موسكو ودمشق: الإدارة الأميركية تواصل الكذب والخداع لإخفاء حقيقة موقفها الرافض للحل السلمي
لم تقبل موسكو «قلب الحقائق» من قبل الأميركيين. الدبّ الروسي لم يمضغ بيان الخارجية الأميركية حول عدم استعداد دمشق للذهاب إلى «جنيف 2». دمشق، أيضاً، صوّبت سهامها نحو «المنفصلين عن الواقع»، في وقت لم يكن فيه همّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال استقبال نظيره الأردني هوشيار زيباري سوى منع تهريب السلاح من العراق إلى سوريا.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أنّ الولايات المتحدة تقلب الحقائق رأساً على عقب بتصريحاتها حول عدم استعداد دمشق للمشاركة في مؤتمر «جنيف2».
وقال لوكاشيفيتش إنّ المتحدثة باسم الخارجية الأميركية «أدلت بتصريح غير موفق آخر قالت فيه إن الصعوبات المتعلقة بعقد مؤتمر «جنيف2» مرتبطة، على حد زعمها، بعدم استعداد القيادة السورية و(الرئيس بشار) الأسد للمشاركة في هذا المؤتمر بدون شروط مسبقة».
وأضاف أن هذا التصريح «يقلب كل الحقائق رأساً على عقب»، مشيراً إلى أن الجهة غير المستعدة هي المعارضة السورية بالذات. وأضاف أن «الولايات المتحدة كانت تؤكد أنها ستسعى للحصول على موافقة المعارضة السورية (على المشاركة في المؤتمر). ونأمل أن تتمكن من تنفيذ التزاماتها». وأكد لوكاشيفيتش أن روسيا تنطلق من أن على «الحكومة والمعارضة السورية التوصل خلال «جنيف2» إلى الاتفاق على خطة لمكافحة الارهابيين بشكل مشترك».
في إطار آخر، لفت المسؤول الروسي إلى أنّ السكان في سوريا يعانون من مصاعب وحرمان بسبب العقوبات الأحادية الجانب التي فرضتها واشنطن وبعض الدول الأخرى على دمشق.
بدوره، أكد مصدر في وزارة الخارجية السورية، أنّ «ما صرحت به الخارجية الأميركية حول عدم استعداد القيادة السورية للمشاركة في مؤتمر (جنيف2) هو قلب للحقائق وانفصال عن الواقع».
وقال المصدر، في بيان، إنّ «الإدارة الأميركية تواصل الكذب والخداع لإخفاء حقيقة موقفها الرافض للحل السلمي عبر الحوار بين السوريين في مؤتمر (جنيف2)».
وأضاف المصدر أن «الولايات المتحدة تقوم بتسليح الإرهابيين من جبهة النصرة المرتبطين بتنظيم القاعدة في سوريا، تنفيذاً لسياستها باستمرار العنف والإرهاب لما يخدم مصالح إسرائيل، فإنها الآن تقوم بتشويه الحقيقة حول موقف سوريا الذي أعلنت من خلاله قبولها المشاركة في (جنيف 2) بدون شروط مسبقة ورفضها لأي شروط تضعها الأطراف الأخرى».
في موازاة ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الجهود الموجهة إلى منع تهريب السلاح بين سوريا والعراق تتطلب تفعيلاً. وأضاف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري في واشنطن، أنّ جدول أعمال لقائهما تضمّن «موضوع تدفق السلاح الناتج من الأزمة السورية إلى العراق لاستخدامه ضد العراقيين» و«السلاح المتحرك عبر العراق إلى سوريا»، داعياً ضيفه إلى «احراز تقدم كبير» على هذا الصعيد.
واعتبر أنّه تمّ تحقيق نجاح معين في منع هذا التهريب خلال الزمن الفاصل عن زيارته الأخيرة إلى العراق في آذار الماضي، إلا أنه استدرك قائلاً إن «زيباري متفق بأن انجازات ملموسة يجب التوصل لها لاحقاً».
وفي ما يتعلق بالوضع في سوريا، قال إن «زعماء كثيرين للقاعدة ينشطون الآن في هذه الدولة العربية التي تجري فيها حرب أهلية».
من جهته، أكد زيباري أنّ «العراق لديه موقف حيادي تجاه الأزمة السورية، ويعتقد أنّ الحل السياسي هو السبيل الوحيد للوصول إلى مخرج للأزمة»، لافتاً إلى أن «العراق لم يقدم لا المال ولا السلاح ولا النفط للنظام السوري، بل وقف على مسافة متساوية من المعارضة ومن النظام السوري».
في سياق آخر، أعلن مسؤولون دوليون أنّ بعثة الأمم المتحدة للتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في سوريا تعتزم مبدئياً دخول سوريا غداً الأحد. ويعتزم الفريق الذي يتألف من خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية النظر في دعاوى استخدام غاز السارين. وقال مسؤول لوكالة «رويترز» إن الفريق سيدخل سوريا على افتراض أن الظروف الأمنية ستسمح بذلك. وأكد دبلوماسي في المنطقة هذا الجدول الزمني. وأحد المواقع التي سيزورها خبراء الأمم المتحدة هو خان العسل في حلب، ولم يكشف النقاب عن موقعين آخرين وأوضح المسؤول أن قيام الفريق بزيارتهما ربما تكون أخطر.
من ناحية أخرى، قالت الأمم المتحدة، أمس، إن الآلاف من اللاجئين السوريين تدفقوا إلى منطقة كردستان في شمال العراق، أول من أمس، مستفيدين من جسر جديد على الحدود المغلقة بصورة كبيرة. وأضافت أن بين 5000 و7000 لاجئ أعقبوا مجموعة أولى ضمت نحو 750 شخصاً عبروا جسر فيشخابور فوق نهر دجلة وشوهد المزيد من الحافلات وهي تنزل العائلات على الجانب السوري.
ميدانياً، نفّذ الجيش السوري، أمس، سلسلة من الضربات على مقار المجموعات المسلحة في محافظة حلب، فيما أعاد تنظيم «القاعدة» فرض الحصار على الأحياء الغربية للمدينة عبر إغلاق معبر بستان القصر، الذي يستخدم لنقل المواد الغذائية لهذه الأحياء. وسجّلت أبرز عمليات الجيش في بلدة خان العسل، حيث قتل عشرات العناصر المسلحة. كذلك، نفّذت عمليات في مناطق بني زيد وكاستيلو.
في وقت أصدرت «الهيئة الشرعية»، التابعة لـ«جبهة النصرة» في حلب، قراراً بإغلاق معبر بستان القصر، الذي يعتبر المدخل الأساسي للخضروات والمأكولات إلى الأحياء الغربية المحاصرة.
وفي ريف دمشق، ضبط الجيش السوري شحنة صواريخ مضادة للدروع مخبأة ضمن شاحنة قرب منطقة القلمون، الواقعة في الريف الشمالي. وألقي القبض على 4 مسلحين كانوا داخل الشاحنة.
وفي الحين، بسطت وحدات من الجيش سيطرتها على منتجع القرية الشامية، الذي يقع على طريق مطار دمشق الدولي في قرية المنصورة.
إلى ذلك، سقط عدد من المدنيين في دمشق جرحى إثر سقوط قذائف عدة أطلقها مسلحون على منطقة باب شرقي، كما انفجرت قنبلة صوتية قرب موقف الأزبكية في شارع بغداد.
وفي ريف ادلب، نفّذ الجيش سلسلة من العمليات في ريف ادلب، تركزت على 3 محاور، المحور الأول المتمثل في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة، حيث تدور اشتباكات متقطعة بالقرب من موقع معمل القرميد العسكري الواقع على طريق
أريحا ــ سراقب.
المحور الثاني يتمثل بمعسكر الحامدية العسكري بريف معرة النعمان، حيث انسحبت المجموعات المسلحة من مواقع الاشتباكات التي دارت مع وحدات الجيش خلال 3 أيام الماضية. والمحور الثالث في القرى القريبة من مطار أبو الظهور العسكري، حيث نفذ الجيش السوري وعناصر حماية المطار عمليات نوعية تركزت على استهداف مواقع المسلحين في قرى البراغيثي، وجنبو، وقرية تل سلمو.
من جهة أخرى، أعدم عناصر «دولة العراق والشام الإسلامية» مراهقين في ريف حلب، مبررين ذلك بما سموه «غدر موالين من نبل والزهراء بهم في عملية تبادل أسرى».
المصدر: الأخبار+ وكالات
إضافة تعليق جديد