جدل واسع بشأن مشاركة محمود درويش في أمسية شعرية بحيفا
أثارت الأمسية الشعرية التي يشارك فيها الشاعر الفلسطيني محمود درويش في 15-7-2007 في مدينة حيفا المحتلة، جدلا واسعا بين الفلسطينيين، حيث اعتبرها البعض تاريخية لأنها الأولى من نوعها منذ 35 عاما، بينما نظم آخرون حملة مناهضة لها لأنها تأتي بإذن عسكري "من جيش الاحتلال".
ومن المقرر أن تستضيف قاعة الـ"اوديتوريوم" في حيفا الشاعر درويش في أمسية خاصة وتاريخية كونها الأولى بعد غياب 35 عاما في المدينة التي عاش فيها الشاعر، واحتضنت ولادته الأدبيّة، وتبلور فيها وعيه السياسي، حيث عاش فيها عقداً كاملاً قبل خروجه النهائي، أول السبعينيات.
ورفض عدد كبير من الأدباء والأكاديميين من عرب 48، مشاركة درويش في الأمسية الشعرية، وعمم المعارضون للزيارة إعلانا ضد الشاعر درويش، وتبنى شعار "سجل أنا عربي، وسعر بطاقتي خمسون.. شيكل"، في إشارة إلى ثمن بطاقة الدخول بالعملة الإسرائيلية.
كما تم تعميم بيان حمل انتقادات للأمسية، جاء فيه أن المشكلة في التوقيت، وفي شكل الدعوة، حيث سيدخل درويش إلى مناطق الـ 48 بإذن عسكري من جيش الاحتلال، فيما "آلاف العائلات الفلسطينية الممزقة بين أشلاء الوطن، غير قادرة على لمّ شملها منذ سنوات".
كما استغرب البيان قبول درويش "دعوة جهة سياسية عليها اليوم كثير من المآخذ"، وهي "الجبهة" الشيوعيّة، التي يقودها عضو الكنيست محمد بركة الذي "طالب بمحاكمة عزمي بشارة، لأنّه زار الضاحية الجنوبية لبيروت بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في يوليو/تموز من العام الماضي 2006."
ووصف البيان زيارة درويش بأنها زيارة "سيئة جدا وتوقيتها أسوأ، ولا يمكن إلا أن تكون مسيئة إلى التيار الوطني في الداخل."
إلا أن أدباء آخرين رأوا إن الأمسية تشكل في بعد منها "عودة الشاعر مكللا بالشعر وهالته إلى مراتع شعره، إلى المدينة التي سكنها فسكنته في منفاه وطوافه الثقافي الغنيّ بالمدن والأمكنة."
واعتبر هؤلاء أن الأمسية التقاء مجدد بعد غياب حوالي أربعة عقود مع الجمهور العربي الفلسطيني الذي "ترعرع وكبر على قصائد درويش وشاعريته التي تلقفتها لغات العالم بشغف".
ودرويش ولد في قرية "البروة" في الجليل عام 1941، وفي النكبة (1948) نزح إلى لبنان، ثم عاد مع عائلته "متسللاً" إلى فلسطين، ليجد أن (البروة) قد أزيلت عن الوجود، وأنه أصبح حاضرا - غائبا في وطنه وبخاصة في ظل العنف والاضطهاد الإسرائيلي، فغادر درويش فلسطين عام 1970، وأقام في موسكو والقاهرة وبيروت وتونس وباريس، قبل أن يعود بعد اتفاق أوسلو عام 1994 ليقيم برام الله.
ولدرويش ما يزيد عن 30 ديواناً من الشعر والنثر، بالإضافة إلى ثمانية كتب، وعمل على تحرير العديد من المنشورات، بما فيها جريدة الفجر، ومجلة الكرمل، وترجم شعره لما يقارب 22 لغة، وآخر قصائده التي نشرت كانت بعنوان "أنت منذ الآن غيرك" وقد وجه خلالها انتقاداً لاذعا لحركتي فتح وحماس وما جرى بينهما من اقتتال داخلي.
وجاء في القصيدة: لولا الحياء والظلام، لزرتُ غزة، دون أن أعرف الطريق إلى بيت أبي سفيان الجديد، ولا اسم النبي الجديد! ولولا أن محمداً هو خاتم الأنبياء، لصار لكل عصابةٍ نبيّ، ولكل صحابيّ ميليشيا! أعجبنا حزيران في ذكراه الأربعين إن لم نجد مَنْ يهزمنا ثانيةً هزمنا أنفسنا بأيدينا لئلا ننسى!.
المصدر: قدس برس
إضافة تعليق جديد