الفعاليات الرسمية للقمة العربية العشرين تنطلق في دمشق اليوم
تبدأ في دمشق اليوم الاثنين الفعاليات الرسمية للقمة العربية العشرين باجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين في جامعة الدول العربية للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري والمجلس الاقتصادي والاجتماعي في إطار التحضير لأعمال القمة، فيما طالب حزب الصواب الموريتاني القادة العرب بالوقوف إلى جانب المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان.
وسيعقد اجتماع المندوبين الدائمين في قاعة “أوغاريت” في فندق ايبلا الشام، الواقع ضمن مجمع قصر الأمويين للمؤتمرات في دمشق حيث ستعقد القمة. وسيستمر هذا الاجتماع لمدة يومين، يعقد بعده الأربعاء اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي في القاعة نفسها، فيما يعقد وزراء الخارجية الخميس اجتماعهم التحضيري في قاعة تدمر في الفندق ذاته، بينما سيخصص يوم الجمعة لاستقبال الوفود الرسمية المشاركة.
ولا تزال تدور تكهنات حول مستوى مشاركة كل من مصر والسعودية والأردن والمغرب وتونس وسلطنة عمان، حيث يتوقع ألا يشارك أي من قادة هذه الدول شخصياً في القمة، إلا إذا حدثت تطورات دراماتيكية في اللحظات الأخيرة، خاصة على صعيد ملف الأزمة الداخلية اللبنانية، وهو أمر مستبعد.
لكن مصادر رسمية سورية رفضت الخوض في هذا الموضوع، واكتفت بالتأكيد على أن قمة دمشق ستكون بمستوى التحديات، وسيخرج القادة العرب بقرارات مدعومة بآليات واضحة لاستعادة التضامن الرسمي العربي والعمل العربي المشترك، ووضع حلول للأزمات التي تعصف بالأوضاع العربية، وتهدد مصائر شعوبها.
وكشفت مصادر واسعة الاطلاع في دمشق أن كلاً من سوريا وليبيا والجزائر والسودان واليمن ستطالب بأن يشتمل البيان الختامي للقمة دعوة لانسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق ضمن جدولة سريعة، ودعم عملية المصالحة الوطنية، والتأكيد على وحدة الشعب والتراب العراقي، واستعادة العراق لسيادته الوطنية كاملة، وفك الحصار فوراً عن قطاع غزة، والتمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم ورفض التوطين، وحق الفلسطينيين بمقاومة الاحتلال بكل الوسائل المشروعة بما فيها المقاومة المسلحة. وإدانة الحشود الأمريكية قبالة السواحل اللبنانية، وأيضاً إدانة التدخلات الأمريكية والغربية في قضايا السودان الداخلية، وخاصة في إقليم دارفور، كما ستطالب بانسحاب القوات الأثيوبية من الصومال. وفيما يخص لبنان سيكتفى بإعادة التأكيد على دعم الخطة العربية المتكاملة لحل الأزمة اللبنانية.
وأكدت المصادر أن هذه الدول ترى بأن تأكيد البيان الختامي على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم يوضح اللبس الذي شاب نص مبادرة السلام العربية، كما أن التأكيد على حق المقاومة المشروع للشعب الفلسطيني من أجل استعادة أرضه يعيد الاعتبار لخيار المقاومة من ضمن الخيارات البديلة لمواجهة استمرار رفض “إسرائيل” لخيار السلام.
وأضافت المصادر أنه يتم تدارس فكرتي رعاية جامعة الدول العربية لمؤتمر مصالحة وطنية عراقية، ومصالحة بين رئاسة السلطة الفلسطينية وحركة “حماس”، ولم تستبعد المصادر أن يجري على هامش القمة بذل جهود لعقد لقاء بين رئيس السلطة محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” لهذه الغاية، وربما يوسع اللقاء ليشارك فيه عدد من قادة الفصائل والقوى الفلسطينية الرئيسية.
وفي السياق، طالب حزب الصواب الموريتاني في رسالة موجهة إلى القادة العرب، بضرورة اعتراف هؤلاء القادة بالمقاومة في العراق وفلسطين ولبنان والوقوف إلى جانبها. وقال في رسالته “إن الواجب يحتم عليكم مدهم بالسلاح والأنفس والمال ودعمهم معنوياً وسياسياً، وفي مقدمة ذلك الاعتراف بالمقاومة العراقية الباسلة ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب العراقي”. وأضاف أن “سوريا تستحق منكم وقفة أخوية في وجه البوارج والتهديدات الصهيو أمريكية، التي تبدو على مرمى حجر منها، كما أن السودان والصومال جرحهما نازف وهمهما من هم الأمة الشامل”.
ومع بدء اجتماع المندوبين الدائمين في مجلس جامعة الدول العربية اليوم يوضع المركز الإعلامي لتغطية القمة تحت تصرف الإعلاميين العرب والأجانب، ويقع المركز في مدينة المعارض الجديدة التي تبعد نحو كيلومتر واحد عن قصر الأمويين للمؤتمرات.
وحسب مصادر في وزارة الإعلام السورية فإن عدد الصحافيين العرب والأجانب الذين سيغطون أعمال القمة تجاوز 950 صحافياً. كما خصصت الوزارة أربعين جهازاً من أجهزة ال (SNG) الخاصة بالإرسال المباشر، و10 عربات SNG، ووافقت حتى الآن على طلبات لإدخال أكثر من 13 عربة منها إلى سوريا قدمتها قنوات تلفزيونية عربية وأجنبية.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد