لندن ترحب بالمحادثات مع سوريا وإيران
أكدت الحكومة العراقية أمس أن كل الدول المجاورة للعراق وافقت على الانضمام الى الولايات المتحدة وبريطانيا في المؤتمر الدولي لدعم العملية السياسية في هذا البلد والذي حددت موعده في العاشر من آذار ودعت اليه أيضاً الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن. وسبق ذلك اعلان دمشق مشاركتها، وعدم استبعاد طهران ذلك. وقالت باريس أيضاً إنها ستشارك، ورحبت لندن بمبدأ اجراء محادثات في شأن العراق مع سوريا وايران، لكنها أشارت الى أنها تريد تحقيق "نتائج ملموسة".
وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي: "وُجهت دعوات رسمية الى دول الجوار الاقليمي ومصر والدول الخمس الدائمة العضوية (في مجلس الامن) ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية لحضور مؤتمر يعقد في العاصمة بغداد في العاشر من آذار المقبل". وقال إن "المؤتمر يهدف الى دعم العملية السياسية وجهود حكومة الوحدة الوطنية في تثبيت الأمن والاستقرار، بما يساهم في تكريس الوفاق الوطني في العراق".
ولاحقاً، صرح نائب وزير الخارجية العراقي لبيد عبوي لوكالة "الاسوشيتد برس" أن الدول المجاورة للعراق وافقت على الانضمام الى ممثلين لواشنطن ولندن في المؤتمر وأن لا دولة رفضت الدعوة. وعلى رغم قول باريس وموسكو انهما تدرسان الدعوة، اشار الى "أنني لا أرى مؤشراً لرفضهما اياها". وأضاف أن الولايات المتحدة وبريطانيا والصين والسعودية وايران قالت إنها ستشارك.
وقال سامي العسكري مستشار رئيس الوزراء إن الدول المجاورة وافقت على الحضور أيضاً. ورأى أن المؤتمر سيوفر فرصة لدول مثل الولايات المتحدة وايران وسوريا "للجلوس معاً من دون دفع ثمن سياسي".
وأوضح عبوي أن "المؤتمر سيكون مهماً. سيبرهن أن العراق قادر سياسياً على تنظيم مثل هذا المؤتمر، وسيبعث برسالة الى العالم".
وغداة اعلان واشنطن أنها ستحضر المؤتمر في تحول ديبلوماسي بعد أشهر من رفضها محاورة طهران ودمشق، أفاد مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية أن دمشق "ستحضر" المؤتمر الدولي المقرر عقده في بغداد. ورأى ان الموقف الاميركي الحضور والتشاور مع سوريا في الشأن العراقي يعتبر "خطوة جزئية في الاتجاه الصحيح الذي يتمثل في الحوار الذي يشمل كل مشاكل المنطقة لانها جميعا مرتبطة بعضها بالبعض وتؤثر بعضها على البعض سلباً او ايجاباً".
وفي طهران، صرح أمين المجلس الاعلى للأمن القومي علي لاريجاني بأن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اتصل بنظيره الايراني منوشهر متكي لمناقشة المؤتمر. وقال: "نحن ندرس الاقتراح... سنبذل كل ما في وسعنا لتسوية مشاكل العراق. واذا كان ذلك في مصلحة العراق، سنشارك في الاجتماع... نعتقد أن لأمن العراق علاقة بكل الدول المجاورة له، وعلى هذه الدول المساهمة في تسوية الوضع". ولم يحدد مستوى البعثة الايرانية التي ستشارك في المؤتمر.
وفي القاهرة، قال ديبلوماسي مصري ان الحكومة المصرية ستوفد ممثلاً لها الى المؤتمر، مشيرا الى أن ثمة مشاروات لوضع جدول الأعمال.
ونسبت "الاسوشيتد برس" الى ديبلوماسيين عربيين أن واشنطن شددت الضغط أخيراً على بعض الحكومات العربية لحضها على حضور المؤتمر.
ودعا الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى واشنطن الى التعاون مع "الجميع" من أجل انقاذ العراق من أخطار الحرب الاهلية. وقال بعد لقائه وزيرة خارجية كرواتيا كوليندا جرابار في القاهرة ان واشنطن التي وصفها بأنها "صاحبة القرار والحضور الكثيف" في العراق "يجب أن تتعاون مع الجميع" من أجل انقاذ العراق. وأضاف: "على الجميع ان يتعاونوا لانقاذ الوضع في العراق على اساس تحقيق المصالحة والانسحاب واعادة البناء ووقف الحرب المذهبية هناك". واعتبر ان "الظروف الراهنة التي يمر بها العراق تحتاج الى علاج سياسي، لا الى علاج أمني فقط". وأكد ان "العرب لم يقصروا في مساعدة العراقيين وتأييد الحركة السياسية العراقية"، الا أن هناك جهات فتحت "القمقم" وأخرجت عفريت المذهبية وهي تحاول تعميقه وزيادته.
وفي باريس، جاء في بيان لوزارة الخارجية أن "فرنسا أكدت دائماً أن للدول المجاورة للعراق دوراً مهماً تضطلع به للمساهمة في استقرار هذا البلد وضمان سيادته على أراضيه". وقال أن باريس تدعم "بقوة مبدأ المؤتمر للعراق والدول المجاورة له ومشاركة دول أخرى ومنظمات لها مسؤوليات دولية واقليمية"، معلنا أن فرنسا قررت "الرد ايجاباً" على الدعوة.
وفي وقت سابق، صرح الناطق باسم الوزارة جان - باتيست ماتيي: "يبدو لنا ان الاولوية في العراق تكمن في تحريك عملية المصالحة الوطنية بهدف التوصل الى بنود توافق بين مكونات المجتمع العراقي في شأن المؤسسات ومستقبل البلاد". وعن الدعوة التي وجهها العراق الى سوريا التي ترفض باريس إجراء اتصالات معها على مستوى رفيع، أشار الى أن باريس "قالت دائماً ان للدول المجاورة للعراق دوراً تضطلع به بقدر ما تبدي رغبة في تقديم مساهمتها لاستقرار العراق وصون سيادته ووحدة أراضيه".
وفي لندن، صرح ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بأن "عقد لقاء امر ايجابي، ولكن يجب تحقيق نتائج في ختام المحادثات. نرحب بالاتصالات، لكن ما نريد رؤيته هو نتائج حقيقية ونتائج ملموسة، على الارض في العراق وفي لبنان وعلى صعيد التأثير في فلسطين ايضا". ولفت الى أنه "في ما يتعلق بايران وسوريا، ليست المشكلة الاتصالات، المشكلة تكمن في ردهم واذا التزموا فعلا، واذا رأينا موقفا بناء".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد