بلاك ووتر تنشئ شركات وهمية
كشف تقرير إعلامي أميركي أن شركة بلاك ووتر للحراسة الأمنية أنشأت شبكة من ثلاثين شركة وهمية وفروعها للحصول على عقود حكومية بعد الانتقادات الحادة التي واجهتها الشركة على سجلها السيئ في العراق.
فقد ذكر تقرير نشر اليوم السبت في جريدة نيويورك تايمز أنه من غير المعروف حتى الآن عدد الشركات الواجهة التابعة عمليا لشركة بلاك ووتر الأمنية حصلت بالفعل على عقود حكومية، لكنها قالت في الوقت نفسه إن ثلاثا من تلك الشركات تعمل حاليا مع الجيش الأميركي والاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي).
ويأتي التقرير في أعقاب طلب رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور كارل ليفين من وزارة العدل التحقيق في صحة المعلومات التي تشير إلى أن شركة بلاك ووتر ضللت الحكومة عبر استخدامها شركات واجهة تابعة لها للحصول على عقود تقدر قيمتها بالملايين.
ويشير التقرير إلى أن السيناتور ليفين قال إن لجنة القوات المسلحة حصلت على ما يدل أن شركة بلاك ووتر-التي بدلت اسمها إلى شركة إكس أي للخدمات الأمنية- قامت باستخدام أساليب ملتوية للحصول على عقود حكومية على الرغم من الاتهامات الجنائية التي وجهت لها على خلفية عملها في العراق بما في ذلك قيام موظفيها بقتل 17 مدنيا عراقيا عام 2007 في بغداد.
ووضعت اللجنة جدولا بينت فيه الشركات الوهمية التابعة لبلاك ووتر في الوقت الذي قالت صحيفة نيويورك تايمز إن مسؤولي الشركة لم يردوا على اتصالاتها لسماع تعليقاتهم على هذه الأنباء.
بيد أن مسؤولين سابقين في الشركة أبلغوا صحيفة نيويورك تايمز أن شركتين تابعتين لبلاك ووتر -وهما إكس بي جي وغريستون- حصلتا فعلا على عقدين سريين من (سي آي آي) لتوفير الأمن لعملاء الوكالة.
وأضافت الصحيفة أن شبكة من تلك الشركات الوهمية -منها فروع موجودة في جزر لا تعمل بنظام فرض الضرائب على المستثمرين الأجانب- تم الكشف عنها مؤخرا في إطار تحقيق قامت به لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بخصوص العقود الحكومية بشكل عام وليس بخصوص بلاك ووتر كقضية منفردة.
وذكرت الصحيفة -نقلا عن مسؤولين حكوميين وموظفين سابقين في بلاك ووتر- أن شبكة الشركات الوهمية تلك ساعدت في التغطية على العقود مع وكالات حكومية والتعتيم على أنشطة الشركة السرية.
يشار إلى أن حادثة قتل المدنيين العراقيين قبل ثلاث سنوات بالإضافة إلى تجاوزات أخرى كانت السبب في قيام تحقيق موسع قضائي وبرلماني أسفر عن قيام وزارة الخارجية الأميركية بإلغاء عقد الشركة في العراق.
بيد أن الشركة -وفي خطوة أثارت استغراب عدد من المراقبين-نجحت تحت اسمها الجديد (إكس أي) في الحصول على عقد مماثل بقيمة مائة مليون دولار لتقديم خدماتها الأمنية في أفغانستان لصالح سي آي أي التي برر مديرها ليون بانيتا بتلزيم العقد لشركة بلاك ووتر بالقول إن الأخيرة طرحت عرضا يقل بقيمة 26 مليون دولار عن باقي الشركات.
يشار إلى أن بانيتا ألغى العام الماضي عقدا مع شركة بلاك ووتر يسمح لموظفيها بتذخير طائرات الاستطلاع الأميركية بدون طيار من طراز "بريدتير" في باكستان وحصر العملية بعملاء حكوميين تابعيين للوكالة.
المصدر: الجزيرة نقلاً عن أسوشيتد برس
إضافة تعليق جديد