اسماعيل فهمي: السادات حطم دور مصر تجاه الفلسطينين
في الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لاغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات، تلقي مذكرات الدبلوماسي المصري البارز إسماعيل فهمي في طبعتها الثانية أضواء على زيارته الى القدس المحتلة التي يرى أنها حطمت دور مصر تجاه الفلسطينيين، كما تنفي أن يكون كسر الحاجز النفسي بين العرب وإسرائيل، من بين أهداف ما اقدم عليه السادات.
ويسجل فهمي الذي استقال من منصب وزير الخارجية اعتراضا على حركة السادات المسرحية التي فوجئ بها العالم يوم 19 تشرين الثاني العام ,1977 أن رغبة السادات في أن يصبح بطلا عالميا أدت إلى عزلة مصر عربيا وعزلة السادات داخل بلاده، مشيرا إلى أن غالبية المصريين استقبلوا مصرعه على أيدي متشددين إسلاميين بلا مبالاة كأنهم يتحررون من وهمه.
ويعتبر فهمي في كتاب التفاوض من أجل السلام في الشرق الأوسط ، الذي قدم لطبعته الثانية الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، أن السادات حقق لإسرائيل الحلم الصهيوني الذي بدأ بوعد وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور في العام 1917 بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. ويرى أن إسرائيل نجحت عن طريق المعاهدة في تأمين جبهتها الجنوبية الملاصقة لمصر حيث أصبحت شبه جزيرة سيناء منزوعة السلاح .
وعلى عكس كثيرين، لا ينطلق فهمي (1922 1997) في حكمه على السادات من الحماسة للرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، بل يتهم الأخير بإضعاف الجيش ويحمله مسؤولية إعاقة الملاحة في خليج العقبة حيث ردت إسرائيل بهجوم مفاجئ في الخامس من يونيو حزيران 1967 واستولت على هضبة الجولان السورية وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية العربية وشبه جزيرة سيناء المصرية.
ويقول فهمي إن السادات أبلغه بفكرة الذهاب إلى القدس أثناء وجودهما في رومانيا. ويشير إلى أن مناقشته مع السادات استغرقت ثماني ساعات وذهب بعدها إلى استراحته حيث كان ينتظره مدير مكتبه أسامة الباز والمستشار القانوني في وزارة الخارجية محمد البرادعي. وبعدما أبلغهما ما قاله السادات انفجر أسامة الباز قائلا: هذا جنون. لا شك أن الرجل غير متزن. لا بد من منع ذهابه إلى القدس حتى لو استعملنا القوة .
وينفي فهمي أن يكون السادات صاحب نظرية في مبادرته التي جعلته نجما عالميا بل يصفه بالمراوغ عندما ادعى أن بعض النظريات التي اخترعها الإعلام الأميركي يبرر الرحلة، مثل نظرية كسر الحاجز النفسي الوهمي بين إسرائيل والعرب.
ويروي السياسي المصري واقعة ذات دلالة وهي أن سناء حسن زوجة السفير المصري في كندا آنذاك تحسين بشير زارت إسرائيل مع المشرف على رسالة للدكتوراه كانت تعدها حول مسألة الشرق الأوسط وجمعت مواد علمية كما حاورت سياسيين وعندما علم السادات، خيّر زوجها بين تطليقها أو ترك العمل في الخارجية فطلّقها السفير. ويروي أن السادات لم يكفه طلاقها بل أمر بسحب الجنسية المصرية منها وحرمانها من جواز السفر وبعد شهرين كانت زيارته لإسرائيل.
ويعتبر فهمي أن إسرائيل بدعوى الأمن، قامت بغزو لبنان في العام 1982 وتطالب بجنوب لبنان وكل مجال لبنان الجوي وأنها تحت ستار حماية أمنها لا تحترم حدود أي دولة عربية مستشهدا على ذلك بقصفها المفاعل الذري العراقي الذي دمرته في تموز العام .1981
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد