بوش يضع شروطاً للتعاون مع سوريا وبلير مع التعاون بلا شروط

14-11-2006

بوش يضع شروطاً للتعاون مع سوريا وبلير مع التعاون بلا شروط

ربط الرئيس الأميركي جورج بوش أي تعاون مع سوريا وإيران لتسوية الأوضاع في العراق بتخلي طهران عن برنامجها النووي وتغيير دمشق سياستها تجاه لبنان والمساعدة في بناء الديمقراطية في العراق. يأتي هذا الموقف وسط تصاعد دعوات حلفائه خصوصا رئيسي الوزراء البريطاني توني بلير والأسترالي جون هاوارد إلى إشراك طهران ودمشق في حل الأزمة.
 وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في البيت الأبيض تمسك بوش بموقف إدارته التقليدي من سوريا وإيران، قائلا إنه يتوقع من السوريين أن "يبقوا خارج لبنان كي تتمكن الديمقراطية اللبنانية من العيش، وعدم إيواء المتطرفين، الذين يعيقون تقدم الديمقراطيات ومساعدة الديمقراطية الفتية في العراق".
 أما بالنسبة لإيران التي وصفها بوش بأنها خطر على السلام العالمي، فكرر مطالبته لها بوقف برنامجها النووي إذا كانت تريد الحوار، مشيرا إلى أن طهران "التي تمتلك سلاحا نوويا ستكون قوة مضرة بالاستقرار".
 وأيد أولمرت موقف بوش من إيران وسوريا والشروط التي وضعها لإشراكهما في حل الأزمة في العراق وعملية السلام في الشرق الأوسط لكنه أشار إلى أن التفاوض معهما في هذه المرحلة مستحيل.
 وقبيل لقائه أولمرت اجتمع الرئيس الأميركي مع لجنة الدراسات حول العراق التي يترأسها وزير الخارجية الأسبق جميس بيكر، والسيناتور الديمقراطي السابق لي هاملتون. وتضم عددا من قيادات الحزبين الجمهوري والديمقراطي ويتوقع أن ترفع توصياتها النهائية إلى بوش حول الإستراتيجيات الأميركية في العراق قبل نهاية العام الحالي.
 ورفض بوش الحكم مسبقا على تقرير لجنة بيكر وهاملتون التي اجتمع بأعضائها، مشددا على القول "لقد سعدت بالاجتماع بهم. لقد أثارني مستوى الأعضاء (في اللجنة). لقد تأثرت بالأسئلة التي طرحوها. يريدون النجاح في العراق، تماما كما أريد النجاح".

وكان بيكر قد صرح مؤخرا بأن توصياته تميل إلى جانب الحل الوسط بين مطالب الانسحاب السريع للقوات الأميركية التي ينادي بها الديمقراطيون، والاتجاه نحو الحفاظ على السياسة الحالية الذي أصر عليها بوش مرارا قبل أن يتعهد مؤخرا بتغيير التكتيك مع الحفاظ على الإستراتيجية والأهداف العامة.

ومن المتوقع أن تقترح المجموعة انسحابا تدريجيا من العراق وبدء محادثات مع سوريا وإيران للحصول على مساعدتهما في إحلال الاستقرار هناك.
من جانبه دعا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إلى تغيير الإستراتجية في العراق ضمن إستراتيجية شاملة في الشرق الأوسط معتبرا أن "الإرهاب" بدل طبيعة الحرب في ذلك البلد.
 وقال بلير في كلمة له عن السياسية الخارجية في لندن مساء الاثنين "بما أن الوضع يتطور فعلى إستراتيجيتنا أن تتطور أيضا لتواكبه".
 ولفت إلى أن حل الأزمة العراقية يكمن في جزء كبير منه خارج العراق، لأن القوى نفسها التي تتصارع فيه موجودة خارجه، مشيرا إلى ضرورة مشاركة سوريا وإيران جاري العراق بشكل إيجابي في العملية السلمية بهذا البلد وفي الشرق الأوسط.
 لكنه رغم ذلك اعتبر أن الأولوية ليست سوريا وإيران بل "على العكس علينا أن نبدأ بإسرائيل وفلسطين، هذا هو لب المشكلة، وعلينا بعد ذلك أن نحقق تقدما في لبنان لحل الأزمة في العراق".
 ولفت إلى أن قيام "شراكة جديدة ما زال ممكنا" إذا قامت إيران بخيار إستراتيجي واضح "وهو مساعدة عملية السلام في الشرق الأوسط والتوقف عن دعم الإرهاب في لبنان والعراق واحترام واجباتها الدولية"، وعدا ذلك حذر بلير طهران من أنها ستواجه المزيد من العزلة الدولية. 
 وبشأن العراق أوصى بلير بتفويض مزيد من السلطات إلى القادة العراقيين على الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية من خلال تعزيز التدريب والتجهيز والقيادة والسيطرة لدى الجيش العراقي.
 ودافع رئيس الوزراء البريطاني عن دبلوماسيته المطابقة للخط الدبلوماسي الأميركي. وقال "لا يمكن بحث أي من مخاوف بريطانيا الأساسية ولا حلها بدون أميركا" مضيفا: "إننا بحاجة إلى أميركا، هذا واقع".
 وكانت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت قد تحدثت صراحة عن دور لسوريا وإيران في استقرار الوضع في العراق. وذلك في تصريحات على هامش اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل.

وقد انضم رئيس الوزراء الأسترالي جون هاوارد إلى دعوة بلير قائلا إنه يتعين إجراء محادثات مع سوريا وإيران من أجل إنهاء العنف في العراق، مبديا في الوقت نفسه بعض الشكوك "فيما إذا كان رد هذين البلدين مخلصا".

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...