لماذا تدعم إسرائيل النظام الكولومبي ضد فنزويلا
الجمل: تقع كل من فنزويلا وكولومبيا والإكوادور في الجزء الشمالي من قارة أمريكا اللاتينية، وعلى أساس الارتباطات الخارجية فإن كولومبيا تعتبر الحليف الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في المنطقة، في مواجهة كل من فنزويلا والإكوادور اللتان تعارضان توجهات الولايات المتحدة الأمريكية في أمريكا اللاتينية، وأيضاً تقفان ضد السياسات الإسرائيلية في الشرق الأوسط.
* كولومبيا: تصدير الاضطراب الإقليمي:
يسيطر على كولومبيا نظام سياسي يرتبط كثيراً بتوجهات السياسة الخارجية الأمريكية وعلى الصعيد الداخلي فإن النظام الكولومبي الحالي هو الأكثر ارتباطاً بشبكات المخدرات وما يعرف بشبكة «مادلين» التي تسيطر على إنتاج وتوزيع الهيروين والكوكايين، هذا وتعتبر هذه الشبكة الكولومبية بمثابة أكبر احتكار عاملي دولي يملك شبكة من أخطر معامل لإنتاج المخدرات في العالم، وتشير الكثير من المعلومات إلى وجود العديد من عناصر الموساد الإسرائيلي وضباط الجيش الإسرائيلي المتقاعدين الذين يقدمون الإسناد العسكري والاستخباري لشبكة مادلين. وقد أكدت على ذلك بعض وثائق مجلس الأمن الدولي التي تعرضت لفضح عمليات المهرب العالمي الشهير اليهودي الطاجيكستاني فيكتور بوت وتورطه مع شبكة مادلين في صراعات ليبيريا وسرياليون وشركات الطيران الخاصة الموجودة في هيوستن بتكساس الأمريكية والتي تبين تورطها مع شركات طيران فيكتور بوت في نقل الأسلحة والألماس والمخدرات.
سردية النزاع الكولومبي – الفنزويلي – الإكوادوري تقول بأن:
• تقع كولومبيا في الوسط بحيث تجاور من الشرق فنزويلا ومن الغرب الإكوادور.
• تقيم فيها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية محطاتها المختصة في عمليات الرصد والجمع الاستخباري ضد فنزويلا والإكوادور.
• توجد محطة كبرى للموساد الإسرائيلي في كولومبيا وترتبط هذه المحطة بشبكات المخدرات وشبكات فرق الموت الكولومبية الشهيرة.
• الحركات المسلحة الكولومبية المعارضة تستخدم أراضي الإكوادور لأنشطتها ضد النظام الكولومبي الحليف لأمريكا.
• ترتبط فنزويلا والإكوادور بعلاقات دفاعية وثيقة.
• تحركت القوات الكولومبية وعبرت حدود الإكوادور من أجل تنفيذ عمليات التعقب الساخن ضد مقاتلي ميليشيا القوات المسلحة الثورية الكولومبية.
• قدمت الولايات المتحدة وإسرائيل الدعم والمساندة للقوات الكولومبية التي عبرت الحدود مع الإكوادور.
تقول التسريبات بأن إدارة بوش قدمت للنظام الكولومبي مساعدات بلغ حجمها 600 مليون دولار هذا العام، وسيستمر تدفق المساعدات سنوياً ضمن حدود الـ600 مليون دولار، وتقول المعلومات بأن كولومبيا ستقوم بنفس الدور الذي قامت به باكستان في الحرب ضد أفغانستان. بكلمات أخرى، فإن كولومبيا تستضيف القوات الأمريكية وقوات حلفاء أمريكا في عملية الحرب ضد الإرهاب في أمريكا اللاتينية التي بدأت الإدارة الأمريكية الاستعدادات من أجل البدء بترتيباتها الأولية. كذلك ستقوم إسرائيل بدور كبير في دعم الجهود الاستخبارية والعسكرية الكولومبية، ومن أبرز الجهود الإسرائيلية:
• تقديم المعلومات الاستخبارية خاصة وأن إسرائيل تملك لوبي إسرائيلي ينشط سراً في فنزويلا والإكوادور ويتشكل قوامه الأساسي من يهود فنزويلا ويهود الإكوادور.
• تدريب القوات الخاصة الكولومبية على عمليات مكافحة التمرد بفضل خبرة القوات الإسرائيلية في الحرب ضد الفصائل الفلسطينية، ومن أبرزها عمليات القصف واقتحام الأحياء الشعبية واستخدام الطائرات في عمليات الاغتيال المستهدفة.
وعلى خلفية هذه التطورات أدركت فنزويلا أن عملية عبور القوات الكولومبية إلى السلفادور ليس الهدف منها القيام بعمليات التعقب الساخن ضد المعارضة المسلحة الكولومبية، وإنما هو مجرد سيناريو وجس نبض يمهد للعملية العسكرية القادمة، التي ستتمثل في إرساء سابقة إقليمية تقوم كولومبيا بالاستناد عليها مستقبلاً في القيام بإرسال قواتها لعبور الحدود الفنزويلية – الكولومبية ومهاجمة نظام الرئيس هوغو تشافيز تحت ذرائع القيام بعمليات التعقب الساخن لعناصر المعارضة الكولومبية المسلحة المتواجدين داخل الأراضي الفنزويلية.
* أبرز التسريبات الجديدة:
تقول التسريبات الواردة من واشنطن بأن الإدارة الأمريكية قد أطلقت مشروع مكافحة الإرهاب في أمريكا اللاتينية لتوسيع مسرح الحرب على الإرهاب الذي يتضمن العراق وأفغانستان بحيث يشمل قارة أمريكا اللاتينية بما يستهدف فنزويلا والإكوادور وهما البلدان المتهمان من قبل الولايات المتحدة بأنهما:
• تدعمان الإرهاب.
• تتحالفان مع النظام الكوبي الذي يمثل إحدى دول محور الشر في أمريكا اللاتينية.
الصحفي الأمريكي بيل فان أوكين كتب تحليلاً في الموقع الإلكتروني الخاص بشبكة دبليو إس حمل عنوان «أزمة أمريكا اللاتينية مصنوعة في الولايات المتحدة الأمريكية»، أشار فيه إلى حملة الذرائع ضد الإكوادور وفنزويلا التي بدأت وتم تنفيذها بشكل متزامن، كانت تتطابق فيها تصريحات ومزاعم المسؤولين الكولومبيين مع تصريحات ومزاعم المسؤولين الأمريكيين. أكد التحليل أيضاً، بأن فرنسا ساركوزي أصبحت حاضرة بقوة في الأزمة، وقد أكدت تصريحات وزير الخارجية الفرنسي كوشنير أن باريس تقف تماماً إلى جانب محور كولومبيا – أمريكا في المواجهة المحتملة مع نظام الرئيس الفنزويلي تشافيز وحليفه الإكوادوري.
لعب الفرنسيون دوراً خبيثاً للغاية عندما قامت الخارجية الفرنسية بمحاولة القيام بدور الطرف الثالث الهادف للوساطة وحل الصراع بين راييز زعيم القوات المسلحة الثورية الكولومبية والنظام الكوبي، وقد تعمد الفرنسيون الاتصال به عن طريق السلطات الفنزويلية وفي الوقت نفسه كانت أقمار التجسس الصناعي الأمريكية تراقب الاتصالات، وبالفعل نجحت المخابرات الأمريكية والفرنسية والإسرائيلية في تحديد مكان مقر قيادة القوات الثورية الكولومبية، وقبيل انعقاد لقاء راييز مع الفرنسيين، وتحديداً قبل ثلاثة أيام فقط من حدوث الاتصالات، جاءت الغارة الجوية الكبيرة التي قضت على مقر القيادة السري للقوات المسلحة الثورية الكولومبية وقتلت راييز وكبار مساعديه.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد