كوشنير: السعودية عارضت الانفتاح على سورية

20-07-2008

كوشنير: السعودية عارضت الانفتاح على سورية

لم يتهرب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير من أسئلة الصحفيين حول تحفظات السعودية على زيارة الرئيس بشار الأسد إلى باريس. وأجاب بأريحية ظاهرة مؤكداً أن نظيره سعود الفيصل جاء إليه قبل أيام من زيارة الرئيس الأسد للقاء الرئيس نيكولا ساركوزي في باريس، وأوضح أن الرياض لم تكن «متحمسة» للانفتاح الفرنسي على سورية، وأن واشنطن لم تكن «سعيدة جداً» هي الأخرى بالسياسة الفرنسية باتجاه دمشق. 
 بدأ كوشنير مؤتمره الصحفي، أول أمس، بمداخلة كانت شبيهة بـ«مرافعة» استعرض فيها حصيلة الدبلوماسية التي يقودها منذ سنة وثلاثة أشهر. فهي دبلوماسية تتميز بـ«الحركة»، وتقوم على سياسة «الخطوات الصغيرة» من وجهة نظره.
واستعان كوشنير بجملة من الأمثلة التي تؤكد أن باريس أصبحت في «مركز» اللعبة الدبلوماسية الدولية منذ أكثر من عام. فأشار بهذا الصدد إلى المؤتمرات الدولية التي عقدتها حول دارفور وفلسطين وأفغانستان ولبنان وأخيراً قمة الاتحاد من أجل المتوسط.
وبدا الوزير الاشتراكي الذي انضم إلى حكومة اليمين حريصا على تكذيب ما يشاع عن «انحياز» فرنسا ساركوزي إلى سياسة واشنطن. واسترسل كوشنير بسرد البراهين التي تدل على «استقلالية» الدبلوماسية الفرنسية عن إدارة جورج بوش. فبدأ بالحدث الأخير «زمنيا» المتمثل بمشاركة واشنطن باجتماع جنيف أمس حول إيران، مذكراً بأن «اقتراح الحوار قدمته فرنسا وليس واشنطن»، وبالتالي ما يحدث هو أن «الموقف الأميركي يقترب من موقف فرنسا والأوروبيين وموقف روسيا والصين»، وليس العكس.
وكذلك الأمر في ملفات أخرى، مثل أفغانستان حيث اقتنعت واشنطن بوجهة نظر باريس بأن «الحل سياسي وليس عسكريا»، حتى ولو عززت فرنسا قواتها هناك. وأيضاً في لبنان أيدت باريس حلا ليس بالضرورة نفسه الذي تؤيده واشنطن. وعرّج كوشنير في هذا السياق إلى زيارة الرئيس الأسد إلى باريس، قائلا: «لم يكن الأميركيون سعداء جداً»، من حضور الرئيس الأسد إلى باريس، وأضاف: «لا أعتقد أننا على نفس الخط»، بشأن العلاقة مع دمشق.
وذكر رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن الموضوع السوري كان مطروحاً خلال زيارة بوش إلى باريس قبل أسابيع. حيث شرح كوشنير خلال أربع ساعات مع نظيرته كونداليزا رايس موقف فرنسا إزاء الانفتاح على سورية، واعتبر أن الأميركيين انتهوا إلى التعامل بـ«براغماتية» مع المعطيات الجديدة في المنطقة، دون أن يؤيدوا استقبال الرئيس الأسد في باريس. وذكر أن واشنطن «هنأت بلاده على عقد قمة الاتحاد من أجل المتوسط، التي ضمت الرئيس الأسد».
وبدا وزير الخارجية الفرنسي «حاسماً»، في رده على سؤال يقول إن باريس لم تطلع الرياض بشأن انفتاحها على دمشق، فردّ قائلاً: «ماذا يعني القول إننا لم نطلعهم كفاية؟ فالسعودية لم تكن نصيرة جداً للقائنا مع الرئيس السوري وجاء وزير الخارجية سعود الفيصل خصيصا للقاء الرئيس نيكولا ساركوزي»، وأضاف: «نتفهم أن يكون هناك مواقف مختلفة داخل العالم العربي وأعتقد أن الجميع فهم موقف فرنسا التي تريد السلام والتهدئة والانفراج في العلاقات». واعتبر كوشنير أن ما يجري هو «جزء من إعادة التشكيل ليس الجغرافي فقط بل الإستراتيجي والسياسي، فهذه دبلوماسية الحوار»، وفق رأي كوشنير الذي ينتظر أن ينضم السعوديون إلى سياسة بلاده في مرحلة لاحقة حتى لو لم يؤيدوا خطواتها حالياً.
وأسهب رئيس الدبلوماسية الفرنسية بشرح وجهة نظره بشأن موقف السعودية في دردشة مع بعض الصحفيين على هامش المؤتمر الصحفي، ففضل القول إن الرياض «لم تكن متحمسة»، للقاء السوري ـ الفرنسي بدلا من القول إنها «تعارض»، اللقاء.
واستعرض أسباب الموقف السعودي، قائلا:«تعرفون، هناك طرق تعبير مختلفة في المنطقة وأنظمة مختلفة ولكل دولة مواردها»، وأضاف:«هذه الدول لا تقيم التحالفات نفسها، وهي تمثل- وخاصة السعودية- قطباً هاماً في العالم العربي، ومن هنا فإن الخلاف أمر طبيعي، ولا يصدمني»، مذكراً أنه «ليس شيئاً جديداً ولم يظهر فقط إزاء مجيء الأسد إلى باريس وقد تم التعبير عنه سابقا». ورأى كوشنير أن السعوديين «أذكياء»، وبالتالي «سيتفهمون»، سياسة باريس. وصرح كوشنير «لا أطلب منهم تغيير رأيهم كلياً ولا أطلب شيئاً فهم أصدقاؤنا، وهناك سياستان ولابد في النهاية لهاتين السياستين أن تتلاقيا، فنحن جميعاً نسعى للسلام».
وفي غضون ذلك أشارت مصادر فرنسية دبلوماسية في تحليلها لأسباب انزعاج الرياض من باريس، إلى ما جرى خلال اللقاء الأول بين ساركوزي والعاهل السعودي عبد اللـه بن عبد العزيز، وقالت إن الرئيس الفرنسي وعده آنذاك بألا يأخذ أي مبادرة في المنطقة دون استشارة السعودية.

وسيم الأحمر

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...