تزايد كبير في أعمال العنف على يد "داعش"
أفاد معهد "اي اتش اس جين" للأبحاث في لندن، الخميس، بأن الأشهر الثلاثة الأخيرة شهدت تزايداً كبيرًا في أعمال العنف التي يرتكبها تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"- "داعش"، إذ شن أكثر من الف هجوم وقتل نحو ثلاثة آلاف شخص في بلدان عدة.
وتشير الأرقام الى أن الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، كان تأثيرها محدوداً على التنظيم.
وسجل المعهد 1086 هجوماً لتنظيم "داعش"، ما أسفر عن مقتل 2978 مدنيًا وموظفًا حكوميًا، وهو ارتفاع بنسبة 65,3 في المئة في معدل عمليات القتل اليومية التي يرتكبها التنظيم، مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، وارتفاعاً بنسبة 81 في المئة خلال عام واحد.
وقال رئيس المركز ماتيو هنمان، لوكالة "فرانس برس"، إنه "رغم الضغط الكبير الذي يمارسه التحالف الدولي عبر الضربات الجوية والجهود الواسعة، ما يزال بعيدًا الى حد ما من إضعاف (التنظيم) بشكل كاف لاستعادة السيطرة على الأراضي، وتالياً الحاق الهزيمة به".
واعتبر أن التدخل العسكري الروسي في سوريا اخيراً، قد يزيد من قوة تنظيم "داعش"، اذ انه كان هناك "إشارة واضحة" الى أن موسكو مهتمة بالدفاع عن النظام السوري أكثر من هزيمة التنظيم.
وأضاف هنمان "على مدى الأسبوع الماضي، حقق تنظيم الدولة الاسلامية مكاسب في مناطق من محافظة حلب بسبب استهداف فصائل المعارضة، ومن المرجح ان يستمر هذا الوضع"، مضيفاً أن "مقتل مدنيين بالغارات الروسية يعطي تنظيم الدولة الاسلامية آداة دعائية قوية".
وتعكس الأرقام أيضاً الهجمات الوحشية التي تشنها جماعة "بوكو حرام" النيجيرية، التي أعلنت مبايعتها لتنظيم "داعش" في آذار الماضي.
وتعتبر هجمات هذه الجماعة، التي أطلقت على نفسها اسم ولاية غرب أفريقيا، الأكثر دموية التي يقوم بها فرع من فروع التنظيم.
وقال هنمان إن "هذا يؤكد طبيعة تمرد الجماعة في نيجيريا وبلدان عدة مجاورة، حيث تتسم عملياتها بارتفاع حصيلة الضحايا، إذ انها تستهدف السكان المدنيين في معقلها شمال شرق البلاد".
وتؤشر الأرقام أيضاً الى تغير في أسلوب القتال خلال الصيف في العراق وسوريا، حيث لا يزال التنظيم المتطرف ينشط بشكل كبير.
وبعد استيلائه على مناطق رئيسية، بينها مدينة الرمادي في العراق وتدمر في سوريا، في وقت سابق من العام الحالي، دافع التنظيم عن وجوده في هذه المناطق ضد القوات الحكومية والجماعات المسلحة الأخرى.
وهذا يعني ازديادًا في اتباع أسلوب "المواجهة المتكررة على مستوى منخفض"، بدلاً من الأسلوب السابق في التركيز على الهجمات التي توقع عددًا كبيرًا من الضحايا للاستيلاء على الاراضي.
وعموماً، لم يحقق تنظيم "داعش" أي تقدم كبير على الأرض خلال الأشهر الثلاثة الماضية، رغم انه اعلن في آب، قيام فرع جديد له، او ما يعرف بـ"ولاية" في السعودية.
وقد أعلن التنظيم في وقت سابق "ولايات" تابعة له في أفغانستان وباكستان، الجزائر، مصر، ليبيا، اليمن، القوقاز ونيجيريا، تابعة للقيادة الرئيسية للعمليات في العراق وسوريا.
وفي سياق متصل نقلت وكالة "رويترز" عن متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، أن روسيا تشعر بالقلق من وجود جماعات إسلامية "إرهابية" في شمال أفغانستان.
وقالت زاخاروفا، خلال مؤتمر صحافي: "نشعر بالقلق من تجمع هذه الجماعات في شمال البلاد على الحدود مع طاجيكستان وتركمانستان.. أعتقد أن أسباب روسيا للقلق واضحة".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد