تسريبات حول زيارة قائد الجيوش الغربية الأدميرال ستافريدس إلى إسرائيل

الجمل: تحدثت المصادرعن وصول قائد القيادة الأوروبية الأمريكية إلى إسرائيل، وذلك في زيارة عمل خاطفة سوف يلتقي خلالها برئيس الأركان العامة الإسرائيلي وذلك لإجراء بعض المشاورات الهامة لجهة التعاون والتنسيق بين الطرفين: فما هي طبيعة زيارة قائد القيادة الأوروبية الأمريكية. وما هي طبيعة العلاقة بين القيادة الأوروبية الأمريكية والجيش الإسرائيلي. وما هي الأبعاد غير المعلنة لهذه الزيارة؟

* قائد القيادة الأوروبية الأمريكية في إسرائيل: توصيف المعلومات الجارية
وصل يوم أمس الاثنين قائد القيادة العسكرية الأوروبية الأمريكية الأدميرال جيمس ستافريديس إلى إسرائيل، وذلك في زيارة عمل طارئة سوف يلتقي خلالها برئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي العامة الجنرال بيني غانتز، هذا وأشارت المعلومات إلى النقاط الآتية:
•    سعت السلطات الإسرائيلية والسفارة الأمريكية في إسرائيل لجهة التكتم على الزيارة ولكن، عندما تسربت المعلومات، رفض المسؤولون الإسرائيليين والدبلوماسيين الأمريكيين التعليق أو الإدلاء بأي إفادات حول طبيعة الزيارة.
•    أكدت المعلومات الأولية بأن زيارة الأدميرال جيمس ستافريديس قائد القيادة العسكرية الأوروبية الأمريكية تتضمن عقد لقاءات مع رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بيني غانتز، وأيضاً مع قائد القيادة الشمالية الإسرائيلية الجنرال يائير غولان المسؤول عن المواجهات على الجبهة السورية واللبنانية، والجنرال تال روسو قائد القيادة الجنوبية الإسرائيلية المسؤول عن الجبهة مع مصر وقطاع غزة.
•    سوف تتضمن أجندة لقاءات قائد القيادة العسكرية الأوروبية الأمريكية، تكملة أجندة وبنود زيارة قائد القوات البرية الأمريكية في أوروبا الجنرال مارك هيرتلينغ الذي سبق وأن زار إسرائيل قبل حوالي شهر، وعقد لقاءات مع كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين.
•    سوف تقوم القيادة العسكرية الأوروبية الأمريكية، خلال الفترة القادمة بإجراء المزيد من التدريبات المشتركة مع القوات الإسرائيلية، ولما كانت التدريبات الماضية تركز على مجال البحرية والطيران والدفاع الصاروخي، فإن التدريبات المقبلة سوف تركز هذه المرة على العمليات البرية، بالتعاون بين القوات البرية الأمريكية وقوات القيادة الشمالية الإسرائيلية، وقوات القيادة الجنوبية الإسرائيلية.
•    الاسم الكودي الجديد للمناورات والتدريبات المشتركة الأمريكية ـ الإسرائيلية هو "التحدي القاتم"، وسوف تتم في مناطق شمال إسرائيل، وأيضاً في جنوبها.
•    هدف مناورات "التحدي القاتم" هو رفع مستوى التعاون العملياتي المشترك بين القوات البرية الأمريكية والقوات البرية الإسرائيلية.
•    حجم مناورات "التحدي القاتم" سوف يكون هذه المرة كبيراً بشكل غير مسبوق، إضافة إلى أن القيادة العسكرية الأوروبية الأمريكية سوف تقوم بفتح مكاتب خاصة بها في إسرائيل، وسوف تقوم قوات الجيش الإسرائيلي بفتح مكاتب خاصة بها في مقرات القيادة العسكرية الأمريكية الأوروبية.
•    هدف مناورات "التحدي القاتم" يتضمن جانبين، الأول ثانوي وهو رفع مستوى التعاون العملياتي بين القوات البرية الأمريكية والقوات البرية الإسرائيلية، والثاني أساسي، هو التوصل لتكوين قوة مهام مشتركة أمريكية ـ إسرائيلية، استعداداً وتحسباً لاحتمالات اندلاع صراع عسكري مرتفع الشدة في منطقة الشرق الأوسط.
هذا، وتقول المعلومات بأن مناورات "التحدي القاتم" سوف تسبقها مناورات "أفعى الصنوبر" المخصصة لتطبيقات واستخدامات عمليات الدفاع الصاروخي، سواء بالنسبة للصواريخ المنخضة الارتفاع، والصواريخ العالية الارتفاع، وأضافت المعلومات، بأن القطع البحرية الأمريكية المعنية بعمليات الدفاع الصاروخي سوف تصل إلى المياه الإسرائيلية من أجل المشاركة في هذه المناورات.

* خارطة المسرح العسكري الشرق أوسطي: نقطة تقاطع القيادات الأمريكية الثلاث
تشير المعطيات الجارية، إلى أن خارطة توزيع القيادات العسكرية الأمريكية تنطوي على قدر كبير ولافت للنظر، لجهة الطبيعة الاستثنائية العسكرية الآتية:
•    تقع إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، ولكنها على أساس جغرافية المواجهة العسكرية، فهي تقع ضمن نطاق مجال ولاية القيادة الأوروبية الأمريكية، وليس ضمن نطاق مجال ولاية القيادة الوسطى الأمريكية المعنية بالعمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط.
•    تقع مصر في القارة الإفريقية، ولكنها على أساس جغرافية المواجهة العسكرية فهي تقع ضمن نطاق مجال ولاية القيادة الوسطى الأمريكية وليس ضمن مجال ولاية القياد الإفريقية الأمريكية المعنية بالعمليات العسكرية الأمريكية في كافة أرجاء القارة الإفريقية.
•    تقع جميع دول شرق المتوسط الشرق أوسطية (ما عدا إسرائيل) ضمن نطاق ولاية القيادة العسكرية الوسطى الأمريكية.
•    تقع جميع دول شمال إفريقيا الشرق أوسطية (ما عدا مصر) ضمن نطاق ولاية القيادة الإفريقية الأمريكية.
أكدت معطيات خبرة الأداء السلوكي العسكري الأمريكي، بأن القيادة الإفريقية الأمريكية هي التي أشرفت على العمليات العسكرية الأمريكية الجارية تحت غطاء حلف الناتو ـ التحالف الدولي ضد ليبيا، وأن القيادة الوسطى الأمريكية هي التي تقوم بالإشراف على العمليات العسكرية الأمريكية الجارية في العراق وأفغانستان.
وتأسيساً على ذلك، بالنسبة لمنطقة شرق المتوسط، فمن الواضح أن توزيع نطاق ولاية القيادات العسكرية الأمريكية، بهذه الطريقة الهدف منه، الآتي:
•    أن تكون القيادة الأمريكية الأوروبية هي المسؤولة عن مواجهة كل التطورات العسكرية الجارية داخل إسرائيل.
•    أن تكون القيادة الوسطى الأمريكية هي المسؤولة عن مواجهة كل التطورات العسكرية الجارية في المناطق المحيطة بإسرائيل.
هذا، ولما كان الفصل عملياً بين تفاعلات التطورات العسكرية في داخل إسرائيل وفي المناطق المحيطة بها، هو أمر غير ممكن، فإن إعداد خارطة مناطق ولاية القيادات العسكرية الأمريكية بهذه الطريقة، الهدف منه هو جعل كامل منطقة شرق المتوسط تندرج ضمن ولاية القيادة الأوروبية، والقيادة الوسطى وبدرجة أقل القيادة الإفريقية.

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة