الاستخبارات الأمريكية تصوب على سوريا وحزب الله وحماس

07-02-2008

الاستخبارات الأمريكية تصوب على سوريا وحزب الله وحماس

رفض البيت الأبيض اعتبار تقنية إيهام الغرق خلال عمليات استجواب المشتبه في ضلوعهم بالإرهاب ضمن ممارسات التعذيب، وفتح الباب أمام اللجوء إلى هذا الأسلوب مستقبلاً. وأوضح الناطق باسم البيت الأبيض توني فراتو “ان ذلك سيكون رهناً بالظروف”، مضيفاً ان “الاعتقاد باحتمال وقوع هجوم وشيك قد يعتبر ظرفاً يؤخذ في الاعتبار بالتأكيد”.

وكان التقرير السنوي لتقييم الأخطار التي تواجهها الولايات المتحدة، والذي عرضه مسؤولو الاستخبارات الأمريكية أمام لجنة الأمن في الكونجرس، قد صوب اتهاماته على سوريا وإيران وحزب الله وحركة حماس، وذلك في معرض الحديث عما يسميه “التهديدات الإرهابية” التي تواجهها الولايات المتحدة، وحذر من حرب أهلية في لبنان.

وقد تسبب التقرير في جدل بين أعضاء الكونجرس الأمريكي لا سيما الأغلبية الديمقراطية، ورموز الاستخبارات الأمريكية، حول أخلاقية الأساليب التي مورست على معتقلين بعد اعتراف رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية بممارسة التعذيب باستخدام أسلوب “الإغراق” على معتقلين.

جاء ذلك خلال جلسة مثيرة للجدل للاستماع إلى التقرير الاستخباراتي السنوي أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي وتابعتها “الخليج”، والجلسة مثل فيها كل من مايكل ماكونال رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية “الخمس عشرة” ومعه كل من رئيس وكالة الاستخبارات المركزية “CIA” الجنرال مايكل هايدن ورئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي “FBI” روبرت موللر إضافة إلى رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية.

وجادل في الجلسة الجنرال هايدن بعد إقراره للمرة الأولى وعلانية باستخدام التعذيب مع معتقلين بأن ال”CIA” تحتاج لوسائل قوية للاستجواب ومن ضمنها وسائل الإجبار وإلا سيزداد الخطر على أمن أمريكا، وقوبلت كلماته بهجوم لا سيما من رئيس اللجنة السيناتور جون روكفلر الذي تساءل عن الوضع الأخلاقي لهذه الأساليب وتأثيرها في سمعة أمريكا ونظرة العالم لها، مشيراً إلى أنها قد تسبب تقليل التعاون الدولي في الحرب على الإرهاب.

وفي المقابل نأى مايك ماكونال بنفسه عن التقرير الاستخباراتي الشهير حول وقف إيران لبرنامجها النووي العسكري، مشيراً إلى أن هذا التقرير كان يفترض أن يتم النظر فيه بعناية أكبر، ولوحظ أنه على الرغم من إشارته هذه، والتي تأتي إلى حد ما متوافقة مع مطالبات للمحافظين الجدد له بإعادة النظر في هذا التقرير، لوحظ أن تقرير ماكونال “لتقييم الأخطار” والذي حصلت “الخليج” على نسخة منه أشار إلى ثقة أجهزة الاستخبارات الأمريكية بأن إيران لن تكون لديها قدرة كافية على تخصيب يورانيوم يكفي لعمل قنبلة نووية قبل أواخر ،2009 وأن قيام إيران بهذا العمل غير محتمل بشكل كبير.

أيضاً جاء في التقرير “أن الاستخبارات الأمريكية لديها ثقة بأن إيران غالباً ستكون لديها قدرات لعمل كمية كافية لعمل سلاح نووي ليس قبل الفترة ما بين عامي 2010 - ،2015 وأن هناك خلافاً داخل أجهزة الاستخبارات حول تحديد الفترة الزمنية الكافية التي تحتاجها إيران، وأن وزارة الخارجية الأمريكية رأت أن إيران لن تتمكن من ذلك قبل العام ،2013 ولذا اتفق الجميع على تغليب تاريخ 2015 كتاريخ لن تتمكن إيران قبله من عمل سلاح نووي.

ولوحظ خلال الجلسة التي تابعتها “الخليج” قيام رئيس ال “FBI” بالنأي بنفسه وبجهازه عن استخدام التعذيب في الاستجواب، وأكد روبرت موللر رئيس ال”FBI” حصولهم على معلومات من دون استخدام التعذيب وقال إن أغلب المعلومات التي حصلوا عليها من صدام حسين- على سبيل المثال- جاءت من دون تعذيب، وأضاف ان وسائلهم هذه أثبتت فعاليتها.

وعودة للتقرير المهم الذي قدم للكونجرس الأمريكي نجده وقد قدم تفصيلاً دقيقاً للأخطار التي تواجهها الولايات المتحدة، مؤكداً استمرارية تهديد الإرهاب العالمي رغم التراجعات التي حدثت على صعيد نشاط الشبكات المتطرفة والتي تمارس العنف، والتي منيت بهزائم ومنها القاعدة على الرغم من زيادة المنظمات المؤيدة لها. أيضاً جاء في التقرير أن هناك استمرارية في التهديد بأسلحة الدمار الشامل، واستمرار دول مثل إيران، رغم وقف برامجها الخاصة بالأسلحة النووية في محاولاتها للحصول على مواد انشطارية وعلى صواريخ قادرة على حمل قنابل نووية.

وكان اللافت في التقرير، وفي جلسة مناقشته بالكونجرس، التركيز على ضرورة مواجهة ما يسمى الحروب الإلكترونية أو حروب المعلومات، وهو الأمر الذي يمكن ربطه بشكل أو بآخر بحوادث انقطاع كابلات بحرية دولية مؤخراً، أمام السواحل المصرية وفي مواقع أخرى بالعالم، وهي كابلات خدمات الانترنت، حيث أقر التقرير بزيادة ما يسمى الهجوم من قبل حكومات أجنبية وأفراد وعناصر إجرامية وتزايد اهتمامهم ببرامج معادية قد تهدد قدرات الولايات المتحدة المهمة والحرجة والعسكرية في عمليات جمع المعلومات، بما في ذلك الهجمات باستخدام الفضاء المعلوماتي والهجمات على أجهزة الاتصالات والبنية التحتية لنظام المعلومات وشبكات الكمبيوتر ومعلوماتها.

وجاء في التقرير أن هذا الأمر أصبح في منتهى الأهمية، وبالتالي فإن أمن وتهديد هذه البنية التحتية والشبكات الإلكترونية يتم حالياً التركيز عليه ولم يصبح الأمر فقط الاستعداد لمواجهة هذه الأخطار ومعالجتها حين حدوثها، بل يتم حالياً التركيز عليه لحمايته مستقبلاً من هجومات لمعرفة نقاط ضعفه أو تدميره من قبل عدد متزايد من الدول أو الأفراد.

وأشار التقرير إلى قدرات دول مثل الصين وروسيا والتي لديها قدرات تقنية للقيام بالتجسس على أنظمة المعلومات، كما أشار التقرير الى قيام منظمات مثل “القاعدة” و”حماس” و”حزب الله” بالتعبير عن رغبتها في استخدام الوسائل الإلكترونية للهجوم على الولايات المتحدة.

وكشف التقرير عن قيام الاستخبارات الأمريكية برفع قدراتها والتجهيز لأنظمة مختلفة لمقاومة أنواع الهجوم الإلكتروني، وانه لم يعد كافياً لديها الكشف عن دخول أحد ما الى شبكة الإنترنت والتنظيف بعد الهجوم، بل سيتم اتخاذ خطوات قانونية وسياسية لمنع الهجمات مستقبلاً وبشكل استباقي، وقد تم تشكيل لجنة تضم ممثلين عن جميع أجهزة الاستخبارات للتقييم وإصدار التوصيات لزيادة القدرات الدفاعية الأمريكية والتنسيق في ما بينها، وأنه بالفعل تم إصدار أمر رئاسي في يناير/كانون الثاني 2008 خاص باستخدام مبادرة “الأمن الإلكتروني” (سايبر سيكيورتي).

أيضاً وفي نفس التقرير، نجد تقسيماً عالمياً لأماكن المخاطر في الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الجنوبية وغيرها، لاسيما في باكستان وأفغانستان والهند، حيث أقر التقرير باستمرار قدرة العسكر في باكستان على التحكم بشكل ما في أسلحة باكستان النووية.

أما في الشرق الأوسط، فقد جاء في التقرير الكثير عن سوريا وإيران والسلطة الفلسطينية وغزة. بالنسبة لسوريا اتهمها التقرير بالاستمرار في محاولة زعزعة سيادة لبنان من خلال أطراف ثالثة، واستمرار النظام السوري في إيواء وتأييد منظمات وصفها ب”الإرهابية” معادية لتحقيق تقدم في محادثات السلام، مع استمرار النظام السوري، حسب التقرير، في السماح ل”الإرهابيين” بعبور حدوده إلى العراق ولبنان، وأنه على الرغم من تحسن جهود سوريا في وقف تدفق المحاربين الأجانب من سوريا إلى العراق في الشهور القليلة الماضية لكن ليس بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي.

وبالنسبة للبنان قال التقرير انه ومنذ اغتيال رفيق الحريري هناك ثمانية زعماء سياسيين قتلوا، وذلك في محاولة لتخويف مجموعة 4_ آذار وذلك لتغيير التوازن السياسي في البرلمان اللبناني، وأن نظام سوريا وحزب الله والمعارضة الموالية لسوريا في لبنان حاولت إيقاف المجهودات الدولية لإحلال العدالة ونزع سلاح الميليشيات. وجاء في التقرير أيضاً “نتوقع أن سوريا وحلفاءها سيستمرون في التلاعب بالعملية السياسية في لبنان من خلال العنف والتهديد ورفضهم العمل من خلال الأنظمة الدستورية”.

كما أن سوريا ما زالت تؤيد حزب الله الذي يحاول تسليح نفسه ضد “إسرائيل”، وذلك على حساب الحكومة اللبنانية.

وأشار التقرير الى إيواء سوريا لجماعات وزعامات وصفها بأنها مجموعات الرفض الفلسطينية بما فيها حماس، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، والجهاد، وكلها زعامات موجودة في سوريا، ورغم الطلبات المتعددة من المجتمع الدولي فإن سوريا ما زالت ترفض طردهم وتمنحهم ملجأ آمناً في دمشق.

وطالب التقرير بانتخابات حرة في لبنان، مشيراً الى ان حزب الله وحلف سوريا في لبنان يصران على الحصول على تنازلات قبل الموافقة على الرئيس التوافقي.

وأشار التقرير إلى أن مخاطر الحرب الأهلية في لبنان تتزايد، وتحدث عن عودة الميليشيات إلى الساحة اللبنانية، وأنها بدأت عمليات تسليح وتدريب في مختلف المناطق.

أما بالنسبة للفلسطينيين فقد أشاد التقرير بفتح والقيادة الفلسطينية، معتبراً أن التعاون الذي تم بين السلطة و”إسرائيل” فيما يتعلق بالملفات الأمنية والقانونية إنجاز، في الوقت الذي انتقد فيه حماس التي ما زالت متحدة ومسيطرة، لاسيما جناحها العسكري على قطاع غزة، رغم ضعف الوضع الاقتصادي والأمني بغزة.

حنان البدري

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...