جدول أعمال زيارة نجاد لتركيا والموقف الإسرائيلي منها
الجمل: بدأت الصحافة الإسرائيلية حملة إعلامية جديدة تقوم على التسويق للفكرة القائلة بأن غزو روسيا لجورجيا قد أثبت مدى بطلان وعدم صحة أن روسيا يمكن أن تكون شريكاً وحليفاً لأمريكا والغرب، وبالتالي يتوجب على الولايات المتحدة وحلف الناتو ودول الاتحاد الأوروبي إعادة النظر والتدقيق ملياً في هذه الفكرة خاصةً وأن تركيا قد بدأت تنتهج سياسة داخلية وخارجية تؤكد بأنها تتبنى نوايا مطابقة لتلك التي لدى موسكو.
* لماذا أنقرة هذه المرة؟
انفجرت حملة الانتقادات الإسرائيلية المعادية لتركيا وتحديداً حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم بسبب التقارير والمعلومات القائلة بأن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد سيصل إلى مدينة اسطنبول التركية ضمن زيارة عمل مع الزعماء الأتراك ويرى الإسرائيليون بأن هذه الزيارة تمثل في حد ذاتها انتصاراً جديداً في المنطقة لدبلوماسية إيران وإضافةً لذلك يرى الإسرائيليون بأن زيارة الرئيس نجاد إلى تركيا لا تهدف فقط إلى مجرد إنجاز بنود جدول أعمال الزيارة وإنما إلى إضعاف موقف حلفاء أمريكا وإسرائيل الغربيين في التعامل مع إيران ويعلق الإسرائيليون على الزيارة باعتبارها أول زيارة يقوم بها الرئيس الإيراني لبلد يعتبر من الأعضاء الرئيسيين في حلف الناتو.
* جدول أعمال الزيارة:
سيتضمن جدول أعمال زيارة الرئيس الإيراني لتركيا الآتي:
• لقاء مع الرئيس التركي عبد الله غول.
• لقاء مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
وتقول التسريبات الإسرائيلية بأن أجندة اللقاءات ستتضمن الآتي:
• التفاهم حول أزمة الملف النووي الإيراني.
• التفاهم حول الروابط الاقتصادية الإيرانية – التركية.
ويتوقع الإسرائيليون أن تتوصل اللقاءات إلى الاتفاق حول تعزيز العلاقات التركية – الإيرانية في المجالات النووية والنفطية والاقتصادية بما يمكن أن يؤدي إلى تبلور شراكة استراتيجية إيرانية – تركية تؤدي إلى تعزيز نزعة تركيا الاستقلالية عن الغرب وأيضاً إلى تعزيز مواقف حزب العدالة والتنمية المعادية لإسرائيل والمناهضة لأجندة السياسات الخارجية الأمريكية والأوروبية الغربية إزاء الشرق الأوسط.
* المنظور الإسرائيلي المعادي لأمريكا:
تتضمن حملة إسرائيل لجهة بناء الذرائع ضد تركيا على المعطيات الآتية:
• أصبحت تركيا في الآونة الأخيرة تتبنى المواقف الداعمة لإيران والموافقة على البرنامج النووي الإيراني.
• أصبح الزعماء الأتراك وتحديداً الرئيس غول ورئيس الوزراء أردوغان يتحدثون صراحة وعلناً عن الأهداف السلمية للبرنامج النووي الإيراني.
• تلتزم حكومة حزب العدالة والتنمية بالوقوف إلى جانب واشنطن وإسرائيل لجهة دعم العقوبات الأمريكية والدولية ضد إيران.
• تعمدت حكومة حزب العدالة والتنمية تعزيز روابطها مع إيران خلال الأعوام الخمسة الماضية وعندما تولى الحزب الحكومة كان حجم المبادلات التجارية في عام 2002م التركية – الإيرانية في حدود 1.2 مليار دولار، ولكنها في العام 2007م وصلت إلى 6.7 مليار دولار، بما يعني ويشير إلى تحول كبير في مجرى الروابط والعلاقات على خط أنقرة – طهران.
• تجاهلت أنقرة اعتراضات حليفتها واشنطن وقامت في تموز 2007م بتوقيع اتفاقية مع إيران يتم بموجبها تنفيذ صفقة بناء خط أنابيب نقل النفط من الحقول الإيرانية إلى الساحل التركي وذلك بتكلفة إجمالية تبلغ 3.5 مليار دولار. وتقول التسريبات الإسرائيلية بأن أنقرة تخطط لإكمال الترتيبات النهائية لإبرام وتنفيذ هذه الصفقة خلال زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لاسطنبول.
• دعمت حكومة أنقرة العلاقات والروابط على مستوى القطاع والخاص وحالياً أصبح رجال الأعمال الأتراك أكثر تورطاً في إبرام الصفقات وتنفيذ المعاملات المالية والتجارية مع نظرائهم الإيرانيين وذلك إلى الحد الذي أضر كثيراً بالعقوبات الأمريكية والدولية على إيران.
• تزايدت روابط أنقرة – دمشق ومن أبرز المؤشرات على ذلك زيارة الأسد الأخيرة إلى تركيا وهي زيارة تمت رغماً عن اعتراضات واشنطن ورغبتها الهادفة إلى تشديد الضغوط الدبلوماسية والإقليمية على دمشق.
• تورطت بعض الأطراف التركية في تزويد حزب الله بالعتاد والسلاح وترى بعض الأطراف الإسرائيلية بأن أنقرة قد غضت الطرف عن تشديد الحظر الأمريكي والإسرائيلي والغربي المفروض على حزب الله ويرى الإسرائيليون بأن موقف أنقرة المتسامح إزاء حزب الله هدفه السماح لإيران بتمرير الإمدادات لحزب الله وأيضاً لحركة حماس.
* دور أنقرة الجديد في إفشال السياسات الأمريكية – الإسرائيلية:
يرى الإسرائيليون بأن أنقرة تلعب دوراً مزدوجاً إزاء سياسات محور واشنطن – تل أبيب لجهة:
• تقوم أنقرة بدور الوسيط غير المعلن على خط طهران – واشنطن وفي يوم 18 تموز 2008م وصل إلى أنقرة ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي الأمريكي وفي اليوم نفسه وصل إلى أنقرة أيضاً وزير الخارجية الإيراني مانوشهر متكي. وبعد ذلك بيومين التقى في جنيف وليان بورنس مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية مع سعيد جليلي المفاوض الإيراني الرئيسي في أزمة البرنامج النووي الإيراني.
• تقوم أنقرة بدور الوسيط المعلن في المحادثات السورية – الإسرائيلية التي تجري وقائعها في مدينة اسطنبول بإشراف السلطات التركية.
ستقول المزاعم الإسرائيلية بأن الوساطة التركية المعلنة في ملف المحادثات السورية – الإسرائيلية والوساطة التركية غير المعلنة في ملف البرنامج النووي الإيراني قد أدت إلى:
• إضعاف موقف محور تل أبيب – واشنطن.
• تقوية موقف خصوم محور تل أبيب – واشنطن.
إضافةً لذلك ترى المزاعم الإسرائيلية بأن العمليات العسكرية التركية ضد شمال العراق قد أضرت كثيراً بموقف أمريكا في العراق إضافةً إلى أن أنقرة ما تزال ترفض السماح لحليفتها واشنطن باستخدام الأراضي والأجواء التركية وإمداد القوات الأمريكية في العراق.
ويخلص الإسرائيليون إلى الزعم بأن تركيا تحت حكم غول – أردوغان هي تماماًً مثلها مثل روسيا تحت حكم ميديدفيديف – بوتين وبالتالي فإنه يتوجب على محور واشنطن – تل أبيب وحلفاءه الغربيين وضع استراتيجية جديدة للتعامل مع أنقرة – موسكو بما يتطابق مع المنظور الإسرائيلي الجديد.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد