ماذا يطبخ نتنياهو والإيباك لأوباما والديمقراطيين الأميركيين

20-03-2010

ماذا يطبخ نتنياهو والإيباك لأوباما والديمقراطيين الأميركيين

الجمل: سوف يغادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, إسرائيل متوجها إلى العاصمة الأميركية واشنطن دي سي, يوم غد الأحد, وتقول المعلومات والتقارير بان جدول أعمال بنيامين نتنياهو سوف يتضمن إلقاء خطاب أمام مؤتمر الإيباك (كبرى منظمات اللوبي الإسرائيلي) وعقد لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما, إضافة إلى عقد اجتماعات مغلقة مع الزعماء اليهود الأميركيين: فما هي طبيعة زيارة نتنياهو وما هو مدى حضور الخلافات الأميركية-الإسرائيلية الحالية في هذه اللقاءات والاجتماعات؟
مؤتمر الإيباك السنوي:
تقول التقارير والأخبار بأن العاصمة الأميركية واشنطن دي سي, سوف تشهد خلال أيام 21-22-23 آذار (مارس) 2010م الحالي فعاليات مؤتمر السياسة العامة الدوري, الذي درجت لجنة الشئون العامة الأميركية-الإسرائيلية على عقده سنويا, وأكدت المعلومات والتقارير بأن مؤتمر الإيباك سوف يشهد الآتي:
• حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, وإلقاء خطاب عام أمام جلسة المؤتمر, إضافة إلى عقد لقاء مالإيباك غلق مع قيادة منظمة الإيباك.
• حضور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون, وإلقاء خطاب أمام جلسة المؤتمر.
• قيام آلان ديرشوفيتش, البروفيسور بجامعة هارفرد بإلقاء محاضرة.
• قيام العقيد البريطاني ريشارد غراهام-قائد القوات البريطانية السابق في أفغانستان- بإلقاء محاضرة.
هذا, وتقول المعلومات والتقارير, بأن ملف العلاقات الأميركية-الإسرائيلية, وما يدور حاليا من خلافات على خط واشنطن-تل أبيب, سوف يكون بمثابة الملف الرئيسي الذي سوف يفرض حضوره المهيمن على المداولات والمحاضرات, وإضافة إلى ذلك, فهناك بنود أخرى, منها: ملف الدور الإسرائيلي (الإنساني) في هاييتي, وأضافت المعلومات والتقارير, بأن مؤتمر الإيباك الحالي, سوف يحضره 7500 من المدعوين والمشاركين, منهم 1303 من زعماء الاتحادات الطلابية الذي يمثلون 370 اتحادا طلابيا جامعيا.
ماذا وراء زيارة نتنياهو لأميركا؟
درجت زيارة الزعماء الإسرائيليين لأميركا, على إنفاذ جدول أعمال معلن, وذلك بالتزامن مع بنود جدول أعمال غير معلن, يتضمن إجراء المزيد من التفاهم مع الزعماء الأميركيين اليهود, لجهة ترتيب سيناريوهات استخدام وتوظيف "الأيادي الخفية" في إدارة دواليب عمليات صنع القرار الأميركي الشرق أوسطي, ويمكن الإشارة إلى ذلك على النحو الآتي:
• جدول الأعمال المعلن لزيارة نتنياهو: تقول التقارير والأخبار بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي, سوف يلقي خطابه أمام جلسة مؤتمر الإيباك السنوي, بحيث يطلع الحضور والرأي العام على مدى أهمية العلاقات والروابط الاستراتيجية الأميركية-الإسرائيلية, إضافة إلى التطرق إلى عدم أهمية الخلافات الجارية في التأثير سلبا على علاقات خط واشنطن-تل أبيب, ثم إطلاع الحضور والرأي العام برغبة إسرائيل في المفاوضات المباشرة وغير المشروطة مع الفلأوباماسطينيين وبقية الأطراف العربية, إضافة إلى تمسك إسرائيل بحماية أمنها ضد الخطر النووي الإيراني وتهديدات الجماعات والعناصر الإرهابية, وتقول المعلومات بأن نتنياهو سوف يعقد لقاءا مغلقا مع قيادة الإيباك, وسوف يلتقي بالرئيس الأميركي باراك أوباما, من أجل التفاهم حول كيفية التغلب على الخلافات الإسرائيلية-الأميركية الجارية حاليا.
• جدول الأعمال غير المعلن لزيارة نتنياهو: تشير التسريبات, إلى أن التوترات الإسرائيلية-الأميركية الجارية حاليا, هي بالأساس عملية مقصودة, تم تنفيذها وفق سيناريو معلن, تم الاتفاق عليه مسبقا بين الزعيم الليكودي بنيامين نتنياهو, ورموز جماعة المحافظين الجدد, وعلى وجه الخصوص إيليوت أبراهام, ديفيد فورمرز, إضافة إلى خبير اللوبي الإسرائيلي دينيس روس, والهدف الرئيس من ذلك هو بناء حملة ذرائع واسعة النطاق, تتيح لجماعات اللوبي الإسرائيلي والمحافظين الجدد تنفيذ حملة دعم كبيرة لجهة تعزيز قدرة الجمهوريين على كسب انتخابات الكونغرس النصفية القادمة, والتي تبقت لها بضعة أشهر، بما يؤدي إلى تغيير توازن القوى في الكونغرس الأميركي لصالح الجمهوريين, وبكلمات أخرى, فإن حصول الجمهوريين على الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي وعلى الأغلبية في مجلس النواب الأميركي, سوف يؤدي إلى عرقلة وتقويض كل مخططات إدارة أوباما, ومن أبرزها: عرقلة مشروع الانسحاب من العراق, إضافة إلى عرقلة مشروع التفاهم وعقد اتفاقيات تخفبض الأسلحة الاستراتيجية مع موسكو, وما شابه ذلك.نتنياهو
تقول بعض التسريبات الإسرائيلية, بأن الزعيم الليكودي بنيامين نتنياهو قد أصبح ينظر لنفسه باعتباره الزعيم الإسرائيلي القادر على تطويع البيت الأبيض الأميركي, وذلك على أساس اعتبارات الوقائع الآتية:
• حدثت خلافات خلال حكومة نتنياهو الأولى, مع الرئيس الأميركي بيل كلينتون, أدت في نهاية الأمر إلى إضعاف الرئيس بيل كلينتون, عندما نجححت دوائر اللوبي الإسرائيلي في استغلالها, لجهة تفجير فضيحة الحسناء اليهودية مونيكا لوينسكي, والتي لم تلحق الضرر فقط بكاريزمية الرئيس كلينتون, وإنما بمكانة وقوة الحزب الديموقراطي الأميركي في الوقت الحرج, من خلال تزامن توقيت تفجير الفضيحة مع الانتخابات الرئاسية الأميركية التي فاز بها الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الابن.
• سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماعه مع الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا, خلال زيارته لإسرائيل في مطلع الأسبوع الماضي, إلى إطلاق تصريح نظر إليه المراقبون والمحللون, بانه تصريح ينطوي على قدر كبير من الإشارات التحذيرية الموجهة لأميركا, ومن أبرز هذه التصريحات حديث نتنياهو الذي قال فيه بأن كل الحكومات الإسرائيلية السابقة, وبمختلف توجهاتها, ظلت تقوم بتنفيذ المشروعات الاستيطانية والسكنية, في القدس الشرقية, وغيرها من المناطق الأخرى.
تقول تفسيرات المراقبين والمحليين, بأن حديث نتنياهو أمام الرئيس البرازيلي, هو حديث يشير بوضوح إلى الإدارة الأميركية, بأنه لم تستطع أي إدارة أميركية سابقة ديموقراطية أو جمهورية من منع إسرائيل من الاستمرار والمضي قدما في تنفيذ مشروعات بناء وتوسيع المستوطنات وما شابه ذلك من المخططات والمشروعات التي تعزز مبدأ يهودية الدولة الإسرائيلية, وأضافت التفسيرات, بأن تصريحات نتنياهو أمام الرئيس البرازيلي, وخطابه أمام الإيباك, واجتماعاته المغلقة مع الزعماء اليهود الأميركيين سوف تسعى مجتمعة إلى تعزيز قوة الردع السياسي الرمزي ضد إدارة أوباما والزعماء الديموقراطيين, وأضافت المعلومات والتقارير بأن نتنياهو يسعى من خلال أداءه الحالي, إلى تعزيز استخدام ضغوط اللوبيات الإسرائيلية ضد الإدارة الأميركية الديموقراطية, وتهديد الديموقراطيين بأن الحصول على دعم اللوبيات الإسرائيلية والجماعات اليهودية, خلال انتخابات الكونغرس النصفية القادمة, هو دعم سوف لن يكون الحصول عليه بلا ثمن, وبكلمات أخرى, أن يدفع الديموقراطيون الثمن والذي سوف يتمثل في تزويد إسرائيل بطائرات 35f ودعم الموقف الإسرائيلي المتعلق بإيران والمفاوضات مع الفلسطينيين, أو: مواجهة تحول الكونغرس من سيطرة الأغلبية الديموقراطية, إلى سيطرة الأغلبية الجمهورية!.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...