«الثماني» و«الرباعيّة» تدعوان إلى تجميد الاستيطان
طالب وزراء خارجية دول مجموعة الثماني، خلال اجتماعهم في إيطاليا أمس، كل أطراف النزاع في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً الفلسطينيّين والإسرائيليين، البدء بمفاوضات مباشرة بشأن جميع القضايا العالقة لإنهاء الصراع، في الوقت الذي طالبت فيه اللجنة الرباعية الدولية بوقف الاستيطان وفتح المعابر
وجّه وزراء دول مجموعة الثماني، أمس، دعوة إلى إسرائيل لتجميد بناء المستوطنات في مقابل الطلب من الفلسطينيين التزام خطة «خريطة الطريق» وإنهاء العنف. وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية «آكي» أن الوزراء المجتمعين في مدينة تريستي الإيطالية دعوا في إعلانهم المشترك، الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى «الوفاء بالتزاماتهما المنصوص عليها في خريطة الطريق، ولا سيما تجميد بناء المستوطنات بما في ذلك ذات النمو الطبيعي»، إضافةً إلى «إنهاءٍ لا لبس فيه للعنف والإرهاب».
وقال وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، خلال عرضه الإعلان الختامي للاجتماع الوزاري أمس، إن وزراء خارجية مجموعة الثماني يؤيدون تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. ورأى أنه «في سبيل إحلال أجواء الثقة المؤاتية لمفاوضات سلام»، تؤيّد دول مجموعة الثماني «تجميد المستوطنات الإسرائيلية» في الأراضي الفلسطينية و«وقف أعمال العنف». وأضاف «تقاطعت الآراء بشأن مبدأ الإعراب عن ضرورة وقف الاستيطان. وسيمثّل توسع المستوطنات في أثناء المفاوضات موضوع قلق كبير».
وكرر فراتيني باسم مجموعة «الثماني» التأكيد على مبدأ «دولتين لشعبين»، قائلاً: الحل الوحيد القابل للاستمرار لوضع حد للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني يقوم على مبدأ «دولتين لشعبين يعيشان جنباً إلى جنب». وأشار إلى ضرورة «التخفيف من معاناة» الفلسطينيين، وإقامة دولة فلسطينية «تعيش في سلام مع إسرائيل وجيرانها الآخرين داخل حدود آمنة ومعترف بها».
من جهته، أكد نظيره الفرنسي، برنارد كوشنير، أنه لحظ «تطوراً» في موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي التقاه في باريس قبل أيام. وقال «لمست شخصياً تطوراً» باتجاه تفهّم المواقف الأميركية والأوروبية بشأن مسألة المستوطنات.
في غضون ذلك، عقدت اللجنة الرباعية الدولية للوساطة في الشرق الأوسط، اجتماعاً على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني، لبحث تطوّرات القضية الفلسطينية وآفاق استئناف مفاوضات السلام على ضوء المواقف الجديدة للإدارة الأميركية.
وأعقب الاجتماع مؤتمر صحافي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بحضور مبعوث الرباعية توني بلير والمنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وقال بان إن اللجنة الرباعية الدولية التي تسعى إلى دفع عملية السلام في الشرق الأوسط دعت إسرائيل إلى وقف الاستيطان وفتح المعابر الحدودية، للتخفيف من معاناة سكان قطاع غزة الذين يخضعون لحصار مشدّد منذ سيطرة «حماس» عليه قبل نحو عامين.
وحثّ بان باسم اللجنة «السلطات الإسرائيلية على وقف المستوطنات بما في ذلك (التوسيع بسبب) النمو الطبيعي، وإزالة كل الحواجز وفتح المعابر». ورأى أن «هذه ستكون أول بداية لضمان تطبيق كل مقترحاتنا». وتابع «نحن نحاول جاهدين اغتنام الجو السياسي الجيد»، الذي أعقب الكلمة التي ألقاها الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة.
وأكد أن رعاة السلام في الشرق الأوسط يبحثون عن «مؤشرات مهمة على حدوث تقدم خلال الأشهر القليلة المقبلة». وجدّد دعم اللجنة الرباعية لتنظيم مؤتمر دولي بشأن الشرق الأوسط في موسكو في 2009 بهدف إعادة إطلاق عملية السلام واستئناف المفاوضات التي توقفت منذ فوز اليمين في إسرائيل في شباط الماضي.
- من جهته أعرب المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، أمس عن أمل الولايات المتحدة ببدء مفاوضات سلام مثمرة وذات مغزى بين الفلسطينيين والإسرائيليين في المستقبل القريب.
وقال ميتشل، الذي تحدث خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته اللجنة الرباعية الدولية للوساطة في الشرق الأوسط في أول اجتماع لها منذ تولي الرئيس الأميركي باراك أوباما منصبه في كانون الثاني الماضي، «نعتقد أننا نحقّق تقدماً في تلك الجهود، ونأمل كثيراً جداً إنجاز هذه المرحلة من المحادثات، وأن نتمكّن من التحرك إلى مفاوضات ذات مغزى ومثمرة في المستقبل القريب».
وكان ميتشل قد قام بجولة الأسبوع الماضي في الشرق الأوسط، تمهيداً لإعلان خطة التسوية، التي يعتزم أوباما إطلاقها الشهر المقبل.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد