موسكو تقرر بقاء سفنها الحربية في المتوسط وتجدد التزامها تنفيذ العقود العسكرية مع سورية

19-02-2013

موسكو تقرر بقاء سفنها الحربية في المتوسط وتجدد التزامها تنفيذ العقود العسكرية مع سورية

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا تشعر أن تسوية الأزمة في سورية بدأت تتحرك من نقطة الجمود.

وقال لافروف لدى وصوله من بروكسل اليوم" الأهم هو أننا نشعر الآن أن موضوع الحوار يكتسب أولوية في أقوال من كان حتى وقت قريب يرفض دعوتنا لمثل هذه المفاوضات بين الحكومة والمعارضة عبر وضع تنحي الرئيس بشار الأسد كشرط مسبق لأي اتصالات من هذا النوع والآن لا نسمع مثل هذه الشروط وهو تطور للأحداث يمكن الترحيب به".

وأضاف لافروف"على الرغم من صدور مختلف الشروط المسبقة لبدء مثل هذا الحوار من كلا الجانبين"الحكومة والمعارضة"إلا أن القضية تحركت من نقطة الجمود".

وأوضح ان هدف اللاعبين الخارجيين في الاتصالات مع أطراف الأزمة والمجتمع الدولي بشكل عام هو الحيلولة دون عرقلة هذه الشروط المسبقة لمثل هذا الحوار الأهم هو جلوس الأطراف إلى طاولة المفاوضات.

من جانبه أعلن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن موسكو تعتبر الاقتراحات بصدد إحالة ملف الأزمة في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية غير بناءة.

وقال "إن الحديث عن وجوب توجيه الاتهام وتسليم ملف الدعوى إلى المحكمة الجنائية الدولية الآن لا يمثل الطريق الذي يجب السير فيه فمن شأن ذلك ان يكون خطوة غير بناءة".

وأشار غاتيلوف في مؤتمر صحفي عقده بموسكو اليوم إلى أن "المحاولات لإلقاء اللوم على الحكومة فقط غير عادلة" معتبرا أن كلا الطرفين الحكومة والمعارضة يتحمل المسؤولية عما يجري في سورية "لأن المعارضة ارتكبت ومازالت ترتكب انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان" والمسألة الآن لا تكمن في إتهام البعض وتسليم الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية بل في العمل على إيقاف العنف وبدء العملية السياسية وابتغاء إحلال الاستقرار في البلاد.

وفي موضوع الحوار قال غاتيلوف.. "إن تحقيق تقدم محتمل في بدء الحوار بين الحكومة والمعارضة في سورية بات يمكن الحديث عنه بتفاؤل حذر".

وأكد غاتيلوف.. "أن الحوار هو الشيء الرئيسي الذي دعت إليه روسيا الاتحادية دوما وموقفنا من هذه المسألة كان وسيبقى ثابتا بلا تغيير" مشيرا إلى أن الحوار يتطلب إيقاف العنف في سورية الذي يستمر على نطاق واسع من كلا الجانبين.

وأضاف غاتيلوف.. "ينبغي إجلاس الجانبين الحكومة والمعارضة إلى طاولة المفاوضات وقد توجهت جهودنا إلى هذا بشكل دائم وهذا يمثل في جوهر الأمر الهدف الرئيسي لبيان جنيف".

وأوضح غاتيلوف أن موسكو دعت دائما إلى البدء بتنفيذ ما ورد في بيان جنيف ولكن وللأسف لم يتسن حتى الآن القيام بذلك لعدة أسباب ولم يتسن جلب ممثلي الحكومة والمعارضة الى طاولة المفاوضات.

وعبر غاتيلوف عن أمله في أن يجلس ممثلو الحكومة والمعارضة إلى طاولة المفاوضات علما أن هذا ليس بالأمر السهل وهو يتطلب بذل جهود كل الأطراف المعنية.

وفي سياق آخر أوضح غاتيلوف أن روسيا أرسلت المعدات الخاصة إلى سورية بموجب العقود المبرمة سابقا وبصورة قانونية وقال "إننا طرحنا موقفنا من هذه المسألة مرارا وقد نفذنا عملية الإرسال بموجب العقود المبرمة سابقا ونحن لم نجعل هذا سرا من الأسرار".

وأشار غاتيلوف إلى أن استمرار تقديم الأسلحة والمعدات الحربية إلى المعارضة السورية لا يساعد على احلال الاستقرار في البلاد ويقود إلى مواصلة العنف وسقوط ضحايا جدد لافتا إلى أن إرسال السلاح والمعدات العسكرية إلى المعارضة يكتسب نطاقا واسعا.

وقال غاتيلوف إن موسكو ترى وجوب البدء بتنفيذ كل ما ورد في بيان جنيف وعدم إجراء تعديلات في الوثيقة.

وأضاف غاتيلوف أن بيان جنيف لا ينفذ لسبب بسيط هو انه لم ينفذ جميع المشاركين في لقاء جنيف تعهداتهم بنزاهة وتبقى الوثيقة باعتبارها أساس التسوية ونحن مستعدون لمناقشة سبل تنفيذها.

وأكد غاتيلوف ضرورة تنفيذ ما ورد في بيان جنيف لأنه لم تجر بعد المحاولات لتنفيذ ما جاء فيه معلقا بذلك على ما قاله المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي حول وجوب تغيير نص البيان أو البحث عن صيغة أخرى جديدة.

وبشأن القضية الفلسطينية قال غاتيلوف.. "إن موسكو اقترحت عقد اجتماع اللجنة الرباعية الدولية بخصوص الشرق الأوسط في شهر آذار وإن اتصالات دبلوماسية تجري حاليا بهذا الشأن" مشيرا إلى ضرورة اتخاذ أي خطوات لإحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

وأضاف غاتيلوف.. نعتقد أنه على الرباعية الدولية أداء دورها.. إذا تسنى إقناع شركائنا بضرورة الاجتماع في نيويورك فإنه سيخلق على الأرجح خلفية إيجابية لاستئناف الاتصالات الفلسطينية الإسرائيلية مشيرا إلى أن أقرب فرصة لعقد اجتماع للرباعية ستتسنى في نيويورك في منتصف آذار.

وعما يجري في أفغانستان أشار غاتيلوف إلى أن موسكو تخطط لاجراء مناقشات في مجلس الأمن الدولي بشأن أفغانستان أواسط آذار المقبل على مستوى الوزراء مشيرا إلى أن روسيا ستستلم بدءا من الأول من آذار رئاسة مجلس الأمن الدولي.

وأكد غاتيلوف أن بلاده لن تربط التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية بالخلافات الموجودة بين موسكو وواشنطن مشيرا إلى أن ربط هذه بتلك ليس من قواعد روسيا السياسية اذ أن عبر روسيا تنقل الحمولات إلى أفغانستان وهذا جانب مهم من جوانب تعاوننا ولن نرفضه.

وأوضح غاتيلوف أنه من المهم جدا بالنسبة لروسيا معرفة ماذا سيجري في افغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية من هناك لافتا إلى أن من مصلحة موسكو عدم بقاء أفغانستان بلدا يشكل تهديدا للأمن الدولي.

في سياق آخر، قررت وزارة الدفاع الروسية الإبقاء على السفن الحربية الروسية في البحر الأبيض المتوسط وذلك على ضوء نتائج التدريبات البحرية التي أجرتها في الفترة ما بين 19 و29 من الشهر الماضي.

ونقل موقع روسيا اليوم عن مصدر في المكتب الإعلامي للوزارة قوله "توجد حاليا سفينة الحراسة سميتليفي وعدد من سفن الإمداد وخلال الفترة القريبة ستلتحق بها سفن الإنزال الكبيرة كالينينغراد والكسندر شابالين من أسطول البلطيق التي أبحرت من ميناء نوفوروسيسك جنوب غرب روسيا إضافة لذلك ستصل في نهاية الشهر الجاري إلى المنطقة سفينة الإنزال الكبيرة ساراتوف وآزوف من أسطول البحر الأسود".

وأضاف المصدر سيتم في المستقبل تحديد عدد السفن في المجموعة وكذلك نوعها حسب تطور الأوضاع.

إلى ذلك أكدت روسيا مجددا انها ستنفذ التزاماتها المترتبة عن العقود المبرمة مع سورية في مجال التعاون العسكري التقني.

وأوضح فيتشسلاف ديزركالين نائب مدير الهيئة الاتحادية الروسية للتعاون العسكري التقني مع البلدان الأجنبية في تصريح له اليوم على هامش معرض الأسلحة الدولي / ايدكس 2013 / في الإمارات العربية المتحدة أن "روسيا لا ترسل سوى الأسلحة الدفاعية إلى سورية وهناك عقود موقعة ويجب علينا تنفيذها حيث لا وجود اليوم لأي عقوبات من قبل الامم المتحدة على سورية".

وقال ديزركالين الذي يرأس وفد بلاده إلى المعرض إن "النظام" في سورية شرعي وهو منتخب من قبل الشعب و لذلك تواصل روسيا تعاونها مع سورية بغض النظر عن الأحداث الجارية هناك مضيفا أن "مستقبل التعاون العسكري التقني الروسي-السوري" يتوقف على تطور الأوضاع في هذا البلد.

زاسبكين: روسيا تعمل على رفع العوائق أمام الحوار بين كل الأطراف في سورية

من جهته, أكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين ان بلاده تعمل على رفع العوائق امام الحوار بين كل الأطراف لحل الأزمة في سورية داعيا إلى البدء بخطوات الحوار الوطني وفقا للبرنامج المعلن من القيادة في سورية.

وقال زاسبكين خلال لقائه اليوم رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان.. "إننا نقوم بالاتصال مع الجهات الخارجية كالولايات المتحدة للتأثير على المعارضة السورية وندعو الجميع للتصرف انطلاقا من هذه المبادئ للوصول إلى التسوية السياسية في سورية".

وأضاف زاسبكين.. تطرقنا إلى الوضع في الشرق الأوسط من زاوية ضرورة تلطيف الأجواء في المنطقة ووضع حد للتطرف والإرهاب والتصدي للمشاريع المدبرة في المنطقة مثل الفوضى الخلاقة وبذل الجهود لإيجاد الحل السلمي في سورية عن طريق تطبيق بيان جنيف وقرارات الأمم المتحدة.

وبما يتعلق بالشأن العسكري قال زاسبكين.. نحن في المنطقة نمر بمرحلة صعبة جدا وهي خطرة بالفعل حيث تهدد الدول والاستقرار في المنطقة مشيرا إلى أن روسيا تركز الجهود على ايجاد حلول سياسية سلمية للنزاعات والمشاكل في الشرق الأوسط بالإضافة إلى الأزمة في سورية والصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية الأمر الذي يتطلب تكثيف الجهود السياسية.

وأضاف زاسبكين... إن لدى روسيا نهجا مستقلا لتطوير القدرة الدفاعية وفقا لبرامج طويلة الأمد بإجراء التمارين والمناورات وفقا لبرامج القيادة العسكرية.

من جهته أكد أرسلان على الثوابت الوطنية والقومية التي تربط لبنان بسورية لافتا إلى أنه لا يرى أي حل في سورية الا ضمن إطار الحل السلمي والحوار الوطني على أسس المبادئ التي تقترحها السلطات السورية.

وقال أرسلان.. إن دور كل من روسيا المشجع لهذا الحوار والسيد الرئيس بشار الأسد المتبني للحوار الداخلي هو المفتاح لحل الأزمة في سورية ولا نرى أي حل خارج هذا الإطار.

وأضاف ارسلان تبادلنا والسفير زاسبكين الاراء والاحاديث حول مجمل الأمور المتعلقة على المستوى اللبناني والإقليمي والدولي منوها بدور روسيا المميز على مستوى تحقيق العدالة في المجتمع الدولي والاقليمي العام.

وأوضح ارسلان إن توجه روسيا ينعكس ايجابا على الاستقرار العالمي والاقليمي مؤكدا ان هذا الدور ضامن للاستقرار في المنطقة على المستويين الاقليمي والدولي لانه في غياب التوازن سيصبح العالم في حالة ضياع وارتباك تؤثر على كل الوضع الدولي والاقليمي وبالتالي إعادة التوازن يكمن في إمكانية تحقيقه عبر التعاطي الروسي وهو الأمر الذي يشجع على الاستقرار العالمي والاقليمي.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...