أميركا: المحافظون الجدد يطلقون «لجنة الطوارئ من أجل إسرائيل»
أعلن عدد من غلاة متطرفي المحافظين الجدد في الولايات المتحدة إنشاء منظمة جديدة موالية لإسرائيل اسمها «لجنة الطوارئ من أجل إسرائيل». وبدأت المنظمة الجديدة نشاطها بالهجوم على العضو الديموقراطي في مجلس النواب الأميركي، والمرشح لمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا، جوزيف سيستاك، الذي هزم منافسه، العضو اليهودي المخضرم في المجلس آرلين سبكتر. ويعزو قادة المنظمة الجديدة حملتهم على سيستاك، وغيره ممّن يستهدفونهم، إلى انتقاداتهم للممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبدأت «لجنة الطوارئ» نشاطها بشنّ حملة على سياسات الرئيس الأميركي باراك أوباما في المنطقة، ومساعيه لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، والتقرب من العالم الإسلامي، وعلى الديموقراطيين الذين يبدون أيّ تردد في تأييد الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيّين.
وتضم المنظمة الجديدة مجموعتين من أشد الموالين لإسرائيل: إحداهما جناح المحافظين الجدد، وهم الأشد تطرفاً في الحزب الجمهوري، الذين روّجوا ولا يزالون للحرب على العراق وأفغانستان، ومعظمهم من اليهود، وثانيتهما المسيحيّون الإنجيليّون.
ويضم مجلس إدارة «لجنة الطوارئ من أجل إسرائيل» ويليام كريستول، رئيس تحرير مجلة «ويكلي ستاندارد»، التي تعدّ لسان حال المحافظين الجدد، وغاري باور، المرشح الجمهوري السابق للرئاسة، وزعيم جماعة «القيم الأميركية»، وراشيل إبراهام، الكاتبة والناشطة المحسوبة على جناح المحافظين الجدد. وقال كريستول «نحن الجناح الموالي لإسرائيل في الجالية الموالية لإسرائيل».
وبالرغم من رفضهم الكشف عن حجم التمويل الذي يحظون به ومصدره، فإنّهم أكدوا أنّهم جمعوا ما يكفي لتغطية نفقات حملة إعلانية هذا الأسبوع على شبكتي التلفزيون الأميركيّتين: «سي إن إن» و«فوكس» مع انطلاق دوري البيسبول الأميركي في بنسلفانيا يوم الخميس.
ويؤكّد الإعلان أنّ «لجنة الطوارئ من أجل إسرائيل» من أشد الموالين لإسرائيل. ويتضمّن الإعلان هجوماً على سيستاك، بسبب توقيعه رسالة ينتقد فيها الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي يعدّه بمثابة عقاب جماعي وغير إنساني، فضلاً عن رفضه توقيع رسالة وزعتها على أعضاء مجلس النواب الأميركي منظمة «إيباك»، تطالب فيها حكومة الرئيس باراك أوباما بتأكيد دعمها لإسرائيل، والتزامها بالدفاع عنها، وضمان تفوقها العسكري في المنطقة.
كذلك تهاجم الحملة مشاركة سيستاك في حفل نظمه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) لجمع التبرعات، الذي تصفه بأنّه منظمة معادية لإسرائيل وواجهة لحماس. وهو اتهام وُجّه إلى «كير» في عام 2008 ونفاه المجلس في حينه، ولم يقدّم مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) أيّ دليل يدعم ذلك الاتهام.
ورفضت إبريل ميلودي، الناطقة باسم سيستاك، هذه الاتهامات، وعدّتها ضمن الممارسات المعتادة في الموسم السابق للانتخابات، الذي يطلق عليه في الولايات المتحدة «الموسم السخيف».
وقال المدير التنفيذي لـ«لجنة الطوارئ من أجل إسرائيل»، نواه بولاك، في معرض الحديث عن خططهم الإعلانية ضد كلّ من لا يؤيد بالكامل إسرائيل من المرشحين لعضوية الكونغرس «إنّنا سنضرب بشدّة». ويتوقع مراقبون أن تستهدف الحملة بالأساس الرئيس أوباما.
وبولاك كاتب صحفي صهيوني يكرّس كتاباته للدفاع عن إسرائيل والمنظمات اليهودية الأميركية الموالية لها.
وقال كريستول إنّ قرار إنشاء منظمتهم الجديدة جاء في جانب منه رداً على إنشاء بعض اليهود «الليبراليين» «جي ستريت» كجماعة ضغط «معتدلة» موالية لإسرائيل. وقال كريستول في معرض وصفه لـ«جي ستريت»، «هناك بعض الناس الذين يقولون إنّهم موالون لإسرائيل، لكنّهم ليسوا كذلك».
محمد سعيد
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد