حليم في ذكراه: العندليب يزداد ألقاً
ولد عبد الحليم حافظ فى السادس من فبراير 1929 بقرية صغيرة من قرى محافظة الشرقية بمصر تسمى الحلوات تخرج من معهد الموسيقى العربية عام 48 ولم يكن قد بلغ العشرين من عمره رشح للسفر فى بعثة حكومية الى الخارج ثم الغى سفره لاسباب لم يعرفها وسرعان ما عمل على الالتحاق بوزارة المعارف وعين مدرسا للموسيقى فى مدرسة للبنات بمدينة طنطا وشعر مرة أخرى بالتعاسة ولكنه قرر متحديا للظروف ان يدرس فى طنطا صباحا ويذهب الى القاهرة مساء كل يوم وكان عبد الحليم قد تعرف أثناء دراسته بمعهد الموسيقى العربية على كمال الطويل الذى كان يطمع ان يكون مطربا وتوطدت صداقتهما وحرص حليم على التقدم الى الإذاعة ليكون بين مطربيها واستدعى بالفعل ليؤدى الامتحان أمام لجنة خاصة ويجاز وبعد فشل لم يستمر طويلا ومرور ستة اشهر على ثورة يوليو أقيمت فى ارض المعارض
احتفالات شعبية اذيعت بالراديو وغنى هذه الاحتفالات وحقق نجاحا كبيرا ومضى عبد الحليم يصعد درجات النجاح خطوة خطوة ولكن عقد المرض والألم حلفا جديدا معه فعندما جاء عبد الحليم من الحلوات ومعه اثارالبلهارسيا التى حطمت خلايا الكبد والامعاء فسافر عبد الحليم الى لندن لإجراء عملية هناك وظن عبد الحليم انه بدأ رحلة الشفاء والحقيقة انه بدأ رحلة المرض واثناء تصوير فيلم " حكاية حب " امام مريم فخر الدين عاوده المرض وسافر حليم مرة أخرى الى لندن ثم الى باريس واجمع الأطباء ان حالة عبد الحليم لا تحتمل التقلبات الجوية وكان عام 1971 هو عام النزيف من أوله لأخره. ورغم آلامه وقف حليم امام الكاميرا ليجسد اكثر قصص الحب رومانسية وشاركته بطولة أفلامه جميلات الشاشة فى ذلك الوقت وفى مقدمتهن الفنانة شادية التى مثلت معه ثلاث أفلام هى " لحن الوفاء " و" دليله " و " معبودة الجماهير " كما مثل مع الفنانة فاتن حمامة " أيامنا الحلوة " و " موعد غرام " ومع نادية لطفى فيلم " الخطايا " و " ابى فوق الشجرة " ومثل مع الكثير من الفنانات ، ورغم الأعوام الطويلة التى مضت على رحيل الفنان عبد الحليم حافظ الا ان مكانه لا يزال شاغرا فى وجداننا ورحل عبد الحليم حافظ فى 30 مارس سنة 77 وفقدنا حليم بعد ان ترك لنا رصيدا هائلا من الأفلام والاغانى الخالدة عبر الأيام.
مسلسل بيع عبد الحليم حافظ مستمر
على الرغم من رحيله قبل 29 عاما وبالتحديد في 30 مارس 1977 يظل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ هو نجم كل الأعمار في الوطن العربي من المحيط في أقصى الغرب العربي إلى الخليج في الشرق العربي، والطرب الذي يستحوذ على انتباه ومشاعر وخلجات الشباب بكلمات العشق والهوس، وحب الوطن والأمة، يحمل في موسيقى أغانيه وكلماتها مشاعر الصبا للشباب والشجن للشيوخ والأمل لدى عشاق العروبة والمؤمنين بها.
وتأتي ذكرى عبد الحليم حافظ كل عام لتتجدد قصته الشجية مع النجومية والمرض، مع الحب واللوع، إلا أن ذكراه هذا العام تغلفها قضية من أخطر القضايا، وهي بيع عبد الحليم نفسه والتي تستحق بدورها أن تكون قصة منفصلة بدورها حصلت على تفاصيلها «الشروق» خاصة وان عملية بيع عبد الحليم حافظ وصلت إلى قمة الدراما سواء من الذين ينتسبون إليه بصلة الدم والقربى أو الذين يبحثون عن الشهرة والمجد والمال في عالم المال والفن وذلك من خلال استغلال قصة حياته سواء في صورة فيلم سينمائي أو مسلسل تلفزي، يحكي قصة ذلك المطرب من حبكات درامية يهتم بها جمهوره العريض المتجدد سواءفي الفن وأفلامه السينمائية الستة عشر أو مئات أغانيه المتعددة بين الحب والطرب والوطنية والدعاء، وتلك الأسماء العملاقة التي ارتبطت باسمه من الملحنين والشعراء والصحفيين والمفكرين.. وأهل الفن.
مسلسل البيع
البداية كانت في الخلافات بين الورثة والمحامي الراحل مجدي العمروسي رفيق درب المطرب الراحل عبد الحليم حافظ على تراث شركة صوت الفن التي كانت ملكا للفنان حليم مع آخرين، وانتهى الأمر بفرض الحراسة المالية بحكم قضائي على هذه الشركة منذ سبعة أعوام.
وبلغت هذه الخلافات ذروتها في انتاج مسلسل تلفزي عن الفنان الراحل، سواء من الذي له حق انتاج ذلك المسلسل، ومن الذي له حق استغلال أغانيه، ويتزعم هذه الخلافات من جانب ابن أخيه محمد شبانة وآخرون متعددون على الجانب الآخر، وتثير تطورات هذه الخلافات العديد من علامات الاستفهام حول الأسباب الحقيقية لكل هذه التعقيدات، وعما إذا كان ذلك يرجع بحق للحفاظ على صورة المطرب الراحل أم بدافع الشجع والحصول على أعلى عائد مادي، ومن كل الأطراف.
وظهر ذلك السؤال بصورة واضحة في المؤتمر الأخير لشبانة الذي قال فيه انه سوف يرفع دعاوى قضائية ضد كل من اشترى حقوق تراث عبد الحليم، ويأتي ذلك على الرغم من وجود أكثر من حكم قضائي باقرار صحة هذه العقود، وكانت قد ثارت عدة قضايا متبادلة اثر محاولة محمد شبانة بيع أغاني عبد الحليم وأفلامه إلى شركة «روتانا» مقابل 10 ملايين دولار، وعندما تعثرت الصفقة توجه إلى محسن جابر بصفقة قيمتها 6.5 مليون دولار، لتظهر محاولات قانونية حول صحة العقود التي تمتلكها عالم الفن التي يمتلكها المنتج محسن جابر.
أما المسلسل الخاص بحليم، فقد بدأ في شهر جانفي من عام 2004 عندما تم الاعلان الجماعي من محمد شبانة وبعض ورثة عبد الحليم حافظ ومحامي الورثة والمنتج ايهاب طلعت بشأن الاتفاق على انتاج مسلسل ضخم عن حياة عبد الحليم حافظ، إلا أنه كان يتم في ذلك الوقت تصوير فيلم حليم للنجم الراحل أحمد زكي، وهو الأمر الذي جعل السيناريست وحيد حامد يعلم انه لن يكتب المسلسل في هذا العقد، وفجر مفاجأة عندما تعاقد مع الشركة المصرية للانتاج الاعلامي لكتابة مسلسل آخر عن عبد الحليم لصالحها، بل وقام بتسليم 10 حلقات منه، ولكنه استجاب لطلب النجم أحمد زكي بعدم تنفيذ المسلسل إلا بعد تنفيذ الفيلم وعرضه.
المشروع الثالث
وفجر محمد شبانة ومعه شركة العدل جروب للانتاج الاعلامي بشراء حقوق مشوار حياة العندليب من الورثة مقابل 3 ملايين جنيه مصري، بحيث ينتهي المشروع الأول مع المنتج ايهاب طلعت الذي كان قد سدد 1.7 مليون جنيه مصري من أجل هذه الحقوق، وذلك بعد أن تخارج لصالح الشركة المنتجة لفيلم «حليم» وأعطاها هذه الحقوق لعدم اعتراض الورثة على الفيلم.
ووفقا لذلك سنجد ان لدينا مسلسلات عن حياة العندليب الراحل، الأول للشركة المصرية للانتاج الاعلامي والثاني لمجموعة العدل جروب التي أسندت مهمة تأليف المسلسل للكاتب مدحت العدل، ورشحت المخرج مجدي أبو عميرة له، بل ورشحت الفنانة عبلة كامل لأداء دور الحاجة علية شبانة شقيقة العندليب، كما قررت اجراء مسابقة لاختيار وجه جديد لتجسيد شخصية العندليب في بداية مشواره الفني.
وهكذا يستمر مسلسل بيع حياة العندليب الراحل عبد الحليم حافظ ليصبح السمة الأكثر ظهورا على السطح في ذكراه الـ29 الكل يريد استثمار حياته بعد موته ومازال الموقف لم يحسم حتى الآن سواء في مسلسل حياته أو تراثه الفني!
مبدعون يتحدثون عن عبد الحليم في ذكرى رحيله: عندما يبعث لنا «رسالة من تحت الماء» نعرف أنه «مداح القمر»..
عاش صراعا طويلا مع المرض ورحل في عز الشباب والعطاء ورغم ذلك ترك بصمة فنية
في عالم الغناء العربي لم يتمكن احد في زمانه بلوغها، استطاع التفاعل مع جمهوره سواء الذي عاش عصره
الذهبي وتذوق فنه او الذين اتو من بعده.
العندليب عاش زمنه بكل اصرار وحساسية مرهفة، تصدى لمعاناته ابتداء من اليتم حتى وصل الى قلوب الناس،
لم يمنعه المرض من شق طريقه نحو نجاح فني ملحوظ.
بوفاته خسرته الساحة الفنية في الوطن العربي لا سيما وانه كان يجسد وما يزال مرحلة تعبق بالجمال والحب
والاخلاص الفني.
خطّ أحد الاعلاميين ذات يوم كلمات أوفت عبد الحليم حقه بمناسبة ذكراه العشرين فلم أجد أجمل من هذه الكلمات كمقدمة الشهادات الأخرى التي جمعناها من بعض المبدعين. قال صديقنا الجميل عن عبد الحليم ما يلي: «عندما يقول «مين أنا» نعرف أنه هو وعندما يقول «فاتت جنبنا» ويبعث لنا «رسالة من تحت الماء» نعلم أنه هو وعندما نسمع «في يوم في شهر في سنة» ندرك أنه هو حتما هو وعندما تقول الأغنية «أي دمعة حزن لا» نتأكد أنه هو «مدّاح القمر» و»حبيبها».، «كل كلمة حبيّ حلوة» هو قائلها.. لكن «فوق الشوك مشاه زمانه» فسافر من غير ودائع وترك في قلوبنا جراحه.. هو صوت القلوب العاشقة.
العندليب الأسمر إسم لشخص قد يكون التراب وارى جسده والقدر أساء له وظلمه لكن عجزت ا لسنوات عن محوه وأبت أغانيه إلا أن تخلده.. عبد الحليم حافظ هذا العملاق الذي غادرنا منذ ما يزيد عن العشرين عاما بعد أن غنّى للحبّ، للحياة، للأمل، فكان صوتا لقلوبنا ناطقا بأحاسيسنا معبّرا عن مشاعرنا لا يسعنا إلا أن نحتفظ به في ذاكرتنا نخلده ونصون ذكراه، يموت من الخزي إن هو غمره وآذاننا تصمّ إن لم تسمع فنّه وتمضي الأيام لتمرّ الذكرى مخلفة وراءها ذكرى جديدة تتجدّد معها لمسة الوفاء والحبّ لصوت الحبّ عبد الحليم الذي لازال متربعا على عرش الأغنية العاطفية بصدق أدائه وصوته الجميل الذي لا زال معنا مراهقين نشب عبر السنوات لنقتحم الكهولة وتغيرت الدنيا ولم يتغير صوت عبد الحليم.. لقد ظلّت أغنياته كالعصافير ترفرف على روحه المبثوثة فينا تبعث في الأرجاء الأمل والشجن وإنه لمن الخطإ الاعتقاد في أنّ هذا العندليب الذي مات جسما ويحيى وسيحيى بيننا فنّا وأنغاما قد بلغ وقد أمضى ما أمضى من حياته دون أن تعترضه الصعوبات ودون ن يعاني الويلات ويواجه الضغوطات ويقدم التنازلات.. ربما من فرط معاناته وآلامه يحتار من سرد ما حصل معه في مسيرته فيجيبنا بأغنيته «نبتدي منين الحكاية».
وبمناسبة مرور 29 عاما على وفاة عبد الحليم حافظ ننقل ما بقي منه في ذاكرة الأجيال من خلال نخبة من المثقفين والرموز الفنية في الوطن العربي فكانت هذه الحصيلة:
الياس الرحباني:
جسد مرحلة جميلة في تاريخ الفن العربي.
جسد العندليب الراحل عبد الحليم حافظ مرحلة مهمة جدا من الحياة وباقية الى ما لا نهاية لانها احتوت كل
الجمال، فقد غنى للارض والحب والجمال.
لقد ساند الراحل عبد الحليم ملحنون عظماء لكن المستمع لا يهتم للملحن والكاتب، وعبد الحليم استطاع ان
يقدم اعمال هؤلاء الملحنين والكتاب باحساس مرهف كما انه كان يمتلك (الكاريزما) والحضور الذي فرض به فنه
واعماله بلا منافس، وهذا العملاق عاش مرحلة ورحله فنية عظيمة وسيبقى في وجدان كل مستمع لان الساحة
الفنية العربية باتت تضع التفاحة العفنة في صندوق مليء بالتفاح الناضج وبهذا تنتشر العفونة وتشمل كل
المحيطين بها، ومع الاسف نحن الان ما زلنا نعيش حلم الماضي بدلا من ان نحلم للمستقبل، وهذا عيب كبير
يقع على مؤسساتنا وشركات الانتاج والاعلام المسؤول الاول الذي اعطى الحق لاشخاص مستهترين لا علاقة لهم
بالفن ومنحهم صفة لا يستحقونها وكل ما يقدمونه حرام ان يعرض على اجيال المستقبل العربي لانه قادم من
الغرب، وعاداته وتقاليده لا تناسب مجتمعاتنا، فالغرب لا يهتم بابنائه لذلك لا يهتم بما يقدمه مثل هؤلاء
البهلوانات التي تتراقص في الهواء وتنشر الوباء.
شاهر الحديد:
غنى للارض والوطن والحبيبة بشفافية عالية.
تصادف الذكرى رحيل عملاقين من اهم الفنانين العرب.. العندليب عبد الحليم حافظ والموسيقار محمد عبد
الوهاب، ونحن كنقابة فنانين اردنيين سنقدم حفلا غنائيا خاصا بهذه المناسبة يشارك به عدد من الفنانين
المحليين والعرب هم: د. ايمن تيسير من الاردن نور الدين الباجي من تونس، محسن فاروق واجفان الامير من
مصر العربية وذلك بالتعاون مع قناة ((art طرب، وتعد هاتان الامسيتان باكورة اعمال فرقة النقابة
الموسيقية.
عبد الحليم حافظ من الفنانين الخالدين وما زال يثري الساحة الفنية باعماله من خلال اعادة غنائها باصوات
كبار الفنانين العرب امثال هاني شاكر وجورج وسوف وفضل شاكر وغيرهم، وما زال جمهور العندليب الاسمر حيا
ومن كافة الاعمار رغم مضي ما يقارب الثلاثين عاما على رحيله كما ان المحطات الاذاعية والفضائيات
العربية تحرص على نشر اعماله العظيمة لرغبة الجمهور بسماعها. لقد كان عبد الحليم حافظ مرهف الحس احب
وطنه وفنه وغنى للارض وللوطن بصدق وللحبيبة برومانسية عالية وكان هذا سبب نجاحه اكثر من امكانياته
الصوتيه.
اشرف زكي:
صوت الوطن في احلك الازمات والظروف
ماذا نقول عن احد اهم الاهرامات الفنية في الوطن العربي الراحل عبد الحليم حافظ الذي يعيش في قلوب
جمهوره الكبير، واذا تحدثنا عن الارض والحب والنجاح والحزن والفرح نذكر عبد الحليم حافظ الذي ما زالت
اعماله تفرض نفسها في كل المناسبات الى يومنا هذا وصولا الى الاجيال التي لم تعاصر زمنه.
لقد كان عبد الحليم حافظ صوت الوطن في احلك الازمات والظروف الصعبة، كان صوت الشجن والحب في ارق
اللحظات، كان وسيبقى حلما كبيرا يعيش داخل كل وطني حر وداخل كل نبضة قلب صادقة وسيبقى يغرد الى ما لا
نهاية.
ديانا كرزون:
علمنا كيف نعشق الوطن ونتغنى بترابه.
انا من تلاميذ مدرسة وعشاق فن العندليب عبد الحليم حافظ، لقد شاركت في حلقة تكريم للفنان الراحل على
قناة تلفزيون المستقبل وقدمت مجموعة من اغانيه الجميلة، وعبد الحليم فنان قدير لا تمضي حفلة فنية لاي
فنان على الاطلاق الا ويقدم احدى اغنياته بناء على رغبة الجمهور ومحبة الفنانين العرب له.
بالنسبة لي اقدم اعماله دائما في جميع حفلاتي فهو من علمنا كيف نعشق الوطن ونتغنى بترابه ومنحنا
الرومانسية في الحب من خلال اعماله سواء كان على صعيد الغناء او التمثيل، لقد اثبت عبد الحليم حافظ
وجوده في جميع المجالات، من منا لا يستمع لصوته ولا يتمنى ان يصل الى جزء من تاريخ هذا العملاق الفني
الكبير.
عمار حسن:
احضر لمفاجأة جميلة في ذكراه
في هذه الذكرى العظيمة انا احضر لمفاجأة جميلة اتمنى ان تنال اعجاب الجمهور الحبيب وهي تصوير ديو
لاغنية العندليب الراحل عبد الحليم حافظ وهي (حاجة غريبة) التي قدمها مع الفنانة شادية وسوف اعيدها مع
وجه جديد على الساحة الفنية وهي مطربة اسمها غادة بالاضافة لكاسيت جديد يتضمن اغاني فنانين كبار مثل
عبد الحليم ومحمد رشدي وطوني حنا وسوف يطرح في الاسواق اواخر الشهر المقبل.
مهما تحدثنا عن الراحل الكبير، فشهادتنا به مجروحة فهو مدرسة للوطنية والعطاء والحب والرمانسية والفن
الاصيل كما انه يعيش في وجداننا ونطرب لسماع اعماله العريقة ويتجدد وجوده بيننا بشكل دائم، وانا اذكر
حين كنت طفلا صغيرا كانت تغمرني السعادة حين يشبهونني بهذا العملاق الكبير.
وقد اعتمد الفنان الكبير في ادائه الرائع على حساسيته المدهشة في تقديم اعماله وتجديده للموسيقى
ومواكبة التطور الموسيقي ليكون مطربا لكل الاجيال حتى بعد رحيله وهذا لم يكن بسيطا في زمن كان فيه
عمالقة الفن مثل ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الاطرش وغيرهم، ومهما قلنا في ذكرى هذا الصرح الفني
العظيم نبقى مقصرين بحقه.
ايمن تيسير:
اتمنى ان نحرص على احياء ذكرى العمالقة.
في ذكرى الراحل الكبير نستذكر جيل الفن الاصيل الذي اصبح ينتمي لجيل العمالقة الذين رحلوا لان هذا
الزمن لا علاقة له بالاصالة واكبر دليل ما نشاهده من ابتزاز واستهتار لذوق المشاهد العربي.
لقد ارسى الفنان الراحل مدرسة فنية عظيمة وبهذه المناسبة نحرص دائما على احياء هذه الذكرى بتقديم حفل خاص يقام على مسرح مركز الحسين الثقافي يومي 12 و 13من الشهر المقبل وسوف اشارك في هذا الحفل.
ويشارك في الحفلين مجموعة من الفنانين العرب الذين يحرصون على تواجدهم بهذه الذكرى العزيزة على كل
انسان عربي، ونأمل ان نقدمه بصورة تليق بالفنان الراحل كما اتمنى ان نبقى حريصين على احياء ذكرى عمالقة
الفن الاصيل لعل وعسى نشعر بالذنب تجاه ما نقدمه في هذا الزمن الذي لا يمت لنا بصلة.
عازر حبيب:
كان صاحب مدرسة فنية عريقة ستبقى مدى الدهر.
العندليب الراحل كان صاحب مدرسة فنية عريقة ما زالت تدرس حتى يومنا هذا وستبقى على مدى الدهر، كان
فنانا ذكيا باختيار اعماله يمتلك صوتا مميزا واحساسا مرهفا، لم يقدم لحنا خاصا في حياته لانه كان يؤمن
بمقولة (اعطي الخبز لخبازه حتى لو اكل نصفه) لكنه كان يطبع بصماته بلمسة فنية مدهشة، ولم يقدم عملا
واحدا قيل انه غير ناجح، العندليب الاسمر تمكن من استقطاب جمهوره حاضرا وغائبا بروحه وخفة دمه وعطائه،
كما كان يمتلك (كريزما) خاصة لا توجد عند الكثيرين، وايضا كان ممثلا قديرا قدم الكثير من الاعمال
المهمة.
رامي شفيق:
غنى باكثر من لهجة واضاف لكل لون القه الخاص
عبد الحليم امتلك ميزة نادرة وحسا مرهفا، اسس مدرسة فنية سواء للمرحلة السابقة او اللاحقة وكان له دور
كبير بالتوفيق بين قلوب المحبين من خلال ادائه واختياره المدروس بالاحساس والصوت المميز الذي كان
يمتلكه، لقد غنى باكثر من لهجة عربية واضاف لكل لون القه الخاص.
العندليب رحل بجسده لكن روحه لن تزول وستبقى المدرسة الانسانية والفنية لكل الاجيال الى ما لا نهاية.
محمد امين:
رحيله خسارة فنية ووطنية كبيرة
رحيل الفنان الكبير عبد الحليم حافظ خسارة انسانية وفنية ووطنية باقية الى الابد، كان مثالا للانسانية
والعطاء، رسخ في قلوبنا حب الوطن ورومانسية المشاعر الجميلة، وانا من عشاق فنه واشعر انني جزء من هذا
الهرم واحد تلاميذ مدرسته، يبقى ما نقوله في عبد الحليم بسيطا بازاء ما قدمه في حياته، وبرحيله ترك لنا كنوزا من العطاء والتاريخ الفني العريق واتمنى ان يأتي اليوم الذي اتمكن كفنان من تقديم شيء خاص يليق
به.
نور الدين الباجي: عبد الحليم آمن بالاختصاص... ولم يدع الشعر والتلحين
«أنا من جيل تربّى على أغلى العمالقة ومن بينهم عبد الحليم الذي هو مصدر إلهام بالأغنية الجميلة والعذبة.. هو فنان ذكي فهم عصره كما يجب وكانت ثورته في الموسيقى ناجحة.. هو فنان احترم نفسه وآمن بالاختصاص واكتفى بالغناء.. فهو لم يدع كتابة الشعر ولا التلحين، لكنه على الركح قدّم دروسا في الأداء وفي الاحساس بالأغنية، ومن حسن حظ عبد الحليم أنه كان محاطا بالعمالقة ومعهم صنع مجده كما يجب.. لكن تلك هي مشيئة الأقدار.. وكان لا بدّ أن ينتهي المشوار فرحل عنّا عبد الحليم الإنسان ومازال الفنان فيه خالدا إلى الآن.. مات وهو في قمّة المجد والشهرة وهو ما يزال إلى اليوم في القمّة برغم تغيّر العصر والذوق..».
جلول الجلاصي: أعيش مع أغاني عبد الحليم في البيت والسيارة... وهؤلاء أساؤوا إليه
«لو كان للحب أن يتشخّص ويظهر في شكل بشر لكان إسمه عبد الحليم حافظ.. لأن أغانيه طاقة مولّدة للحبّ.. ولم يوجد ولن يوجد فنان آخر قادر على تلك الصور والأغاني التي كان محورها ومدارها الحبّ.. وعبد الحليم هو أيضا فنان مجدّد في الموسيقى العربية الى درجة أنه أحدث ثورة فيها وأصبح وقتها وإلى الآن مدرسة فنية بحالها.. صنع نجاحات عديدة مع كل الملحنين الذين تعاملوا معه مثل كمال الطويل ورياض السنباطي وبليغ حمدي..
علاقتي بعبد الحليم لا أقدر أن أصفها، فأنا أعيش دائما مع أغانيه في البيت والسيارة.. فأنا أفضل أن أستمع إليه من بين القدامى من جيله.
هناك من أنصف عبد الحليم مثل هاني شاكر ومحمد ثروت وهناك من أساء إليه مثل جورج وسوف وفضل شاكر وليلى غفران.. هؤلاء في رأيي ارتكبوا جرائم في حقّ عبد الحليم».
سليم دمق: عبد الحليم فنان كل الأجيال
«عبد الحليم فنان كبير بكل المقاييس.. ذكي في اختياراته ورفيع في أخلاقه.. ولهذه المواصفات ترك بصمته في الساحة العربية، هو الى اليوم يؤثر فينا وكلما نعيد الاستماع له يتجدد إعجابنا به ويتزايد، بالمناسبة أنصح الفنانين بأن يطلعوا على مسيرته وخاصة الشباب منهم.. عند انطلاقتي كنت أردد أغانيه وخرجت بها للجمهور.. وإلى الآن مازلت وفيا لأغاني عبد الحليم.
في اعتقادي فنان مثل عبد الحليم حافظ لا يمكن أن يموت، هو تركنا جسدا لكنه يعيش معنا كروح فنية عالية.. هو فنان صالح لكل العصور والأجيال».
كان صديقا للزعيم الحبيب بورقيبة والحسن الثاني والملك حسين
* كان لعبد الحليم سائق خاص اسمه «عبد الفتاح» وكان يقود سيارته أحيانا بنفسه، وفي كل الأحوال لم تكن السرعة تزيد على 60 كيلومترا في الساعة.
* الأطباء الذين عالجوه في رحلة مرضه: ا لدكتور مصطفى قناوي، الدكتور ياسين عبد الغفار، الدكتور زكي سويدان، الدكتور هشام عيسى، الدكتور شاكر سرور (من مصر)، الدكتور تانر، الدكتورة شي لا شارلون، الدكتور دوجر ويليامز، د. رونالد ماكبث (انقلترا)، د. سارازان (فرنسا).
* كانت له سكرتيرة خاصة هي الآنسة سهير محمد علي وعملت معه منذ فيفري 1972 وكانت مرافقته في كل المستشفيات التي رقد فيها.
* المستشفيات التي رقد فيها بالخارج : ابن سينا (المغرب)، وفي انقلترا: سان جيمس هيرست، ولندن كلينك، فيرسنج هوم، كنجز كولدج (المستشفى الذي شهد وفاته)، «سالبتريد» (باريس).
* كان صديقا لثلاثة من الرؤساء العرب: هم الملك الحسن ملك المغرب، الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، والعاهل الأردني الملك حسين.
* الشيء الوحيد الذي كان يتشاءم منه هو نباح الكلاب الحزين.. وكان يتفاءل بالقطط ويعلق صورها في شقته.
_________________________________________________________________
غنى 48 أغنية وطنية وتوفي وعمره 48 سنة
* كان عبد الحليم يحلم بتقديم قصة «لا» للكاتب الكبير مصطفى أمين على شاشة السينما ورشح نجلاء فتحي لبطولتها ولكن القدر لم يمهله.
* قدم 3 برامج غنائية هي: «فتاة النيل» للشاعر أحمد مخيمر وألحان محمد الموجي وإخراج كامل يوسف «معروف الاسكافي» للشاعر ا براهيم رجب وألحان عبد الحليم علي وإخراج عثمان أباظة، «وفاء» للشاعر مصطفى عبد الرحمان وألحان حسين جنيد وإخراج اسماعيل عبد المجيد.
* عدد الأغاني الوطنية التي قدمها 48 أغنية وتوفي وعمره 48 عاما.
* أول أغنية «فرح» يغنيها كانت خاصة بحفل زفاف هدى ابنة الرئيس جمال عبد الناصر وزوجها حاتم صادق، الأغنية كتب كلماتها حسين السيد ولحنها منير مراد ويقول مطلعها: «النهارده نبتدي أجمل حكاية.. الأمل والحب كانا هما البداية».
الشروق المصرية ـ الدستور الأردنية ـ تشرين السورية ـ الجمل
للمزيد ولسماع وتحميل الأغاني راجع الموقع الرسمي لعبد الحليم حافظ:
www.abdelhalimhafiz.com
إضافة تعليق جديد