نصر الله: السعوديّة توغل في الفتنة وتريدها
ردّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، على إعدام السعودية الشيخ نمر النمر قبل يومين، مؤكّداً في خطاب له أن «السعودية توغل في الفتنة السنية ــ الشيعية وتريدها»، وأن «الدماء المسفوكة (بسبب السعودية) ستكتب نهاية هذا النظام، وهذه العائلة، وملامح نهاية هذا النظام الفاسد التكفيري الإرهابي بدأت تلوح في الأفق».
وشنّ السيد نصرالله هجوماً كلامياً لاذعاً على المملكة وآل سعود، مفنّداً ما سماه «الرسالة السعودية» من إعدام الشيخ النمر، سائلاً عن سبب الإعدام وتوقيته، مشدداً على أن «مسار الشيخ النمر هو مسار سلمي ولم يدع يوماً إلى حمل السلاح أو الانشقاق عن البلد أو التقسيم». وأضاف أن «الأمريكان كانوا يريدون بكل صراحة من الشيعة في المنطقة الشرقية أن يقولوا: النفط عندنا في المنطقة الشرقية ونحن نريد أن ننشق ونريد دولة مستقلة، والأمريكان عرضوا قبل سنوات على بعض قادة الشيعة في المنطقة الشرقية ذلك، ولكن علماء الشيعة وقادة الشيعة في المنطقة الشرقية رفضوا الانشقاق والانقسام والتقسيم»، سائلاً: «كيف يقابل هذا الوفاء الوطني وهذا الوفاء الإنساني وهذا الوفاء القومي؟ يقابل بالسيف لكل من ينتقد أو يعترض». وقال إن حاكم السعودية كان «يستطيع أن يؤجل الموضوع وكان يستطيع أن لا يعدم وكان يستطيع أن يعفي ويربح الناس ويمد جسوراً، بالمناخ الذي كان في كل المنطقة أنه ما زال يوجد أناس يتأملون بتعقل سعودي، ويتأملون بأنه توجد هناك إمكانية أن يقبل هذا النظام بحوار سياسي مع إيران ومع دول المنطقة ومع القوى السياسية الأخرى، وحوار في اليمن وحوار في سوريا وحوار في العراق، وحوار في المنطقة، وحوار في البحرين وحوار في ليبيا».
وقال إن «الرسالة سعودية بالدم وبالسيف وبقطع الرؤوس» تقول ما يلي: إن «هذا النظام لا يعنيه لا عالم إسلامي ولا طوائف إسلامية ولا رأي عام إسلامي ولا رأي عام دولي ولا رأي عام عالمي، هو يستهين بكل شيء اسمه رأي عام وعقول واحترام على مستوى العالم، ولا يعتني لا بأصدقاء بعثوا إليه برسائل وطلبوا منه وهناك أناس توسلوا له، ولا يعتني بمشاعر مئات ملايين المسلمين في العالم»، وأن «من ينتقدنا كآل سعود سنسفك دمه»، مشدّداً على أن «السعودية لا تعمل فتنة جديدة، بل هي توغل في الفتنة القائمة، التي هي أسستها وهي موّلتها وهي أشعلتها، هي من خلال هذا القتل وهذا الإعدام توغل في الفتنة وتزكيها وتدفع بها إلى مديات خطيرة وبعيدة»، وأن «السعودية تقول لكل العقلاء ولكل الصابرين ولكل المتحملين ولكل الهادئين الذين كانوا يراهنون كما قلت على تعقل أو اعتدال أو أبواب مفتوحة أو حوار سعودي مع جهات أخرى هي تقول لهم لا حوار، لا تعقل، لا اعتدال، لا مفاوضات، المزيد من القتل وسفك الدماء والحروب المدمرة. هذه هي الرسالة».
أولاد الذين يسمون أنفسهم ولاة أمر المسلمين هم من يموتون في الكباريهات
وأكد أن «آل سعود يريدون فتنة سنية ــ شيعية، وهم الذين أشعلوها منذ سنوات طويلة وهم الذين يعملون على إشعالها في أفغانستان وباكستان ونيجيريا وإندونيسيا ولبنان وسوريا والعراق أينما تريدون، هناك شيعة وسنّة وهناك مشكل بين الشيعة والسنّة فتشوا على السعودية وفكرها ومالها وتحريضها. عندما تقف مرجعيات سنية وعلماء سنّة ليدينوا هذا الإعدام هم يساهمون بدور تاريخي وإسلامي عظيم في منع تحقيق هذا الهدف».
وحذّر نصر الله الشيعة والسنّة و«إخوتنا العلماء الشيعة» لينتبهوا وأن «لا يحولوا هذا الموضوع إلى موضوع شيعي ــ سني ويفتحوا ملفات من هذا النوع. آل سعود هم الذين قتلوا الشهيد الشيخ نمر النمر، نقطة على أول السطر. هذا الموضوع لا يجوز وضعه في خانة أهل السنّة والجماعة، الذهاب من خلال هذا الدم إلى فتنة سنية شيعية هو خدمة لقَتَلة الشيخ النمر وخيانة لدماء الشيخ النمر». وأكّد الأمين العام لحزب الله أن «الكتب التي تدرسها داعش هي نفس كتب نظام آل سعود، ولذلك نفس التربية ونفس المنشأ ولذلك تشابه بالسلوك، شاهدوا نفس السلوك»، وأنه «آن الأوان لأن تقال هذه الحقيقة للعالم، أن أرض اسمها شبه الجزيرة العربية سميت زوراً وتزويراً وظلماً وبهتاناً وباطلاً وعدواناً بالمملكة العربية السعودية»، سائلاً العالم أن «يصنف هذا النظام في خانة الأنظمة الاستبدادية، الإجرامية، والإرهابية، في حين أنه يُشغل نفسه بتصنيف جماعات إرهابية، وآل سعود هم أبوها، هم أمها، وهم أساسها». ولفت إلى أنه «آن الأوان لأن يقال للعالم على مدى مئة سنة كم قدّم هذا النظام من خدمات لبريطانيا في منطقتنا، وبعدها لأميركا ومعها لإسرائيل، كم ألحق من أضرار بشعوب منطقتنا وحكومات ودول منطقتنا، وقضيتنا المركزية في فلسطين».
وردّ نصر الله على حملات الصحف السعودية التي تناولت ابنه الشهيد هادي نصر الله الذي استشهد قبل عقدين من الزمن في المواجهات مع العدو الإسرائيلي في الجنوب، إلى أن «أولاد الذين يسمون أنفسم ولاة أمر المسلمين، لا يفارقون الكباريهات، هم من يموتون في الكباريهات، أولادنا ماتوا ويموتون في جبهات القتال دفاعاً عن لبنان، وعن فلسطين، وعن الأمة، وعن الإسلام. هؤلاء هم أبناؤنا وأولادنا».
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد