ميتشل يطالب بخطوات عربية «ذات مغزى»: المبادرة مجرد بداية
دعا الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل، الدول العربية امس، الى تجاوز مبادرة السلام التي اعتبرها «مجرد بداية» تحاول واشنطن دمجها في «جهدها»، باتجاه اتخاذ «خطوات ذات مغزى» على طريق تطبيع علاقاتها مع اسرائيل، فيما اشترطت القاهرة وقف الاستيطان وإعادة الوضع الى ما مكان عليه قبل الانتفاضة الثانية حتى يقدم العرب على خطوات مماثلة.
وقال ميتشل في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصرية احمد ابو الغيط في القاهرة «علينا جميعا التزام مشترك بخلق الظروف التي تحضر من اجل الاستئناف والإنهاء المبكر للمفاوضات بشأن حل الدولتين». وأكد ان «على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني الوفاء بما عليهم من التزامات وفقا لخريطة الطريق»، معتبرا ان «هذه السياسة الأميركية الواضحة تتضمن كذلك تحقيق السلام بين إسرائيل والدول المجاورة لها، إضافة الى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية كلها».
واعتبر المبعوث الاميركي الذي لم يلتق الرئيس المصري حسني مبارك، انه «كما قال الرئيس (باراك) اوباما في القاهرة الأسبوع الماضي، فان للدول العربية دورا مهما تقوم به، اننا ننظر للمبادرة العربية كاقتراح مهم نحاول دمجه في جهدنا». وشدد على ان «اقتراح المبادرة العربية كان مجرد بداية، ومن المسؤوليات التــي تقــع على عاتق الدول العربية ان تنضم (الى الجهد الاميركي) باتخاذ خطوات ذات مغزى وأفعال مهمة تساعدنا على التحرك نحو أهدافنا».
ورد الوزير المصري بالقول ان «أي خطوة» من جانب العرب يجب ان تقابلها «خطوة» من جانب اسرائيل. وشدد على ان «الامر يتطلب خطوة إسرائيلية رئيسية تتمثل في الوقف الكامل للاستيطان وإتاحة الفرصة للضفة الغربية كي تنمو مثلما كانت في منتصف التسعينيات»، موضحا ان هذا يعني انسحاب الاحتلال «من كل المدن وإنهاء الحصار المفروض، وإلغاء كل مظاهر التواجد العسكري على الأراضي الفلسطينية والعودة للتنفيذ الحرفي لاتفاق اوسلو».
واضاف ابو الغيط «إذا ما رأينا عملا إسرائيليا جادا وحقيقيا وبما يعكس الرغبة الحقيقية في تنفيذ تسوية تتيح للشعب الفلسطيني الحصول على دولته، فإننا نتصور أن الأطراف العربية تستطيع هي الأخرى أن تعود إلى الوضع الذي كان قائــما قبل العام 2000». وتابع «ان العرب يتجاوبون تدريجا وبسرعات مختــلفة وكل بحسب طاقاته وقدراته ورؤيته في تحليل كيف تتحرك الأمور بين الفلسطينيين وإسرائيل وبين سوريا ولبنان من ناحية، وبين إسرائيل من ناحية أخرى».
وأشار الوزير المصري الى انه «اذا ما تحركت عملية السلام، فلا نمانع في مصر أي تحرك عربي يشجع الجانب الإسرائيلي على المزيد من المضي في طريق السلام، أما إذا توقفت إسرائيل وقررت أنها ترغب في الحصول على تنازلات من الأطراف العربية وأن ينفذ العرب المبادرة العربية أولا، فلا يمكن أن يكون هذا هو الطريق إلى السلام». ورأى ان اي تنازلات مسبقة من العرب «في الحقيقة ستؤدي إلى ترك الفلسطينيين بمفردهم في مواجهة إسرائيل بعدما تكون قد حصلت من العرب على كل ما يمكن أن يعطوها إياه».
وذكر ابو الغيط ان «الجانب المصري استمع الى رؤية المبعوث الأميركي وما تنوي الولايات المتحدة أن تقوم به.. ونأمل أن يتم ذلك في المستقبل القريب». واوضح «انني أقول جهد سلام وليس عملية سلام، لأن عملية السلام اتضح على مدى السنوات الأخيرة أن فيها الكثير من العيوب». واضاف ان «الحديث مع ميتشل تناول أيضا مبادرة السلام العربية وكيفية تفعيلها وتنفيذها في إطار جهد سلام كامل». وكان أبو الغيط ووزير الاستخبارات المصرية عمر سليمان التقيا مساء امس مع ميتشل ايضا، الذي اجتمع كذلك بالأمين العام للجماعة العربية عمرو موسى.
وكان مبارك قال في مقابلة بثها التلفزيون المصري امس الاول، انه خلال لقائه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في 11 ايار الماضي في شرم الشيخ، اقترح نتنياهو «ان نقوم بخطوات متوازية معا». واضاف «قلت له إن هذا الكلام لن يصلح، فقبل ذلك فتحت بعض الدول العربية خمسة مكاتب تجارية لدى إسرائيل ولم تفعلوا شيئا.. فليس لدى أحد ثقة بكم.. ولا بد من أن تقوموا بخطوة كبيرة كي تساعدوا من قاموا بفتح هذه المكاتب للاستمرار مرة أخرى».
وبعد القاهرة، زار ميتشل الاردن، قبيل توجهه الى لبنان، على ان يزور سوريا اليوم الجمعة وغدا السبت. وفي عمان، دعا الملك الاردني عبد الله الثاني خلال لقائه المبعوث الاميركي، الى تحرك فوري لإطلاق مفاوضات تستند الى «خطة عمل واضحة». وبحث الجانبان «الخطوات التي يجب اتخاذها لإطلاق مفاوضات جادة وفي سيــاق إقلــيمي يحقق السلام الشامل والدائم، وفقا للمرجعيات المعتمدة، خصوصا المبادرة العربية».
واعتبر الملك الاردني ان مواقف اوباما «أوجدت بيئة إيجابية تستدعي العمل معه وتكاتف جميع الجهود من أجل التوصل إلى حل شامل ودائم للصراع» مؤكدا «ضرورة ان تقوم جميع الأطراف بدور ايجابي للإسهام في تحقيق السلام وبناء الاستقرار في المنطقة». وأشاد بخطاب الرئيس الاميركي في القاهرة الأسبوع الماضي، معتبرا انه «تضمن مواقف ايجابية ورسائل مهمة خصوصا الالتزام بحل الدولتــين وبناء علاقات عربية إسلامية ـ اميركية تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة».
من جهته، قال ميتشل «ناقشت والملك سبل تحريك عملية السلام وإيجاد السياق اللازم لإطــلاق المفاوضات. ويجب ان يبدأ ذلك بقيام اسرائيل والفلسطينــيين بالوفــاء بالتزاماتهم وفقا لخريطـــة الطريق، لكن على جميع الدول المعنية بتحقيق السلام، بما فيها الولايات المتــحدة والأوروبيــين والعرب، دعم هذا الجــهد والبناء عليه».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد