الجيش يدخل ببيلاويمهد للمليحة في إطار التسوية
تسوية جديدة تم إنجازها في الريف الدمشقي، لتضاف إلى سلسلة البلدات والمدن التي توقفت فيها الأعمال العسكرية وبدأ النازحون بالعودة إليها، فيما تواصلت المعارك في القلمون، من دون أن تسحب الاهتمام من الجبهة الجنوبية التي يتوقع أن تشهد مواجهة بقرار غربي.
ففي ببيلا جنوبي العاصمة، تمكن الجيش السوري من الدخول إليها وإزالة الحواجز والمتاريس في البلدة، بالتزامن مع فتح ممرات لخروج عشرات الأهالي المحتجزين .
وقالت مصادر ميدانية انه تمت تسوية أوضاع عدد من المسلحين في إطار تسوية تم العمل عليها مع لجان المصالحة الوطنية وفعاليات أهلية في المنطقة، على غرار ما تم إنجازه في برزة والمعضمية والقابون وبيت سحم. وزار قائد «الدفاع الوطني» في دمشق وريفها فادي صقر وعدد من كبار ضباط الجيش السوري، أمس الاول، بلدة ببيلا.
واعتبرت المصادر ذاتها أن الوضع في مخيم اليرموك يسير على الطريق الصحيح، مع انسحاب المسلحين تمهيداً لفك الحصار وتكثيف إدخال المساعدات الإنسانية إليه. وقال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية أنور عبد الهادي إن «غالبية المسلحين انسحبوا من المخيم».
ويتوقع ناشطون أن تمتد التسوية إلى مناطق جديدة، كما في المليحة في الغوطة الشرقية والتي تشهد انقساماً في صفوف قيادات المسلحين، بين القبول بالتسوية والرفض المطلق، وهو رأي الشريحة الأكبر من المقاتلين وقياداتهم على اعتبار أن البلدة هي محطة انطلاق الهجمات ضد المواقع العسكرية، وأبرزها إدارة الدفاع الجوي، كما أن الموافقة على الهدنة تعني فتح الباب أمام تكرارها في باقي مناطق الغوطة، وهو ما يرفضه المسلحون بشكل قاطع.
ومن الغوطة إلى القلمون حيث تتواصل العمليات العسكرية في محيط يبرود، بالتزامن مع قصف مدفعي من التلال المحيطة بالبلدة، وخاصة في منطقة الجراجير، وسط تقدم بري، يسعى، بحسب معارضين، إلى تطويق كافة منافذ البلدة، وخاصة تلك التي تصل المنطقة بعرسال اللبنانية، وقطع خطوط الإمداد من معلولا ورنكوس حيث لا تزال توجد فصائل مسلحة.
وتضم الفصائل في القلمون كلاً من «الجبهة الإسلامية»، وتحديداً «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» ومعهم «مغاوير بابا عمرو» و«الكتيبة الخضراء» و«جبهة النصرة»، فيما بدا لافتاً مشاركة مجموعة من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بمجموعة تقدر بـ150 شخصاً.
أما في جنوب البلاد، فتتجه الأنظار إلى منطقة درعا، بعد تزايد الحديث عن إمكانية ضخ المزيد من الأسلحة الثقيلة أو إدخال مقاتلين مدربين في الأردن، لبدء معركة من شأنها قلب الموازين، قبيل الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف. واشارت مصادر ميدانية إلى ان الأمر لا يعدو كونه مجرد استعراض إعلامي لا يعرف احد من اطلقه، مشيرين الى إن الحدود الأردنية باتت تشهد تضييقاً حتى في المنافذ غير الرسمية، والتي تستخدم لإدخال الجرحى والمصابين أو تهريب بعض الأشخاص، على عكس الحدود التركية شمالاً، حيث يمكن إدخال معدات قتالية تصل حتى إلى مضادات الطيران.
ورغم امتلاك المقاتلين في الجنوب لدبابات وعربات مدرعة وصواريخ، إلا أنها غير كافية للتقدم ميدانياً على الأرض، في ظل التحصينات الشديدة لمواقع القوات السورية من جهة واعتماد القوات السورية على سلاح الطيران، وهو ما يؤثر كثيراً على المعارك والكلام للمصادر الميدانية.
وأعلن مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية إصابة سبعة سوريين، واعتقال ثلاثة، أثناء محاولتهم التسلل إلى الأردن من «أماكن غير مخصصة لعبور اللاجئين».
طارق العبد
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد