المقداد: حكومات عربية ومسؤولون لبنانيون لا أمان لهم
أكد نائب وزير الخارجية فيصل المقداد امس، انه سيتم اتخاذ عدد من الإجراءات السياسية والدبلوماسية والقانونية للرد على »العدوان الأميركي« الاخير على سوريا، وشدد من جهة اخرى على ان الحشود العسكرية السورية على الحــدود مع لبنان نشرت بالاتفاق مع الجانب اللبناني، متوقعا تعزيز وتطوير العلاقات بين دمشق وبيروت في مختلف المجالات.
وقال المقداد في محاضرة في دمشق تحت عنوان »السياسة السورية وتحولات المنطقة«، ان »العدوان الأميركي« من خلال عملية البو كمال التي سقط فيها ٨ سوريين »يعد عمل قرصنة يتناقض مع القانون الدولي والدور الذي قامت به سوريا للحفاظ على أمن واستقرار العراق«. واضاف »سوريا لن تصمت على هؤلاء المعتدين.. والإجراءات السورية ستكون في البعدين السياسي والقانوني«.
واعتبر المقداد ان الإدارة الاميركية الحالية »كارثة« على الولايات المتحدة وعلى الوضع الدولي كونها تتبع »سياسة الضرب وتنفيذ سياسات وتوجهات المحافظين الجدد الرامية إلى بناء الامبراطورية الأميركية المسيطرة على العالم«. وذكر ان هذه الإدارة »فشلت في أفغانستان والعراق وفي تنفيذ ما يسمى مشروع الشرق الأوسط الكبير، وعرضت العالم لأزمة مالية كبيرة.. وفي حال عدم محاكمتها بتهمة الإبادة البشرية، فإن التاريخ لن يسكت عنها وســتحاسب على ما اقترفته«.
ورأى المقداد ان العالم يمر حاليا في مرحلة تحول رئيسية أبرزها الانتخابات الرئاسية الأميركية »التي ستحدد الكثير من معالم السنوات الأربع المقبلة وما هو أبعد من ذلك«. وأكد ان سوريا »تأخذ بالاعتبار الكثير من العوامل التي يمكن أن تشهدها الولايات المتحدة والعالم وبخاصة منطقة الشرق الأوسط باعتبارها الهدف الأساسي للسياسات الأميركية ولأي ادارة جديدة«. واعتبر ان أوروبا »أدركت مؤخراً المشاكل التي سببتها السياسات الأميركية في المنطقة وأن سوريا جزء من حل كل القضايا وليست جزءا من المشكلة لــذلك قامت بالانفتاح على سوريا«.
وتناول المسؤول السوري الأوضاع في لبنان. وقال ان سوريا »نشرت ٨٠٠ جندي على حدودها مع شمال لبنان لمنع التهريب والإرهاب والتسلل غير المشروع وحماية سوريا، وبعض وسائل الإعلام اللبنانية المعــروفة توجهاتها ذكرت ان هناك حشــودا سورية على الحدود، علــما بأن نشر الجنود تم بالاتفاق مع الجانب اللبناني«.
واعتبر المقداد ان زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان الاخيرة الى سوريا »أرست دعائم إيجابية للعلاقات بين البلدين الشقيقين وأثبتت أن سوريا كانت ولا تزال حريصة على سيادة واستقلال لبنان«، معربا عن ثقته بان »المرحلة المقبلة ستشهد تعزيزا وتطويرا للعلاقات بين البلدين في مختلف المجالات«.
وحول الأوضاع في المنطقة، جدد المقداد »دعم سوريا للجهود التي تبذل في سبيل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية«. وأكد حرص سوريا على »التضامن العربي وتعزيز العمل العربي المشترك بما يخدم مصالح الأمة العربية«. وقال ان المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركية، »تهدف إلى تحديد خط الرابع من حزيران من العام ١٩٦٧ بشكل دقيق.. وعند الانتهاء من ذلك، ننطلق الى المرحلة الثانية وهي المفاوضات المباشرة«.
وعقب المحاضرة، اتهم المقداد في رده على أسئلة الحضور، القوى التي كانت تدعم حركة »طالبان« في أفغانستان بدعم التطرف في شمال لبنان، مضيفاً »هناك قوى وأطراف عربية ولبنانية تدفع بالملايين لهذا النموذج الآخر للتطرف والذي لن يحرق إلا أيدي من يتلاعبون بالإسلام وبالقيم التي آمنا بها«. وأضاف »لو لم تقل سوريا كلمتها واضحة بشأن مخاطر ما كان يجري في شمال لبنان لكانت هذه القوى وهي أطراف عربية، حكومات، ومسؤولون في لبنان، قد استمروا بهذه اللعبة وساروا بها إلى نهايتــها، فـهذه القوى لا أمان لها«.
ورفض المسؤول السوري اعتبار إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا ولبنان تنازلاً. وقال »لم تكن تنازلاً، ولو كان تنازلاً لكنا أعطيناه عند اشتداد وطأة الضغوط على سوريا، والرئيس بشار الأسد طرح ذلك منذ العام ٢٠٠٥«. وعن إمكانية زيارة رئيس التيار الوطني الحر اللبناني النائب ميشال عون إلى سوريا، قال »هو الذي يجب أن يحدد ذلك، نحن مرتاحون لتحركاته وحواره مع الأطراف اللبنانية كافة«.
وتطرق المقداد إلى العلاقات السورية السعودية، قائلاً »إنها تمر بوضع غير مريح، وسوريا بذلت كل جهد من أجل إعادة العمل القومي العربي إلى مساره الصحيح. وهذه الجهود لم تقد إلى أي تقدم في هذا المجال«. وأضاف أنه يأمل أن »يعي الآخرون أن المشــكلة في إطار إصلاح العلاقات العربية العــربية ليست في سوريا، وهي مستعدة لمواجهة أي تحرك باتجاه تصحيح العلاقات العربية العربية بعشرة تحركات«.
كما أشار المقداد إلى أن العلاقات السورية المصرية »ليست بأفضل حالاتها وتحتاج إلى المزيد من التواصل وإزالة بعض العقبات، ونحن لا نتحمل مسؤولية في هذا الجانب. وهذا لا يعني أننا لسنا على استعداد للبحث مع الأشقاء في كل ما يحول دون قيام مثل هذه العلاقات، ولكننا ننتظر مبادرات من أطراف أخرى«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد