سورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: الموافقة على المشاركة بلجان الخبراء الأربع للعصف الفكري التي اقترحها دي مستورا
ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم مساء اليوم كلمة سورية أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة أكد فيها أن سورية مستمرة بمحاربتها للإرهاب قولا وفعلا وأن الجيش العربي السوري قادر على تطهير البلاد من الإرهابيين رغم كل التضحيات والأثمان الباهظة داعيا إلى وقف سيل الإرهابيين المتدفق الى سورية ووضع حد للدول الداعمة لهم.
وقال المعلم مخاطبا رئيس الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة “يطيب لي أن أهنئكم على انتخابكم رئيسا للجمعية العامة في دورتها الحالية وأتمنى لكم النجاح والتوفيق في قيادة أعمال هذه الدورة ونشكر سلفكم على دوره في الدورة الماضية”.
وأضاف المعلم “أحييكم من على هذا الصرح الدولي الكبير الذي أنشىء أصلا بكل تفرعاته ليعم الأمن والسلام في دول العالم.. أحييكم وأنا القادم من بلد اهتز فيه الأمن ورحل السلام.. من بلاد تعيش حربا ضروسا منذ أربع سنوات ونيف.. من أرض تعمدت بدم أبنائها وهم يحاربون الإرهاب ويدافعون عن أبناء بلدهم ضده.. منتظرين من هذه المنظمة الدولية أن تنفذ وعودها وتطبق قراراتها في مكافحة الإرهاب”.
وأوضح المعلم أن القرارات التي أقرها مجلس الأمن تحت الفصل السابع “ما زالت حتى الآن حبرا على ورق” لا تذكر إلا في البيانات الصحفية والمواقف الإعلامية وأما على الأرض فما زالت الدول الممولة والراعية والداعمة للإرهاب تغذي التطرف في المنطقة.. تسلح وتدرب وترسل الإرهابيين إلى سورية.. لا تعبأ ولا تهتم بتنفيذ هذه القرارات.
وقال المعلم “أسألكم أيها السادة كما يسألكم شعب سورية الصامد إلى متى ستبقى الدول النافذة تستقوي على الدول الملتزمة بالقانون الدولي وتتجاهل الدول التي تضرب عرض الحائط بقرارات مجلس الأمن.. اسألكم ما الذي فعلتموه لإيقاف هذه الدول عن القيام بما تفعله من إجرام بحق الشعب السوري.. لماذا كل هذا الصمت”.
وأضاف المعلم “إنكم تشاهدون هذه الدول وهي تفرخ هذا الفكر المتطرف إلى أن وصل إلى دول أوروبا ليضرب فيها كما ضرب في دول الشرق الأوسط وبدأت الخلايا النائمة بالاستيقاظ.. والتفجيرات والاغتيالات عادت لتطل برأسها في الغرب.. اسألكم ما ذنب الأبرياء في بلادكم الذين بدؤوا يدفعون ثمن دعم بعض سياسييكم للإرهاب.. أنتم تعرفون أكثر من غيركم أن الإرهاب فكر لا حدود له وأن هذا المارد عندما يخرج لا يمكن حبسه في دول بعينها فإرهاب “داعش والنصرة” وبقية تنظيمات القاعدة الإرهابية يقتل الأبرياء ويسبي النساء ويمطر المدنيين بالقذائف ويقطع عنهم مياه الشرب والكهرباء ويدمر معالم التاريخ والحضارة بما فيها تلك المدرجة على لائحة التراث العالمي والتي تعتبر إرثا للإنسانية جمعاء وكان آخر هذه الجرائم تدمير معبدي بعل شمين وبل وقتل علماء الآثار بطرق وحشية”.
وتساءل المعلم قائلا “لماذا تدعم بعض حكوماتكم دولا اعتادت أن تصدر أزماتها إلى خارج حدودها.. لماذا تدعمونها وهي لا تنتج إلا الخراب.. كيف يمكن لدول متطورة تحكمها الانتخابات والبرلمانات أن تتحالف مع دول ليس فيها برلمانات أصلا ولا تعترف بنصف مجتمعها الفاعل وهو المرأة.. كيف يمكن لهذه الدول أن تقبل ممارسات “جهاد النكاح” والذبح وقطع اليد والحرق والتدمير الممنهج للتاريخ والآثار والثقافة”.
وتابع المعلم “لكل ما سبق أقول لكم إن سورية مستمرة بمحاربتها للإرهاب قولا وفعلا والجيش العربي السوري قادر على تطهير البلاد من هؤلاء رغم كل التضحيات والأثمان الباهظة في الأرواح التي دفعها ولا يزال ودفعها معه الشعب السوري بكل أطيافه وبكل الأشكال أمنيا واقتصاديا ومعيشيا.. لكن أرجو أن تقفوا مرة واحدة أمام الصدق والحقيقة فواجب المجتمع الدولي أن يوقف هذا السيل من الإرهابيين من مئة دولة وفق بيانات الأمم المتحدة القادمين إلى سورية لإنشاء “دولة الخلافة” التي كما تعلمون جميعا لن يتوقف في سورية أو العراق والتي صرح قادتها مرارا وتكرارا أن هدفهم من مكة المكرمة إلى كل أوروبا ليعيدوا مجد الخلافة كما يرونه هم وإن لم توقفوا هذه الدول الداعمة للإرهاب هي ومن ترسلهم من الإرهابيين فإن النار التي اشتعلت في سورية والعراق وليبيا ستستمر بالانتشار خارجها”.
وأكد المعلم أن سورية لم تتوقف يوما واحدا عن الدعوة والتشبث بالمسار السياسي انطلاقا من رؤيتنا التي أثبتت صوابيتها.. إن مكافحة الإرهاب هي أولوية للسير بالمسارات الأخرى فلا يمكن لسورية أن تقوم بأي إجراء سياسي ديمقراطي يتعلق بانتخابات أو دستور أو ما شابه والإرهاب يضرب في أرجائها ويهدد المدنيين الآمنين فيها.. كيف لنا أن نطلب من الشعب السوري أن يتوجه إلى صناديق الاقتراع وهو غير آمن في الشوارع وفي البيوت والقذائف تنهال عليه من المجموعات الإرهابية التي تدعمها دول معروفة لكم جميعا.
وقال المعلم “رغم ذلك كنا ولا نزال مؤمنين بالمسار السياسي وفق المحددات التي باتت معروفة للجميع.. الحفاظ على السيادة الوطنية ووحدة سورية أرضا وشعبا والحفاظ أيضا على مؤسسات الدولة وتطويرها والارتقاء بأدائها وأن الطريق الوحيد لإنجاز الحل السياسي هو الحوار الوطني السوري السوري دون أي تدخل خارجي”.
وأضاف المعلم “انطلاقا مما سبق وافقت سورية على المشاركة في جنيف 2 وموسكو 1 و 2 وأعلن أمامكم الآن أن سورية توافق على المشاركة بلجان الخبراء الأربع للعصف الفكري التي اقترحها المبعوث الخاص دي ميستورا بعد تأكيده مرارا أن هذه اللجان هي لتبادل الأفكار وهي مشاورات تمهيدية غير ملزمة تمكن الاستفادة من مخرجاتها التي يتم التوافق عليها للتحضير فيما بعد لإطلاق جنيف 3 في ظل ذلك هناك من توهم أن موافقة سورية على المسار السياسي مهما اختلف شكله ومبادراته ومسمياته لها علاقة بما يصورونه من ضعف جيشها وشعبها على الأرض”.
وتابع المعلم “أنا أقول لكم إن سورية قوية ومستمرة في محاربتها للإرهاب.. والجيش والشعب صف واحد في مواجهته فلا يظنن أحد أيا كان إنه وبعد كل هذه التضحيات والصمود لأربع سنوات ونيف يستطيع أن يأخذ بالسياسة ما لم يستطع أن يأخذه بالميدان وأنه سيحقق على طاولة المفاوضات ما فشل في تحقيقه على الأرض فقرار الشعب السوري بيده فقط ولا أحد يستطيع أن يسلبه هذا الحق فالجيش العربي السوري فاجأ العالم بقوته وعقيدته وثباته”.
وأشار المعلم إلى أن دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المهمة لقيام تحالف دولي اقليمي لمكافحة الإرهاب لاقت اهتمام الحكومة السورية ودعمها “فالإرهاب لا يحارب من الجو فقط وكل ما سبق من عمليات لمكافحته لم يؤد إلا إلى انتشاره وتفشيه فالضربات الجوية غير مجدية ما لم يتم التعاون مع الجيش العربي السوري القوة الوحيدة في سورية التي تتصدى للإرهاب وأن الإعلان عن بدء الغارات الجوية الروسية في سورية والذي جاء بناء على طلب من الحكومة السورية وبالتنسيق معها هو مشاركة فعالة في دعم الجهود السورية في مكافحة الإرهاب”.
وقال المعلم “إن ما سمي بالربيع العربي لم يكن ربيعا إلا لـ “إسرائيل” وحلفائها السريين والعلنيين وهي تستمر بالاعتداء على سورية على مرأى ومسمع العالم.. تسلح الإرهابيين وتداويهم في مشافيها وتساعدهم عبر استخباراتها وتدعمهم ليقفوا بينها وبين الجيش العربي السوري عبر الشريط الحدودي وعندما يضعفون تتدخل مباشرة عبر الضربات الجوية أو عبر القصف المدفعي تماما كما فعلت وتفعل تركيا سواء في حلب أو في إدلب وكما تفعل السعودية وقطر اللتان تتسابقان إلى سفك الدم السوري عبر أدواتهما المختلفة”.
وبين المعلم أن استمرار الدعم للإرهابيين وقيامهم بتصعيد هجماتهم على المواطنين في معظم المناطق والمدن السورية أدى ويؤدي إلى ازدياد حاجة المواطنين للحاجات الأساسية في العديد من المجالات.
وقال “لقد أدت العقوبات اللاإنسانية التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للمدنيين السوريين في الوقت الذي تقوم به حكومة بلادي بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة في المجال الإنساني وفي إطار خطط الاستجابة المتفق عليها مع الحكومة السورية بتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين وخاصة الذين اضطرتهم الجرائم الإرهابية لترك منازلهم والنزوح عنها وكثير منهم لجأ إلى بعض دول الجوار وخارجها وبعض هذه الدول وضعتهم في معسكرات للتدريب على السلاح أو فيما يشبه أماكن اعتقال وعزل”.
وأضاف المعلم “إنني أؤكد أن الدولة السورية تضمن لمن يرغب من هؤلاء المواطنين العودة الآمنة والحياة الكريمة وفي ذات الوقت فإن سورية مستمرة ببذل أقصى الجهود لإيصال مساعدات المنظمات الإنسانية إلى جميع المواطنين السوريين دون تمييز أينما كانوا”.
وقال المعلم “إن الجمهورية العربية السورية تؤكد تمسكها باستعادة الجولان السوري المحتل كاملا حتى خط الرابع من حزيران 1967 ورفضها لكل الإجراءات التي اتخذتها “إسرائيل” السلطة القائمة بالاحتلال لتغيير معالمه الطبيعية والجغرافية والديموغرافية في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ولا سيما القرارين 497 لعام1981 و465 لعام 1980″.
وتابع المعلم “سورية تؤكد أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للشعب السوري الذي يدعم الحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وخاصة حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس”.
ولفت المعلم إلى أن سورية قبلت نهاية عام 2013 مبادرة رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين وانضمت إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية انطلاقا من إيمانها بالسعي نحو إخلاء منطقة الشرق الأوسط من كل أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الأسلحة النووية ولتثبت للعالم كله التزامها بالوقوف ضد أي استخدام للأسلحة الكيميائية.
وأكد المعلم أن سورية وفت بالتزاماتها الناتجة عن الانضمام للاتفاقية وأنجزت رغم الظروف القاسية والصعبة التزاماتها ولولا التعاون السوري مع البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة لما تم إنجاز هذه المهمة.
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين “إن الجمهورية العربية السورية تهنىء الجمهورية الإسلامية الإيرانية على صمودها وانتصارها بإنجاز الاتفاق التاريخي الذي يحقق تطلعات الشعب الإيراني الشقيق ويعترف بحق إيران باستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية ويرفع العقوبات عنها ويفك التجميد عن ارصدتها ويؤدي إلى انفتاح الساحة الدولية على هذا البلد الشقيق.. لقد أثبت هذا الاتفاق أن الحراك الدبلوماسي الدؤوب والجاد قادر على تذليل كل العقبات والخروج بحلول سلمية عادلة للملفات الشائكة”.
وأضاف المعلم “تؤكد سورية أن إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل غير قابل للتحقيق ما لم تنضم “إسرائيل” القوة النووية العسكرية الوحيدة في المنطقة إلى كل معاهدات حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل واخضاع منشآتها النووية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبالوقت ذاته فإن سورية تؤكد على حق جميع الدول في حيازة التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية”.
وتابع المعلم إن “سورية أكدت أن فرض إجراءات اقتصادية أحادية غير أخلاقية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتناقض مع قواعد القانون الدولي ومبادئ التجارة الحرة ومن هذا المنطق فإننا نهنئ كوبا على توصلها لاتفاق مع الولايات المتحدة لرفع الحصار عنها ونجدد الدعوة إلى رفع ووقف كل الاجراءات القسرية الاحادية المفروضة على سورية وشعوب أخرى مثل كوريا الديمقراطية وفنزويلا وبيلاروس”.
إذا أردتم الانتصار على الإرهاب نفذوا بصدق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ليبدأ العد العكسي لنهاية الحرب في سورية
وختم المعلم كلمته قائلا “لكل من يدعي حرصه على أمن وسلامة الشعب السوري.. إذ أردتم الانتصار على الإرهاب وتحقيق الإصلاحات الاقتصادية والسياسية نفذوا بصدق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ليبدأ العد العكسي للحرب في سورية حتى نصل إلى ربع الساعة الأخير وتفتح الأبواب لتنفيذ ما يتم التوافق عليه في المسار السياسي”.
سانا
إضافة تعليق جديد