إسرائيل تحرّض «سرّاً» على إيران... وأوروبا تصدّها

14-06-2008

إسرائيل تحرّض «سرّاً» على إيران... وأوروبا تصدّها

نشرت صحيفة «هآرتس» أمس مضمون رسائل «سرية» تبادلها وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ومسؤولون في دول أوروبية، يطالبهم فيها بدعم جهود فرض عقوبات إضافية على إيران، في إطار السعي إلى منعها من مواصلة طموحاتها النووية، وسط حديث إسرائيلي عن فقدان التنسيق بين المؤسسات الرسمية الإسرائيلية لمواجهة طهران «الأمر الذي أدّى إلى حالات مربكة لإسرائيل في العام الأخير».
وقالت الصحيفة إن باراك أرسل رسالة إلى مستشار النمسا الفرد غوزنباور في آذار الماضي، جاء نصها على الشكل الآتي: «عزيزي الفرد، أكتب لك بصفة شخصية في ما يتعلق بتهديد برنامج الطاقة الإيراني، كما أكتب بصفتي رئيساً لحزب العمل الإسرائيلي، الحزب القريب للحزب الذي تترأسه، لكن أكتب أيضاً بصفتي وزيراً لدفاع إسرائيل، فإيران لم توقف مساعيها لحيازة سلاح نووي، وأتوجّه إليك، نظيري، بطلب صادق لتقديم الدعم من أجل تشديد الضغط على إيران وفرض عقوبات إضافية».
وأضافت الصحيفة إنه بعد شهر من إرسال باراك لرسالته، وصل رد المستشار النمساوي وجاء فيه: «عزيزي إيهود، نشاطركم قلقكم حيال الشك في أن إيران تطوّر برنامجاً استراتيجياً، وهي ستصبح تهديداً غير محتمل لاستقرار المنطقة والعالم بأسره إذا حصلت على السلاح النووي. مع ذلك، نرى أنه فقط من خلال دمج عقوبات مفروضة من قبل الأمم المتحدة ومفاوضات مع إيران، يمكن أن تُحلّ المشكلة».
كما أرسل باراك رسائل مشابهة إلى كل من رئيس الحكومة النروجية ووزيري خارجية ألمانيا وإسبانيا. وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس، ردّ في الشهر الماضي على باراك، وورد في رده: «عزيزي ايهود، أُشاطرك القلق حيال التصريحات الإيرانية، وكنت دائماً الأول في إدانتها. مع ذلك، يجب العمل على تشجيع إيران لتؤدي دوراً إيجابياً في المنطقة، ونحن نقوم بتذكير إيران في كل فرصة بأنهم إذا أرادوا الحصول على اعتراف بهم كعنصر رئيسي في العالم، فعليهم التصرف بمسؤولية والدفع نحو السلام وعدم زعزعة الاستقرار. وكن واثقاً بأننا سنقف إلى جانبكم».
وقالت الصحيفة إن «هذه الرسائل تشير إلى القلق الكبير الموجود لدى إسرائيل من الملف النووي الإيراني وإدراك الدولة العبرية أنها لا تستطيع الاعتماد على نفسها فقط» لمواجهته. ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن «تقدير الاستخبارات الأميركية في كانون أول الماضي، عن تجميد إيران لتطوير السلاح النووي، أضرّ بالتفسير الإسرائيلي للمساعي الإيرانية»، مشيرين إلى أن «الوضع كئيب، إذ إن إيران تراكم قوتها عبر امتدادها في لبنان والعراق وقطاع غزة، بينما تفرض عليها عقوبات غير فعالة ومن دون تأثير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والأنكى من ذلك أن مرشح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسة الأميركية باراك أوباما، يتحدث عن بدء حوار مع إيران». ووصفت الصحيفة تصريحات وزير المواصلات الإسرائيلي شاؤول موفاز، التي دعا فيها إلى مهاجمة إيران، بأنها «عينة لمشكلة كبيرة جداً في إسرائيل، التي تفتقد التنسيق بين أجهزتها تجاه كل ما يتعلق بالملف النووي الإيراني».

يحيى دبوق

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...