رفسنجاني في دمشق يدعم "مقاومة الاستكبار" بالنووي

13-04-2006

رفسنجاني في دمشق يدعم "مقاومة الاستكبار" بالنووي

 

في لقاءه مع الرئيس بشار الأسد  بحث رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية هاشمى رفسنجانى، المؤتمر الدولي المزمع عقده في طهران لدعم حقوق الشعب الفلسطيني واستمرار المشاورات بين سورية وإيران بخصوص القضايا الإقليمية.والأوضاع الراهنة في المنطقة وخاصة العراق وفلسطين.
وقد سبق وطرح فكرة عقد هذا المؤتمر خلال العام الماضي، ثم تأجلت لتطرح مجدداً أثناء زيارة رفسنجاني الى دمشق التي بدأت يوم الأربعاء 12/ 4وستسمر خمسة أيام لغاية يوم الأحد القادم 16/ 4 لتتزامن مع إعلان إيران نجاحها في إنتاج الوقود النووي عبر تخصيب اليورانيوم . الثلاثاء الماضي، حيث انتهز الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوم الاحتفال بالمولد النبوي، ليعلن انضمام بلاده الى النادي النووي الدولي، ما أثار ردود فعل دولية رافضة، حيث دعت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، امس الأربعاء المجتمع الدولي للتصرف تجاه أنشطة ايران النووية وقالت إن الأوان قد حان للقيام "بعمل ما" بهذا الخصوص، فيما وصفت روسيا الخطوة الإيرانية بأنها "خطوة في الاتجاه الخاطئ."
إلا أن ايران المصممة على الاستمرار في برنامجها، تسير بثقة نحو توسيع محور الممانعة في المنطقة، فمن المقرر أن يلتقي رفسنجاني بزعماء الفصائل الفلسطينية والمقاومة اللبنانية خلال جولة في المنطقة  بدأها من دمشق، وهي الأطراف الداخلة في جبهة"مقاومة الاستكبار والتسلط" التي أعلن تشكيلها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد خلال زيارته الى دمشق في كانون الثاني الماضي. و من المقرر أن يزور رفسنجاني دولة الكويت الأحد القادم، وحسب مصادر مطلعة فإن زيارة الكويت تهدف الى طمأنة دول مجلس التعاون الخليجي على أن النشاط النووي لإيران لن يهدد أمنها كما ستسعى إيران الى تعزيز الدعم العربي لفصائل المقاومة الفلسطينية، وبالأخص الكويت في محاولة منها لرأب الصدع بين الكوييتين والفلسطينيين، بهدف تغيير المعادلة الأمريكية في المنطقة، عبر ربط الوضع الفلسطيني مع الوضع في العراق، بغية الحصول على جملة من الحلول لمجموعة القضايا الشائكة في المنطقة. إلا أن اجتماع وزراء خارجية الدول العربية المجاورة للعراق الذي عقد في القاهرة بالتزامن مع تواجد رفسنجاني بدمشق  يؤكد ذلك على نحو غير مباشر، حيث قاطعت الحكومة العراقية الاجتماع ، احتجاجاً على تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك بأن شيعة العراق ولائهم لإيران أكثر من ولائهم لوطنهم، الأمر الذي يعكس حجم التأثير الإيراني في الوضع العراقي، وإذا اعتبر رفسنجاني أن زيارته الى دمشق كانت ضرورية في هذا التوقيت بالذات ، فلارتباط ذلك بمجموعة أحداث تتعلق بما تم تناوله في اجتماع القاهرة عن التحضير  لمؤتمر الوفاق في العراق ‏المقرر عقده في الأول من حزيران المقبل.
وفي إطار الإعداد للمؤتمر سيعقد مؤتمر يوم 22 من أبريل نيسان/الجاري يحضره قادة ‏دينيون في العراق من السنة والشيعة لبحث وقف حمام الدم المستمر في ‏العراق حاليا.‏ هذا بالإضافة الى افتتاح مكتب للجامعة العربية في العراق،في غضون أيام،وهذا التحرك العربي الذي تقوده مصر والسعودية، لن تقف ايران بعيداً عنه، إذ ستقود تحركاً موازياً له بالتنسيق مع دمشق، وهو ما بدا في زيارة رفسنجاني لدمشق حيث اجتمع والوفد المرافق له مع عدد من المسؤولين السوريين، فالتقى نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع وحضر اللقاء محمد ناصيف معاون نائب رئيس الجمهورية وفيصل مقداد نائب وزير الخارجية وسفيرا البلدين في دمشق وطهران. وكان لافتاً أن هذه هي المرة الأولى التي يظهر في اللقاءات الرسمية اللواء "محمد ناصيف خير بك" الرئيس السابق لفرع الأمن الداخلي " والذي يشغل حالياً منصب معاون نائب رئيس الجمهورية، الذي جرى استحداثه  مؤخراً. كما التقى وزير الاقتصاد السوري عامر حسني لطفي  مع المهندس محمد سعيد كيا وزير الإسكان وإنشاء المدن الإيراني والوفد المرافق وجرى بحث عقود صوامع الحبوب ومعمل السيارات والاسمنت والية تفعيل الاتفاقات الاقتصادية والتجارية واتفقا على تنفيذ كل ما يلزم لخدمة اقتصاد البلدين. وفي تحرك ذي دلالات رمزية قام رفسنجاني بزيارة ضريح الرئيس الراحل حافظ الأسد، كما قام بزيارة الى مدينة الرقة في شمال شرقي البلاد، في الوقت الذي كانت  تتصاعد فيه التصريحات الدولية الداعية الى توقيف برنامج ايران النووي، حيث حث كل من وزير خارجية بريطانيا وفرنسا إيران على التوقف عن تخصيب اليورانيوم، بينما أعلنت إسرائيل عن قلقها البالغ،  أما كونداليزا رايس فكانت لهجتها أكثر حدة بالقول أن الولايات المتحدة :" لا يمكنها أن تسمح باستمرار هذا الأمر". دون توضيح ما الذي ستفعله أمريكا مع ايران، خاصة أن الأخيرة رفضت دعوة روسيا بوقف أنشطتها النووية، وقد بات واضحاً ان ردود الفعل، الأوروبية والأمريكية تؤكد إصرار كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على التصرف تجاه إيران بصرف النظر عن القرار الذي سيصدر عن مجلس الأمن. ولعل هذا ما جعل تحليلات الصحافة البريطانية تتجه نحو اعتبار أن "الإعلان الإيراني أثار البهجة في أوساط صقور الإدارة الأمريكية" فقد قال المحلل السياسي البريطاني جوليان بورجر :"أن الدبلوماسيين الأمريكيين يشعرون بالامتنان لأن الرئيس الإيراني نجاد قام بالكثير من الجهد الذي كان يفترض أن يقوموا به من اجل تحذير أعضاء الأمم المتحدة من خطر النوايا الإيرانية". وأضاف بورجر أن الخطوة الثانية للدبلوماسية الأمريكية ستتركز على إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي ضد إيران" لكن الكاتب ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة  كان له وجهة نظر مختلفة وكتب تحت عنوان:" من المبكر الحديث عن مهاجمة إيران": إن على الولايات المتحدة أن تسعى بكل جهدها من اجل حل دبلوماسي للازمة مع إيران بما في ذلك إجراء محادثات مباشرة معها، لأن شن أي هجمات عسكرية ضد إيران سيؤدي إلى عواقب وخيمة. ويعدد هاس هذه العواقب قائلا إن النزاع قد يبدأ صغيرا وسريعا، لكنه لن يستمر هكذا طويلا، لأن إيران ستكون حريصة على الانتقام لنفسها عبر استهداف المصالح الأمريكية والبريطانية في العراق وأفغانستان.ويضيف :" أي سيناريو حرب قد يؤدي إلى تأجيج أسعار النفط العالمية إذا أوقفت ايران إنتاجها النفطي أو عرقلت إمدادات النفط الإقليمية وأن شن ضربات جوية على المواقع النووية الإيرانية ربما يؤدي إلى تدميرها ، لكن هذه الضربات لن تدمر المعرفة الإيرانية، كما ستؤجج المشاعر الإسلامية والعربية ضد الولايات المتحدة".
على خلفية هذه التحديات يعتبر إعلان إيران استكمالها دورة تخصيب اليورانيوم ، ورقة قوية بيدها
لتعزز نفوذها وتأثيرها الإقليمي ، بحث تصبح قادرة على دخولها اللعبة السياسية كلاعب أساسي، من خلال  دفع أمريكا والدول الكبرى الى حسم خياراتها في التعاطي مع الشأن الإيراني ومسألة السلام في المنطقة، كما ستدفع الأطراف العربية لإعادة النظر في اصطفافاتها .


                                                                                                         الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...