إسرائيل تعززالاستيطان في الجولان وتخشى التقارب الأوروبي مع سوريا
برغم المباحثات مع سوريا حول اتفاق سلام، تواصل إسرائيل نشاطها الاستيطاني في هضبة الجولان المحتلة وتطلب من الدول الأوروبية عدم الهرولة نحو دمشق. ودعا السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى الولايات المتحدة إلى المشاركة الفاعلة في الوساطة، من أجل تحقيق السلام بين بلاده وإسرائيل، فيما أعلن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي حاييم رامون معارضته للتفاوض مع السوريين.
وقرر المجلس الإقليمي في الجولان أمس مواصلة مشروع الاستيطان الذي تنفذه منذ ست سنوات، معلناً عن بدء حملة تحت عنوان «هيا ابن حياتك في الجولان». وأعلن المجلس أن المفاوضات غير المباشرة مع سوريا، ليست سببا لوقف المشروع الاستيطاني، الذي ستنتقل بموجبه حتى الآن 1300 عائلة للسكن في الجولان. وتشرف على حملة الاستيطان هذه، مجموعة أوروبية إسرائيلية تعمل على تحويل الجولان إلى مركز سياحي دولي.
من جهته، قال السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن السلام بين إسرائيل وسوريا قابل للتحقيق، «لكنه يقتضي التزاما أميركيا كاملا». وأوحى مصطفى بأن بلاده تنتظر الإدارة الأميركية الجديدة، وقال إن دمشق مستعدة لمشاركة أميركية في الاتصالات بينها وبين إسرائيل، بصرف النظر عن شخصية القيادة الجديدة في البيت الأبيض. وأشار إلى أنه من دون ربط بمن سيكون الرئيس في البيت الأبيض، سوريا تريد تدخل الولايات المتحدة.
في المقابل، شدد حاييم رامون أمام «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» على معارضته التفاوض مع سوريا. وقال إن السوريين لن يقطعوا علاقاتهم مع إيران و«حزب الله»، من أجل السلام مع إسرائيل.
واعتبر رامون أن جزءاً من دوافع اولمرت لإجراء مفاوضات مع سوريا، يرتبط بمحاولته منع تسخين الجبهة الشمالية. واستدرك قائلا إن «سوريا غير مؤهلة لشن الحرب على إسرائيل، كما أن إسرائيل غير معنية بالحرب مع سوريا وبالتالي فإن احتمالات الحرب متدنية».
وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى القلق المتزايد في وزارة الخارجية الإسرائيلية، من التقارب الأوروبي مع سوريا بعد شهور العزلة الدولية. وقالت إنه في ضوء استئناف الاتصالات مع سوريا عبر تركيا، تلقت الممثليات الإسرائيلية في الدول الأوروبية تعليمات تدعو إلى مطالبة هذه الدول «بإبداء الحذر» في اتصالاتها مع سوريا، لأنها لم تبرهن بعد على جدية نواياها تجاه المفاوضات.
وتنظر إسرائيل بقلق إلى الاتصالات رفيعة المستوى من قبل زعماء أوروبيين مع القيادة السورية، بينها اتصال الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي بنظيره بشار الأسد وحديثه عن «اعتراف فرنسا بالحقوق السورية المشروعة في الجولان». وكانت اتصالات قد جرت بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم وديوان الرئاسة الفرنسية، حث فيها المعلم فرنسا على أداء دور في المفاوضات من أجل التسوية السلمية مع إسرائيل. وثمة أنباء عن قرب اجتماع المعلم مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. وكذلك الحال مع زيارة وزير الخارجية الأسباني ميغيل انخل موراتينوس قبل ايام، بعد قطيعة طويلة للعاصمة السورية.
غير أن «هآرتس» ألمحت إلى أن التعليمات للسفراء الإسرائيليين في الدول الأوروبية بشأن سوريا، لم تتم بالتنسيق مع ديوان رئاسة الحكومة الذي يشرف على قناة الاتصالات مع سوريا. وكانت الصحف الإسرائيلية قد أشارت في حينه إلى أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني علمت بأمر البيان المشترك عن قرب استئناف المفاوضات مع سوريا، فقط قبل ساعة واحدة من إصداره في كل من تل أبيب ودمشق واسطنبول. وتشير الصحف الإسرائيلية إلى أن الخلاف داخل الحكومة بات يؤثر على السياسة الخارجية، إزاء موضوعي التفاوض مع سوريا والتوصل إلى تهدئة مع حركة حماس في غزة.
وربما في هذا الإطار، يقع النبأ الذي نشرته «معاريف» نقلاً عن مصادر تركية، بقرب عقد اجتماع بين المعلم وليفني. ويمكن التقدير، في ظل ما يشاع من خلافات بين أولمرت وليفني، أن هذا الأمر مستبعد، من الجانب الإسرائيلي على الأقل. فليست ليفني من يدير المفاوضات مع سوريا، وثمة مؤخراً محاولات جدية من قبل أولمرت لإبعادها عن موضع النفوذ والقرار.
ونقلت «هآرتس» عن مصادر الخارجية الإسرائيلية خشيتها من احتمال تراجع الضغط الأوروبي على سوريا، جراء الإعلان عن استئناف الاتصالات وتأييد دمشق لاتفاق الدوحة بشأن لبنان. وتزداد خشية إسرائيل من اتفاق الدوحة، بسبب التأييد الأميركي له. وقالت «هآرتس» إن مسؤولين أميركيين أعربوا، في لقاءات مغلقة مع مسؤولين إسرائيليين، عن تأييدهم للاتفاق واعتبروه «تطوراً إيجابياً على المستوى الاستراتيجي».
وقال برونشتاين للصحيفة إن «النفوذ الايراني يقلق دول الخليج جداً وهي مستعدة لان تدفع ثمناً لقاء ذلك. الكثير منها تقيم علاقات مع اسرائيل وأوقفت دعمها لحماس والمنظمات الاخرى. اسرائيل ملزمة بقراءة هذه الامور»، مضيفا أن «هناك استعداداً سوريا للتقدم بجدية في المفاوضات. وهم يفهمون أيضا ان النفوذ الايراني على النظام السوري يمكنه في نهاية المطاف ان يعرضه للخطر، اكثر بكثير من المسيرة السلمية مع اسرائيل».
وأشار برونشتاين الى ان اسبانيا مستعدة لأن تقدم خدماتها للأطراف المختلفة، لتقدم مسيرة السلام بما في ذلك الدعم الاقتصادي الكبير، على نحو يشبه الدعم الذي تقدمه للسلطة الفلسطينية. وقال إن «اسبانيا ستساهم في تحويل المفاوضات الى اتفاق حي يرزق وواعد».
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد