفقات مع المليشيات المعادية لأمريكا وحلفائها على النحو الذي قد يؤدي إلى تهديد المصالح الأمريكية.
• المعلومات التي يعرفها بوت حول العمليات السرية الأمريكية ودور الموساد الإسرائيلي وأبعاد الشراكة بين وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد، هي معلومات سيؤدي تسريبها إلى الإضرار بسمعة كل من أمريكا وإسرائيل، وبالتالي لا بد من وضع حد لفيكتور بوت.
• وجود بوت في روسيا، وعلى خلفية التطورات السياسية الروسية المعادية للولايات المتحدة إضافة إلى روابط بوت الاستخبارية بالأجهزة الأمنية الروسية باعتباره ضابطاً سابقاً في المخابرات السوفييتية، هو وجود قد يترتب عليه حصول الأجهزة الروسية على المعلومات من فيكتور بوت، وربما استخدامه والاعتماد على قدراته في تنفيذ العمليات الروسية المعادية للمصالح الأمريكية ولحلفاء أمريكا وإسرائيل، وربما استخدامه في اختراق العمليات السرية الأمريكية – الإسرائيلية.
• تورطت الإدارة الأمريكية وزعماء الإدارة الأمريكية بصفة شخصية مع فيكتور بوت في تنفيذ الكثير من العمليات والأنشطة غير القانونية التي يحاسب عليها القانون الأمريكي نفسه، وبسبب مخاوف زعماء الإدارة الأمريكية من أن يتم استخدام فيكتور بوت ضدهم بعد مغادرتهم للإدارة في نهاية هذا العام، فعلى الأغلب أن تكون الشبكة التي تجمع بين جورج بوش، ديك تشيني، كوندوليزا رايس، دونالد رامسفيلد، إيليوت إبراهام، وغيرهم قد وجدوا أنه من الأفضل الإمساك بفيكتور بوت والتخلص منه.
ولكن هناك معلومات تقول بأن عملية الإمساك بفيكتور بوت قد تم تنفيذها من وراء ظهر الإدارة الأمريكية التي كانت توفر له الحماية على أساس اعتبارات أن هناك أطرافاً داخل وكالة المخابرات الأمريكية وجهاز مكتب التحقيقات الفيدرالي غير راضين عن العمليات الإجرامية التي ظلت تقوم بها إدارة بوش، وبالتالي فإن عملية القبض عليه قد تمت بالتنسيق بين مكتب التحقيقات الفيدرالي (الأمن الجنائي الأمريكي وتحديداً مكتب ولاية نيويورك) والشرطة الملكية التايلاندية بحيث تم تصميم وتركيب الكمين الذي أوقع فيكتور بوت لوضع الإدارة الأمريكية أمام الأمر الواقع. وتقول المعلومات بأن الإدارة الأمريكية لم تتحرك حتى الآن لإكمال الترتيبات المتعلقة بترحيله من تايلاند إلى أمريكا. وتقول المعلومات أيضاً بأن الكثير من الصحفيين الأمريكيين يقفون الآن في حالة التأهب القصوى من أجل تفجير الفضائح التي ستترتب على إفادات فيكتور بوت، ولن يتوقف الأمر عند فضائح بوش وإبراهام وغيرهم، بل على فضح الإدارة الأمريكية نفسها طالما أن الرئيس الأمريكي جورج بوش قد وقع على الأمر التنفيذي الذي سمح لشركات فيكتور بوت بتنفيذ عمليات الشحن إلى العراق في نفس الوقت الذي كان فيه بوت مطلوب القبض عليه بواسطة الإنتربول وأجهزة الأمن الأمريكية والتي سيدلي عناصرها أمام المحكمة الأمريكية بأن الإدارة الأمريكية هي التي منعتهم من اعتقال فيكتور بوت –الذي لقبته الصحافة العالمية ومنشورات وتقارير مجلس الأمن الدولي باسم (تاجر الموت)- عند زيارته لأمريكا.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إقرأ أيضاً مقالات متعلقة بـ «فيكتور بوت»:
معلومات خطيرة عن احتمال ضلوع مهرب سلاح دولي في اغتيال الحريري
الأهداف غير المعلنة من جولة بوش الإفريقية
لماذا تدعم إسرائيل النظام الكولومبي ضد فنزويلا
إضافة تعليق جديد